اسب.
يتحدَّد حجمُ الثَّدي عن طريق الجينات والهُرمونات، والإطار العام الجسم والوزن. وبالنسبة لمعظم النِّساء، يكون حجمُ الثدي مُتَناسباً مع الجسم؛ ولكن بالنسبة لبعضهن، يكون الثَّديان كبيرين بشكلٍ خاص.
يمكن أن يُسبِّب كِبرُ حجم الثَّديين أعراضاً سريريَّة، مثل:
الانزعاج.
ألم الظَّهر.
آلام الرَّقبة.
تَهيُّج الجلد.
كما يمكن أن يسبِّب كِبرُ الثديين أيضاً ضائقةً نَفسيَّة psychological distress. ولكنَّ الشَّكاوى الشَّائعةَ لدى النِّساء من ذَوات الثَّديين الكبيرين تشمل عدمَ القُدرة على ارتداء مَلابس مناسبة، وصعوبةَ المشاركة في الألعاب الرياضيَّة التي تتطلَّب نَشاطاً واضحاً.
يَكون الثَّدييان حَسَّاسين بشَكلٍ خاص لهُرمون الإستروجين hormone oestrogen. ويمكن أن ينموا بشكلٍ كبير خلال فترة المراهقة بشكلٍ خاص، أو في وقتٍ لاحق في الحياة بعدَ انقطاع الطَّمث (سن اليأس)، أو بسبب استِخدام المُعالجة بالهُرمونات البَديلة (المُعالجة الهُرمونيَّة المُعيضَة hormone replacement therapy (HRT). كما يحدثُ لدى بعض النِّساء أيضاً تَبايُنٌ أو عدم تَناظُر asymmetry مَلحوظ (اختِلاف في الحَجم أو الشَّكل) بين الثَّديين.
يمكن أن تُساعِدَ جِراحةُ تَصغير الثَّدي النساءَ اللواتي لا يشعرن بالرِّضا عن شكله أو وزنه أو تَدلِّيه، وذلك بجعل الثَّديين أصغرَ حجماً وأكثر مَتانة. ومع ذلك، يتغيَّر حجمُ الثَّدي مع تغيُّر وزن الجسم، حتَّى بعدَ الجراحة، كما قد يزداد حجمُ الثَّديين إذا تعرَّضا للشدِّ، أو عندما تُصبح المرأةُ حاملاً.
لماذا ينبغي إجراءُ تَصغيرُ الثَّدي؟
يمكن التَّفكيرُ بعمليَّة تصغير الثَّدي إذا كانت المرأةُ تُعانِي من الانزعاج الجسدي أو الضائقة النَّفسية بسَبب وُجود ثديين كبيرين.
قد تكون المشاكلُ الجسديَّة على شَكل:
ألم في الظَّهر.
آلام الرقبة.
ألم في الكتف.
تَهيُّج في الجلد.
سُوء في الوِقفَة.
فَرط في التعرُّق وطفح جلدي وعدوى جلديَّة متكرِّرة تحت الثَّديين.
أخاديد أو خُطوط على الكتفين بسبب الأشرطة الحاملة لصدريَّة الثَّديين.
عدم القُدرة على ممارسة الرِّياضَة أو المشاركة في الألعاب الرياضيَّة.
كما يمكن أن تكونَ الضَّائقَةُ النَّفسية بواحدٍ ممَّا يلي:
النُّفور أو الانزعاج من مظهر الثَّديين.
فرط التفكير السَّلبي بمظهر الثَّديين.
صُعوبة العُثور على الملابس المُناسبَة.
الاكتئاب.
بالنسبة لكلٍّ من المرأة والرجل، يمكن أن يصبح الثَّديان كَبيرين بسبب الترسُّباتِ الدهنيَّة في داخلهما fatty deposits. ولذلك، قد يُساعِد إنقاصُ الوَزن عن طريق اتِّباع نظامٍ غذائي صحِّي وممارسة التَّمارين بانتِظام على تَقليل حجم الثَّديين من دون الحاجةِ إلى عمليَّة جراحية.
أَشياء لابدَّ من مُراعاتِها
يجب التَّفكيرُ بتَصغير الثَّدي بعدَ أخذ مشورة طبِّية من طَبيب جرَّاح أو جرَّاح تَجميل مُؤهَّل.
