في الأمراض المُعدِيَة بمركز جونز هوبكِنـز للأطفال في بالتيمور "إنَّ مجرَّدَ استجابة الجرثوم جيِّداً للمضادَّات الحيويَّة لا يعني أنَّه أقلّ فتكاً".
وحذَّر قائلاً "إذا لم تُكتَشَف وتَعالَج عدوى مجرى الدَّم الاِجتِياحية بالمكوَّرات العنقوديَّة باكراً، فقد تؤدِّي إلى ضررٍ كبير لدى حديث الولادة، مثلها مثل العدوى بالأنواع المقاومة للمضادَّات الحيويَّة".
يميل خبراءُ الصحَّة العامَّة إلى التركيز على حالاتِ العدوى المقاومة للأدوية؛ لكنَّ الباحثين في هذه الدراسة الجديدة وجدوا أنَّ العدوى بالمكوَّرات العنقوديَّة غير المقاوِمَة تحصل بنسبة تزيد على ضعفي العدوى بالمكوَّرات العنقوديَّة المقاوِمَة في حديثي الولادة، وهي بنفس معدَّل الوفيات المرتفع تقريباً.
في هذه الدراسة، تفحَّصَ الباحثون السجلاَّت الطبِّية لأكثر من 3800 رضيع مصاب بعدوى اِجتياحيَّة بالمكوَّرات العنقوديَّة في وحدات العناية المركَّزة بحديثي الولادة عبرَ الولايات المتَّحدة بين عامي 1997 و 2012.
كان هناك 926 حالة من العدوى بالمكوَّرة العنقوديَّة الذهبيَّة المقاومة للمِيثيسلِّين methicillin-resistant staphylococcus aureus (MRSA) و 2474 حالة من العدوى بالمكوَّرة العنقوديَّة الذهبيَّة الحسَّاسة للمِيثيسلِّين methicillin-susceptible S. aureus (MSSA). وكانت معدَّلاتُ الوَفيَات 10% بين الرضَّع المصابين بعدوى المكوَّرة العنقوديَّة الذهبيَّة الحسَّاسة للمِيثيسلِّين، و 12% بين الرضَّع المصابين بعدوى المكوَّرة العنقوديَّة الذهبيَّة المقاومة للمِيثيسلِّين.
أمَّا في البالغين، فكانت معدَّلاتُ الوفيات عندَ المصابين بحالات العدوى المقاومة للدواء أعلى بكثير ممَّا هي في حالات العدوى غير المقاومة للدواء. وقد يكون هذا التناقضُ بين الرضَّع والبالغين ناجماً عن فروقٍ في الجهاز المناعي لديهما، فضلاً عن عوامل أخرى.
تُلقِي النتائجُ الجديدة الضوءَ على حاجة المستشفيات إلى تغيير بروتوكولاتها في الوقاية من العدوى، وذلك لاستقصاء الذراري الجرثوميَّة غير المقاومة.
في كلِّ سنة، يُصاب نحو 5000 طفل حديث الولادة، في الولايات المتَّحدة، بعدوى اجتياحيَّة بالمكوَّرة العنقوديَّة. ولكن، يشدِّد الباحثون على أنَّ حالات العدوى الاجتياحيَّة، سواءٌ بالأنواع المقاومة أو غير المقاومة، لا تزال نادرة للغاية.
قال مساعدُ معدِّ الدراسة الدكتور بريان سميث، وه واختصاصي في أمراض حديثي الولادة بالمركز الطبِّي بجامعة ديوك في دورهام "لقد خطونا خطواتٍ واسعةً نحوَ اكتشاف المكوَّرات العنقوديَّة المقاومة للدواء، والتقليل من انتشارها. وتعزِّز هذه النتائجُ الحاجةَ المستمرَّة للقيام بشيءٍ ما للوقاية من جميع أنواع العدوى في المحاضِن".