تاريخ النشر 18 مايو 2020     بواسطة الدكتورة طيبة مرزوق الحربي     المشاهدات 1

أمراض الغدد ومضاعفات السكري لدى الأطفال

برعاية الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة انطلقت أول من أمس الأربعاء فعاليات المؤتمر العربي الدولي الثالث لغدد وسكري الأطفال والمؤتمر الرابع لمثقفي مرضى السكري، اللذان تستمر فعاليتهما لنهاية يوم الأحد المقبل. افتتح المؤتمرين رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لطب الأطفال الدكتور / عبد الله بن عمير الع
مير ونظمتهما الجمعية السعودية لطب الأطفال بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بجدة وبمشاركة الجمعية العربية لغدد وسكري الأطفال.
وفي تصريح لـ«صحتك» بـ«الشرق الأوسط»، أوضح رئيس اللجان المنظمة للمؤتمرين نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأطفال الدكتور عبد العزيز بن عبد الله التويم أن المملكة تتشرف باستضافة المؤتمر العربي الثالث لغدد وسكري الأطفال لأول مرة بعد استضافة النسختين الأولى والثانية منه في دولتي الكويت والإمارات الشقيقتين.
وأن المؤتمر حرص على استقطاب نخبة متميزة من العلماء والاستشاريين المتخصصين في مجالات مختلفة في طب وغدد وسكري الأطفال من دول العالم كافة ومن داخل المملكة، في مقدمتهم رئيس الجمعية الأوروبية لغدد وسكري الأطفال البروفسور جان لابيل وعدد من الأساتذة من أميركا وأوروبا والدول العربية والخليجية بهدف إثراء النقاش ونقل الخبرات العلمية والعملية إلى الأطباء والممارسين الصحيين العاملين في هذا المجال بمستشفيات المملكة.
وفي حديثه لـ«صحتك»، أوضح رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر العربي الثالث لغدد وسكري الأطفال الدكتور عبد المعين الأغا أن المؤتمر يناقش أكثر من 40 ورقة عمل في المستجدات العلمية والطبية والعلاجية لأمراض السكري والغدد الصم. وأكد بأن المشاركين في المؤتمر يتباحثون في كل المستجدات العلاجية والدوائية الخاصة بهذا المجال.
* تقارير علمية
ومن أهم التقارير والأوراق العلمية المقدمة إلى المؤتمر:
- البروفسور جان لابيل (Prof. Jan Lebl) رئيس الجمعية الأوروبية لغدد وسكري الأطفال، قدم محاضرة عن «التكنولوجيا الحديثة & وإدارة مرض السكري».
- البروفسور زولف موجال (Prof. Zulf Mughal) استشاري عظام الأطفال أستاذ إكلينيكي في صحة الطفل بالمستشفى الملكي للأطفال في مانشستر بالمملكة المتحدة: قدم ثلاث أوراق عمل، الأولى بعنوان «منهجية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من هشاشة العظام وتكرار الكسور»، تحدث فيها عن أكثر حالات الكسور لدى الأطفال شيوعًا والفئة العمرية التي تتعرض للكسور من الأولاد والبنات. وتتحدث الورقة الثانية عن موضوع «منهجية التعامل مع حالات ارتفاع الكالسيوم في الدم لدى الأطفال»، ويؤكد خلالها بأن أعراض ارتفاع الكالسيوم في الدم لدى الأطفال غالبًا غير محددة وتشتمل على نقص التغذية والقيء وغير ذلك من الأعراض. أما الورقة الثالثة فتناقش «العلاج الطبيعي لحالات الأطفال الذين يعانون من الأمراض الناشئة عن اضطرابات العظام».
- الدكتورة سارة احتشام استشارية الغدد الصماء للأطفال بمستشفى المدينة الطبية في دبي بالإمارات العربية المتحدة، تحدثت عن النمو السريع في السنوات الأخيرة للأدوية الحيوية المصنعة لعلاج أمراض الغدد الصم، مشيرة إلى عدم وجود تشابه بين الأدوية الحيوية والأدوية الجينية المستخدمة في العلاج.
- الدكتور سيف اليعربي من جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، ناقش موضوع تأثير نقص الكالسيوم وفيتامين «دي D» على عظام الأطفال والتسبب في كسور العظام، وأوضح أن هذه المشكلة توجد في الوقت الحالي بنسب كبيرة وعالية في منطقة الشرق الأوسط.
- البروفسور محمد أحمد عبد الله رئيس أقسام الغدد الصماء للأطفال والمراهقين بكلية طب جامعة الخرطوم في السودان، قدم ورقة علمية بعنوان «علاج فرط نشاط الغدد الدرقية لدى الأطفال» ناقش فيها إمكانية تأثير بعض الأمراض الشائعة في المجتمع على الأطفال وتسببها في حدوث فرط نشاط الغدة الدرقية.
- الدكتورة نانسي البربري من قسم سكري الأطفال بجامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية ركزت على كيفية نجاح مخيمات السكري للأطفال في العالم العربي ودعم الأطفال من مرضى السكري بمشاركة تجاربهم مع بعضهم بعضا.
- البروفسورة رشا طريف، أستاذة طب الأطفال استشاري غدد الأطفال كلية الطب بجامعة عين شمس في مصر، قدمت ورقة بعنوان «الأطفال مع تأخر سن البلوغ.. ما التوقيت الأمثل لحدوث البلوغ وأحدث التوصيات الطبية التي تم التوصل إليها في هذا الجانب».
* السكري والمواليد الجدد
وعلى هامش المؤتمر العربي الثالث لغدد وسكري الأطفال قدم الدكتور سعد عبد الله الصاعدي استشاري الأطفال حديثي الولادة ورئيس وحدة حديثي الولادة في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز ومستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة ورئيس الجمعية السعودية للأطفال حديثي الولادة أطروحة علمية في تخصص الأطفال حديثي الولادة ركز فيها على مضاعفات مرض السكري لدى الأم الحامل على جنينها أو مولودها، وتحدث عن مرض السكري المزمن والذي تكون الأم مصابة به قبل حملها الثاني وهو ما يطلق عليه «سكري الحمل»، وهو عبارة عن سكري يصيب المرأة فقط في فترة الحمل وينتهي مع انتهاء الحِمل، ولا تقتصر مضاعفات هذا المرض على الأم فقط، بل تتعداه إلى مضاعفات لدى الجنين والمولود، وهنا تبرز أهمية التحكم في مستوى نسبة السكر في الدم لدى الأم الحامل والحفاظ عليه في الحدود الطبيعية من بداية الحمل حتى تتجنب هذه المضاعفات أو تقلل من إمكانية حدوثها. 

