تاريخ النشر 16 ابريل 2018     بواسطة الدكتورة نايفه محمد المعجل     المشاهدات 1

نصائح لذوي الأطفال البدينين جداً

تُلقي إصابةُ الطفل بالبدانة مسؤوليةً كبيرةً على كاهل ذويه، إذ يتوجَّب عليهما مساعدتَه على استعادة وزنه الطبيعي واكتساب جسمٍ رشيقٍ وصحِّي مع تقدُّمه في النمو. كثيراً ما تُلازم مشكلةُ البدانة الطفلَ حتى بلوغه، ووصوله إلى سنِّ الرشد، وهذا ما يعرّضه إلى مشاكل صحيّة كثيرة، كالإصابة بالداء السكري من
 النمط الثاني، أو مرض القلب، أو بعض أنواع السرطان.
وفي المقابل، أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أن الأطفالَ الذين يتمتعون بوزنٍ صحيٍ يميلون لأن يكونوا أكثرَ رشاقة وصحّة، ويُبدون قدرةً أكبر على التعلُّم، وتكون لديهم مستوياتٌ أعلى من الثقة بالنفس؛ كما أنَّهم يكونون أقلَّ عُرضة للمضايقات والإزعاج من زملائهم.
يمكن لوالدي الطفل البدين أن يُشجِّعا طفلهما على اكتساب عاداتٍ صحيةٍ تُساعده على بلوغ وزنٍ صحيٍ أكثر (كممارسة الرياضة والالتزام بنظامٍ غذائي صحِّي).
وسنقدِّم في هذا المقال بعضَ النصائح العملية في سبيل ذلك.
ينبغي على الوالدين الاستماع للطفل، ومحاولة فهم مشاعره تجاه ما يعانيه من وزنٍ زائد؛ فغالباً ما يُدرك الطفلُ البدين بأنَّه يواجه مشكلةً مع وزنه، ولذلك فهو بحاجة إلى الكثير من الدعم النفسي والتعاطف، والشعور بأنَّه محبوبٌ بغضِّ النظر عن شكل جسمه، وأنَّ والديه لا يُريدان إلاَّ مساعدتَه على التخلُّص من هذه المشكلة، وأنَّه قادرٌ بالفعل على مواجهتها والتغلُّب عليها.
خطواتٌ عملية في سبيل التخلُّص من البدانة
نورد فيما يلي خمسَ نصائح للوالدين حول كيفية مساعدة ابنهما البدين على تجاوز مشكلة البدانة لديه، واكتساب وزنٍ صحِّي:
تقديم النموذج القدوة للطفل.
تشجيع الطفل على ممارسة النشاطات الجسدية لمدة ساعة يومياً.
الالتزام بكمِّيات طعام مناسبة لعمر الطفل.
تناول المأكولات والمشروبات الصحِّية.
تقليص عدد ساعات الجلوس أمام الشاشة، وزيادة عدد ساعات النوم.
إنَّ النصائحَ الواردة في هذا المقال موجَّهةٌ لذوي الطفل البدين الذي لا يعاني من مشاكل صحِّية نوعيّة؛ أمَّا إذا كان الطفلُ يعاني من حالة مرضية ما، فقد لا تكون هذه النصائحُ مناسبةً له، وينبغي على ذويه استشارة الطبيب.
تقديم النموذج القدوة للطفل
من أفضل الطرق لتعليم الطفل العادات الصحِّية، وتشجيعه على الالتزام بها، هو تقديمُ النموذج الحيّ له، حيث ينبغي على والديه الالتزام بهذه العادات الصحِّية قبلَ أن يطلبا منه ذلك.
يمكن للوالدين ممارسة رياضة الجري أو ركوب الدرَّاجة بدلاً من مشاهدة التلفاز أو تصفُّح الإنترنت، أو مشاركة الطفل لعبه في الحديقة، وهو ما سيُشعره بمتعة اللعب والقيام بالنشاط الجسدي.
ينبغي التدرُّجُ في تعديل نظام وجبات الطفل، وأن يشملَ هذا التعديلُ جميعَ أفراد الأسرة؛ فمن شأن ذلك أن يزيدَ من قبول الطفل لهذا التعديل والالتزام به.
تشجيع الطفل على ممارسة النشاطات الجسدية
لا يحتاج الأطفالُ البدينون لممارسة الرياضة أو غيرها من النشاطات الجسدية بمُعدَّلاتٍ أكبر من الأطفال الذين لا يعانون من البدانة، حيث إنَّ زيادةَ حجم جسم الطفل البدين تعني أنه سيستهلك مقداراً أكبر من الطاقة عند ممارسة نفس النشاط الجسدي.
يحتاج جميعُ الأطفال إلى ممارسة النشاطات الجسدية لمدة ساعة يومياً على الأقل، وليس من الضروري أن تكونَ هذه المدَّةُ متواصلة، بل يُستحسَن أن تكونَ على دفعات أو مراحل، بحيث تدوم كلُّ مرحلة خمسَ أو عشر دقائق.
