عمل تعديلات بسيطة وغير مكلفة في نمط الحياة.
وتشير أحدث إحصاءات السكري إلى زيادة حالات مرض السكري، المشخص منها ودون التشخيص، بزيادة تقدر بـ700 في المائة في السنوات الـ50 الماضية! وعلى الأقل ففي الولايات المتحدة يوجد 26 مليون أميركي يعانون من مرض السكري من النوع 2، و79 مليونا آخرين مؤهلين للإصابة بالمرض.
ويعد مرض السكري من النوع الثاني النوع الأكثر شيوعا، فهو يصيب 90 – 95 في المائة من مرضى السكري. وفيه ينتج الجسم الإنسولين، ولكنه لا يقدر على التعرف عليه واستخدامه بالشكل الصحيح، ويعد مرحلة متقدمة من مقاومة الإنسولين تسمح للسكر بأن يزداد مسببا المضاعفات.
وقد يشعر المصاب بكافة علامات مرض السكري المعروفة مثل: العطش المفرط، الجوع الشديد (حتى بعد تناول الطعام)، الغثيان والقيء، زيادة أو فقدان الوزن بشكل غير عادي، زيادة التعب والتهيج، زغللة الرؤية، بطء التئام الجروح، التهابات متكررة (في الجلد، البول، المهبل)، خدر أو وخز في اليدين أو القدمين.
أما اللبتين (leptin) فهو هرمون ينتج في الخلايا الدهنية، وأحد أدواره الأساسية تنظيم الشهية للأكل ووزن الجسم. ويعطي الإشارة للدماغ متى يسمح بتناول الطعام، والكمية المسموح بتناولها، ومتى يتوقف عن الأكل، ولهذا سمي «هرمون الشبع» (satiety hormone)، كما يحث الدماغ على ما يجب القيام به لصرف الطاقة الزائدة.
ولقد وجد أن الفئران التي تفتقد هرمون اللبتين أصبحت بدينة جدا، وبالمثل فعندما يصبح الجسم مقاوما اللبتين، وهو ما يشبه فقدانه عند الفئران، يصبح من السهل جدا أن يزيد الوزن بسرعة.
«اللبتين» هو المسؤول عن دقة عمل الإنسولين وعن مقاومة الإنسولين. عندما ترتفع نسبة السكر في الدم، يفرز البنكرياس الإنسولين ليوجه الطاقة الإضافية للتخزين، فسيجري تخزين كمية صغيرة منها على شكل غليكوجين (نشا)، وباقي الكمية على شكل دهون.
وعليه فإن علاج مرض السكري النوع الثاني عن طريق مجرد التركيز على خفض نسبة السكر في الدم يمكن أن يكون نهجا خطيرا، لأنه لا يعمل على تصحيح الخطأ الأيضي الحاصل. فإعطاء الإنسولين سوف يسيء لعمل «اللبتين» ومقاومة الإنسولين على مر الأيام. والطريقة الوحيدة المعروفة لإعادة اللبتين (والإنسولين) للعمل بطريقة سليمة تجري من خلال النظام الغذائي. وهذا يمكن أن يكون له تأثير أكثر عمقا على الصحة أكثر من أي دواء معروف، أو أي شكل من العلاج الطبي.