تحصل العَديدُ من النِّساء على نوعيةٍ أفضل من الحياة بعدَ تصغير الثَّدي، حيث تتراجع الأعراضُ، مثل آلام الظهر، بشكلٍ كبير غالباً. ومع ذلك، لا ينبغي أن يُتَّخذَ قرارُ إجراء أيِّ نوع من الجراحة، بما في ذلك تصغيرُ الثَّدي، باستِخفاف؛ فقد تشعر المرأةُ أنَّها سوف تُحسِّن من مظهرها ونوعيَّة حياتها، لكنَّها قد تتكبِّد تكاليف لا ضرورةً لها وتستغرق وقتاً طَويلاً في التَّعافِي، كما تُعرِّض نفسَها لعددٍ من المخاطر، مثلما هي الحالُ مع أيِّ شكلٍ من أشكال الجراحة. لذلك، يجب أن يكونَ قرارُ تصغير الثَّدي مَبنياً على الكثيرِ من التَّفكير والاستِفسار.
إذا كانت المرأةُ تظنُّ أنَّها سوفَ تستفيد من تَصغير الثَّدي، فمن المهمِّ أن تَكونَ في الوقت نفسه على درايةٍ بجميع ما ينطوي عليه ذلك. ولهذا، يجب التحدُّثُ إلى الطَّبيب للحُصول على المعلومات والمشورة اللازمَة بشأن هذا الإجراء، وأن تناقشَ مع الجرَّاح المناسب المشاكِلَ ذات الصِّلة، بما في ذلك تقديمُ النُّصح منه حولَ الخيارات المتاحَة، مع مزايا كلِّ شكل من الإجراءات المتوفِّرة وعيوبها.
النَّتائجُ المتوقَّعة
من المهمِّ مُناقشَة النَّتائج التي تَتوقَّعها المريضةُ من الجراحة مع الجرَّاح؛ ففي بعض الأحيان، يؤدِّي التَّصغيرُ الجذري للثدي إلى تغيير شَكل الثَّدي ومظهره؛ كما يكون هناك تَندُّبٌ scarring، وفقدان لوَظيفة وحساسيَّة الحلمة أيضاً في بعض الأحيان.
بالنسبةِ للمَرأة ذات الثَّديين الكَبيرين جداً، قد تَفوقُ مَنافِعُ تَصغير الثَّدي أيَّةَ عيوبٍ محتملة. أمَّا بالنسبةِ للنِّساء اللواتي لديهنَّ ثَديان كَبيران نسبياً فقط، فقد لا تَستحِقُّ مَنافِعُ التَّصغير المخاطرَ المحتملة والآثار الجانبيَّة.
يمكن أن يستمرَّ تغيُّرُ الثَّديين في الحجم والشَّكل بعدَ الجراحة. ولكن، لا ينبغي أن ينموا، ما لم تجرِ هذه العمليَّةُ في سنِّ يَنمو فيه الثَّدييان عادةً، لكنَّهما يمكن أن يزدادا في الحجم إذا كانا يتعرَّضان للشدِّ، أو خِلال الحمل. كما قد ينقصان في الحجم أيضاً عندَ إنقاص الوزن. ويُبدي الثَّديُ الطبيعي مَيلاً إلى التدلِّي مع تَقدُّم العُمر.
عمليَّةُ تَصغير الثَّدي
قبلَ العمليَّة
سوف يُطلَب من المريضَة الخضوع لبعض الاختِبارات الصحِّية العامَّة قبلَ العمليَّة للتأكُّد من مُلاءمتها لهذه العمليَّة الجِراحية.
إذا كانت المريضةُ تُدخِّن، فقد يُطلَب منها التوقُّف عن التَّدخين قبلَ أَسابيع من العمليَّة، وذلك لأنَّ التدخينَ يزيد من خطر العَدوى في الصَّدر والجروح، ويمكن أن يُبطِّئ التئامَ الجرح، ويترك تَندُّباً سَيِّئاً. كما أنَّ الوزنَ الزَّائد قد يؤدِّي أيضاً إلى بطء عمليَّة الشِّفاء. لذلك، إذا كانت المريضةُ بَدينةً، فلسوف تُشجَّع على إنقاص وزنها قبلَ الجراحة.
