الصُّداع وأعراضاً شبيهةً بالإنفلونزا وتيبّس العنق والظهرِ وألمَ الأطراف، وقد يُصابُ بضعة مرضى بالشلل، ولا يوجد علاجٌ للشَّلل الذي يسبِّبه شَللُ الأطفال. تحدثُ لدى بعضِ المصابين بشلل الأطفال بعدَ عدةِ سنوات متلازمةُ ما بعدَ شللِ الأطفال (PPS)، وتتضمَّنُ أعراضُها التعبَ وضعفَ عضلاتٍ حديث وألمَ العضلاتِ والمفاصل. لا توجدُ طريقةٌ لمنعِ أو علاج متلازمةِ ما بعدَ شللِ الأطفال، غيرَ أنَّ لُقاحَ شللِ الأطفال قضى على شلل الأطفال في العديد من البلدان.
مقدمة
شللُ الأطفال مرض معدٍ يسبِّبُه فيروس، ويمكن أن يُحدِثَ شللاً عند قليلٍ من المصابين به، ولا يوجد علاج للشَّلل الذي يسبِّبه شَللُ الأطفال. تحدثُ لدى بعضِ المصابين بشلل الأطفال، بعدَ عدةِ سنوات، متلازمةُ ما بعدَ شللِ الأطفال (PPS)، ولا توجدُ طريقةٌ لمنعِ أو علاج متلازمةِ ما بعدَ شللِ الأطفال، غيرَ أنَّ لُقاحَ شللِ الأطفال قضى على شلل الأطفال في العديد من البلدان. تشرحُ هذه المعلوماتُ الصحية شللَ الأطفال ومتلازمةَ ما بعدَ شللِ الأطفال، وأسبابَ هذه الحالة وخياراتِ العلاج وطرقَ الوقاية.
شلل الأطفال
شللُ الأطفال مرضٌ مُعدٍ بشدَّة يسبِّبه فيروس. والفيروسُ هو شكلٌ من الأحياء المُمرضة تستطيع الدخولَ للجسم وإمراضَه. يمكنُ أن يسبِّبَ شللُ الأطفال شللاً غير عكوس خلال ساعات فقط. يغزو الفيروسُ الذي يسبِّبُ شللَ الأطفال الجهازَ العصبي، ويتضاعفُ فيه، ويدمِّر الخلايا العصبيةَ التي تتحكمُ بالعضلات. تصبح العضلاتُ المصابة بشلل الأطفال غيرَ وظيفية، وتصبحُ الأطراف رخوةً وعديمة الحياة، وتُعرفُ هذه الحالة بالشلل الرخو الحاد (AFP). لا تظهرُ الأعراضُ عند 90٪ من المصابين بفيروسِ شللِ الأطفال أو تظهرُ أعراضٌ خفيفة دون أن تُلاحَظ. وعندما توجدُ أعراض فهي تتضمَّن ما يلي:
تعب شديد.
حُمَّى.
صُداع.
تيبُّس العنق وألم الأطراف.
القيء.
الشكل الأشد من شلل الأطفال هو شلل الأطفالِ الشللي، وهو يؤدِّي إلى حالة الشّلل. يوجدُ شكلان لشللِ الأطفال الشللي:
شلل الأطفال البصلي.
شلل الأطفال النخاعي.
يُصيب شللُ الأطفال البصلي الخلايا العصبيةَ في جذع الدماغ، ممَّا يسبِّبُ صعوبةَ التنفُّس والبلع والكلام. يُصيب شللُ الأطفال النخاعي الخلايا العصبيةَ في النخاع الشوكي، ممَّا يؤدي إلى شللِ الرجلين عادةً. قد يُصابُ البعضُ بشلل الأطفال البصلي وشلل الأطفال النخاعي معاً، ويُدعى هذا الشكلُ بشللِ الأطفال البصلي النخاعي. قد يحدثُ شللُ الأطفال في أيِّ عمر، ولكنه وبشكلٍ رئيسي يصيبُ الأطفال دونَ عمر الخامسة.
متلازمة ما بعدِ شلل الأطفال
متلازمةُ ما بعدَ شللِ الأطفال حالةٌ تصيبُ بعضَ الناجين من شلل الأطفال بعدَ عدةِ سنوات من الشفاء من الهجمةِ الأولى للفيروس، وقد تحدثُ بعدَ 15 حتى 40 سنة من المرض الأصلي، ولا يزالُ سببُها مجهولاً. تتصفُ متلازمةُ ما بعدَ شللِ الأطفال باشتدادِ ضعف العضلات المُصابَة سابقاً بعدوى شللِ الأطفال، وأكثر أعراضها شيوعاً:
تناقص حجم العضلات.
