تاريخ النشر 15 نوفمبر 2019     بواسطة الدكتور حسن ايوب     المشاهدات 1

الذكاء الاصطناعي في ''طب الطوارئ

كرسي داخل سيارات الإسعاف قد ينقذ الأرواح لم يعد الذكاء الاصطناعي من كماليات الحياة، بل يعمل ليكون ضرورة في حياتنا اليومية، خصوصاً إن جرت الاستفادة منه لتسهيل حل مشاكلنا تحديداً بعد أن دخل في مجالات عدة منها الطب وإنقاذ المرضى من الموت. هذا الاختراع الذي سنعرضه، قد يبدو بسيطاً أو لا أهمية
كبيرة له للأفراد غير المعنيين بالطب، لكن رائدي هذا المجال لن يستغنوا عنه عند اصداره في الاسواق. واللافت أن الفكرة أتت من تجربة زياد كردي الشخصية.

زياد كردي... مسعف متطوّع وفي احدى الحالات التي صادفها، احتاج مريض مصاب بالسكتة القلبية إلى عملية إنعاش القلب الرئوي. وكان زياد المسؤول عن مهمة انقاذ المريض، وبدأ بالعملية داخل سيارة الاسعاف، لكن المريض لم يُظهر أي تجاوب وتوفي. ويقول زياد: "المشهد بقي يلاحقني، وحفزني على اختراع شيء من ضمن اختصاصي الذي أتعلمه Mecatronics المختص بالروبوتات والذكاء الاصطناعي. لذلك جمعت معلوماتي الهندسية مع معلوماتي الاسعافية ووصلت إلى اختراع Auto CPR Machine-Life Beat Machine".

لم يكن اختراع الكرسي فقط لزياد، فقد ساعده فريق متفانٍ للفكرة مؤلف من عبد الرحمن اللبان وحنان أيوب ومروة شاتيلا. وحصلوا على براءة اختراع كرسي مثبّت داخل سيارات الاسعاف مهمته تثبيت المسعف ليتمكن من القيام بعملية إنعاش القلب الرئوي بشكل صحيح، وهي عملية تُنقذ العشرات من الموت في حال جرت بشكلها الصحيح الذي يتطلب تثبيتاً كاملاً للمسعف.

ويتميّز هذا الكرسي بأنّ المسعف والطبيب والشخص العادي يمكنه استعماله، كما يمكن وضعه داخل سيارات الاسعاف، ويحتوي تقنية خاصة يمكن وضعها في المستشفى، إذ يتيح للأطباء القيام بالـ CPR، ويخفف من الخطأ البشري. كما يمكن وضعه في الأماكن العامة كي يستعمله أي شخص عادي.

يتضمن الكرسي شاشة تمنع الخطأ البشري، ولا يزال في مرحلة التصميم. و"رغم أنّ كلفته مرتفعة حتى اليوم"، على حد تعبير زياد، إلا أنّه يبحث حالياً عن شريك مموّل، مؤكداً أنّ سعره سيكون أرخص من أي حل آخر لمشكلة إنعاش القلب الرئوي داخل السيارة.

أما المشاريع المستقبلية فلا تختلف عن الكرسي الاصطناعي، فقد بدأ زياد حالياً باختراعه الجديد الذي تمت الموافقة عليه من قبل برنامج انجازات البحوث العلمية مع تمويل، وهو عبارة عن روبوت يُسعف المريض ريثما تصل سيارات الاسعاف ويدعى "Semi Robotic Ambulance".

هل سيكون للذكاء الاصطناعي ثورة قريبة في عالم الطب تحديداً، ويساهم في إنقاذ مئات الأرواح؟ ولكن هل سيجد أيضاً شبابنا الدعم اللازم لتحقيق أحلامهم وتنفيذ اختراعاتهم كي تُصبح في متناول الجميع؟ الجواب يبقى بين أيدي المعنيين والمسؤولين على أمل الدعم الكامل. 


أخبار مرتبطة