تاريخ النشر 10 أكتوبر 2018     بواسطة الدكتورة طيبة مرزوق الحربي     المشاهدات 2

البلوغ المبكر

البلوغُ المُبكِّر precocious puberty هو الحالةُ التي تبدأ فيها علاماتُ البلوغ بالظهور في وقتٍ مُبكِّرٍ جدَّاً. ويُعَدُّ البلوغُ الذي يبدأ قبل عمر ثماني سنوات عندَ الإناث وقبل عمر تسع سنوات عند الذكور بلوغاً مُبكِّراً. تظهر عند العديد من الأطفال بعضُ العلامات المُبكِّرة لحدوث البلوغ، والتي تُعر
َف بالبلوغ المُبكِّر الجُزئي؛ فقد يُلاحَظُ عندَ بعض الإناث، اللواتي تتراوح أعمارهنَّ بين ستَّة أشهر وثلاث سنوات عادةً، حدوثُ بروزٍ للثَّدي يختفي لاحقاً أو قد يستمرُّ من دون حدوث التَّغيُّرات الجسديَّة الأخرى للبلوغ.
ويشمل البلوغُ حدوثَ نُمُوٍّ سريعٍ للعظام والعضلات، وتغيُّرَ شكل وحجم الجسم، وظهور القدرة على الإنجاب.
ليس بالإمكان معرفة سبب حدوث البلوغ المُبكِّر في كثيرٍ من الأحيان. ونادراً ما ينجم ذلك عن الإصابة بحالاتٍ صحيَّةٌ معيَّنة، مثل العدوى والاضطرابات الهرمونيَّة والأورام والأذيّات أو الشذوذات الدِّماغيَّة. ويتضمَّن علاجُ البلوغ المبكِّر عادةً استعمال دواءٍ لتأخير تطوُّره بشكلٍ أكبر.
الأعراض
يُعدُّ البلوغُ مبكِّراً عند ظهور العلامات التالية قبلَ سن الثامنة عند الإناث، وقبل سن التاسعة عند الذكور:
● العلامات والأعراض عند الإناث
نموُّ الثدي.
بدء الحيض.
● العلامات والأعراض عند الذكور
تضخُّم الخصيتين والقضيب.
نموّ شعر الوجه (في منطقة الشاربين أوَّلاً).
زيادة عمق الصوت.
● العلامات والأعراض التي قد تحدث عند الذكور أو الإناث
نموُّ شعر العانة أو الشعر تحت الإبط.
تسارع وتيرة النمو.
ظهور حبِّ الشباب.
انبعاث رائحة للجسم، مثل البالغين.
متى ينبغي مراجعة الطبيب
يجب تحديدُ موعدٍ لمراجعة طبيب الأطفال لتقييم ما إذا كانت لدى الطفل أيَّة علاماتٍ أو أعراضٍ لحدوث البلوغ المُبكِّر.
الأسباب
لابدَّ من فهم آلية البلوغ الطبيعية أولاً قبل أن نشرعَ في مناقشة أسباب حدوث البلوغ المبكِّر عند بعض الأطفال. تسير عمليَّة البلوغ المبكر وفق الخطوات التالية:
تبدأ العمليَّة من الدِّماغ؛ حيث يقوم جزءٌ من الدِّماغ بصنع هرمون يُسمَّى الهُرمون المُطلِق لمُوَجِّهَةِ الغُدَدِ التَّناسُلِيَّة Gonadotropin-releasing hormone (Gn-RH).
تقوم الغدَّةُ النُّخاميَّة بتحرير هرمونات إضافيَّة . يُحفّز الهرمونُ المُطلِق لموجِّهة الغدد التناسليَّة الغدةَ النخامية على تحرير هرمونين إضافيين. ويُسمَّى الهرمون الأوَّل الهرمون المُلوتن Luteinizing hormone (LH) والهرمون الثاني الهرمون المنبِّه للجُريب  Follicle-stimulating hormone (FSH).
تبدأ عمليةُ إنتاج الهرمونات الجنسيَّة. يتسبَّبُ وجود الهرمون المُلوتن والهرمون المنبِّه للجُريب في تحريض المبيضين على إنتاج الهرمون الذي يُشارك في نموِّ وظُهُور الخصائص الجنسيَّة الأنثويَّة (الإستروجين Estrogen)، وتحرِّض الخصيتين على إنتاج الهرمون المسؤول عن نموِّ وظهور الخصائص الجنسيَّة الذَّكريَّة (التِّستوستيرون Testosterone).