تعب شديد.
ألم مفاصل.
تشوُّهات هيكليّة، كالجَنَف (ميلان العمود الفقري إلى إحدى الجهتين).
ضعف عضلات متدهوِر ببطء.
يعاني بعضُ المصابين من أعراضٍ بسيطةٍ فحسب، بينما يظهر لدى بعضهم الآخر ضعفٌ عضلي أكثر وضوحاً. ونادراً ما تكون متلازمة ما بعدَ شللِ الأطفال مهدِّدةً للحياة، لكن أعراضَها تؤثرُ بشكل ملحوظ في النشاطات اليومية للمصاب وقدرتِه على أدائِها لوحده. ومع أنَّ شللَ الأطفال معدٍ، إلا أنَّ متلازمةَ ما بعد شللِ الأطفال ليست كذلك، فهي لا تنتقل من شخصٍ لآخر، وهي لا تصيبُ إلا الذين أُصيبوا بشلل الأطفال من قبل. لا توجدُ طريقةٌ في الوقتِ الحالي لإيقافِ أو شفاءِ المشاكل التي تسببُها متلازمة ما بعد شلل الأطفال، غيرَ أنَّ بعض الدراسات أظهرَت أن التمارين البسيطة غير المُرهِقَة تحسِّنُ من قوة العضلات، وتخففُ التعبَ لدى المُصابين بمتلازمةِ ما بعدَ شلل الأطفال.
الأسباب
عندما يُصابُ شخصٌ بفيروس شلل الأطفال، يدخل الفيروسُ الجسمَ عبرَ الفم، ويتكاثر في الأمعاء. ينتشرُ الفيروسُ في البيئة عن طريقِ البرازِ، حيث يمكن لحاملي فيروس شلل الأطفال أن ينشروا العدوى من برازهم لعدَّةِ أسابيع. يمكن أن يتلوَّثَ الطعام أو الشراب بالبراز، مُسبِّباً انتشارَ الفيروس بسرعةٍ في المجتمع. ينتشرُ شللُ الأطفالِ أيضاً بالتماس المباشر بين الأشخاص، وهو معدٍ بشدّة، بحيث أن كلَّ شخص كان مؤخراً على تماسٍ مع مصاب بالعدوى يُحتمَل أن يُصابَ بها أيضاً. ينتشر شللُ الأطفالِ بشكل خاص في المناطق سيِّئة النظافة والصرف الصحِّي.
التشخيص
يسألُ مُقدّمُ الرعايَة الصحيّة المريضَ عن الأعراضِ والسوابق الطبية، وإذا كان المريضُ قد سافرَ مؤخراً، والأماكن التي سافر إليها. يُجري مُقدّم الرعايَة الصحيّة فحصاً جسدياً، ويبحث عن علامات المرض، وغالباً ما يمِّيِّزُ شللَ الأطفال من خلالِ أعراضه كصلابةِ العنق والظهر والمنعكسات غير الطبيعية. تُجمَعُ عيناتٌ من مفرزاتِ الحلقِ والبراز أو السائل الدماغي الشوكي لتأكيدِ التشخيص، وتُفحَصُ العيناتُ بحثاً عن فيروس شللِ الأطفال. ولتشخيصِ متلازمةِ ما بعدَ شلل الأطفال، يبحثُ مُقدّم الرعايَة الصحيّة عن:
إصابة سابقة بشلل الأطفال.
فترة طويلة منذ الإصابة بالمرض الأصلي، وهي غالباً 15 سنة على الأقل.
ظهور بطيء للأعراض.
تُجرَى الفحوصاتُ لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض ولتشخيصِ متلازمةِ ما بعدَ شلل الأطفال، وتتضَّمنُ هذه الفحوص:
الفحوص الدمويّة.
إجراء الصور لرؤية الدماغ والنخاع الشوكي.
خزعة العضلات للبحث عن شذوذات الأعصاب.
دراسات النقلِ العصبي التي تقيسُ سرعةَ الإشاراتِ العصبية.
