قَطنيّ العَجزيّ، تُستخدَم إبرةٌ لإيصال الدّواء، وفي بعض الأحيان، تُوضَع الإبرة في مكانها بمعونة آلة أشعّة سينيّة وصبغة. من الطّبيعيِّ أن يَختفي الألم لبضعِ ساعات بعدَ الحَقن بسبب أدوية التّخدير، إلا أنَّ الألم قد يُعاود الظّهور، وقد يَستمر ليومٍ أو اثنين إلى أن يَبدأُ الدّواء الستيرويديّ بالتَّأثير. وقد تَشتمل العلاجاتُ البديلة على أدوية تباعُ دون وصفة أو بِوصفة، بالإضافة لأنواع أخرى من الحُقن. قد يُوصى بالجراحة في الحالات الشّديدة من انقراص أو انضغاط الأعصَاب أو أذيَّتها. الإحصارُ العصبيُّ القَطنيّ العَجزيّ إجراءٌ آمنٌ جدّاً، بإمكانه أن يُساعد بشكلٍ ملحوظ على تقليل ألم أسفل الظّهر أو الرّجل أو إيقافه. لكن كما تعلّمنا، قد تحدث مضاعفات. وستساعدُ مَعرفتها المريض ومقدِّم الرّعاية الصحيّة على كَشفها باكراً في حالِ حدوثها.
مُقدّمة
يُصابُ بَعضُ الأشخاص بألمٍ في أسفل الظّهر أو الرّجلين. وقد يكون الإحصارُ العصبيّ القَطنيّ العَجزيّ فعَّالاً في تسكين هذا النّوع من الألم. إذا أوصى مقدِّم الرّعاية الصّحيّة بإحصار عصبي قطنيّ عجزيّ، فسيعود قرار إجراء العمليّة من عدمه للمريض. سيشرحُ هذا البرنامج التثقيفي منافع ومخاطر إجراء الإحصار العصبيّ القطنيّ العجزيّ.
الأعصابُ القطنيّة العجزيّة
النُّخاعُ القطنيّ العجزيّ هو الجزء الأدنى من النّخاع الشّوكيّ، وهو يتألّف من النّخاع القَطنيّ والنّخاع العجزيّ. تنتقلُ الأعصابُ عبرَ النّخاع، وتتفرّعُ خارجاً لترسلّ رسائلَ من الدِّماغ إلى باقي أنحاء الجسم. هناكَ خمسة أعصاب في النّخاع القطنيّ، وهناكَ أيضاً خمسة أعصاب في النّخاع العجزيّ. ترسل تلك الأعصابُ رسائل إلى أسفل الظّهر والرّجلين، وتستقبل رسائلَ منها. عند انقراص واحد من تلكَ الأعصاب، قد يحدث ألم ظهر شَديد، وربّما ألم بارق ينتشر إلى الساق. يَنقرص العصب بسبب نموّ عظميّ في القناة الشّوكيّة أو بفعل فتق القرص. يُطلق على هَذا النموّ العظميّ اسم المِهماز. يمكن أيضاً أن تلتهبَ الأعصابَ وتتورَّم. ويتسبَّب هذا التَّورُّم للعصب بألم ظهرٍ شديد قد ينزل إلى الساق. عندما لا تفلح الرّاحة والأدوية التي تُباع دون وصفة طبيّة والأدوية الموصوفة في تسكين الألم، قد يوصي الأطّباء بحقن إحصاري عصبيّ قطنيّ عجزيّ.
