تُعدُّ جراحةً تجميلية. يمكن إجراءُ هذه العملية في عيادة الطبيب، أو في مركز طبِّي للجراحة، أو في المستشفى، تحت تخدير عام أو تخدير ناحية من الجسم أو تخدير موضعي اعتماداً على العملية. يقوم الطبيبُ بإجراء شَقٍّ صغير في منطقة شفط الدهون، وتجري مراقبةُ الدُّهون والسوائل المسحوبة من الجسم بدقَّة للتأكُّد من المحافظة على توازن صحيح لسوائل في الجسم. ويمكن إدخالُ أنبوب تصريف مؤقَّت للتخلُّص من السائل الزائد في الجرح. ينصَح الطبيبُ المريضَ بشأن الملابس التي يجب أن يرتديها لإبقاء الجلد مضغوطاً ومستوى الأنشطة الآمنة التي يمكن ممارستُها بعدَ الجراحة. وقد لا تكون نتائجُ عملية شفط الدهون دائمة؛ ففي حال زيادة الوزن، قد تعود الدهونُ إلى المنطقة التي شُفطت منها أو إلى أماكن أخرى في الجسم.
مقدِّمة
تُجرى عمليةُ شفط الدهون لإزالة الرَّواسب الدهنية من تحت الجلد بهدف تصحيح شكل الجسم. قد يُفكِّر المريضُ بإجراء عملية لشفط الدهون. وقرار إجراء أو عدم إجراء هذه العملية هو قرار يعود للمريض، وعليه أن يتَّخذه بعد الاستعلام عن مَنافِع عملية شفط الدهون ومخاطرها. يقدِّم هذا البرنامجُ التثقيفي شرحاً عن عملية شفط الدهون. وهو يناقش المؤشرات، والعلاجات البديلة، والتحضير للجراحة، والجراحة، والمخاطر والمضاعفات، وما هو مُتوقَّع بعد الجراحة.
شفطُ الدُّهون
يخزِّن الجسمُ السكَّرَ الفائض في الدم كطاقَة. ويُحوَّل السكَّر الفائض في الجسم إلى دهون تُخزَّن في الخلايا الدهنية. وعندما يحتاج الجسمُ إلى طاقة إضافية، تُحَّول الدُّهون إلى سكَّر للحصول على الطاقة. الخلايا الدهنية موجودةٌ تحت الجلد في جميع أنحاء الجسم، لكنَّها أكثر تركيزاً في البطن والوركين والفخذين والساقين والذِّراعين والردفين والظهر والرقبة. كما تُخزَّن الدهونُ داخل البطن حول المعدة والأمعاء. وتساعد الفوارق الجينيَّة والفوارق بين الرجل والمرأة في تحديد مكان تخزين الدهون أيضاً. يعتمد مكانُ تخزين الدُّهون أيضاً على جينات أو مورِّثات الشخص. وعلى الرغم من أنَّ اتباع نظامٍ غذائي يجب أن يؤدِّي إلى حرق الدهون في جميع أنحاء الجسم، لكن قد لا يؤدِّي إلى إزالتها من المنطقة المرغوبة أحياناً، حيث تكون الدهونُ مخزَّنة. يميل النِّظامُ الغذائي إلى خفض حجم الخلايا الدهنية، ولكنَّه لا يتخلَّص من الخلايا الدهنيَّة الفعلية. لذلك، عندما يستعيد الشخصُ الوزنَ الذي خسره مرَّة أخرى، تميل هذه الخلايا إلى العودة إلى المناطق التي تتجمَّع فيها أكبر نسبة من الدهون في الأصل. تعدُّ عمليةُ شفط الدُّهون عمليةً جراحية تزيل الرواسب الدهنية من مناطق محدَّدة من الجسم بهدف تصحيح شكل الجسم. وتجري إزالة الدُّهون من تحت الجلد باستخدام قُنَيَّة شفط. وهذه القُنيَّة هي جهازٌ طبِّي يُشبه القلم الأجوف. كما يمكن إزالةُ الدهون أيضاً باستخدام مسبر الموجات فوق الصوتية الذي يفتِّت الدُّهونَ إلى قطع صغيرة، ثمَّ يزيلها بالشفط. وتُسمَّى عمليةُ التَّفتيت هذه "الاستحلاب". يمكن