ات دلالات واضحة على الفيروسات الأخرى؟.. ثم هل ستكون للأطباء القدرة على استخدام هذه المعلومات لإضفاء الطابع الشخصي أو البصمة الشخصية للاستجابة؟.. وأخيرا، هل التباين العرقي بين أجناس البشر يتداخل مع نوع الاستجابة العلاجية؟
وجهنا هذه الأسئلة للإجابة عنها بتفسير علمي دقيق إلى واحدة من علماء الفيروسات المتخصصين، وهي الدكتورة إلهام طلعت قطان، استشارية متخصصة في الفيروسات الممرضة والجزيئية عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة بالمملكة العربية السعودية، فأوضحت في البداية أن كل هذه الأسئلة تدور، بالفعل، في الأوساط البحثية منذ ثلاث سنوات من أجل الوصول لفهم أفضل الطرق لمواجهة الأمراض وتحسين العلاجات.
* تركيبات وراثية
* أضافت الدكتورة إلهام أن التركيبات الوراثية هي من التركيبات «الزوج قاعدية»، وهي تختلف باختلاف المواقع الرئيسية للاختلافات الجينية بين الأفراد حيث ترتبط في مواقع جينية معينة. ولقد تم مؤخرا تعريف بعض الأنماط المرتبطة بالاستجابة لعلاج التهاب الكبد الفيروسي (سي) وتعداداتها المختلفة عند المرضى. فالأشخاص المصابون والذين يملكون الأنماط المتجانسة يمثلون نسبة خطر أقل للاستجابة من الأشخاص الذين يملكون أنماطا متماثلة.
وقد تم استنتاج أن السكان الأفارقة يملكون أعلى نسبة تواتر نمطي وأقل خطرا من «شعوب القوقاز» (أي الجنس الأبيض) أو الشرق آسيوي. كما أن الحاملين لهذه الأنماط المتماثلة هم أكثر عرضة لفشل العلاج. إن معرفة القيمة التنبؤية للأنماط وحدها غير كافية لتحديد نتيجة العلاج، ولكن قد تكون عنصرا مفيدا في تحديد مدة تشكل العلاج حيث تشكل ولعقدين من الزمن خلال الأوساط العلمية جدلا في صعوبة وضع تفسير علمي ومنطقي في استجابة 50 في المائة من المرضى المصابين بالالتهاب الكبدي الوبائي (سي)، في حين أن الـ50 في المائة المتبقين من البعض الآخر لا يستجيبون. وتحاول الدراسات على الجينوم البشري وارتباطه بمضادات الفيروسات تفسير هذه العلاقة لوضع نظرية ثابتة ورؤية جديدة في للمسارات البيولوجية في مجال مكافحة الفيروسات.
لقد حفزت نتائج هذه الأبحاث الدراسة على كيفية تعامل الجسم وتركيباته الوراثية مع المسببات المرضية، مما قد يغير المسارات المختلفة في إنتاج المضادات والعلاج، وبالتالي التحكم المؤقت في الاستجابات المناعية قبل بدء العلاج عن طريق تغير كمية البروتينات المنتجة وتغيير طريقة تفاعلها مع الأنماط الوراثية.
* دور الاختلاف العرقي
* تقول الدكتور إلهام «يبقى السؤال مطروحا.. هل صحيح أن الاستجابة للعلاج تختلف بالاختلاف العرقي للمريض؟ لقد أظهرت بعض الدراسات أن 20 في المائة من الأفارقة غلبت عليهم الاستجابة الكاملة ويحملون نمطا وراثيا مختلفا مقارنة مع 50 في المائة من الأشخاص المنحدرين من أصول أوروبية و75 في المائة من الأفراد من أصول آسيوية ونحو 13 في المائة من الأميركيين الأفريقيين و51 في المائة من الأميركيين من أصول أوروبية وأكثر من 90 في المائة من سكان شرق آسيا. هل هذه الاختلافات مرتبطة بالسلوك والبيئة والرعاية الصحية، أو الحمية الغذائية، إضافة إلى الأدلة السريرية الأخرى، مثل عمر المريض، وما إذا كان المريض عولج من قبل أم لا.. كل هذه التساؤلات أدت إلى تكوين موجة من النشاط البحثي والعلمي في إمكانية تطويع هذه النتائج لخدمة البشر».
* أول دراسة من نوعها
* وتختتم د. إلهام بأنها قامت في جامعة طيبة بالتعاون مع وزارة الصحة بالرياض والمستشفى الملكي بلندن، بدراسة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط من حيث تحديد الطراز النوعي السائد لالتهاب الكبد الفيروسي (سي)، الذي عرفناه على أنه الطراز النوعي الرابع «HCV G4» مع تحديد مجموعة التراكيب الوراثية عند المرضى المصابين به، كذلك عند المرضى المصابين بالتهاب الكبد (بي) وفيروس الإيدز، مع دراسة العلاقات بينها ومقارنتها بالمرضى من الدول الأوروبية، لتكون بذلك الدراسة الأولى من نوعها في هذا المجال لهذه المنطقة التي تتم مشاركتها وتقييمها في المؤتمرات الدولية لدراسة أمراض الكبد لهذا العام. وتم نشرها في مجلة العلوم الأوروبية العدد الصادر «Vol 8, No 27; P: 59-82».
وساعد في إجراء الدراسة التي شارك فيها عدد من الباحثين كل من المختبر المركزي ومختبر الفيروسات الجزيئية والباحثين المشاركين فيها.