وإذا كانت المريضةُ تَستعمل حبوبَ منع الحمل أو العلاج بالهرمونات البَديلة، فقد ينصحها الجرَّاحُ بالتوقُّف عن ذلك قبلَ بضعة أسابيع من العمليَّة، لأنَّها قد تزيد من خطر حُدوث جُلطَة وريديَّة (تجلُّط الدم في أوردة السَّاق). كما يجب تَجنُّبُ الأسبرين والعقاقير المضادَّة للالتهابات.
قبلَ العمليَّة، سيُطلب من المريضَة التَّوقيعُ على استِمارة الموافقة، وذلك للتأكيد على أنَّها تفهم المخاطرَ والمنافع والبدائل الممكنة لهذه العمليَّة.
العمليَّة
تُجرى جراحةُ تَصغير الثَّدي عادةً تحت التَّخدير العام. ولذلك، سوف يُطلب من المريضَة اتِّباعُ إِرشادات الصِّيام قبلَ العمليَّة، حيث لا يمكنها تناولُ الطَّعام أو الشَّراب لمدَّة ست ساعات قبلَ استِعمال المخدِّر.
تَستغرقُ الجراحةُ ما بين ساعةٍ ونصف وثلاث ساعات. ويُطلَب من المريضَة عادة البقاءُ في المستشفى لمدَّة ليلةٍ واحدة أو ليلتين. ويكون الهدفُ من الجراحَة خلق شكلٍ طَبيعي للثَّديين، مع الاحتِفاظ بأكبر قدرٍ ممكن من الوظيفة والإحساس في الحلمتين.
سوف يلجأ الجرَّاحُ إلى استِخدام قلمٍ للإشارة إلى المناطِق من الجلد حيث تُجرَى الشُّقوق (الجراحيَّة)؛ كما قد يَستأذِن الجرَّاحُ المريضةَ لالتِقاط صورة للثَّديين قبلَ الجِراحَة وبعدَها.
تَبدأ معظمُ جِراحات تَصغير الثَّدي بالحلمَة nipple، حيث يجري نَقلُها إلى مَوقِعها الجَديد، مع إبقائِها مُعلَّقةً بتَرويتها الدَّمويَّة عادةً. وإذا كان لدى المَريضَة ثديان كبيران للغاية، فقد تجري إزالةُ الحلمتين وإعادة تَوضيعهما كطُعمٍ جِلدي، حيث تَتَخلَّق لهما ترويةٌ دموية جديدة.
ثمَّ تجري إزالةُ الجِلد ونسيج الثَّدي الزائدين؛ ويُعادُ تَشكيلُ نسيج الثَّدي المتبقِّي لخلق ثَديين أصغر حجماً وأكثر ارتِفاعاً أو بُروزاً.
طُرقُ تَصغير الثَّدي
هناك طرقٌ مختلفَة للقيام بتَصغير الثَّدي. وسوف يُقرِّر الجرَّاحُ ما هو أنسب بالنسبة للمريضَة اعتماداً على حجم الثَّديين، والنتيجة المرجوَّة. وتَشتمِل هذه الطُّرقُ على ما يلي:
- تَصغير الثَّدي من نَمَط المِرساة أو T المقلوبَة Anchor type or inverted T reduction: هو النَّوعُ الأكثر شُيُوعاً لتَصغير الثَّدي، ويُؤدِّي إلى ندبةٍ على شَكل المرساة anchor-shaped scar ابتداءً من حولَ الحلمة، والاتِّجاه عَمودياً إلى الأَسفَل ثمَّ أفقياً عبر طيَّة الثَّدي breast crease.
- تَصغير الثَّدي من النَّموذج العَمودي Vertical pattern breast reduction: تؤدِّي هذه العمليَّةُ إلى ندبةٍ دائريَّة حولَ الهالَة (اللَّعوة) areola، وهي الحلقةُ البنِّية أو الورديَّة للنَّسيج المحيط بالحلمَة، وأخرى عموديَّة تتَّجه إلى الأسفل. وهذا الأسلوبُ الجراحيُّ له مَيِّزةٌ، وهي أنَّه لا يترك تَندُّباً تحت الثَّدي، ولكنَّه ليس فعَّالاً ولا يمكن الاعتِمادُ عليه عندَ التَّعامُل مع الثَّديين الكَبيرين، وربَّما يستغرق الأمرُ وقتاً أطول للشِّفاء.