شفطُ الدُّهون من البطن والوركين والفخذين والساقين والذراعين والردفين والظهر والرقبة، وحتَّى من الوجه. كما يمكن أن تُستخدم هذه العملية أيضاً لتصغير حجم الثدي لدى الرِّجال الذين لديهم أثداء كبيرة، وهي حالةٌ تُعرف باسم "تَثدَّي الرَّجُل". في بعض الحالات، يوصي الطبيبُ بإجراء عملية شفط الدهون لإزالة الأورام الدهنيَّة المعروفة باسم "الكتل أو الأورام الشحمية". ومع ذلك، فإنَّها تكون في معظم الأحيان عملية تجميلية اختيارية لتصحيح شكل الجسم. قد لا تكون نتائجُ شفط الدهون دائمة؛ فإذا استعاد المريض الوزنَ الذي فقده بعد عملية شفط الدهون، قد تعود الدهونُ إلى المناطق التي أُزيلت منها، أو إلى مناطق أخرى.
المعالجاتُ البَديلة
لتصحيح شكل الجسم وإزالة الدهون، قد يقرِّر المريض اتِّباع نظام غذائي أو ممارسة التمارين كبديل عن عملية شفط الدهون. يمكن استخدام الملابس والمكياج أيضاً لإبعاد الانتباه عن مناطق الجسم التي تعاني من الدهون الزائدة. ويمكن للرجال إطلاق لحية لإخفاء الدُّهون في الرقبة.
التحضير للجراحة
يقوم الطبيبُ بفحص المريض أوَّلاً لتحديد ما إذا كان مرشَّحاً جيِّداً للعملية الجراحية؛ فالأشخاصُ الذين يعانون من حالات طبية خطيرة، أو التهاب، أو وذمة ليسوا مرشَّحين لعملية شفط الدهون. يجب إعلامُ الطبيب بجميع الأدوية التي يتناولها المريض بموجب وصفة طبِّية أو من دون وصفة طبِّية، بما في ذلك الفيتاميناتُ والأعشاب؛ فقد تتعارض هذه الأدويةُ مع مواد التخدير التي تُعطى خلال عملية شفط الدهون. يجب التوقُّفُ عن تناول الأسبرين أو الأدوية المحتوية على الأسبرين، وعن المسكِّنات التي تُباع من دون وصفة طبِّية مثل الإيبوبروفن وكل ما يُشبهها مدَّةَ سبعة أيَّام قبل إجراء عملية الشفط؛ فتناولُ هذه الأدوية يمكن أن يزيد خطرَ النزف خلال عملية الشفط أو بعدها. وبعد الإنتهاء من العملية، يخبر الطبيبُ المريضَ متى يمكنه العودة إلى تناول هذه الأدوية بأمان. لا يمكن للأشخاص الذين يتناولون أدويةً مميِّعة للدم، مثل الوارفارين أو الكومادين، إجراء عملية شفط الدهون ما لم يكن مستوى تمييع الدم لديهم طبيعياً أوَّلاً. يقوم الطبيبُ بتقييم الجلد في مكان إجراء العملية ليحدِّد مدى مرونة الجلد وإمكانية انكماشه بعد شفط الدهون. وإذا لم يكن كذلك، فإنَّه سيترهَّل بعد شفط الدهون. قد يصف الطبيبُ مضاداً حيوياً لتناوله قبلَ الجراحة وبعدها لمنع العدوى. إنَّ الغرض من الاستشارة الأولى بخصوص عملية شفط الدهون هو إبلاغ المريض ما إذا كان مؤهَّلاً لإجراء مثل هذه العملية الجراحية، ومَنافِعها ومخاطرها. ولذلك، يجب أن يطرح المريض أيَّ سؤال لديه حول شفط الدهون خلال هذه الاستشارة. قد يشعر المريضُ بالتعب والانزعاج بعد عملية شفط الدهون. وبذلك لن يكون قادراً على قيادة سيَّارته. ويجب مناقشةُ هذا الأمر مع الطبيب قبلَ إجراء العملية. وسوف يحتاج المريض إلى شخص ليوصله إلى المنزل بعد إجراء عملية الشفط والبقاء معه لمدَّة 24 ساعة.
