إلى 250 سلالة رغم تشابه الأعراض.
وأكدوا لـ «عكاظ» أن بعض أفراد المجتمع عندما يصاب بالانفلونزا العادية يعتقدون أن فيروسها سيتطور إلى مرض «كورونا»، وهذا من الناحية الطبية غير صحيح لأن هناك سلالات فيروسية لكورونا وللانفلونزا العادية، وأن هناك أعراض تكون أشد ضراوة في فيروس «كورونا» وشددوا على ضرورة تجنب أماكن الازدحام، وإن كان لابد من التواجد في هذه المواقع يجب ارتداء الكمامة الواقية لتجنب التعرض للفيروس الذي ينتقل عبر الرذاذ الهوائي أو السعال أو العطس.
فيروسان مختلفان
ويرى أستاذ طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور طارق صالح جمال، أن ضعف الوعي الصحي لدى الكثير من أفراد المجتمع يجعلهم يعيشون حالة وسواس وقلق جراء ما يسمعونه عن إصابات ووفيات بسبب فيروس «كورونا» الذي تتشابه أعراضه كثيرا بأعراض الانفلونزا العادية، إلا أن الحالة تكون أكثر شدة في الكورونا، عكس الانفلونزا العادية التي يستطيع الفرد في كثير من الأحيان مواجهتها بالأدوية البسيطة والسوائل الدافئة والراحة وتناول فيتامين ( سي )، مشيرة إلى ضرورة توعية المجتمع بكل الوسائل الإعلامية عن الفرق بين كورونا والانفلونزا العادية.
وأضاف يجب على كل شخص يشكو من استمرار السخونة لأكثر من 24 ساعة رغم استخدام المهدئات ووجود رشح وكحة مستمرة، التوجه مباشرة إلى المستشفى لتشخيص الحالة وأخذ العلاج اللازم، لأن اهمال الحالة والتساهل مع هذه السخونة قد ينعكس أثره على أعضاء حيوية هامة في الجسم.
وقال الانفلونزا الموسمية لا تشكل أية خطورة على صحة المصاب، إلا انه يجب اتخاذ التدابير الوقائية لمنع التعرض لفيروساته المختلفة، موضحا أن هناك 250 نوع وسلالة وأنماط عديدة لفيروس الانفلونزا الموسمية التي قد يتعرض لها البعض نتيجة انتقال العدوى برذاذ المصاب وعوامل الطقس المناخية أو استعمال أدوات المريض المصاب.
وبين أن الوقاية من الانفلونزا الموسمية أو كورونا تكون من خلال اتخاذ الطرق الوقائية التي تحد من انتشار الفيروس، وأهمها استخدام المناديل عند العطس، غسل اليدين فوراً، ارتداء كمامة الفم، عدم العطس في اليدين مباشرة ومن ثم مصافحة الآخرين، لأن ذلك يعزز من انتقال الفيروس للأصحاء، استخدام المطهرات في تطهير الأيدي وتجنب الأماكن المزدحمة.
ونصح جمال المتعرضين للانفلونزا الموسمية بتناول الحمضيات المحتوية على فيتامين C لتقوية المناعة، وفي حالة وجود شكوى من حموضة المعدة، عليهم تناول فيتامين سي على هيئة فوار أو حبوب المص، وضرورة إلزام الراحة.
سلالات مختلفة
أما استشاري الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور عبدالمنعم حسن الشيخ، فقد أكد أن الأنفلونزا الموسمية تنتشر بشكل واسع في كل المجتمعات، وتعد فيروساتها الأشهر لوجود سلالات مختلفة منها، مشيراً إلى أن هناك فرق بين فيروس كارونا وفيروسات الأنفلونزا العادية، الإ ان الأعراض قد تكون متشابهة كثيرا.
لافتاً إلى أن بعض الأشخاص عندما يصابون بالانفلونزا لا يتخذون الوسائل الوقائية عند العطس ومنها استخدام المناديل أو غسل اليدين، مؤكداً أن الراحة وتناول العصائر الطازجة كالبرتقال والليمون يساعدان في التخفيف من حدة الأنفلونزا العادية، الإ انه عند استمرار السخونة وأعراض الكحة يجب التوجه للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.
الأماكن المزدحمة
ويتفق البروفيسور زكي منور أستاذ ورئيس قسم الفيروسات بمستشفى الملك فهد بجازان مع الآراء السابقة فيقول: من الطبيعي أن يعيش كل أفراد المجتمعات العالمية في حالة قلق ورعب جراء فيروس «كورونا» الذي ينتمي لسلالة سارس وأودى بحياة بعض الأشخاص وألزم البعض الآخر السرير الأبيض، ويزداد الخوف أكثر لدى أصحاب الثقافة الصحية المتواضعة الذين لا يهتمون كثيرا بقراءة أو متابعة الأخبار الصحية.
وأكد ضرورة تكريس التوعية الصحية بين أفراد المجتمع واتخاذ كل الوسائل الوقائية لتجنب التعرض لأي نوع من أنواع الفيروسات التي تنتقل عبر الرذاذ الهوائي والمصافحة والعطس واستخدام أدوات المصابين، مشدداً على ضرورة تجنب الأماكن المزدحمة.
قلق طبيعي
واعتبر استشاري الطب النفسي الدكتور محمد اعجاز براشا، القلق الذي تعيشه مجتمعات دول العالم هذه الأيام نتيجة انتشار «كورونا» رد فعل طبيعي كما كان الحال سابقا في انفلونزا الطيور والخنازير وقبلها سارس، وقال معروف إن صحة الإنسان هي أغلى ما يملكه الفرد في حياته، وبالتالي فإن أية انتكاسة أو مرض خطير يصيبه يؤثر على حياته وأسرته ومجتمعه، باعتباره فرداً منتجاً من حقه أن يعيش بكل عافيته وصحته، داعياً لتكثيف التوعية الصحية هذه الأيام ومتابعة الأخبار الصحية، لافتاً إلى أن تعريف أفراد المجتمع بكل ما يتعلق بالمرض وخطورته وكيفية الوقاية منه يجنبه التعرض لأية فيروسات خطيرة، مؤكداً أن الانفلونزا العادية لا تشكل أية خطورة على الفرد، إلا أن استمرار الحرارة خلال 24 ساعة تعد مؤشراً يستدعي التوجه إلى المستشفى ويستوجب الدواء.