حدوث التغيُّرات الجسديَّة. يُسبِّبُ إنتاجُ الإستروجين والتستوستيرون حدوثَ التَّغيُّرات الجسديَّة للبلوغ.
يعتمدُ تفسيرُ حدوث هذه العمليَّة في وقتٍ مُبكِّرٍ عند بعض الأطفال على ما إذا كانوا يُعانون من بلوغٍ مبكِّرٍ مركزي central precocious puberty أو بلوغٍ مُبكِّرٍ مُحيطي peripheral precocious puberty.
البلوغ المُبكِّر المركزي
ليس من المعتاد أن يكونَ هناك سببٌ مُحدَّد لهذا النوع من البلوغ المُبكِّر.
تبدأ عمليَّةُ البلوغ في وقتٍ مُبكِّرٍ جدَّاً، دون أن يكون هناك أي خلل آخر، سواءٌ في ترتيب الخطوات أم الإصابة بمشاكل صحيَّةٍ كامنةٍ أو مُحدَّدة لحدوث البلوغ المُبكِّر.
وفي حالاتٍ نادرة، قد تُسبِّبُ الحالات التالية بلوغاً مُبكِّراً مركزيَّاً:
 وجود ورم في النخاع الشوكي أو في الدماغ (الجهاز العصبي المركزي).
تشوُّه دماغي ولادي، مثل تراكم السوائل (استسقاء دماغي Hydrocephalus) أو ورم غير سرطاني (ورم عابي Hamartoma).
تعرُّض الدِّماغ أو إلى النَّخاع الشوكي إلى جرعات عالية من الإشعاع.
حدوث إصابة في الدماغ أو في النُّخاع الشوكي.
متلازمة ماكيُون - أولبرايت McCune-Albright syndrome؛ وهي مرضٌ وراثيٌّ يؤثر في العظام ولون بشرة الجلد، ويسبِّب مشاكلَ هرمونيَّة.
فرط تنسُّج الكظر الخِلقي congenital adrenal hyperplasia - مجموعةٌ من الاضطرابات الوراثيَّة تؤدي إلى إنتاج هرموني غير طبيعي من الغدَّد الكظريَّة.
قصور الغدَّة الدَّرقيَّة hypothyroidism - الحالةُ التي لا تقوم فيها الغدَّة الدَّرقيَّة بإنتاج كميَّة كافية من الهرمونات.
إذا أظهر فحصُ الطفل السريري وتاريخه الطبي ونتائج الاختبارات المخبريَّة وجودَ أدلَّة مُبكِّرة ودائمة على اكتمال النُّضج، فيجب على الطبيب التَّفريق بين البلوغ المُبكِّر المركزي (CPP) وبين البلوغ المُبكِّر الكاذب.
البلوغُ المُبكِّر المركزي يعتمد على هرمون موجِّهة الغدد التناسليَّة، وهو نضجٌ مُبكِّر لكامل المحور الوطائي - النُّخامي - التناسلي Hypothalamic-pituitary-gonadal (HPG) axis، مع حدوث مجموعة واسعة من التَّغيُّرات الجسديَّة والهرمونيَّة عند البلوغ.
تعدُّ الإصابةُ بالبلوغ المُبكِّر الكاذب أقلّ شيوعاً بكثير، وتكون فيها زيادة إنتاج الستيرويدات الجنسيَّة مستقلَّة عن هرمون موجِّهة الغدد التناسليَّة.
ويُعَدُّ التشخيصُ الصحيح لأسباب حدوث النَّضج الجنسي عاملاً حاسماً، ذلك أنَّ تقييمَ وعلاج المرضى الذين يُعانون من البلوغ المُبكِّر الكاذب يختلف بشكلٍ كاملٍ عن تقييم وعلاج المرضى الذين يُعانون من البلوغ المُبكِّر المركزي.
البلوغ المُبكِّر المحيطي
يُسبِّبُ الإستروجين أو التستوستيرون الموجود في جسم الطفل الإصابةَ بهذا النوع من البلوغ المُبكِّر.
