القوباء
المليساء المعدية
الامراض التي يجلبها الاطفال
بعد بذل طاقات كبيرة من أجل إقناع الطفل بالذهاب إلى رياض الاطفال او الحضانة عوضاً عن البقاء في البيت، ومع كثير من الحظ، فقد ننجح في جعله يستمتع أكثر أثناء مكوثه هناك، قد نستقبله في البيت محملاً بهدايا من أصدقائه في الروضة – هذه الهدايا ليست سوى العديد من الأمراض المختلفة.
لذلك، من أجل تنظيم هذه الفوضى، نطرح أمامكم الأمراض التي ينبغي عليكم التعرف عليها من أجل الوقاية منها ومعالجتها:
الزكام
أكثر الأمراض شيوعاً. تتجسد أعراض الزكام في: الرشح، سيلان الأنف، السعال والإحتقان في الأنف. وقد تشمل، أحيانا: تدميع العين والعطس، وقد يرافقها أيضا إرتفاع في درجة حرارة الجسم.
العديد من الفيروسات تسبب الزكام، ولذلك في السنة الأولى في رياض الاطفال أو في حضانة الأطفال، قد يصاب الطفل بالمرض عدة مرات. في معظم الحالات، لا يتطلب الأمر علاجاً خاصاً، سوى تخفيف الأعراض بواسطة المسكنات.
إذا كان الطفل مصاباً بالزكام لفترة طويلة، واستمر بالعطس كثيراً وعانى من الحكة في العينين والأنف، يجب مراجعة الطبيب للتأكد من كون هذه الأعراض ناجمة عن الزكام أو عن إلتهاب الأنف الأرجي (allergic rhinitis).
التهابات الحلق
"أمي، حلقي يؤلمني" – هذه هي إحدى الشكاوى الأكثر شيوعاً لدى الأطفال. من المهم أن نلاحظ ما إذا كان الألم في الحلق مصحوبا بالرشح (سيلان الأنف)، السعال، ارتفاع درجة حرارة الجسم وإحمرار الحلق. هذه الأعراض تشير إلى حصول عدوى فيروسية. إذا كان ألم الحلق مصحوبا بارتفاع في درجة حرارة الجسم، رائحة فم كريهة، ولمن يستطيع أن ينظر ويمييز، ظهور لويحات بيضاءء في الحلق (دون الرشح - سيلان الأنف - أو السعال) فإن ذلك يدل على وجود التهاب جرثومي. في هذه الحالة، يجب التوجه إلى الطبيب لإجراء فحص.
التهابات العيون
يتميز التهاب العين باحمرارها، وبكونها تدمع أحياناً، مع أو بدون إفرازات قيحية، ألم أو شعور بعدم الإرتياح.
للأسف، التهابات العيون معدية جداً. يجب التوجه إلى الطبيب لتلقي العلاج بواسطة القطرات أو مراهم العيون، كما يجب تنظيف الإفرازات بلطف وحذر.
عند إصابة الطفل بالتهاب العيون، يجب عدم إرساله إلى رياض الاطفال، إذ أن التهاب العيون معدٍ بشكل كبير. يجب المحافظة على نظافة الطفل، غسل اليدين بالماء والصابون بعد معالجة الطفل واستخدام مناشف أحادية الإستعمال (تستعمل لمرة واحدة فقط).
الإسهال، القيء وآلام البطن
تظهر هذه الأعراض نتيجة للإصابة بعدوى جرثومية، فيروسية أو بعدوى الطفيليات.
هنالك عدد من الأعراض التي قد تظهر بدرجات خطورة متفاوتة، كل منها على حدة أو كلها معاً. يجب الإنتباه إلى عدد من الأمور: إرتفاع درجة حرارة الجسم، الشرب، التبول، مدى حدة آلام البطن.
في معظم الحالات يستمر الاسهال، القيء وآلام البطن لبضع ساعات وحتى بضعة أيام، ويجب الإنتباه بالأساس لكي لا يصاب الطفل بالجفاف، كما يجب العمل على تخفيف آلام البطن التي يعاني منها. إذا لم يكن بوسع الطفل الشرب، أو إذا كان يشرب ويتقيأ طيلة الوقت، فيتوجب التوجه إلى الطبيب. إذا إستمر الإسهال وآلام البطن، يجب إجراء فحص للطفيليات في البراز، وهي عدوى شائعة لدى الأطفال في الروضة.
أحيانأً، يلزم الأمر فحص جميع الأطفال في الروضة وفحص الطاقم التعليمي هناك أيضاً، لأن هذا المرض يعتبر معدياً جداً. لذلك، يجب التشديد على غسل اليدين بشكل جيد، استعمال مناشف ورقية، تعقيم مقاعد المراحيض وما شابه.
داء الفم، اليد والقدم
هو مرض يتميز بالحمى، ظهور جروح مؤلمة في الفم، أكف اليدين والقدمين.
ينجم داء الفم، اليد والقدم عن الإصابة بعدوى فيروسية، ولا علاج له عدا تخفيض درجة حرارة الجسم وتخفيف الآلام بواسطة استخدام المسكناتً. يعتبر هذا المرض معدياً جداً. عند الإصابة به، يشكو الطفل من آلام في فمه، يرفض أن يأكل، يظهر لديه سيلان لعابي غزير، ويبدو جليا أن الطفل يعاني. وعند فحصه، يُلاحَظ وجود جروح في أكفّ يديه وقدميه. يستمر المرض لبضعة أيام، ويجبب التشديد على أن يشرب الطفل (يفضل أن يكون المشروب بارداً)، أن يتم خفض درجة حرارته وتخفيف الآلام.
