أن معظم الأميركيين، مثلا، لا يحصلون على قدر كاف من النوم، فنحو 41 مليون أميركي من البالغين فقط ينامون أقل من ست ساعات كل ليلة، الأمر الذي يعرضهم لزيادة خطر الإصابة بالالتهابات المزمنة وأمراض القلب.
ومما يلاحظ أن هذه الظاهرة تشيع بين نساء العالم أكثر من الذكور، وقد يرجع ذلك للاختلافات بين الجنسين وانخفاض مستويات الإستروجين، خاصة ما بعد انقطاع الطمث، في حين يظل الرجال تحت حماية مستوى هرمون التستوستيرون المرتفع. ووفقا للأبحاث الأخيرة، ومنها دراسة أجريت على مدى 5 سنوات، فإن النساء اللاتي كن ينمن نوما رديئا لأقل من 6 ساعات كل ليلة تعرضن بمقدار 2.5 ضعف زيادة في مستويات الالتهاب مقارنة بالرجال الذين من نوعية النوم السيئ نفسها.
ومن جانب آخر، وجد في دراسة رصد حديثة (observational study) أن الرجال الذين يعانون متلازمة تململ الساقين معرضون بنسبة 40 في المائة لخطر الوفيات من دون تدخل أو تأثير لعوامل الخطر المعروفة الأخرى. كما ثبت أن العلاقة بين متلازمة تململ الساقين والوفاة لأسباب أخرى كانت أقوى عند الرجال الذين تعرضوا لأعراض 15 مرة أو أكثر في الشهر الواحد مقارنة مع أولئك الذين تعرضوا 5 إلى 14 مرة في الشهر. وفسر الباحثون ذلك بأن من أهم الآليات التي تكمن وراء زيادة خطر الوفاة هنا هو التعرض لاضطراب النوم، إضافة إلى دراسات سابقة أثبتت أن الأرق المزمن يرفع خطر الموت من أي سبب 3 مرات.
وإذا علمنا أن النوم هو محصلة تفاعل بين متغيرين أساسيين هما النعاس (الذي يحفز للنوم) والضوضاء (التي تمنع أو تعطل النوم)، فإن الحصول على نوم ليلي من نوعية جيدة يحتاج إلى محاولة رفع مستوى النعاس عن مستوى الضوضاء. وعليه، ينبغي أن نزيد تدريجيا من النعاس طوال النهار وحتى بداية الليل وأن يبلغ ذروته قبل الذهاب إلى السرير ليلا للخلود لنوم عميق هانئ.