الإحصار العصبيّ القطنيّ العجزي
هدف الإحصار العصبيّ القطنيّ العجزيّ هو تخدير عصب مُحدَّد، وتقليل التهابه أو تورّمه، ممَّا قد يؤدّي إلى تسكين الألم أو إيقافه. تُحقنُ الأدويةُ المُستخدمة في داخل قناة عصب مُحدَّد في أسفل الظّهر. وتُستخدم إبرة لإيصال الدّواء. في بعض الأحيان، تُوضَع الإبرة في مكانها أحياناً بمعونة آلة أشعّة سينيّة وصبغة. تتألّف توليفةُ الأدوية عادةً من نوعين من الأدوية. الدّواء الأوّل هو دواء تَخدير لإيقاف الألم، والثّاني هوَ ستيرويد يخفِّف التورُّم. يتسبَّب الدّواء الأوّل عادةً بزَوال الألم لساعاتٍ قليلة. قد يكون هناكَ أيضاً بعض الخدر أو الضُّعف في الساقين لساعاتٍ قليلة بعد الإحصار العصبيّ القطنيّ العجزيّ. يبدأ الستيرويد في غضون 24-48 ساعة بتخفيف التورّم، ويُساعد هذا على زيادة تخفيف الألم. من الطّبيعيّ أن يَختفي الألم لبضعِ ساعات بعدَ الحَقن بسبب أدوية التّخدير، إلا أنَّ الألم قد يُعاود الظّهور، وقد يَستمر ليومٍ أو اثنين إلى أن يَبدأُ الدّواء الستيرويدي بالتّأثير.
وقد يحتاجُ الأمر لعدّة حقن للوصول لتسكين طويل الأجل. يستمرُّ تسكين الألم عادةً لفترةٍ أطول بعد كلِّ حقنةٍ إضافيَّة. إذا لم يتحسّن الألم بعد عدّة حقن، يمكن تجربة خيار علاجيٍّ بديل.
علاجاتٌ بديلة
يُعالجُ ألم أسفل الظّهر أو الساق في البدء عادةً بأدوية تباع من دون وَصفة طبيّة أو بأدوية مَوصوفة. وقد تَتَضمَّن أدويةَ ألم أو ستيرويدات لتخفيف الالتهاب. لا يمكن إجراء إحصار عصبيّ قطنيّ عجزيّ عندَ بَعضُ مرضى ألم أسفَل السَّاق أو الرّجل لأسبابٍ مُختلفة. وقد لا يَحظى مرضى آخرون سوى بتسكين مُؤقّت بفعل الإحصار العصبيّ القطنيّ العجزيّ. وفي تلك الحالات، قد نَحتاج إلى علاجاتٍ بَديلة. الإحصار العصبيّ القطنيّ العجزيّ هو واحدٌ من حُقن مُختلفة مُتعدِّدة يستطيع الطّبيب القيامَ بها في المنطقة القطنيّة العجزية لتسكين الألم. وتشتمل الحقنُ الأخرى تلك على حَقن نقطة الإثارة أو الحقن الوُجَيهي. يمكن مراجعة مقدِّم الرّعاية الصّحيّة لمعرفة المزيد عن تلكَ الخيارات. قد يُوصى بالجراحة في حالات انقراص الأعصاب أو أذيتها الشّديدة.
التَّحضير للإجراء
يجب إخبارُ مقدِّم الرّعاية الصّحيّة عن جميع الأدوية التي يأخذها المريض حاليَّاً. ويتضمَّن ذلك الأدويَة التي تُباعُ دون وصفةٍ طبيّة والأدوية الموصوفة، بالإضافة للمتمِّمات الغذائيّة والفيتامينات. قد يكون هناكَ حاجة لإيقاف أدوية سُكّري معيّنة أو الأدوية المُرقّقة أو المميِّعة للدّم قبل الإجراء. وسيقومُ مقدِّم الرّعاية الصحيّة بإعطاء الإرشادات. قد يُطلبُ من المريضِ عدم أكل أو شُرب أيّ شيء بعدَ مُنتصف الليل في الليلة السّابقة للإجراء. ينبغي مراجعةُ مقدِّم الرّعاية الصّحيّة لمعرفة فيما إذا كان بالإمكان تناول القليل من الماء لأخذ الأدوية في الصّباح.