- تَصغير الثَّدي من النَّمط حول اللَّعوَة Circumareolar reduction: تؤدِّي هذه العمليَّةُ إلى ندبةٍ دائريَّة فقط حولَ الهالة أو اللَّعوة. ولكنَّ هذا الأسلوبَ لا يَصلح إلاَّ عندَ إزالة كمِّية صغيرة من الأنسجَة.
التَّعافِي من عمليَّة تَصغير الثَّدي
بعدَ الجراحة
عندما تستيقظ المريضةُ بعدَ جراحة تصغير الثَّدي، يكون هناك ضمادٌ على ثدييها، وربَّما توجد أنابيبُ بلاستيكيةٌ متَّصلة بهما لنَّزح الدَّم. وقد تنـزف بعضُ المريضات الكثيرَ من الدَّم، ويمكن أن تكونَ هناك حاجةٌ إلى نقل الدَّم في حالاتٍ نادرة.
بعدَ يومٍ إلى يومين، ستجري إزالةُ الأنابيب إن وُجدَت، ويجب أن تكونَ المريضةُ قادرةً على العودَة الى المنـزل. ولكن، قد تواجه المريضةُ بعضَ الألم لبضعة أيَّام، والذي يمكن أن يَزول بالمسكِّنات.
استعادَةُ الوَضع الطَّبيعي
بعدَ العودَة إلى المنـزل، واعتِماداً على العمر واللياقة البدنيَّة العامَّة، سوف تحتاج المريضةُ إلى راحةٍ لمدة 2-6 أسابيع. كما يعتمد طولُ الوقت، الذي تكون المريضةُ فيه بحاجةٍ إلى الإبقاء على الضمادات، على سرعة التئام الجُرح. وبعدَ أُسبوع إلى أسبوعين، سوف تذوب الغُرَز أو تجري إزالتُها في عيادةٍ خارجيَّة.
وعندَ مراجعةِ الجرَّاح للمُتابعة، سوف تُنصَح المريضةُ فيما يتعلَّق بتَوقيت استِئناف أنشطتها الطبيعيَّة والعودَة إلى العمل؛ حيث قد تحتاج إلى ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الرَّاحة، اعتِماداً على طبيعة عَملها.
يجب أن تتجنَّبَ المريضةُ ممارسةَ التَّمارين الرياضية المجهدة والقائمة على التمطُّط ورَفع الأَشياء الثَّقيلة لمدة تصل الى ستَّة اسابيع بعدَ العمليَّة. كما تحتاج أيضاً إلى الحفاظ على ثدييها مَدعومين بارتداء حَمَّالة صدر مُناسبة وخالية من الأَسلاك.
النَّتائج
من المحتمل أن يتورَّمَ الثَّديان، وأن تشعر المريضةُ ببعض المضض والتكتُّل بعدَ الجراحة. كما قد لا يكون المظهرُ النِّهائي للثديين واضحاً قبلَ عدَّة أسابيع.
تكون الندباتُ حمراء عادةً في الأسابيع الستَّة الأولى بعدَ الجراحة عادة؛ ثمَّ تَتَغيَّر إلى اللَّونِ الأرجوانِي خِلال الأشهر الثَّلاثة اللاحقَة قبلَ أن يَتَلاشى إلى الأبيض. وتَشفى معظمُ النَّدبات بشكلٍ جيِّد، ولكن تبقى ندباتٌ حمراء وعقيديَّة أحياناً، ولا تتحسَّن في مظهرها.
المخاطِرُ المرافقَة لتَصغير الثَّدي
تَشتملُ المضاعفاتُ المحتملَة لأيَّة عمليَّة على ردِّ فعلٍ غير متوقَّع تجاه المُخدِّر والنَّزف المُفرِط أو حُدوث جلطة دمويَّة. وفيما يلي المُضاعَفاتُ الخاصَّة بجراحة تَصغير الثَّدي:
التندُّبُ Scarring
العيبُ الرَّئيسي في جراحَة تصغير الثَّدي هو بَقاءُ ندباتٍ دائمة. وعندما تُجرى العمليَّةُ باستخدام طَريقة المرساة، تترك ثلاثَ ندبات:
- واحدة حولَ الحلمة (الهالة أو اللَّعوة).
- وواحِدَة من الحلمة إلى الطيَّة تحت الثَّدي (وهذه هي أسوأُ ندبةٍ، لأنَّها تكون أكثر النَّدبات توتُّراً أو شَداً).
- وثالِثة من عظم الصَّدر (القص) إلى الإبط على طول الطيَّة تحت الثَّدي.
