ن على جهاز الأعصاب المركزي إذ يؤدي لإنخفاض التناغم العاطفي والحسي فيها ولشعور بالنشوة. يعتبر المورفين أنموذجا (Prototype) للأفيون وله مشتقات كثيرة. يتم تعريف الإدمان على الأفيون على أنه التعاطي المستمر للأفيون رغم الضرر الكبير الذي يلحقة بالادراك المعرفي، السلوك والحالة النفسية. يؤدي الإستعمال المتكرر إلى التعود على الأفيون، والى ظواهر الفطام أو استخدام الأفيون غير المحدود.
كيف تعمل الأفيونات.
جهاز الأعصاب مسؤول عن المشاعر والعواطف بالإضافة لذلك فهو الجهاز المسؤول عن الإشراف على النشاطات الحركية الإرادية واللاإرادية في أجسامنا. يعمل الأفيون على مستقبلات تتواجد على سطح الأعصاب وتؤدي لتغييرات في الإشارات المنقولة بواسطة الأعصاب.
إلى جانب التأثيرات المرغوبة للأفيون والتي تشمل: إحساس بالنشوة، ازالة مخاوف وتسكين أوجاع، فهناك أيضا تأثيرات غير مرغوبة مثل إنخفاض الدافع التنفسي الذي يؤدي لإنخفاض معدل التنفس وحجمه، إمساك في جهاز الهضم، تقلص بؤبؤ العين لحالة تسمى "بؤبؤ دبوسي"، إكتئاب وإنخفاض في الوعي بالإضافة لتغييرات طويلة الأمد في نشاط جهاز الأعصاب، والتي تقود إلى ظاهرة الفطام.
الأفيون هو المادة الخام الأولية المستخرجة من نبتة الخشخاش، وهناك مؤشرات تدل على إستعمال هذه المادة منذ آلاف السنين. المورفين هو مادة مكررة أكثر من الأفيون، وقد بدأ استخدامهما في القرن التاسع عشر وكان إستعماله واسعا أثناء الحرب الأهلية في الولايات المتحدة.
الهيروين: كانت هذه المادة واسعة الإستعمال في سنوات الستينيات، ولكن بعد ذلك قل إستعمالها بسبب الوعي الكبير للخطر الذي تحمله. في العقدين الأخيرين عاد إستعمال الهيروين الواسع، وحسب التقديرات يوجد في الولايات المتحدة لوحدها ما يقارب ال 2.4 مليون شخص اعترفوا بتجربتهم للهيروين، من بينهم 130 ألف شخص يعتبرون متعاطون نشطون. يستمر تأثير الهيرويين لمدة ست ساعات منذ لحظة دخوله الى تيار الدم.
هناك عدة طرق لإستعمال الهيروين: إستنشاق عن طريق الأنف (sniffing)، حقن في الوريد - وهنا يكمن الخطر الأكبر في تناول جرعة زائدة، وتدخين المادة.
الإدمان
تأثيرات الإدمان على المدمن وعلى المجتمع عديدة ومتعددة من بينها:
أظهر احد الأبحاث أن خطر الوفاة وسط المدمنين أعلى بـ 63 مره مقارنة بأقرانهم الذين لا يتعاطون المخدرات. كما أن إحتمال الموت أعلى بشكل كبير لدى المدمنين الذين لا يخضعون للرقابة والعلاج. العاملان الأساسيان المسببان للوفاة في أوساط المدمنين، هما: تناول الجرعة الزائدة والإصابة الجسدية الرضحية (Traumatic).
إستعمال المخدرات غير الصافية وبتقنيات الحقن غير المعقمة يؤدي للتلوث.
معدل العدوى بأمراض منقولة في الدم، مثل التهاب الكبد B و Hepatitis B and C) C) أو مرض الإيدز، يرتفع في أوساط المدمنين.
نسبة حوادث الطرق وسط المدمنين أعلى بصورة جليّة مقارنة بالأشخاص الذين يمرون بالفطام أو يستعملون بديل المخدر ميثادون (Methadone).
يخرق المدمنون القانون في أعمال سرقة، سطو وما يشابه بهدف تمويل مصدر المخدرات.
تكلفة المدمنين للمجتمع مرتفعة جدا وتقدر بعشرات ملايين الشواقل سنويا وتشمل الأعمال الإجرامية للمدمنين، قلة إنتاجهم المهني، اعتلالهم الكبير الذي يحتم على جهاز الصحة معالجته والدعم الإجتماعي لهم.
يسبب الإستعمال الطويل الأمد إحساسا بالألم الأشد من أي محفز بسيط، وهي حالة تسمى بفرط التألم (Hyperalgesia).
علاج الادمان على الافيون
هناك ثلاث إمكانيات مركزية من اجل علاج الإدمان على الأفيون: الإمتناع عن الأفيون، إستعمال مضادات لتأثير الأفيون وإستعمال الأفيون الآمن.
القرار بشأن إستعمال وسائل العلاج الدوائي خلال فترة الفطام أو الإمتناع الكلي عن المخدر، يتعلق، في المقام الأول، برغبة المدمن، بالإضافة إلى مدة تعاطيه للمخدر، مدى تعلقه بالمخدر، عوامل بيئية، عوامل إجتماعية وعوامل نفسية تخص المدمن.
الإمتناع عن المخدر: تلائم هذه الطريقة بشكل عام المدمنين الذين قرروا الانفطام بإرادتهم الشخصية وليس نتيجة اجبارهم على ذلك من قبل سلطات القانون. بالإضافة لذلك المقصود هنا أشخاص استعملوا السم لفترة قصيرة نسبيا وبوتيرة منخفضة.
إستعمال مضادات نالتركسون (NALTREXONE): تُحصر هذه المادة الموقع الذي يرتبط به الأفيون داخل الجسم، وتساعد على جعل المخدر لا يسبب المتعة للمدمن، إذا واصل تعاطيه. يتناسب هذا العلاج مع الإستعمال طويل الأمد ولكن الأمر السلبي الأساسي الكامن فيه هو أنه لا يمنع الأعراض الجسدية الصعبة المرافقة للفطام من المخدر.
إستعمال بديل المخدر ميثادون (METHADONE): الميثادون هو أفيون يعمل لمدة يوم كامل. هو أفيون ضعيف لا يؤدي لظهور أعراض الأفيون كالمتعة، الإكتئاب وتسكين الآلام، ولكن إستعماله يمنع إستعمال أفيون آخر كما يمنع الآثار الجانبية الصعبة للفطام. يمكن إستعماله لفترات زمنية طويلة، إذ أن عددا كبيرا من المفطومين يستعملونه لسنوات طويلة. مع استعمال الميثادون يستطيع المدمن العودة لإدارة نهج حياة عادي. تشمل الآثار الجانبية لإستعمال الميثادون: الاصابة بالامساك، إنخفاض في الأداء الجنسي، تعرق ووذمة محيطية.
تشير العديد من الأبحاث إلى أن إستعمال الميثادون هو الطريقة الأكثر نجاعة للفطام.