بالنسبة للأطفال الأصغر سناً، يمكن للنشاط الجسدي أن يتمثَّلَ بممارسة لعبة حركيَّة، كألعاب الكرات، أو المطاردة، أو ركوب الدراجات ذات العجلات الثلاث، أو غير ذلك.
أمَّا بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فيمكن للنشاط الجسدي أن يتمثَّلَ بركوب الدرَّاجة الهوائية، أو السباحة، أو الجري، أو القفز على الحبل، أو الذهاب إلى المدرسة سيراً على الأقدام، أو غير ذلك.
إذا كان الطفلُ غيرَ معتادٍ على ممارسة النشاطات الجسدية، فينبغي تشجيعُه على البدء بذلك بشكلٍ تدريجي حتَّى يصلَ إلى معدَّل 60 دقيقة يومياً. ومن الأفضل أن يقومَ الطفلُ باختيار النَّشاط الجسدي الذي يُناسبه بنفسه، فمن شأن ذلك أن يُساعدَه على الالتزام به والمواظبة عليه.
يُعدّ المشيُ أو ركوبُ الدراجة لقطع المسافات القصيرة بدلاً من  استخدام السيارة أو وسائل النقل العام طريقةً ممتازة لممارسة النَّشاط الجسدي بالمشاركة مع باقي أفراد الأسرة، كما أنَّه وسيلةٌ جيدةٌ لتوفير النقود.
الالتزام بكميات طعام مناسبة لعمر الطفل
ينبغي تجنُّبُ تقديم وجبات طعامٍ كبيرة للطفل.
وكقاعدة عامة، يجب أن تُقدَّمَ للطفل وجبةُ طعامٍ صغيرة، وألاَّ تُضافَ إليها كمِّية جديدة إلا إذا طلب الطفل ذلك أو أظهر عدمَ الشعور بالشبع.
ينبغي عدمُ إكراه الطفل على تناول كامل كمِّية الطعام في صحنه، أو الطلب إليه بأن يأكل أكثر من رغبته. كما ينبغي عدمُ تقديم الطعام للطفل في الصحون أو الأطباق المخصَّصة للبالغين؛ فمن شأن ذلك أن يشجِّعَه على تناول المزيد من الطعام.
ينبغي الحذرُ من الأطعمة الغنية بالسّعرات الحرارية. ومن جهة أخرى، ينبغي الموازنةُ بين عدد السُّعرات الحرارية التي يحصل عليها الطفلُ يومياً وعدد السعرات التي يستهلكها في نشاطاته المختلفة، فمن شأن ذلك أن يُساعدَه على الحفاظ على جسم رشيق وصحِّي.
تناول المأكولات والمشروبات الصحية
يحتاج الأطفالُ، مثلهم مثل البالغين، إلى تناول خمس حصص أو أكثر من الفواكه والخضروات يومياً، وذلك لأنها مصادرُ غنيةٌ بالفيتامينات والمعادن والألياف.
من المفترض ألاَّ يكونَ ذلك صعباً، وخاصةً أنَّ هنالك العديد من أصناف الفواكه والخضروات التي تفي بهذا الغرض، سواءٌ أكانت طازجة أم مُعلّبة أم مُجمّدة أم مجفَّفة. كما تدخل العصائرُ الطبيعية والبقوليات ضمن هذا الباب أيضاً.
ينبغي منعُ الطفل عن الإكثار من الأطعمة السكرية أو الغنية بالدهون، مثل الحلويَّات أو الكيك أو البسكويت أو المشروبات الغازية
كما ينبغي أن يحرصَ الأهلُ أيضاً على أن يكونَ معظمُ مدخول طفلهم من السُّعرات الحرارية من مصادر صحِّية، كالخضار والفواكه، والأطعمة النشوية (مثل الخبز والبطاطا والمعكرونة والأرز، وخاصَّة ذو الحبة الكاملة)، وأن يستبدلوا المشروبات الحلوة بالماء النقي.
تقليص عدد ساعات الجلوس أمام الشاشة وزيادة عدد ساعات النوم
ينبغي تشجيعُ الطفل على تقليص عدد ساعات جلوسه أو استلقائه، وتحديد عدد الساعات التي يمضيها الطفلُ في وضعيَّات ساكنة، مثل مشاهدة التلفاز أو ألعاب الفيديو أو استخدام الهاتف المحمول أو الأجهزة اللوحية.
لا يوجد عددٌ محدَّد من الساعات يصف ما هو كثير وما هو قليل في هذا الصدد؛ ولكن، ينصح الخبراءُ بعدم جلوس الطفل أمام شاشة التلفاز لأكثر من ساعتين يومياً، وبإزالة جميع أشكال الشاشات (بما فيها الهواتفُ الذكية والأجهزة اللوحية) من غرف النوم، وخاصةً في الليل.
ومن جهةٍ ثانية، فإنَّ النومَ مُفيدٌ جداً للحفاظ على رشاقة الطفل؛ فقد أظهرت الدراساتُ بأنَّ الأطفالَ الذين لا يحصلون على كفايتهم من النوم يكونون أكثرَ عُرضةً لزيادة الوزن. كما يمكن لنقص عدد ساعات النوم أن يؤثِّرَ في سلوكهم ومزاجهم.


أخبار مرتبطة