تعتمد شدَّةُ التندُّب إلى حدٍّ كبير على طبيعة المريضة؛ فبعضُ النِّساء تبقى لديهن ندباتٌ حمراء مرتفعة، لكنَّ معظمَ النَّدبات تتلاشى وتبهت بمرور الوقت، وينبغي أن تكونَ غيرَ مرئيَّة تحت الملابِس العادية ومعظم حماَّلات الصَّدر.
تَفاوُت الشَّكل
سوف يتغيَّر شكلُ الثَّديين بعدَ جراحة التَّصغير. ولكن، هناك فرصةٌ لأن ينتهي الأمرُ بحلمتين غير مُتوازنتين قليلاً أو عقديَّتين أو متفاوتتين بعضَ الشيء.
مشاكِلُ التئام الجرح
تعدُّ مَشاكِلُ شفاء، بعدَ جراحة تَصغير الثَّدي، شائعةً، لاسيَّما بعدَ الإِجراء من نَمط المِرساة، حيث تتلاقى ندباتٌ أفقيَّة وعموديَّة.
تكون معظمُ مشاكل الجرح بسيطةً، ويمكن تدبيرُها ومُعالجتها بكلِّ بَساطة. أمَّا المضاعفاتُ الأكثر شدَّة في الجرح، مثل العَدوى وفقدان الجلد والانفِصال وتأخُّر الالتئام، فقد يكون من الصَّعب السيطرة عليها.
في بعضِ الأحيان، تَتَلاشى بعضُ الدُّهون في الثَّديين، تاركةً فيهما احمراراً وتعقُّداً أو تكتُّلاً. وهذا ما يمكن أن يستغرقَ بعضَ الوقت ليستقرَّ، كما يؤدِّي إلى الكثير من الانزعاج. كما يمكن أن يكونَ هناك أيضاً بعضُ الجلد الزَّائد حولَ النَّدبات؛ وإذا لم يتراجع ذلك بعدَ بضعة أشهر، فقد تكون هناك حاجةٌ إلى إزالته جراحياً.
إذا كانت المريضةُ تُدخِّن، أو مُصابةً بداء السكَّري، فقد يكون لديها ضعفٌ في الدَّورة الدموية، ممَّا سوف يؤثِّر في سرعة التئام الجُرح.
فقدانُ الإِحساس في الحلمَة
تفقد بعضُ النِّساء الإحساسَ في الحلمتين بعدَ تصغير الثَّدي، بما في ذلك قُدرتُهما على التَّبارُز، وذلك لأنَّ تَعصيبَ الحلمَة قد يَتأذَّى في أثناء الجراحة.
وفي حالاتٍ نادرة جداً، قد يؤدِّي تضرُّّرُ التروية الدَّمويَّة إلى تَموُّتِ الحلمة وسقوطها؛ ويكون ذلك أرجحَ إذا كانت المريضةُ مدخِّنةً بشدَّة أو لديها ضعفٌ في الدَّورة الدمويَّة.
واعتِماداً على نمط تَصغير الثَّدي، وإذا كان قد جرى فصلُ الحلمتين عن القَنواتِ اللبنيَّة milk ducts خِلال العمليَّة، فقد لا تكون المريضةُ قادرةً على الرضاعَة الطبيعيَّة بعدَ العمليَّة.
العَدوَى Infection
يحملُ أيُّ نوعٍ من العَمليَّات الجِراحيَّة مَخاطِرَ محتملةً للعدوى. وفي حالةِ جراحة تَصغير الثَّدي، تكون هناك فرصةٌ للعَدوى من الجراثيم الموجودة في قَنوات الثَّدي. ويمكن معالجةُ ذلك بالمضادَّاتِ الحيويَّة، وبعمليةٍ جِراحيَّة أخرى في بعض الأحيان. وإذا حدثت العَدَوى بعدَ الجراحة، فقد تتأخَّر عمليةُ الشِّفاء.
الورمُ الدَّموي Haematoma
إذا لم تنجح الأَنابيبُ المتَّصلة بالثَّديين في إزالةِ كلِّ الدَّم بعدَ العمليَّة، فقد يبدأ هذا الدمُ بالتجمُّع تحت الثَّديين، ممَّا يُسبِّب ألماً شَديداً فيهما. وهذا ما يُسمَّى الورمَ الدَّموي. وإذا حدث ذلك، فقد تحتاج المريضةُ إلى عمليةٍ أخرى لنَّزح الدَّم وإيقاف النَّزف.
