تاريخ النشر 17 أكتوبر 2018     بواسطة الدكتورة حصة عبدالعزيز معمر     المشاهدات 3

تشخيص ضعف السمع عند الاطفال: لهذا هو مهم

يمكن أن يتم الكشف عن ضعف السمع عند الأطفال بعد الولادة مباشرة. كلما كان الكشف عنها في مرحلة مبكرة أكثر، يكون من الممكن اصلاح الضرر والحد منه وبالتالي منع مشاكل الكلام والاتصال. اليوم، يمكن اجراء فحص مسح السمع في العديد من المستشفيات. إنه اختبار بسيط، لا يسبب أي ألم وهو غير مكلف نسبيا، وخاصة با
لنظر إلى التكلفة مقابل الفائدة.
كيف يتم إجراء فحص السمع؟
يتم إجراء فحص المسح السمعي، والذي يدعى في المصطلحات الطبية "فحص الصدى الصوتي"، بواسطة استخدام جهاز يشبه مقياس الحرارة الرقمي الذي يوضع في الأذن.
يتم استخدام هذا الجهاز للتحقق من ضعف السمع عند الأطفال، وفيما إذا كان عمل جهاز السمع لدى الطفل سليماً أم يعاني من مشكلة ما.
بمساعدة هذا المسح يمكن الاستنتاج، بنسبة احتمال كبيرة، اما إذا كان هناك شك بوجود ضعف السمع أم لا.
إذا أظهر الفحص أية شكوك، فيجب مواصلة إجراء المزيد من الفحوص، التي تكون أكثر تعقيدا وتكلفة، للتحقق من مدى الخلل في السمع لدى الطفل.
ماذا بعد التشخيص؟
في حال تشخيص ضعف السمع عند الأطفال وإذا لزم الأمر، يمكن للطفل استخدام جهاز السمع ابتداء من سن شهرين - ثلاثة أشهر، أو حتى زرع طـعم في القوقعة مما يحسن قدرة السمع ويجعلها أفضل.
ابتداء من سن سنة واحدة تقريبا، في العادة. لدى الرضع في سن أقل من سنة واحدة، يفحص فني الاتصال مدى ملاءمة جهاز السمع للطفل وكيف يتواصل مع بيئته.
في سن سنة، اذا اكتشف أنه ليست هنالك أية فائدة من أجهزة السمع، فبالإمكان عندئذ اجراء جراحة للطفل وزرع طعم قوقعة الأذن في رأس الطفل، وهو إجراء يهدف إلى تحقيق مستوى جيد من السمع والسماح بتطوير اللغة.
طعم قوقعة الأذن معد للرضع والأطفال الذين لا يسمعون في كلتي الأذنين والذين يعانون من ضعف السمع الحاد جدا.
ملاءمة جهاز السمع للحالة
بناء على الفحوص الطبية والتشخيص في معهد السمع، يتم الحصول على نتيجة موضوعية لوضع حاسة السمع لدى الطفل.
بعد اجراء كل فحوصات السمع، نلائم للطفل جهاز السمع المناسب به، وفقا لمدى الخلل في السمع وبحسب حجمه. ثم يتم، بالتعاون مع الطفل وأسرته اختيار نوع الجهاز: الحجم، الشكل وحتى اللون.
بعد ملاءمة جهاز السمع يتم اجراء متابعة ثابته لسمع الطفل، تشمل علاج اللغة والنطق، للتأكد من أن النطق يلائم عملية إعادة تأهيل السمع.
عندما يكبر الطفل، من الضروري ملاءمة سماعات جديدة لأن أذنيه تكبران، أو في حال حصول تغير في وضع السمع لديه. كذلك، من المهم جدا أيضا التأكد من أن الطفل موجود تحت إشراف مستمر.
متى يتم الكشف؟
يتم الكشف عن ضعف السمع عند الأطفال اليوم بعد الولادة مباشرة. لكن الصعوبة تكمن في تحديد نوع الإعاقة. أحيانا تكون في الأذن الداخلية وأحيانا في العصب.
ولا تتوفر، حتى اليوم، وسائل ناجعة للتشخيص الدقيق تماما. هناك محاولات منذ عدة سنوات لتطوير جهاز فعال لتشخيص الخلل لدى الطفل وتحديد درجة خطورته.
في دراسة أجريت مؤخراً، وضعت على رأس الطفل في حالة النوم أو الرضاعة قطعة أشبه بخوذة وكانت موصولة بأقطاب كهربائية، يتم من خلالها التقاط ردود الفعل من دماغ الطفل على المؤثرات المختلفة التي يتم إرسالها إليه من خلال هذه "الخوذة".
ومن ثم تمت ترجمة الترددات والموجات الدماغية. ووفقا لذلك، تتم ملاءمة جهاز السمع الأمثل للطفل.
هذا يشبه، عمليا، عملية البحث عن محطة في جهاز الراديو. فنحن نبحث ونبحث، حتى نجد التردد الأفضل للسمع.
من المهم أن نذكر أن العملية ذاتها ليست مؤلمة على الإطلاق، على الرغم من أن البحث جارٍ منذ عدة سنوات ونتائجه ممتازة حتى الان، لكنه لا يزال في مراحله التجريبية.
وأخيراً، فقد أثبتت الدراسات، أنه كلما تم اكتشاف ضعف السمع عند الأطفال مبكراً، كان بالإمكان تقليل الأضرار وتقديم العلاج الجيد والمناسب، ليتمكن الطفل من تعلم النطق الصحيح وعيش حياة طبيعية مثله مثل الأطفال الاخرين.
أين يتم إجراء الفحص
فحص مسح السمع للرضع هو فحص هام وينبغي إجراؤه في أسرع وقت ممكن بعد ولادة الطفل.
إذا لم يتم إجراء هذا الاختبار في المستشفى حيث ولد طفلكم، فإنه من المستحسن أن تطلبوا من طبيب الأطفال تحويلكم إلى مركز طبي أو مستشفى لغرض إجراء هذا الفحص.
بهذه الطريقة يمكن منع تفاقم الضرر الذي يمكن أن يسببه ضعف السمع لدى طفلكم: مشاكل في الكلام، في النطق وفي التواصل، إضافة إلى اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).


أخبار مرتبطة