تاريخ النشر 1 اغسطس 2016     بواسطة الدكتور نزار خليفة     المشاهدات 201

القثطار الوريدي المركزي المغروز محيطياً

يتألَّف القثطارُ الوريدي المركزي المغروز محيطياً من أنبوب مطَّاطي رفيع ليِّن وطويل، يُدخل في وريد بالذراع. ويتيح طولُ هذا القثطار وصولَه إلى وريد كبير يدخل القلب. وهو يُستخدم عادة عندما يحتاج المريضُ إلى معالجة وريديَّة لفترة طويلة. إذا نصح الطبيبُ بعلاج يستلزم استخدامَ قثطار وريدي مركزي مغروز
محيطياً، فإنَّ القرارَ بإجراء هذه العملية أو عدم إجرائها يعود للمريض أيضاً. يمكن استخدامُ القثطار المركزي في المنزل أو المستشفى أو في مستوصف متخصِّص. يسمح هذا القثطارُ للمريض بالحصول على سوائل لإماهة الجسم، وعلى مجموعة من الأدوية التي تُحقَن عبر الوريد، مثل أدوية العلاج الكيميائي أو المضادَّات الحيوية. يمكن أن يُترَك القثطارُ المركزي في مكانه لوقت أطول من خطوط الحقن الوريدي الأخرى؛ فهو يساعد على حماية الأوردة وتخفيض احتمال التعرُّض للعدوى. هناك بعضُ المضاعفات التي يمكن أن تحدثَ بسبب هذا القثطار، مثل أيَّة عملية أخرى تُجرى على الجسم. وعلى المريض أن يتعرَّف إليها كي يتمكَّنَ من اتِّخاذ القرار بشأن الخضوع لهذه العملية. سوف يساعد الفريقُ الطبِّي في الإجابة عن أيَّة أسئلة متعلِّقة بالقثطار الوريدي المركزي المغروز محيطياً وكيفية العناية به. 
مقدِّمة
يتألَّف القثطار المركزي أو القثطار الوريدي المركزي المغروز محيطياً من أنبوب مطاطي رفيع ليِّن وطويل، يُدخَل في وريد في الذراع. ويتيح طولُ هذا القثطار وصولَه إلى وريدٍ كبير يدخل القلب. وهو يُستخدم عادة عندما يحتاج المريضُ إلى معالجة وريديَّة لفترة طويلة. إذا نصح الطبيبُ بعلاج يُحقَن عبر قثطار وريدي مركزي مغروز محيطياً، فإنَّ القرارَ بإجراء هذه العملية أو عدم إجرائها يعود للمريض أيضاً. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي للمريض فوائدَ ومخاطر القثطار الوريدي المركزي المغروز محيطياً، وكيفية العناية به. 
القثطارُ الوريدي المركزي المغروز محيطياً
المعالجةُ الوريديَّة هي معالجةٌ تُحقَن مباشرة في الوريد، ممَّا يسمح بدخول الأدوية والسوائل والمواد المغذِّية إلى مجرى الدم فوراً. القثطارُ الوريدي المركزي المغروز محيطياً هو أنبوبٌ مطَّاطي ليِّن رقيق وطويل يعمل كخطٍّ وريدي يُدخَل في الذراع بالقرب من ثنية المرفَق أو في الذراع. يُدخَل القثطارُ المركزي حتَّى يصلَ إلى وريدٍ كبير فوق القلب، حيث يتدفَّق الدمُ بسرعة وبحجم كبير. يتضمَّن القثطار فتحة أو أكثر لحقن الأدوية والأغذية عادة. وتُسمَّى كلُّ فتحة "اللمعة"، والتي تشبه نفقاً طويلاً يمتدُّ على الطول الكامل للقثطار. تقوم ممرِّضةٌ مدرَّبة بإدخال القثطار في ذراع المريض بجانب السرير، أو يقوم الطبيبُ بإدخاله في قسم الأشعَّة السينية. بعدَ الانتهاء من هذه العملية، يجري أخذُ صورة أشعَّة للصدر أو فيلم تنظير تألُّقي للتأكُّد من أنَّ طرف القثطار في المكان الصحيح. 