جراحة شفط الدهون
يمكن إجراءُ عملية شفط الدهون في عيادة الطبيب، أو في مركز طبِّي للجراحة، أو في مستشفى. وفي يوم العملية، يقوم الطبيبُ بوضع علامات بالقلم على جسد المريض لتحديد أماكن الدهون التي ستُجرى إزالتها. بعدَ ذلك، يُعطى المريض مادَّة مخدِّرة لمنع الألم. واعتماداً على عملية شفط الدهون، وعلى نوع التخدير الذي يختاره الطبيب، يمكن أن يكونَ التخديرُ موضعياً أو موضعياً مع مهدِّئ أو تخديراً لناحية من الجسم، أو تخديراً عاماً. وفي أثناء التخدير العام، يكون المريض نائماً ولا يشعر بأيِّ شيء. أمَّا في أثناء التخدير الموضعي أو تخدير ناحية من الجسم، فيكون مستيقظاً ولكن لا يشعر بالألم. بعد إعطاء التخدير، يقوم الطبيبُ بإجراء شقٍّ صغير وحقن كمِّية من السائل في المكان الذي سيجري شفطُ الدُّهون منه، ممَّا يساعد على تخفيف النزف وتفتيت الخلايا الدهنية. وبعد ذلك، يجري إدخالُ قُنَيَّة شفط في الشقِّ الذي جرى فتحه، وهذه القنيَّة هي أنبوب أجوف بحجم القلم النَّحيل وبشكله، تُوصَل بمضخَّة تفريغ، ثمَّ يحرِّك الطبيبُ القنيَّة ذهاباً وإياباً لشفط الدهون من الداخل. تُجمع الدهونُ والسوائل التي جرت إزالتها في قارورة. ويراقب الطبيبُ الكمِّيةَ المزالة بعناية فائقة، لأنَّه قد يُضطرُّ إلى تعويض بعض من هذا السائل. ويكون ذلك عن طريق أنبوب مصل وريدي أو قثطار.
مخاطر شفط الدهون ومضاعفاته
مثل أيَّة عملية جراحية أخرى، هناك مخاطر ومضاعفات عديدة محتملة لعملية شفط الدهون. ويجب أن يعرف المريضُ هذه المضاعفات، لأنَّ معرفتها تجعله قادراً على تحديد ما إذا كانت هذه المخاطرُ تفوق المنافع بالنسبة له أم لا؛ فإذا قرَّر الخضوع لعملية شفط الدهون، فإنَّ معرفةَ هذه المضاعفات قد تجعله قادراً على مساعدة الطبيب في كشفها وعلاجها في وقت مبكِّر، إذا ما حدثت. تشمل هذه المخاطرُ والمضاعفات:
المخاطر الناجمة عن التخدير.
المخاطر الناجمة عن جميع أنواع العمليات الجراحية.
المخاطر الناجمة عن عملية شفط الدهون تحديداً.
