تاريخ النشر 24 أكتوبر 2016     بواسطة الدكتور عباس حسن المكرمي     المشاهدات 201

نقص سكَّر الدم

نقصُ سكر الدم hypoglycaemia هو انخفاضٌ غير طبيعي في مستوى السكَّر في الدم (أقل من 4 ميلي مول/ليتر أو 60 ميليغراماً/100 مل). وعندما يكون مستوى الغلوكوز glucose (السكَّر) منخفضاً جدَّاً، فإنَّ الجسمَ لا يمتلك الطاقةَ الكافية للقيام بنشاطه. يُعدُّ نقصُ سكَّر الدم الحالةَ الأكثر ارتباطاً بداء الس
كَّري، حيث إنَّها تحدث بشكلٍ رئيسي عندَ مرضى السكَّري الذين يستعملون كميةً كبيرة من الأنسولين insulin، أو الذين يفوتهم تناول إحدى وجبات الطعام، أو الذين يمارسون جهداً بديناً شاقاً.
ويمكن، في حالاتٍ نادرة، أن يتعرَّضَ شخصٌ غير مصاب بداء السكَّري لحدوث نقصٍ في سكر الدم. وقد يحدث هذا نتيجة سوء التغذية malnutrition أو فرط تناول الكحول binge drinking أو الإصابة بحالات مرضيَّة معيَّنة، مثل داء أديسون Addison's disease
أعراض نقص سكَّر الدم
يحدث عندَ معظم الأشخاص بعضُ التحذيرات أو الأعراض التي تشير إلى أنَّ مستويات سكَّر الدم لديهم شديدةُ الانخفاض، ممَّا يُتيح لهم فرصةَ تدبيرَ ذلك أو التعامل معه. وتظهر الأعراضُ عندما تهبط مستوياتُ سكر الدم دون 4 ميلي مول/ليتر (60 ميليغراماً/100 مل) عادةً.
تشتمل علاماتُ الإنذار المبكِّرة النموذجية لنقص سكَّر الدم على الشعور بالجوع والارتعاش trembling والتَّعرُّق sweating. ولكن، في الحالات الأكثر خطورةً، قد يحدث تخليطٌ ذهني confusion مع صعوبة في التركيز difficulty concentrating؛ بينما قد يُصَاب الشخصُ في الحالات الشديدة جداً لنقص سكر الدم بفقدان الوعي lose of consciousness.
قد يحدث نقصُ سكَّر الدم في أثناء النوم أيضاً، حيث يمكن أن يُسبِّبَ تعرُّقاً زائداً excess sweating واضطراباً في النوم وشعوراً بالتعب وتخليطاً ذهنياً عند الاستيقاظ.
تدبير نقص سكر الدم
يكون العلاجُ الفوري لنقص سكَّر الدم بتناول بعض الطعام أو الشراب المحتويين على السكَّر، مثل أقراص سكَّر الدكستروز dextrose tablets أو عصير الفواكه fruit juice لتصحيح مستويات السكَّر في الدم.
قد يكون من الضروري، بعدَ تناول بعض المواد السكَّرية، تناولُ بعض الأغذية الكربوهيدراتيَّة (النشويَّات starchy) طويلة التأثير، كتناول شطيرة أو بضع قطعٍ من البسكويت.
يمكن حقنُ هرمون الغلوكاغون hormone glucagon عندَ حدوث فقدانٍ للوعي نتيجة نقص سكَّر الدم، حيث يؤدي إلى زيادة مستويات السكَّر في الدم واستعادة الوعي. ولا يمكن القيامُ بهذا الإجراء إلاَّ عندَ توفُّر حقنة الهرمون، ووجود شخصٍ مُتدرِّبٍ على طريقة حقنها.
يجب طلبُ المساعدة الإسعافية الطارئة في الحالات التالية:
* عدم توفُّر حقنة الغلوكاغون.