ويمكننا تلخيص هذه المضاعفات فيما يلي:
- كبر حجم الجنين وزيادة وزنه عند الولادة، حيث يكون وزن المولود المكتمل النمو أكثر من 4 كلغم، وذلك نظرًا لوصول كميات كبيرة من السكر «الغلوكوز» للجنين عن طريق الحبل السري وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الإنسولين في دم الجنين، وذلك للمحافظة على نسب السكر في دم الجنين ضمن الحدود الطبيعية. ومن المتعارف عليه علميًا أن الإنسولين هو هرمون النمو الأساسي في هذه المرحلة من العمر، وهذا يؤدي لزيادة وزن الجنين وما يترتب على ذلك من مضاعفات عند الولادة على الأم والطفل، مثل صعوبة الولادة والتي قد تؤدي إلى عطب في الضفيرة العصبية التي تتحكم في حركة ذراع ويد الطفل أو إلى كسر في الترقوة أو اختناق الطفل أثناء الولادة وما يعقبه من نقص في الأكسجين الذي قد يؤدي إلى الوفاة أو الشلل الدماغي. وتزداد نسبة الحاجة للعملية القيصرية في مثل هذه الحالات لتجنب هذه المضاعفات بعد الولادة.
- تزداد خطورة إصابة المولود بنقص نسبة السكر في دمه والتي لو لم تعالج قد تؤدي إلى تلف في المخ وتنخفض نسبه السكر في دم المولود نظرا لانقطاع إمداد السكر الذي يصل إليه من أمه عن طريق الحبل السري وعدم قدرته على التكيف على الوضع الجديد الذي يعتمد فيه على نفسه والذي قد يستمر عدة أيام.
- عدم اكتمال وظائف الرئتين وهذا يؤدي إلى صعوبة في التنفس وحاجة الطفل إلى دعم بأكسجين إضافي وأحيانا وفي الحالات الشديدة حاجته للتنفس الصناعي.
- إصابة المولود باليرقان (الصفاري) نتيجة زيادة المادة الصفراء في دمه وقد يحتاج للمعالجة الضوئية.
- انخفاض بعض الأملاح المهمة في دم المولود مثل الكالسيوم والماغنيسيوم.
- زيادة احتمال إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية مثل التشوهات الخلقية القلبية والعصبية بمقدار 2 إلى 3 أضعاف احتمال الإصابة لدى أطفال الأمهات غير المصابات بمرض السكري.
- ازدياد خطورة الإصابة بالتشوهات في حالة عدم التحكم في مستويات السكر لدى الأم الحامل في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل وذلك أثناء تَخَلَّق الجنين.
يذكر أن معظم هذه المضاعفات يمكن تجنبها وذلك بالحرص الشديد على التحكم بنسبة السكر في الدم في جميع مراحل الحمل، وذلك عن طريق المتابعة المستمرة مع الطبيب ومراقبة مستويات السكر في الدم والحمية الغذائية وأخذ جرعات الإنسولين إذا دعت الحاجة لذلك.
* محاضرات وورش عمل لمثقِفي مرضى السكري
أوضحت رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر الرابع لمثقفي مرضى السكري الأستاذة إيمان عبد الرحمن العقل بأن البرنامج العلمي لهذا المؤتمر الرابع يحتوي على كثير من المحاضرات التعليمية وورش العمل التدريبية التي تقدمها نخبة متميزة من الأطباء والاستشاريين خلال مدة انعقاد مؤتمر مثقفي السكري. ومن أبرز هذه المحاضرات ما يلي:
- البروفسور خالد حسين من المملكة المتحدة سيقدم محاضرة بعنوان «انخفاض الجلوكوز في الدم للأطفال المصابين بالسكري».
- البروفسور عبد الله الحربش من السعودية، يقدم محاضرة بعنوان «السكري وباء عالمي».
- الدكتورة غادة مكي، محاضرة بعنوان «مبادئ التعليم والتثقيف للسكري».
- المثقفة تغريد فطاني، محاضرة بعنوان «الإدارة الذاتية لمرض السكري.. التثقيف والدعم».
وأشارت العقل إلى أن هناك ورشة عمل تعليمية للمتدربين تعقد برئاسة رئيس اللجان المنظمة الدكتور عبد العزيز بن عبد الله التويم لتعليمهم على الاستخدام العملي لمضخات الإنسولين، والتحكم في إعطاء الإنسولين للمرضى واستمرار مراقبة الجلوكوز. وهناك ورشة عمل أخرى لتدريب المشاركين بهدف إكسابهم الخبرة العملية في كل الأعمال اليومية التي يقوم بها المثقف الصحي تجاه مرضى السكري سواء في المستشفى والمركز الصحي أو خلال الزيارات المنزلية للمرضى.


أخبار مرتبطة