تشمل مخاطرُ التخدير العام الغثيانَ، والتقيُّؤ، واحتباس البول، وتشقُّق الشفتين، وتكسُّر الأسنان، والتهاب الحلق، والصُّداع. بينما تشمل مخاطرُ التخدير العام الأكثر خطورة النوباتِ القلبية والسكتات الدماغية والالتهاب الرئوي. وسوف يشرح طبيب التخدير هذه المخاطر، ويسأل المريض ما إذا كانت لديه حساسية تجاه أدوية معيَّنة. للتخدير الموضعي مخاطر أيضاً تنجم عن الجرعات العالية من الليدوكايين. ومن علامات ذلك الدوخةُ، والتململ، والنُّعاس، والطنين، والصعوبة في النطق، والطعم المعدني في الفم، والتَّنميل في الشفتين واللسان، والارتعاش، وانتفاض العضلات والاختلاجات. وقد يؤدِّي التسمُّم بالليدوكايين إلى توقُّف القلب، ممَّا قد يكون تأثيراً قاتلاً. يمكن أن تحدث جلطاتٌ دموية في الساقين بسبب عدم الحركة في أثناء الجراحة وبعدها. وتظهر هذه الجلطاتُ بعدَ بضعة أيَّام من الجراحة، وتتسبَّب في تورُّم الساق والألم عادةً. ويمكن أن تنتقلَ هذه الجلطاتُ الدموية من الساق إلى الرئتين، حيث تسبِّب ضيقاً في التنفُّس، وألماً في الصدر، وقد تؤدِّي إلى الموت. ولذلك من المهمِّ للغاية أن يخبر المريضُ الأطبَّاءَ عن حدوث هذه الأعراض. ويمكن أن يحدث ضيق التنفُّس من دون سابق إنذار أحياناً. وتكون أفضلُ طريقة معروفة لمنع هذه المضاعفات الخطيرة هي نهوض المريض من الفراش بعد وقت قصير من العملية، والمشي مرَّتين أو ثلاث مرات يومياً على الأقل. تشتمل المخاطرُ النَّاجمة عن أيِّ نوع من العمليات الجراحية على العدوى والنزف وظهور ندبات على الجلد. وتعدُّ العدوى نادرة الحدوث، وتمنع المحافظةُ على نظافة الجرح حدوثَها، ولكن رغم ذلك يمكن أن تحدثَ حتَّى عند اتِّباع إرشادات النظافة الجيِّدة. ويمكن معالجةُ العدوى بالمضادَّات الحيوية، لكنَّها تبقى خطيرة وتهدِّد حياة المريض. يمكن أن يحدث النزف في أثناء العملية أو بعدها. وفي حالات نادرة، قد يستلزم نقلَ الدم للمريض. كما أنَّ الكدمات في مكان شفط الدهون شائعةُ الحدوث، ويمكن أن تستمرَّ لبضعة أسابيع. قد تظهر الندباتُ في مكان الشقِّ الذي أجراه الطبيب لإدخال قُنيَّة شفط الدهون. وتكون هذه الندباتُ صغيرة عادة، وتختفي مع الوقت، ولكنَّها قد تكون أكبر أو أكثر وضوحاً عند بعض الأشخاص. ومن المضاعفات الشَّائعة، التي قد تحدث بعدَ شفط الدهون، ظهورُ تموُّجات أو نتوءات في المنطقة التي شُفطت منها الدهون. أمَّا المناطقُ التي كانت متموِّجة وناتئة قبل العملية، فمن غير المحتمل أن تختفي بعدَ عملية شفط الدهون. ولا تزيل هذه العملية السيلوليت الذي يشبه ثقوباً أو نقاطاً على شكل رأس الدبُّوس في الجلد، بل قد يصبح أكثر سوءاً بسبب هذه العمليَّة. من المضاعفات المحتملة النَّاجمة عن