يحدث البلوغُ المبكِّر المُحيطي -الأقلُّ شيوعاً- دون تدخُّل الهُرْمون المُطْلِق لمُوَجِّهَةِ الغُدَد التَّناسُلِيَّة Gn-RH))، والذي يُحفِّزُ بدءَ عمليَّة البلوغ عادةً. وبدلاً من ذلك يكون سببُ إنتاج الإستروجين والتستوستيرون في الجسم هو حدوث مشاكلَ في المبيضين أو الخصيتين أو الغدد الكظريَّة أو الغدَّة النُّخاميَّة.
قد تؤدِّي الحالاتُ التالية إلى حدوث بلوغ مُبكِّر مُحيطي عند الإناث والذكور:
الإصابة بورمٍ في الغدد الكظريَّة أو في الغدَّة النُّخاميَّة التي تُفرِز هرمون الإستروجين أو هرمون التستوستيرون.
متلازمة ماكيون - أولبرايت، وهي اضطرابٌ نادرٌ يُصيبُ الجلد والعظم أيضاً.
استعمال مصادر خارجيَّة لهرمون الإستروجين أو التستوستيرون، مثل الكريمات أو المراهم.
قد يكون البلوغ المبكِّر المُحيطي عند الإناث مرتبطاً أيضاً بالإصابة بما يلي:
كيسات المبيض.
أورام المبيض.
كما قد يكون البلوغُ المُبكِّر المُحيطي عند الذكور ناجماً أيضاً عن:
الإصابة بورمٍ في الخلايا التي تُنتِج النطاف (الخلايا الجنسيَّة)، أو في الخلايا التي تُنتِج التستوستيرون (خلايا ليديغ Leydig).
طفرة وراثيَّة؛ فقد يُصاب الطفل بحالة تُسمى البلوغ المُبكِّر الجنسي العائلي غير المُعتمِد على موجِّهة الغدد التناسليَّة gonadotropin-independent familial sexual precocity، والذي ينجم عن خلل في المورِّثات، ويؤدِّي إلى إنتاج مُبكِّر للتستوستيرون عند الذكور، ويحدث ذلك عند الذكور بعمر يتراوح بين 1-4 سنوات.
عوامل الخطر
تشتمل العواملُ التي تزيد من خطر إصابة الطفل بالبلوغ المبكِّر على ما يلي:
 أن يكون جنس الطفل أنثى، حيث يزداد احتمال ظهور البلوغ المُبكِّر عندهنّ.
أن يكون الطفلُ من أصولٍ إفريقيَّة أمريكيَّة، حيث يحدثُ البلوغ المُبكِّرُ عند الأطفال من أصولٍ إفريقيَّة أمريكيَّة بشكلٍ أكبر من الأطفال المنحدرين من أعراقٍ أخرى.
البدانة. إذا كانت الطفلة تُعاني من زيادةٍ ملحوظة في الوزن، فسيزيد ذلك من خطر حدوث البلوغ المُبكِّر.
التَّعرُّض للهرمونات الجنسيَّة. قد يزيد استعمال الكريمات أو المراهم المحتوية على الإستروجين أو التستوستيرون أو غيرها من المُستحضَرات المحتوية على هذه الهرمونات (مثل الأدوية أو المُكمِّلات الغذائيَّة التي يستعملها البالغون) من خطرِ إصابة الطفل بالبلوغ المُبَكِّر.
الإصابة بحالات صحيَّة أخرى. قد يكون حدوثُ البلوغ المُبكِّر أحدَ مضاعفات الإصابة بمتلازمة ماكيون - أولبرايت McCune-Albright أو الإصابة بفرط تنسُّج الكظر الخِلقي congenital adrenal hyperplasia؛ وهي الحالات التي يحدث فيها إنتاجٌ غير طبيعي للهرمونات الذكريَّة (الأندروجينات androgens). ويمكن أن يرتبطَ حدوث البلوغ المُبكِّر في حالاتٍ نادرةٍ أيضاً بالإصابة بقصور الغدَّة الدَّرقيَّة.
العلاج الشعاعي للجهاز العصبي المركزي. قد يزيد العلاجُ الإشعاعيُّ للأورام أو سرطان الدم أو غيرها من الحالات من مخاطر الإصابة بالبلوغ المبكِّر.