الحماق
مرض الحماق (Chikenpox) كان شائعاً جداً في فصل الشتاء في الماضي، وبفضل اللقاح المضاد الذي يتلقاه معظم الأطفال بشكل روتيني فقد أصبح هذا المرض أقل إنتشاراً. يبدأ المرض بإرتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، ويعاني الطفل أحيانا من الزكام، وبعد ذلك تبدأ بالظهور بقع على الوجه. تبدأ هذه البقع بالانتشار والتفشي في جميع أنحاء الجسم، ويزداد عددها، كما يتغير شكلها إذ تتحول إلى نَفطات (نفطة - Blister) صغيرة تحتوي على سائل في داخلها. خلال عدة أيام، تظهر آفات أخرى، بقع، نفطات وقشور. يسبب الطفح الجلدي الحكة الحادة، الأمر الذي يجعل الطفل يعاني بشكل واضح. يجب إعطاء أدوية لتخفيض درجة حرارة الجسم، لمنع الحكة (مضادات الهستامين، مثل فنستيل، اريوس...)، كما يجب دهن الجلد بمستحضرات مهدئة. يجب عمل مغاطس للطفل بمياه فاترة (كما يمكن الإستعانة بعلاجات كانت تستخدمها جداتنا: النشا مع الماء)، يجب تجنب اللعب بالرمل والغبار من أجل تجنب الإصابة بعدوى ثانوية في الجروح.
قد يكون المرض خفيفاً في بعض الأحيان، وقد يكون صعباً جداً في أحيان أخرى. لذلك، يجب الأخذ بعين الإعتبار إمكانية إعطاء الأطفال اللقاح اللازم لتلافي إصابتهم بهذا المرض.
القوباء
القوباء Impetigo (جروح ملوثة)، عبارة عن قروح جلدية تسببها الجراثيم، وعادةً ما يكون لونها أصفر كلون العسل. وقد تظهر على شكل تقرّح واحد منفرد، أو على شكل مجموعة من القروح، كما قد تظهر أيضا بشكل متفشٍّ في مناطق مختلفة في الجسم.
إذا كان الحديث يدور عن تقرح منفرد، أو بعض القروح، فبالإمكان معالجتها بشكل موضعي عن طريق استخدام مرهم (بكتروبين، فوسيدين وغيرها). أما إذا كانت القروح متفشية، فيتوجب إعطاء مضادات حيوية عن طريق الفم.
وفي جميع الأحوال، يحب مراجعة الطبيب.
المليساء المعدية
المليساء المعدية (Molluscum Contagiosum) هي آفات صغيرة الحجم تظهر على سطح الجلد، يسببها فيروس. تظهر في البداية كآفة واحدة، عادة، وبعد ذلك قد تبقى منفردة، أو قد تظهر آفات قليلة أخرى. في الحالات الأسوأ، تتفشى في مناطق واسعة من الجلد، وتبدو كبثور صغيرة، مستديرة وملساء.
في بداية المرض لا يشعر الطفل به، إنما يشكل المرض مصدر إزعاج للأهل من الناحية الجمالية. للأسف، في هذه الحالات، لا يساعد العلاج بالمراهم.
في مرحلة معينة، تلتهب إحدى الآفات وتبدو كجرح ملتهب. في هذه المرحلة قد تسبب الآفة الملتهبة الألم. هذه الحالة تؤدي الى رد فعل مناعي، وبعد حدوث ذلك، تختفي الآفات، عادة. قد يعاني بعض الأطفال لفترة أشهر طويلة من المرض ولكن في نهاية الأمر تتشفى كل الآفات بشكل تام.
يعتبر هذا المرض معدياً جداً ولذلك يجب التذكر بأنه بعد الانتهاء من معالجة الطفل يجب غسل اليدين جيداً بالماء والصابون.
الامراض التي يجلبها الاطفال
يجب التنويه بأن معظم الأمراض التي يجلبها الأطفال معهم من رياض الاطفال تسببها فيروسات ليست بخطيرة، وفي معظم الحالات يتماثل الأطفال للشفاء من دون حدوث أية مضاعفات ومن دون تلقيهم أية مضادات حيوية. يجب الإنتباه إلى الحالة العامة للطفل، وينبغي العمل على التخفيف من حدة الأعراض التي يعاني منها، من خلال استخدام أدوية مخفضة لدرجة حرارة الجسم، كما يجب تخفيف الآلم والإحتقان في الأنف. ومن المفضل أن تكون الأدوية لهذا الغرض متوفرة بشكل دائم، ليتم استخدامها على الفور في حالات الحاجة للتخفيف من حدة الأعراض التي يعاني منها الطفل.
وفي جميع الحالات التي لا تنخفض فيها درجة حرارة جسم الطفل، على الرغم من إعطائه الجرعة المطلوبة من هذه الأدوية، أو في الحالات التي يكون الوضع الصحي العام للطفل مُقلقاً، بصرف النظر عن درجة حرارة جسمه، يجب التوجه إلى الطبيب.