عملية شفط الدهون ثَقبُ أحد أعضاء الجسم؛ فخلال عمليَّة جراحة شفط الدهون، لا يستطيع الطبيبُ تحديدَ موقع القُنَيَّة بدقَّة. لذلك، من المحتمل أن يقوم بِثَقب أحد أعضاء الجسم الداخلية أو إلحاق الضرر به خلال عملية الشفط. وقد يحدث هذا، على سبيل المثال، في الأمعاء أو الشَّرايين والأوردة خلال شفط الدهون من البطن. عند تضرُّر أحد أعضاء الجسم، قد يستدعي ذلك إجراءَ عملية جراحية لإصلاح هذا الضرر. وقد تؤدِّي هذه الثقوب إلى الموت أيضاً. وقد تؤدِّي الأضرار التي تحدث بالقرب من الأعصاب إلى شلل وتنميل وألم شديد. ولكنَّ هذه المضاعفات نادرةٌ جداً. قد يحصل الانصمامُ عندما تنفصل الدهونُ وتنتقل إلى الدم من خلال الأوعية الدموية المتمزِّقة خلال شفط الدهون. وقد تعلق قطعٌ من الدهون في الأوعية الدموية، وتتجمَّع في الرئتين، أو تنتقل إلى الدماغ. ومن علامات الانصمام الرئوي ضيقُ النَّفَس أو صعوبة التنفُّس. إذا شعر المريضُ بعلامات أو أعراض الانصمام بعد شفط الدهون، يجب عليه أن يتَّصل بالطبيب وقد يحتاج إلى الحصول على رعاية طبِّية طارئة. تؤدِّي الصِّمَّاتُ الدهنيَّة إلى إعاقة دائمة أحياناً، أو إلى الموت في بعض الحالات. بعدَ شفط الدهون، قد يتجمَّع المصلُ في المناطق التي جرت إزالةُ الأنسجة منها، والمصلُ هو السَّائل الأصفر اللون الذي يخرج من الدم. يمكن أن يُصابَ المريضُ بحالة تُعرف باسم "المَذَل" وهي تغيُّر الإحساس في منطقة شفط الدهون. وهذه الحالةُ قد تكون إمَّا على شكل إحساس زائد في تلك المنطقة، أو عدم الإحساس بأيِّ شيء فيها. ويجب إبلاغُ الطبيب إذا استمرَّت هذه التغيُّرات في الإحساس لأسابيع أو لأشهر. وفي بعض الحالات، قد تصبح هذه التغيُّرات في الإحساس دائمة. قد يحدث تورُّم أو وذمة بعدَ عملية شفط الدهون. وفي بعض الحالات، يستمرُّ التورُّمُ لأسابيع أو لأشهر بعدَ عملية شفط الدهون. ويمكن أن يصبحَ الجلدُ فوق منطقة شفط الدهون متنخِّراً أو "ميتاً". وعندما يحدث ذلك، قد يتغيَّر لونُ الجلد ويتقشَّر (يتساقط). كما قد تُصاب مناطقُ واسعةٌ من الجلد المُتنخِّر بعدوى جرثوميَّة أو مِكروبيَّة أخرى. خلال عملية شفط الدهون بمساعدة الأمواج فوق الصوتية، قد يصبح مسبرُ الموجات فوق الصوتية حاراً جداً ويسبِّب الحروق. في أثناء الجراحة، يراقب الطبيبُ اضطرابَ توازن السوائل في الجسم، ويعطي المريضَ الكمِّيةَ الكافية من السَّوائل من خلال أنبوب وريدي إذا لزم الأمر. ومع ذلك، إذا استمرَّت حالةُ عدم توازن السوائل بعدَ العودة إلى المنزل، يمكن أن يؤدِّي ذلك إلى حالاتٍ خطيرة مثل المشاكل القلبيَّة، أو تجمُّع سوائل زائدة في الرئتين، أو مشاكل في الكلى بسبب محاولة الكليتين المحافظة على توازن السوائل.