العِلاج
لا توجدُ معالجة شافية لشلل الأطفال، ولذلك يركزُ العلاج على التخفيفِ من الأعراض والوقاية من المُضاعفات. يتضمَّنُ علاجُ شلل الأطفال:
نظام غذائي متوازن.
ألتزام الراحة.
ممارسة التمارين المعتدلة لمنع التشوهات وخسارة وظيفة العضلات.
مسكِّنات الألم.
أجهزة التهوية المحمولة للمساعدة على التنفُّس.
تُعطى المضاداتُ الحيوية لعلاج العدوى الثانوية، لكنَّها لا تعالج شلل الأطفال. يتشابه علاجُ متلازمة ما بعد شلل الأطفال مع علاجِ شللِ الأطفال، وتساعدُ المعالجةُ الفيزيائية والمهنية ومعالجةُ مشاكل النطق على بقاء المُصابِ قادراً على الاعتماد على نفسه قدرَ الإمكان.
الوقاية
إن شللَ الأطفال لا يزالُ يصيب الأطفال والبالغين في مناطق معيَّنة من العالم، مثل:
أفغانستان.
نيجيريا.
الباكستان.
يمكن إنقاصُ انتشارِ شلل الأطفال بتحسين مرافقِ الصرف الصحي العامة وطرق النظافة الشخصية، غير أنَّ اللقاحَ هو الطريقةُ الأكثر فعاليةً في الوقايةِ من المرض. يوصى بإعطاء الأطفال أربعَ جرعات من لقاحِ شلل الأطفال في الأعمار التالية:
شهران.
4 شهور.
بين 6 و18 شهراً.
بين عمر 4 و 6 سنوات في سن دخولِ المدرسة.
لا يسبِّبُ اللقاحُ حدوثَ شلل الأطفال، وأكثر آثارِه الجانبية شيوعاً هي الألم والاحمرار مكانَ الحقن، ونادراً ما تحدثُ آثارٌ أكثر خطورة من ذلك، ويمكنُ أن يتحدثُ الأهلُ مع مقدّم الرعايةِ الصحية الذي يعالج ابنهم عن هذه المخاطر. قد تجري مشاركةُ لقاح شللِ الأطفال مع لقاحاتِ أمراضٍ أخرى، وهذا يعني عدد جرعات أقل. يُعطى لقاحُ شلل الأطفال للبالغين الذين لم يتلقُّوه من قبل، حيثُ تُعطى أولُ جرعتان بفاصل 4 إلى 8 أسابيع، وتُعطَى الجرعة الثالثة بعدَ 6 إلى 12 شهراً من الجرعةِ الثانية. لابدَّ من أخذِ الاحتياطات عندَ السفر إلى مناطقَ يرتفع فيها خطرُ الإصابةِ بشلل الأطفال، وتُعطى جرعةٌ داعمة للأشخاصِ الذين تلقُّوا اللقاحَ سابقاً. وتدوم المناعةُ بعدَ الجرعة الداعمة طوالَ الحياة.
الخُلاصة
شللُ الأطفال مرضٌ معدٍ يسبِّبُه فيروس، ويمكن أن يُحدِثَ شللاً عند بعض المصابين به، ولا يوجدُ علاج للشَّلل الذي يسبِّبه شَللُ الأطفال. يوجد فيروسُ شللِ الأطفال في حَلق المُصاب وأمعائِه، وتنتشرُ العدوى غالباً بالتماس مع برازِ شخصِ مُصاب أو قطراتِ عُطاسِه أو سعاله. وقد يتلوَّثُ الطعامُ والماء بالفيروس إذا لم يغسلِ الناس أيديهم. لا تظهرُ الأعراضُ عند 90٪ من المصابين بفيروسِ شللِ الأطفال أو تظهرُ أعراضٌ خفيفة تمرُّ دون أن تُلاحَظ. وعندما توجدُ أعراض، فهي تتضمَّن ما يلي:
تعب شديد.
حُمَّى.
صُداع.
صلابة العنق وألم الأطراف.
القيء.
تحدثُ لدى بعضِ المصابين بشلل الأطفال بعدَ عدةِ سنوات متلازمةُ ما بعدَ شللِ الأطفال (PPS)، ولا توجدُ طريقةٌ لمنعِ أو علاج متلازمةِ ما بعدَ شللِ الأطفال، غيرَ أنَّ لُقاحَ شللِ الأطفال قضى على شلل الأطفال في العديد من البلدان.