تَصغير الثَّدي عندَ الذُّكور
أسبابُ تَضخُّم الثَّدي لدى الرِّجال
يُعرَف تضخُّمُ الثَّدي عندَ الذُّكور بالتثدِّي gynecomastia. ويُعتقَد في كثيرٍ من الأحيان بأن تَضخُّمَ الثَّديين لدى الرِّجال قد يكون نتيجةً للسِّمنة، ولكنَّ ذلك ليس هو السَّبب الوحيد؛ فالرِّجالُ، مثلهم مثل النِّساء، يمكن أن يُصابوا بنموٍّ غير طَبيعي لأنسجة الثَّدي الغدِّية، ويرجع ذلك عادةً إلى اختلال التَّوازُن الهرمونِي hormone imbalance.
الأسبابُ الأخرى لتضخُّم الثَّديين عندَ الذُّكور:
كثرة تناول الكُحول.
استِخدام بعض الأدوية، لاسيَّما الستيرويدات الابتِنائِيَّة anabolic steroids.
بعض الأَمراض، مثل الفَشل الكبدي والسَّرطان.
التشوُّهات الخِلقِيَّة (مَشاكِل من الولادَة).
نَقص الوَزن السَّريع، والذي يمكن أن يتسبَّبَ في تَرهُّل الجلد.
بالنسبة للرِّجال الذين يشعرون بقلقٍ تجاه مظهر الثَّديين، يمكن النَّظرُ في جراحة تصغير الثَّدي لإعادته إلى منظره الطَّبيعي.
قبلَ الجراحَة
عندما يَكون تَضخُّم الثَّدي بسَبب السِّمنة obesity أو ضَعف الصحَّة أو فَرط تَناوُل الكُحول، فقد ينقص حجمُه عن طَريق تناول الطعام الصحِّي وممارسة التَّمارين الرياضيَّة بانتظام. ولكن، يمكن استشارةُ الطَّبيب والنظر في جَميع الخيارات قبلَ اختيار جراحة تصغير الثَّدي.
الإجراء
تَستغرقُ جِراحَةُ تَصغير الثَّدي عندَ الذُّكور عادةً نحوَ ساعةٍ واحدة، حيث يُجري الجرَّاحُ شَقاً حولَ الهالة (اللَّعوة) ويشفط الدُّهون liposuction لامتِصاص الأنسجَة الدُّهنية الزَّائدة. وإذا كانَ هناك الكَثيرُ من الأنسجة التي تنبغي إزالتُها، فقد تَمتدُّ الشُّقوقُ إلى أسفل الهالة، كما قد تحتاج الحلمتان إلى تَعْديل وضعها.
تكون هناك حاجةُ للبَقاء في المستشفى لليلةٍ واحدة، وقد يحتاج المريضُ إلى بضعة أيَّام من التوقُّف عن العمل والرَّاحة، وتَجنُّب الرَّفع أو ممارسة الرياضة البدنيَّة الشاقَّة لمدَّة شَهر بعدَ العمليَّة. كما قد يحتاج أيضاً إلى ارتداء سِربالٍ بلاستيكي elastic garment لمدَّة أسبوع إلى أربعة أسابيع بعدَ العمليَّة لتَشجيع الحُصول على نَتائج جيِّدة.
النَّتائج
يكون تصغيرُ الثَّدي عندَ الذكور ضَرورياً عادةً للحدِّ من حجم منطقة الثَّدي، ولإعطائه شكلاً منبسطاً.
وتكون النتائجُ دائمةً، ولكنَّ زيادةَ الوزن والاختلال الهرمونِي واستِخدام بعض الأدوية يمكن أن يتسبَّبَ في عودة منطقةِ الثَّدي إلى التضخُّم مرَّةً أخرى.
المخاطِر
يمكن أن تتركَ الجراحةُ نَدباتٍ حَمراءَ وعُقَيديَّة. وقد تَدوم هذه النَّدباتُ عدَّةَ شُهور، ولكن ينبغي أن تخفَّ في نهايةِ المطاف وتعود إلى لونِ الجلد الطَّبيعي. وتَشمل المخاطِرُ الأخرى النَّتائِج المتفاوتة وفقدانَ الإحساس في الحلمتين.