الإجراء
يَستغرق هذا الإجراء حوالي 15-30 دقيقة. يُعقَّمُ الجلدُ قبل الحَقن ويُخدَّرُ بمخدّر موضعي بحيثُ لا يشعر المريضُ بألم حقنة الإحصار العصبيّ القطنيّ العجزي. قد تُستخدَم آلة آشعّة سينيّة كي توجِّه وضعَ الإبرة. ويمكن استخدام صباغ أيضاً. قد يؤكِّد الصّباغ مكانَ الإبرة الصّحيح قبل حقنِ الدّواء. يُحقنُ الدّواء إذا كانت الإبرةُ في قناة العصب الصّحيحة. ولا يكون ذلك مؤلماً عادةً، رغم أنَّه قد يكونُ غير مُريح. تُسحَب الإبرة وينتهي الإجراء بعدَ حقنِ الدواء. لا يَستغرق الحقَن سوى دَقائق قليلة، إلا أنَّ الإجراء يتطلب حوالي ساعةً إجمالاً. لابدَّ من وجودِ شخصٍ آخر مع المريض كي يأخذه للمنزل بعدَ الإجراء، لأنه لن يكونَ قادراً على القيادة بنَفسِه بسبب التخدير. بإمكان المريض الرجوع لنشاطَاته المُعتادة في اليوم التالي عادة.
المخاطر والمُضاعفات
هذا الإجراء آمنٌ جداً. لكن هناكَ العديد من المَخاطر والمُضاعفات الممكنة. إنَّها غير مُرجَّحة، لكنها ممكنة. هناكَ حاجةٌ لمعرفة المَخاطر والمُضاعفات الممكنة في حال حدوثها؛ فبمعرفتها يصبح بالإمكان مساعدة الطبيب على كشف المُضاعفات باكراً. قد تَحدث عدوى في حالاتٍ نادرة جداً. لذلكَ من المهم تبليغ مقدِّم الرعاية الصحية بأي ألمٍ متفاقم أو حمَّى بعد الإجراء. قد يُصاب المرضى في أحوالٍ نادرة بتفاعلاتٍ تحسُّسية تجاهَ الأدويَة المُستَخدَمة. يجب إخبارُ مقدِّم الرعاية الصحية عن حالات التحسُّس تجاه الأدوية، لاسيما أدوية التخدير. قد تؤدي التفاعلات التحسُّسية في أحوالٍ نادرة إلى الموت. لذلك منَ المهم جداً إعلام مقدم الرعاية الصحية عن أي وكل تحسُّس موجود، لاسيما التحسُّس الدوائي. قد يحدث نزف، وخاصةً إن كان الدمُ مُرققاً أو مميَّعاً. ولذلك، من المهمِّ إخبار مقدِّم الرعاية الصحية في حال كون المريض موضوعاً على أي مميِّع للدم، مثل الكومادين® أو الأدفيل® أو الأسبرين. قد يحتاج هذا النوعُ من الأدوية للإيقاف لأيام قليلة لتقليل خطورة النزف الداخلي. يمكن أن يرفع الستيرويد المُستخدم سكر الدم عند مَرضى السكري، أو يزيد سرعةَ قلب المريض، أو يرفع ضغط دم المَريض. من المهم فحصُ سكر الدم وضغط الدم قبلَ هذا الحقن، لاسيَّما عندَ الإصابة بالسكري أو طليعة السكري أو ارتفاع ضغط الدم. كما يجب الاتصال بمقدِّم الرعاية الصحية في حال ارتفاع سكر الدم أو ضغط الدم. يمكن استخدام الأشعة السينية خلال الإجراء. ويُعدُّ مقدار الإشعاع المُستخدَم آمناً، إلا أن هذا المقدار نفسه قد يكون خَطيراً بالنسبة للأجنة. يجب إخبارُ الطبيب إن كانت المريضة حاملاً أو قد تكون حاملاَ قبل الإجراء. كذلك قد لا تكون العقاقيرُ المُستخدَمة خلال هذا الإجراء آمنة بالنسبة للجنين. لهذا من المُهم جداً التثبُّت من عدم الحمل قُبيل الإجراء. كما يجب التأكُّد من إخبار الطبيب قبل القيام بالإجراء ّإذا كانت هناك أية فرصة لأن تكون المريضة حاملاً. من الممكن ألاَّ يقوم الإحصار العصبي القطني العجزي بتسكينِ الألم. حتى أنه، في حالاتٍ نادرة، قد يجعل الألم أَسوأ إذا تضرَّرت الأعصاب.