الوراثة. يمكن أن يكونَ سببُ حدوث البلوغ المُبكِّر أحياناً هو وجود طفراتٍ وراثيَّة تُحرِّضُ على إطلاق الهرمونات الجنسيَّة. ويُعاني في معظم الأحيان أحدُ الوالدين أو أقارب أولئك الأطفال من طفرات وراثيَّة مُشابهة.
المضاعفات
تشتمل المضاعفاتُ المُحتملة للإصابة بالبلوغ المُبَكِّر على ما يلي:
● قِصَر الطول. قد ينمو الأطفالُ الذين يُعانون من البلوغ المُبكِّر بسرعةٍ في البداية ويصبحون من طِوال القامة عند مقارنتهم بأقرانهم. ولكن نظراً لاكتمال نمو العظام بسرعةٍ أكبر من المُعدَّل الطبيعي، فإنَّها غالباً ما تتوقَّف عن النُّمو في وقتٍ مُبكِّرٍ. وقد يتسبَّبُ هذا في جعل قامتهم أقصر من الطول المتوسِّط للبالغين. ويمكن أن يساعد العلاج المُبكِّر لهذه الحالة، وخصوصاً عندما تُصيبُ الأطفال الصغار جداً، على تجنّب ذلك.
● المشاكل الاجتماعيَّة والعاطفيَّة. قد يشعر الأولادُ والبنات، الذين بدأت مظاهر البلوغ لديهم قبل أقرانهم بفترة طويلة، بخجل شديد نتيجة التَّغيُّرات التي تحدث في أجسامهم. وهو ما قد يؤثِّر في ثقتهم بأنفسهم ويزيد من خطر إصابتهم بالاكتئاب أو معاقرة المخدِّرات.
ما هو المتوقَّع من الطبيب
سيقوم الطبيبُ بتوجيه عدد من الأسئلة التي تتعلق بـ :
التاريخ الصحي للعائلة، وخصوصاً أطوال قامات أفراد الأسرة وأيِّ تاريخ لحدوث اضطرابات في الغدد الصُّم أو الأورام.
السِّنُّ الذي بدأ فيه البلوغ لدى الأشقاء والأبوين.
أصل الأسرة العِرقي.
الاختبارات والتشخيص
سوف يقوم الطبيبُ عند تشخيص البلوغ المبكِّر بما يلي:
إجراء فحص سريري للطفل.
إجراء فحوص دمويَّة لقياس المستويات الهرمونية لدى الطفل.
ومن المهمِّ إجراء صورٍ بالأشعَّة السينيَّة X-ray ليد ومعصم الطفل أيضاً لتشخيص البلوغ المُبكِّر، حيث يمكن لهذه الصور أن تساعدَ الطبيبَ على تحديد العمر العظمي للطفل، وإظهار ما إذا كانت العظام تنمو بسرعةٍ كبيرة.
تحديد نوع البلوغ المُبكِّر
سوف يحتاج الطبيبُ إلى معرفة نوع البلوغ المُبكِّر الذي يُعاني منه الطفل. وقد يطلب لأجل ذلك إجراءَ اختبارٍ يُسمَّى اختبار تنشيط الهُرمون المُطلِقُ لمُوَجِّهَةِ الغُدَد التَّناسُلِيَّة Gonadotropin-releasing hormone (Gn-RH) stimulation test؛ ففي حالة البلوغ المبكر المركزي، يؤدِّي هذا الهرمون إلى زيادة مستويات الهرمونات الأخرى، بينما في حالة البلوغ المبكِّر المحيطي تبقى مستويات الهرمونات الأخرى ثابتة.
اختبارات إضافيَّة لتشخيص البلوغ المُبكِّر المركزي
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). إذا كان الطفلُ يعاني من حالة بلوغ مبكِّر مركزي، فقد يطلب الطبيبُ إجراءَ تصوير للدماغ بالرنين المغناطيسي، وذلك لتحرّي أيَّة تشوُّهاتٍ دماغية أدّت إلى حدوث البلوغ المُبكِّر.
اختبار الغدَّة الدَّرقيَّة. قد يطلب الطبيبُ أيضاً إجراء اختبارٍ للغدَّة الدَّرقيَّة عند الطفل إذا لاحظ ظهورَ أيَّة علامات على بطء وظيفة الغدَّة الدَّرقيَّة (قصور الدَّرقيَّة)، مثل التَّعب والخمول وازدياد الحساسيَّة للبرد والإمساك وانخفاض الأداء في المدرسة أو شحوب وجفاف الجلد.