العملية
تقوم ممرِّضةٌ مدرَّبة أو يقوم الطبيب بإدخال القثطار في مكان معقَّم. ترتدي الممرِّضةُ أو الطبيب رداءً معقَّماً وقناعاً على الأنف والفم وقبَّعة وقفَّازات معقَّمة. تُحدِّد الممرِّضةُ أو الطبيبُ الوريدَ الذي سيُدخَل فيه القثطار. وقد يُعطَى المريضُ حقنة ليدوكائين لتخدير الجلد، حيث سيشعر بوخز وحرق طفيف. عندما تتخدَّر المنطقة تماماً، تبدأ عمليةُ إدخال القثطار. يُدخَل القثطارُ في وريد بالذراع عبر الجلد باستخدام إبرة. ويمكن استخدامُ جهاز الموجات فوق الصوتية لمراقبة الأوردة في الذراع. وعندَ استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية، يُوضَع مرهم معقِّم على الجلد. يُحرَّك مسبارٌ مزوَّد بغطاء معقَّم على الذراع، ممَّا يسمح بمراقبة الأوردة على شاشة صغيرة. يُجرى شقٌّ صغير في الجلد لكي تضعَ فيه الممرِّضة الموسِّع والإبرة. يستغرق هذا الإجراءُ حوالي ساعة عادة. قد يشعر المريضُ ببعض الألم بعد هذه العملية. ولكن، يتوقَّف هذا الألمُ بعد حوالي 24 إلى 48 ساعة عادة. يجب شطفُ تجويف أو لمعة القثطار للمحافظة على نظافته من الداخل، ولإبقاء السائل متدفِّقاً فيه. وفي أثناء وجود المريض في المستشفى، فإنَّ الممرِّضة هي التي تقوم بذلك. أمَّا إذا خرج المريضُ من المستشفى إلى المنزل مع القثطار، فإنَّه يتلقَّى تعليمات حول كيفية الاعتناء به في المنزل، وسوف تتوفَّر له الفرصة للتدريب على ذلك قبلَ خروجه. يجري تغييرُ الضمادة حولَ القثطار بعدَ 24 ساعة من إدخاله. وبعد ذلك، يجري تغييرُ الضمادة كلَّ أسبوع أو قبل ذلك إذا أصبحت رخوةً أو رطبة أو متَّسخة. إمَّا إذا خرج المريضُ إلى المنزل مع القثطار، فسيجري تغييرُ الضمادة أسبوعياً في عيادة الطبيب، أو ستأتي ممرِّضة إلى منزله إذا كان لا يستطيع الخروج من المنزل. يُعدُّ غسلُ اليدين مهماً جداً للوقاية من التقاط العدوى وقتل الجراثيم الموجودة على اليدين. ولا بأس من تذكير فريق الرعاية الصحِّية بغسل أيديهم قبل لمس القثطار. 
فهمُ المخاطر
إنَّ إدخال القثطار المركزي في وريد بالذراع هو عملية آمنة. ولكن هناك العديد من المخاطر المرتبطة بإدخاله وصيانته، مثل أيَّة عملية أخرى تُجرى على الجسم. وفي حين أنَّ خطر حدوث المضاعفات منخفض، ولكن يجري اتِّخاذ جميع الاحتياطات للحدِّ من هذه المخاطر خلال إدخال القثطار وتلقِّي العلاج. قد يشعر المريضُ بانزعاج بسيط عند إدخال الإبرة في الوريد. تُناقش المخاطرُ المرتبطة بعملية إدخال الإبرة في هذا القسم. إذا أصبحت عروقُ المريض مليئة بالندوب أو متخثِّرة جزئياً بسبب إدخال العديد من الأنابيب الوريدية فيها، فمن المحتمل ألاَّ يعود ممكناً إدخال هذا النوع من القثطار بنجاح. قد لا تتمكَّن الممرِّضةُ أو الطبيب في بعض الأحيان من الوصول إلى وريد في الذراع؛ فإذا حدث هذا، يمكن استخدام الذراع الأخرى. من المحتمل أن تخترقَ إبرةُ القثطار أحياناً الشريان أو العصب أو الوتر بالقرب من مكان إدخاله. قد يستلزم ذلك تغييرَ مكان إدخال القثطار في حال أصبحت ضربات القلب غير منتظمة، أو إذا دخل القثطار في وريد آخر. 