بعدَ الإجراء
يُراقب المريضُ بعدَ الإجراء في منطقة تعافي مدة تتراوح من 30 دقيقة إلى ساعة. ويُجرى هذا للتأكُّد من عدم حدوث مُضاعفات خَطيرة. ويَحتاج المريض بعد هذا الوقت لشخصٍ يقوده إلى منزلهِ. قد يزول الألمُ أو يقل بعد الإجراء مُباشرةً، وقد يَشعر المريض أن رجلهُ صارت دافئة. وقد يكونُ هناك بعضُ الخَدَر أو الضعف في الساقين لساعاتٍ قليلة بعد الإحصار العصبي القطني العجزي. يجب أن يرتاح المريض ليومٍ أو اثنين بعدَ الإجراء، وألاَّ يقوم إلا بالنشاطات التي يَحتملها. وقد يشعر المريض بالتوعك. يجب على المريض ألاَّ يأخذ دشاً أو مغطساً فيما بقي من اليوم. وعليه أيضاً أن يَتَفادى تطبيق حرارة على مكان الحَقن. وبإمكانه تطبيق كِمادة ثلجية لتقليل التورُّم أو الوَجَع. قد يُطلب من المَريض شُرب كمية كبيرة من الماء في حال استخدام الصباغ خلال الإجراء. ويُساعدُ هذا على إزالة الصباغ من الجسم. يُستفادُ من المُعالجة الفيزيائية أحياناً بعدَ إجراء الإحصار العصبي القطني العجزي. يمكن أن تُساعدَ المعالجة الفيزيائية في إيجاد تسكين طويل الأجل. يجب الاتصال فوراً بمقدم الرعاية الصحية في حال الشكوى من:
حُمى.
خَدَر أو ضعف حديث في الرجل.
ألم شديد.
يجب كذلك الاتصال بمقدم الرعاية الصحية فوراً في حال وجود أية علامة للعدوى في مكان الحَقن، والتي تشتمل على:
نَزيز.
حرارة.
احمرار.
تورم.
الخُلاصة
يُصابُ بَعضُ الأشخاص بألمٍ في أسفل الظهر أو الساقين. وقد يكون الإحصارُ العصبي القَطني العَجزي فعَّالاً في تسكين هذا النوع من الألم. هدف الإحصارُ أو التسكين العصبي القَطني العَجزي هوَ تَخدير المنطقة وتَقليل الالتهاب أو التورم، ما قد يُقلل أو يُوقف الألم.
من الطبيعي أن يَختفي الألم لبضعِ ساعات بعدَ الحَقن بسبب أدوية التخدير، إلا أن الألم قد يُعاود الظهور وقد يَستمر ليومٍ أو اثنين إلى أن يَبدأُ الدواء الستيرويدي بالتأثير.
قد تَشتمل العلاجاتُ البديلة على أدوية تباعُ دون وصفة أو بِوصفة، بالإضافة لأنواع أخرى من الحُقن. قد يُوصى بالجراحة في الحالات الشديدة من انقراص الأعصَاب أو أذيتها.
الإحصارُ أو التسكين العصبي القَطني العَجزي إجراءٌ آمنٌ جداً بإمكانه أن يُساعد بشكلٍ ملحوظ على تقليل ألم أسفل الظهر أو الرجل أو إيقافه. لكن كما تعلمنا، قد تحدث مضاعفات. وستساعدُ مَعرفتها المريض ومقدم الرعاية الصحية على كَشفها باكراً في حالِ حدوثها.