اختبارات إضافيَّة لتشخيص البلوغ المُبكِّر المُحيطي
من الضروري إجراءُ اختبارات أخرى أيضاً للأطفال الذين يُعانون من البلوغ المُبكِّر المُحيطي لمعرفة سبب إصابتهم؛ فمثلاً، قد يوصي الطبيبُ بإجراء اختبارات دمٍ إضافيَّة للتَّحقُّق من مستويات الهرمونات الأخرى، وقد يلجأ عند الإناث إلى إجراء تصويرٍ بالموجات فوق الصَّوتيَّة للتَّحقُّق من وجود كيسة مبيضيَّة Ovarian cyst أو ورم.
المعالجات والأدوية
يعتمد علاجُ البلوغ المُبكِّر على معرفة سبب حدوثه. ويكون الهدفُ الرئيسي من العلاج هو تمكين الطفل من النُّمو حتى يُصبح طولُ قامته مماثلاً لطول قامة البالغين الطبيعيَّة.
علاج البلوغ المُبكِّر المركزي
يمكن علاجُ معظم الأطفال الذين يُعانون من البلوغ المُبكِّر المركزي بشكلٍ فعَّالٍ باستعمال الأدوية عندما لا يكون هناك حالةٌ صحيَّةٌ كامنة. ويُسمَّى هذا العلاجُ بالعلاج المضاهئ للهرمون المُطلِق لمُوَجِّهَةِ الغُدَدِ التَّناسُلِيَّة Gn-RH analogue therapy، والذي يشتمل عادةً على استعمال حقنةٍ دوائيَّة كلَّ شهر، مثل ليبرولايد Leuprolide (لوبرون ديبوت Lupron Depot)، الذي يُؤخِّر حدوثَ المزيد من التَّطوُّرات البلوغية. ويمكن استعمال بعض المُستحضرات الدوائيَّة الجديدة بفواصل زمنيَّة منتظمةٍ لمدَّةٍ أطول.
يستمرُّ الطفلُ في الحصول على هذا الدواء حتى يبلغ العمرَ الطبيعيَّ لحدوث البلوغ. وسوف تبدأ عمليَّة البلوغ مرَّةً أخرى بعد مرور ستَّة عشرَ شهراً من إيقاف استعمال الدواء بشكل وسطي.
علاج الحالة الصحيَّة الكامنة
إذا كانت هناك حالةٌ صحيَّةٌ أخرى تُسبِّبُ حدوثَ البلوغ المُبكِّر عند الطفل، فمن الضروري علاج هذه الحالة لإيقاف مسار هذا التطور غير الطبيعي؛ فمثلاً، إذا كان الطفلُ يُعاني من ورمٍ يُنتِجُ هرموناتٍ تُسبِّبُ حدوثَ البلوغ المُبكِّر، فإنَّ البلوغَ سوف يتوقَّف عند استئصال الورم جراحيَّاً عادةً.
التَّكيُّف والدَّعم
قد يشعر الأطفالُ، الذين بدأ لديهم البلوغ في وقتٍ مُبكِّرٍ، بالاختلاف عن أقرانهم. وعلى الرغم من قلّة الدراسات التي تناولت التأثيرات العاطفيَّة للبلوغ المُبكِّر، إلا أنَّه من المعروف أن الشعور بهذا الاختلاف سيؤدي إلى حدوث مشاكل اجتماعيَّة وعاطفيَّة، وقد يدفع الطفلَ للقيام بممارسات جنسية في سنٍّ مُبكِّر. كما قد يُعاني الوالدان أيضاً من صعوبة التَّعامل مع نموِّ الطفل المُبكِّر.
ينبغي طلبُ النَّصيحة إذا كان الطفلُ أو أحد أفراد الأسرة يُعاني من صعوبةٍ في التّكيُّف، حيث يمكن للإرشاد النفسي أن يُساعدَ الأسرة على فهم الحالة بشكلٍ أفضل والتَّعامل مع العواطف والمشاكل والتَّحدِّيات المُصاحبة للبلوغ المُبك


أخبار مرتبطة