المخاطرُ بعد إدخال القثطار
من المحتمل أن يخرجَ القثطارُ من مكانه في الوريد عند السعال الشديد، أو الحركة القوية أو القيء الشديد، ممَّا قد يتطلَّب إزالةَ القثطار أو تغيير مكانه. ويمكن أن يخرج القثطارُ من مكانه إذا لم يكن مثبَّتاً جيِّداً. وهناك احتمال حصول جلطة بسبب تخثُّر الدم في الوريد. وفي حال شعر المريض بتورُّم أو ألم في ذراعه أو عنقه، فعليه إبلاغ الممرِّضة أو الطبيب بذلك. وقد تحدث عدوى في موقع إدخال القثطار أو في مجرى الدم، ممَّا يتطلَّب إزالة القثطار والعلاج بالمضادَّات الحيوية. كما يمكن أيضاً أن يحدث التهابٌ في الوريد. قد يصبح القثطارُ مسدوداً بسبب الدم المتخثِّر الذي يمنع أو يحد من استخدامه. ويمكن إزالةُ الدم المتخثِّر عادة، وهذا لا يعني أنَّه يجب استبدال القثطار. يضطرُّ المريضُ أحياناً للذهاب إلى العيادة أو المستشفى لإزالة الدم المتخثِّر من القثطار. من المحتمل أن تنكسرَ قطعةٌ من القثطار وتنتقل إلى مجرى الدم. 
فوائدُ القثطار الوريدي المركزي المغروز محيطياً
يمكن للقثطار المركزي أن يبقى في مكانه لعدَّة أسابيع أو لأشهر إذا لزم الأمر. كما يمكن استخدامُه في المنزل أو المستشفى أو المستوصف. يُعدُّ احتمالُ حدوث التهاب أو عدوى بعد هذا الإجراء منخفضاً. ويمكن للمريض الحصول من خلال القثطار على السوائل لإماهة الجسم أو التغذية، ولنقل الدم وحقن مجموعة من الأدوية، مثل أدوية العلاج الكيميائي أو المضادَّات الحيوية. يمكن استخدامُ بعض أنواع القثاطير المركزيَّة لسحب الدم من أجل إجراء معظم الفحوصات المختبرية. ولكن قد تقرِّر الممرِّضة عدمَ سحب الدم من خط القثطار إذا كان هناك احتمال لتغيير وظيفته. ولكن، لا يمكن لموظِّفي المختبر استخدام هذا النوع من القثطار لإجراء فحوصات الدم. يمكن مناقشةُ البدائل مع الطبيب المعالج. 
القيود
قد لا يتمكَّن المريضُ من مزاولة بعض النشاطات التي تتطلَّب استخدام الذراع كثيراً. لا يمكن للمريض تبليل ذراعه بالماء. وعليه تغطية موقع ادخال القثطار بقطعة من النايلون الشفاف، وتثبيتها بشريط لاصق قبل الاستحمام. قد لا يتمكَّن المريضُ من استخدام العكازات. ولا يمكنه استخدام الذراع المعلَّق فيها القثطار لقياس ضغط الدم. 
الخلاصة
يتألَّف القثطارُ المركزي أو القثطار الوريدي المركزي المغروز محيطياً من أنبوب مطَّاطي رفيع ليِّن وطويل، يُدخل في وريد بالذراع. ويتيح طول هذا القثطار وصولَه إلى وريد كبير يدخل القلب. وهو يُستخدم عادة عندما يحتاج المريض إلى علاج وريدي لفترة طويلة. يمكن استخدامُ القثطار المركزي في المنزل أو المستشفى أو في مستوصف متخصِّص. ويسمح هذا القثطارُ للمريض بالحصول على سوائل لإماهة الجسم ومجموعة من الأدوية التي تُحقَن عبر الوريد، مثل أدوية العلاج الكيميائي أو المضادَّات الحيوية. يمكن أن يُترَك القثطارُ المركزي في مكانه لوقت أطول من خطوط الحقن الوريدي الأخرى. فهو يساعد على حماية الأوردة، وتخفيض احتمال التعرُّض للعدوى. هناك العديدُ من المضاعفات التي يمكن أن تحدث بسبب هذا القثطار، مثل أيَّة عملية أخرى تُجرى على الجسم. وعلى المريض أن يتعرَّف إليها كي يتمكَّن من اتخاذ القرار بشأن الخضوع لهذه العملية. سوف يساعد الفريقُ الطبِّي في الإجابة عن أيَّة أسئلة متعلِّقة بالقثطار الوريدي المركزي المغروز محيطياً، وكيفية العناية به. 


أخبار مرتبطة