تاريخ النشر 23 مايو 2020     بواسطة الدكتورة فاطمة الاحمري     المشاهدات 1

مساجلة بلا استئناف!

كعادتها طافحة بالأفكار والمشاريع، لا يفصل بينها وبين إبداء فكرة أو مشروع يستحقه أطفال ذوي الإعاقة والاضطرابات النمائية، إلا بضعة أيام، يتم فيها تنظيم المقترح وكتابته، وطرق باب المسؤول الذي تتكهن بأنه غير مسدود! رتبت موعدا، وحضرت في ذروة الاتقاد، ولكن غير المألوف أن الوصي تماما مختلف عما توهم
ت وقرأت، في كتب الموارد البشرية وتطوير الذات والقيادة. وجه بلا ملمح، صموت كأنه أعجم، يدخلك مكتبه، ويكمل توقيع بضعة أوراق، ثم يلتفت إليك بإبهام، يترقبك أن تستهل الحوار..

ولكن في سليقتها وقيمها، هذه التفاصيل لا تهمها بقدر أنها تتعلم منها بصمة كل صاحب كرسي!، ومدى نجابته وفطنته لمعنى لكلمات عدة: قائد، راعٍ لرعيته.. إلخ. ولطالما استنتجت أن هذا الكرسي آمانة شاقة وعسيرة، وليست مدعاة للفخر أبدا،

وبعد بضع كلمات، والتحية والسلام، أخبرها ذلك المسؤول أنه يعرف عنها كل شيء، فيبدو أنه خبير بها أكثر من نفسها كما يزعم.

وكانت أهم جملة ما برحت تتردد في رأسها أسابيع وأياما،، أنت تهتمين بفئة معينة من الأطفال ذوي الإعاقة، والاضطرابات النمائية، يبدو أنها لا تهمني في الوقت الراهن!!!

وأدركت تلك البارة، والمناضلة من أجل قضية طالما آمنت بها أن الاستئناف انتهى قبل أن يبتدئ، وأن استمرار الحوار مع ذي الجهل مجرد نوع من الحمق، وقد أصبحت خبيرة فيه منذ سنوات عدة..

حدقت في عينيه، لعلها تفهم أي نوع هذا الإنسان، وقالت في قرارة ذاتها، وهي تستغفر بشدة، ربما إذا اختبره الله بطفل، يحتاج الدعم والتأهيل، سيؤمن بهذا المشروع، وباحتياج فئة طالما حملت همها، وتنهدت قائلة لعقلها، سأتركه لمحكمة السماء العادلة..

كم هذا محزن، «متلازمة الإعداد للفشل»، وتواطؤ الرؤساء لإفشال النجاح، المشكلة أن معرفتنا هي آفتنا، نعلم كل شيء ولا يوجد حل، العلم يقول إن التوافق بين الرئيس والمرؤوس دوما يبنى على معايير شخصية، ليس لها علاقة بالأداء، مما يعني أن توافق القيم، والمبادئ، والمعايير الاجتماعية، وحتى أدق التفاصيل ذات أثر بالغ على تقييم الموظف وأدائه، وهذا يجعلنا نتوقع أن هذا المرؤوس في قصتنا قد يكون عالي القيم والمبادئ والمسؤولية، على عكس الرئيس، لذا قد يريدك أن تنحط لمستواه، وأنت تحاول أن تشمخ بمعاييره وقيمه لمستوى أعلى، لم يألفه!

ومن أغرب الملاحظات المرصودة من خبرتي الوديعة والمستكينة، 15 سنة من الكدح والممارسة في ظروف متمايزة ومتباينة،، أن بعض الرؤساء يرى انسحاب المرؤوس دليلا قاطعا على القيم العالية والأخلاق الفاضلة لديه! مع أنه ضعيف الأداء.، لا يساهم بأفكاره أو طاقته في المنظمة. لذا دأب ذلك الراعي على زيادة الضغوط والمراقبة لكل موظف صاحب أحلام، يود أن يقدم مساهمة ذات معنى لمكان عمله..

لذا يا عزيزي الحالم، وباسق القيم، طور نظام فلتر للمحادثات خاصا بالحوارات في ذلك المكان الطارد للإبداع، من خصائص هذا الفلتر قلب المعاني، لأنها فعلا متقهقرة ومنتكسة، فعندما يقال لك يا لعدم انضباطك، فليترجمها ترجمان الإبداع إلى لا تيأس أنت مشاريعك لا تليق بي، فلتذهب إلى مكان المبدعين والرياديين، هنا مكان من يعاني من أعراض الانسحاب، ومن ينام في أوج الحوار، ويتألم من علو المبدأ ونزاهة الضمير..

فيك مشروع شريف محتمل *** سقط المكياج، لا جدوى بأن

اليوم فقط فطنت لقصة ذلك الموظف، الذي يغير نوع سيارته على حسب نوع سيارة سيده، فعلا لديه ذكاء اجتماعي، طبيعي ومكتسب، من معرفة خبيرة بنظريات استنتجها، والتي تطلبت مني سنتين لأنهي قراءة نظريات عدة في كتب الإدارة، ومازلت أقرأ وأقرأ لعلني أنقل لكم فهمي قبل تقاعدي، يا أحبابي..

هذا اعتذاري إلى العلياء أن طمحت *** ما لزني خور عنها ولا فشل


أخبار مرتبطة