تاريخ النشر 20 ابريل 2020     بواسطة الدكتور طارق شريف     المشاهدات 3

أخطاء شائعة عن الطب النفسي

هناك الكثير من الأخطاء الشائعة بين الناس عن الطّب النّفسي والمرض الّنفسي والعلاجات النفسية. فالكثير منهم يعتقد أن الطّب النّفسي يعالج ما يسموه عامة الناس بالجنون وفي الواقع فإن كلمة جنون لم ترد في الغالبية العظمى من الكتب النفسية الحديثة ولا تستعمل ابداً في معاينة وتشخيص المرضى الذين يعانون من
اضطرابات نفسية أو عقلية.
والمعروف أيضاً أن الإضطرابات الشديدة والتي تشمل الأوهام أو الهلوسات أو اضطراب التفكير تشكل نسبة ضئيلة جداً من مجمل الإضطرابات النفسية.
 
بعض الناس يعتقدون أن الإضطرابات النفسية هي ضعف في شخصية المريض ولذلك فإن المريض يخشى أن يزور الطبيب النفسي خوفاً من ذلك أو من الوصمة المتعلقة بالمرض النفسي، -والبعض يعتقد أن المريض النّفسي يفقد حقوقه كالميراث والتصرف في ممتلكاته وهذا أيضأ خطأ شائع، والبعض أيضاً يعتقد أن المريض النفسي خطر على الآخرين وهذا غير دقيق، حيث أن الغالبية العظمى من الجرائم تُرتكب من قِبل أشخاص عاديين.
 
والكثيرون يعتقدون أن المريض النفسي يتظاهر بالمرض أو يمثل حالة المرض ومثال ذلك خرف الشيخوخة حيث أن المريض ينسى أحياناً ويتذكر أحياناً أخرى فيتهمونه بتمثيل دور المرض.

- هناك الكثير من الفهم الخاطئ بما يتعلق بالأدوية النفسية فالكثير من الناس يعتقد أنها تسبب الإدمان أو أنها خطرة أو إنها مجرد مهدئات وهذه مفاهيم خاطئة تماماً، بعض الناس يعتقد أن العلاج النفسي يستمر طوال الحياة وأن المريض لا يشفى وهذا أيضاً مفهومُ خاطئ تماماً فالكثير من المرضى يشفون بعد زيارة واحدة للطبيب أوبعد أخذ كورس واحد من العلاج الدوائي.
عندما يذهب شخصُ يشكو من وجع في الرقبة عند طبيب العظام مثلاً؛ فإنه يخرج بوصفة بها خمسة أدوية مختلفة أو أكثر ثم يعترض هذا المريض على أخذ أحد هذه الأدوية ولأن هذا الدواء يستعمل في حالات الصرع، وهو لا يعرف أن الكثير من العلاجات تستعمل لعدة أنواع من الأمراض سواء النفسية أو الجسدية.

والبعض يعتقد أن العلاج النفسي هو عبارة عن جلسات طويلة حيث يستلقي بها المريض على كنبة مريحة ويبدأ بالكلام عن قصة حياته بينما يقف الطبيب ويدّخن غليونه، ويعتقد أن الطبيب له لحية وذقن طويلة مثل لحية “فرويد” وأن الطبيب يستطيع أن يقرأ أفكاره.
 
بعض الناس يعتقد أن الإختلاط بالمرضى الذين يُعانون من اضطرابات نفسية قد يؤدي إلى تدهور في صحتهم النفسية أو
العقلية وكأن الإضطراب النفسي أو العقلي يسبّب العدوى ، وهذا أيضاً مفهوم خاطئ فالمرض النفسي لا يعدي. الكثير من الناس يزور المشعوذين بعد ظهور الأعراض النفسية الشديدة لإعتقاده أن سبب الإضطراب هو السحر أو الجن أو الحسد أو العين .
 
هذه بعض الأمثلة من الأخطاء الشائعة عن الطب النفسي ولكن الحقيقة أن الإضّطراب النفسي سببهُ في الغالب اضطراب في كيمياء الدماغ مثله مثل الكثير من الأمراض الجسدية التي تكون سببها اختلال في كيمياء الجسم أو هرموناته.
وكذلك فإن الإستشاري النفسي هو في الأصل طبيبُ تخرج من كلية الطب ثم تدرب في التخصص وبعد نجاحه فإنه يصبح
أخصائي لسنوات ثم استشاري وهذا يستغرق ( 17 ) سنة على الأقل قبل أن يصبح استشارياً في الطب النفسي، والطب النفسي هو أساساً فرعُ مهمُ جداً من فروع الطّب وربما هو من أرقاها لأنه يتعامل مع النفس والعقل والدماغ وهي أهم أجزاء جسم الإنسان.

وأخيراً فإن الكثير من الناس في المجتمعات المتقدمة يفتخرون بأن لديهم مستشار نفسي يساعدهم على التعامل الصحي مع مشاكلهم النفسية أو الإجتماعية، وبعضهم يزور المستشار النفسي قبل الزواج إما للإستشارة أو لعمل تحليل شخصية له ولخطيبته حيث أن التوافق في الشخصية يعتبر من الأمور الرئيسية التي تساهم في ثبات الزواج واستمراره


أخبار مرتبطة