ضع استلقاء مطلق وكانت عيناه مغلقة داخل السرير. ينظر كل أب وكل أم بدهشة، وينفعلان ويتفاعلان مع تعلم هذا الطفل، الذي ولد للتو، القيام بمثل هذه الأمور. وعلى الرغم من أن هذا الأمر يبدو طبيعيا، إلا أن الأهل يشعرون بالكثير من الانفعال لمجرد رؤيته يفعل ذلك.
يبلغ معدل الفترة اللازمة للطفل من أجل النمو، ثلاث سنوات. والمقصود هنا هو أسرع مرحلة من مراحل نمو الطفل في حياته. إنها مرحلة نمو قدرته على الحركة، تطور العاطفة ونموه الفكري والإدراكي. خلال هذه السنوات، يكتسب الطفل المهارات التي سترافقه طوال حياته. في بعض الحالات، تكون وتيرة النمو أبطأ من المعدل، وذلك عندما يتضح أن الطفل يعاني من تخلف عقلي أو مشاكل أخرى تمنعه من النمو كأي طفل عادي متوسط. بينما تكون عملية التطور والنمو لدى بعض الأطفال أسرع من المعدل، وذلك إذا كانت لديه القدرة على تعلم الأمور بشكل سريع. من المهم جداً الانتباه لعملية نمو الطفل، وإذا ما بدت لكم بطيئة، فعليكم استشارة مختص ليقرر إن كان الموضوع طبيعيا أم لا، وليقرر أيضا ما الذي يجب فعله في هذا الشأن.
يبدأ نمو الطفل في الأسابيع الأولى من حياته، والتي يتعلم فيها كيف يبلع وكيف يتنفس بصورة صحيحة ومنتظمة. خلال هذه الأسابيع، تبدأ حاسة السمع لديه بالتطور، كما يبدأ بالانتباه وللأصوات المحيطة به (بالنسبة له، فإن كل شيء يسمعه هو بمثابة ضجة غير واضحة). في ذات الوقت، يصبح قادراً على الرؤية، وإن كان يستطيع رؤية الأجسام عن بعد لا يتعدى بعض السنتيمترات. وفي سن الشهرين، يرسم أول ابتسامة على وجهه... فيشعر الأهل بالفرح الشديد.
قبل مرور نصف سنة، يتعلم الطفل السيطرة على أعضاء جسمه، مثل اليدين، فيبدأ بلمس كل شيء يراه. عندها، يبدأ بالتقلب أيضا، وحتى الجلوس (بعد أن يتلقى المساعدة طبعا)، كما يبدأ بإصدار أصوات أخرى غير البكاء. في نفس الوقت تقريبا، تبدأ السن (الضرس) الأولى بالنمو والظهور، فيبدأ بعض الكثير من الأشياء المحيطة به، حتى تلك الأشياء التي لا علاقة لها بالطعام.
عندما يبلغ جيل النصف عام، نبدأ بملاحظة تطوره الحركي، حيث يبدأ، بداية، بالجلوس بقواه الذاتية، وهو ما يدفعه للزحف رغبة منه بالوصول إلى أماكن أخرى. يزحف الطفل في البداية بعدة أشكال مختلفة - قد لا تكون مفهومة للأهل - لكنه سرعان ما يتبنى طريقة الزحف الأكثر ملائمة له. بعد جيل التسعة أشهر، يكتشف الطفل أن بإمكانه الوقوف، وذلك عندما تصبح رجلاه قويتين بما يكفي من أجل ذلك. عندها، يبدأ بتعلم المشي، ممسكا بكل ما يحيط به، كي لا يسقط أرضا.
في الثلث الأخير من السنة الأولى، تتطور قدرات الطفل الفكرية والإدراكية، ويصبح قادراً على الإمساك بالأشياء بيديه. يساعده هذا الأمر على اللعب بالألعاب المختلفة، رغم أن الأمر يكون في كثير من الأحيان، مجرد رمي وبعثرة للألعاب دون هدف.
خلال الفترة ذاتها (الثلث الأخير من السنة الأولى)، تبدأ اللغة لدى الطفل بالتطور. فيتعلم إصدار أولى المقاطع اللفظية، والتي تكون أحياناً، جملاً كاملةً، لكنها عديمة المعنى. في بعض الأحيان، يقوم الطفل بتوجيه هذه المقاطع إلى شيء معين، رغم أنه لا يقول الكلمات بشكل واضح. فمثلاً، قد يقول " تي - تي" حينما يقصد قول "سيدي" (أي جدي). وحين يقترب من بلوغ السنة الأولى من عمره، يلفظ الطفل كلماته الأولى. حتى ذلك الحين، يتعلم الطفل معرفة وتحديد عشرات الكلمات، وبضمنها اسمه، لكنه لا يستطيع لفظها إلا في وقت لاحق.