* عدم وجود الشخص المُدرَّب على القيام بالحقن.
* عدم ظهور أيِّ فعالية بعدَ مرور 10 دقائق من الحقن.
ينبغي الامتناعُ عن محاولة وضع أيِّ طعامٍ أو شراب في فم شخصٍ يُعاني من النعاس (الوَسَن) أو إذا كان فاقداً لوعيه، لأنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى اختناقه؛ مثل بعض المستحضرات الغنيَّة بالسكر التي تُصنَّع على شكل عجينة تُوضعُ على باطن من الخدّ.
الوقاية من نقص سكر الدم
ينبغي على مريض السكَّري، الذي يستعملُ الأنسولين في علاجه، أن يتحقَّقَ بشكلٍ منتظم من مستوى السكَّر في دمه، وأن يتعلَّم طريقةَ التمييز المبكِّر لأعراض نقص سكر الدم، وذلك تجنُّباً لنقصه.
كما أنَّ عدمَ تناول الوجبات الرئيسية أو الخفيفة، أو تناول وجباتٍ فقيرة بالكربوهيدرات، خلافاً للتوصيات، قد يزيد من خطر حدوث نقص سكَّر الدم. ويجب الامتناعُ عن تناول الكحول، لأنَّه يتسبَّبُ بحدوث نقص سكَّر الدم أيضاً، حتى بعدَ مرور عدَّة ساعاتٍ على تناوله أحياناً.
وتُعدُّ ممارسةُ الرياضة أو القيام بنشاط حركي من الأسباب المحتملة الأخرى، ولذلك يجب أن تكونَ هناك خطَّةٌ للتعامل مع ذلك، كتناول الكربوهيدرات قبلَ أو في أثناء أو بعد ممارسة الرياضة أو الجهد البدني، أو تعديل جرعة الأنسولين.
ينبغي الحرصُ على تغيير موضع حقن الأنسولين بانتظام، وذلك لأنَّ كميةَ الأنسولين التي يمتصُّها الجسم يمكن أن تختلفَ تبعاً لموضع الحقن.
لابدَّ من أن يحرصَ المريض على وجود الكربوهيدرات سريعة المفعول معه دائماً، مثل أقراص الغلوكوز أو عبوة من عصير الفواكه، أو بعض الحلويَّات، وذلك لاستعمالها عند الشعور بقرب حدوث الأعراض أو عندما يكون مستوى سكَّر الدم منخفضاً.
ينبغي أن يقوم المريض بإعلام الأصدقاء والعائلة عن إصابته بداء السكَّري، وعن مخاطر نقص سكر الدم. كما قد يُفيدُ حملُ بطاقةٍ للتعريف بإصابة الشخص بالسكري، ممَّا يُتيح للمُسعفين في حالة الطوارئ معرفة أنَّ هذا الشخصَ مصابٌ بداء السكري.
عندما يحدث نقصُ سكر الدم نتيجة حالةٍ كامنةٍ أخرى غير داء السكري، فمن الضروري معالجةُ هذه الحالة للوقاية من حدوث المزيد من نقص السكَّر.
أسباب داء السكري
يجري ضبطُ كمِّية السكر في الدم بشكلٍ طبيعيٍّ من خلال هرمون يُسمَّى الأنسولين insulin، والذي يقوم البنكرياس pancreas (وهو غدَّةٌ خلف المعدة) بإنتاجه.
عندما يُهضمُ الطعامُ ويدخلَ مجرى الدم، يقوم الأنسولين بنقل سكَّر الغلوكوز من الدم إلى داخل الخلايا، حيث يُفكَّك لإنتاج الطاقة.
لكنَّ الجسمَ في مرضى السكَّري لا يستطيع تفكيكَ السكر وتحويله إلى طاقة، وذلك إمَّا لعدم وجود كمِّية كافية من الأنسولين لتحريك السَّكر، أو لأنَّ الأنسولين المُنتَج لا يعمل بشكلٍ صحيح.


أخبار مرتبطة