بعدَ الجراحة
اعتماداً على كمِّية الدهون المُزالة والمنطقة التي أُجريت فيها الجراحة، يمكن أن يغادر المريضُ عيادةَ الطبيب بعد الجراحة بوقت قصير أو قد يقضي ليلةً في المستشفى. ولكن، يجب على المريض أن يسأل الطبيبَ عن الوقت اللازم للعودة إلى مستوى نشاطه العادي، أو إذا كان عليه أن يتغيَّب عن العمل بعد عملية شفط الدهون. قد ترشح السوائل، أو تخرج من الشُّقوق التي أجراها الطبيب لإدخال قنيَّة الشفط، لعدَّة أيام. وفي بعض الحالات، يُدخل الطبيبُ أنبوبَ تصريف لإخراج السوائل من الجُرح. سيرتدي المريض ملابسَ ضيِّقة خاصَّة لإبقاء الجلد مضغوطاً بعد عملية شفط الدهون. ويحدِّد الطبيبُ الوقتَ اللازم لارتداء هذه الملابس، وهو لأسابيع عادةً. ويزوِّد بعضُ الأطبَّاء بهذه الملابس، والبعض الآخر يعلِّمون المريضَ من أين يشتريها قبل الجراحة. يزوِّد الطبيب، على الأرجح، المريضَ ببعض التَّعليمات التي يجب أن يتَّبعها بعد الجراحة؛ وهي تشمل معلوماتٍ حول ارتداء الملابس الضاغطة، وتناول مضادٍّ حيوي، إذا كان مطلوباً، ومستوى النشاط الآمن بالنسبة للمريض بعد إجراء عملية الشفط. عندما ينتهي مفعولُ التخدير، قد يشعر المريض ببعض الألم. ولذلك، يجب الاتِّصالُ بالطبيب إذا كان الألم شديداً أو استمرَّ لفترة طويلة. كما يُصاب المريضُ ببعض التورُّم أيضاً بعد الجراحة. وفي بعض الحالات، يبقى هذا التورُّمُ لأسابيع أو حتَّى لشهور. إذا شعر المريضُ بألم وأُصيب بُتورُّم، قد يكون ذلك علامة على وجود عدوى، لذلك عليه الاتِّصال بالطبيب. قد تكون النتيجةُ التجميلية بعد شفط الدهون جيِّدة جداً، ويُعبِّر العديدُ من المرضى عن رضاهم. ومع ذلك، من الممكن ألاَّ يكون مظهرُ المريض بعدَ شفط الدهون مثلما كان يتوقَّعه أو يريده. قد لا تكون نتائجُ شفط الدهون دائمة؛ فإذا ازداد وزنُ المريض بعد جراحة شفط الدهون، قد تعود الدهونُ إلى المناطق التي قد شُفطت منها أو إلى مناطق أخرى.
الخلاصَة
تعدُّ عمليةُ شفط الدهون عمليةً جراحية تجميلية لإزالة الدهون من منطقة معيَّنة من الجسم عن طريق الشفط. يشعر معظمُ المرضى بالرضى عن نتائج عملية شفط الدهون التي أُجريت لهم. وقد لا يشعر البعضُ الآخر بالرضى إذا لم تكن توقُّعاتهم معقولة. مثل أيَّة عملية جراحية أخرى، هناك مخاطرُ ومضاعفات عديدة محتملة لعملية شفط الدهون. ويجب أن يعرفَ المريضُ هذه المضاعفات، لأنَّ معرفتها تجعله قادراً على أن يقرِّر ما إذا كانت هذه المخاطرُ تفوق المنافع بالنسبة له أم لا؛ فإذا قرَّر الخضوع لعملية شفط الدهون، فإنَّ معرفة هذه المضاعفات قد تجعله قادراً على كشفها في وقت مبكِّر وعلاجها. يقدِّم هذا البرنامجُ التثقيفي معلوماتٍ عامةً حول عملية شفط الدهون لمساعدة المريض على فهم هذه العملية الجراحية. وعلى المريض أن يسأل الطبيب عن مَنافِع ومخاطر عملية شفط الدهون التي اقترحها له.