تاريخ النشر 9 يونيو 2016     بواسطة الدكتور حسن الشريف     المشاهدات 201

أمراضُ الهَضم

تقوم أجسامُنا بتفكيك الغذاء الذي نتناوله من أجل بناء وتغذية الخلايا وإمدادها بالطاقة. تُدعى هذه العملية باسم "الهضم". والجهازُ الهضمي هو سلسلةٌ من الأعضاء المُجَوفة المتصلة ضمن أنبوب متعرِّج طويل. يمتد هذا الأنبوبُ من الفم إلى الشرج. وهو يشتمل على المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظ
ة. كما أن الكبد والمرارة والبنكرياس تعدُّ من أعضاء الجهاز الهضمي أيضاً. وهي تنتج عُصارات للمساعدة على عملية الهضم. هناك أنواع كثيرة من الأمراض الهضمية. تتباين أعراض هذه الأمراض تبياناً واسعاً، وذلك بحسب السبب. وعموماً، فإن على المرء استشارة الطبيب إذا كان لديه: •	دم في البراز. •	تغيُّرات في عادات التبرز. •	آلام بطنية شديدة. •	نقص غير مقصود للوزن. •	حرقة لا تزول عند استخدام مضادات الحموضة. 
مقدمة
يقوم الجسمُ بتفكيك الطعام الذي نتناوله من أجل بناء الخلايا وتغذيتها وتزويدها بالطاقة. تُدعى هذه العملية باسم "الهضم". إن كل عضو يساعد في الهضم هو جزء من الجهاز الهضمي. وهناك أمراض كثيرة يمكن أن تؤثر في هذه الأعضاء وفي عملية الهضم. تختلف أعراضُ الأمراض الهضمية إختلافاً واسعاً، وذلك بحسب المشكلة. وقد تشتمل المعالجةُ على تناول الأدوية، أو الجراحة، أو على أشكال المعالجات الأخرى. تشرح هذه المعلوماتُ الصحية الأمراضَ الهضمية. وهي تتناول الأعراض العامة لهذه الأمراض، وأنواعها، وتشخيصها، ومعالجتها. 
جهاز الهضم
يساعد جهازُ الهضم الجسمَ على هضم وامتصاص الغذاء الذي نتناوله. يشرح هذا القسمُ تشريحَ الجهاز الهضمي. وهو يقدم المساعدة من أجل فهم الأمراض الهضمية. يمر الطعام الذي نبتلعه عبر المريء أولاً، ثم يدخل المعدة حيث يجري هضمه جزئياً. ينتقل الطعامُ المهضوم جزئياً من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة. ويجري في الأمعاء الدقيقة مزيدٌ من هضم المواد المغذية التي يتم امتصاصها هناك. تتألف الأمعاء الدقيقة من عدة أقسام:
الإثنا عشري.
الصائم.
اللفائفي.
في النهاية، تصل الأليافُ مع الطعام المهضوم إلى القولون. ويقوم القولون بامتصاص الماء، كما أنه منطقة تخزين البراز أيضاً. يتألف القولون من أقسام كثيرة:
القولون الصاعد.
القولون المستعرض.
القولون النازل.
القولون السيني.
المستقيم.
الشرج.
يقوم كلٌّ من الكبد والمرارة والبنكرياس بإنتاج عُصارات تساعد على عملية الهضم. 
الأعراض العامة
تختلف أعراضُ الأمراض الهضمية إختلافاً واسعاً، وذلك بحسب السبب. والعرضُ الأكثر شيوعاً للمرض الهضمي هو التغير في عادات التبرز. وقد يعني هذا الإصابةَ بإمساك مستمر أو بإسهال مستمر. قد تشير عبارةُ "التغيُّر في عادات التبرز" إلى لون البراز. من الممكن أن يشير البراز الأسود الذي يشبه القَطران إلى وجود نزف في السبيل الهضمي. وأمَّا البراز الذي يكون بلون رمادي فاتح أو بلون الطين، فقد يعني وجودَ مشكلة في الكبد أو الصفراء. هناك أعراضٌ شائعة أخرى للأمراض الهضمية، وهي:
وجود دم في البراز.
حُرقة الفؤاد التي لا تزول عند تناول مضادات الحموضة.
التقيُّؤ المستمر.
آلام بطنية شديدة.
نقص غير مقصود للوزن.
من الممكن أن تؤدِّي بعض الأمراض الهضمية إلى ما يلي أيضاً:
إنتفاخ وتطبُّل.
ألم حارق في المعدة.
تشنج.
تعب شديد.
فقدان الشهية.
مشكلات في البلع.
من الممكن أن تسبِّب الأمراض الهضمية أعراضاً أخرى أيضاً. وإذا لاحظ المرء أي عرض من هذه الأعراض، أو أي تغيرات أخرى، فإن عليه استشارة الطبيب. 
أنواع الأمراض الهضمية
من الممكن أن تصيبَ الأمراضُ الهضمية أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي. قد تكون الأمراضُ الهضمية خفيفة أو خطيرة. ومن الأمراض الهضمية الشائعة:
الداء البطني.
الحصى الصفراوية.
داء الارتجاع المعدي المريئي.
داء الأمعاء الالتهابي.
متلازمة القولون العصبي.
عدم تحمُّل اللاكتوز.
الداءُ البطني هو مرض من الأمراض المناعية. يهاجم جهاز المناعة الأمعاء الدقيقة عندما يتناول المريض طعاماً يحتوي على مادة الغلوتين. والغلوتين هو بروتين موجودٌ في القمح والشعير والشيلم. ومن الممكن أن يوجد الغلوتين في مواد أخرى أيضاً، كبعض الأدوية وبعض أنواع بلسم الشفاه مثلاً. تتشكل الحصى الصفراوية في المرارة عندما تتصلب المواد الموجودة في الصفراء. ومن الممكن أن تؤدِّي هذه الحصياتُ إلى سد المجرى الطبيعي لعصارة الصفراء إذا حدث ذلك في القنوات التي تنقل الصفراء من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة. وهذا ما قد يسبِّب الغثيان والتقيؤ والألم في البطن أو الظهر أو تحت الذراع الأيمن فقط. يحدث الارتجاع المعدي المريئي عندما لا تنغلق العضلات الموجودة في نهاية المريء على نحو جيد. وهذا ما يسمح لمحتويات المعدة بالصعود إلى الأعلى، وهذا هو الارتجاع ، فتدخل إلى المريء وتؤدي إلى تهيجه. وفي حال عدم معالجة هذه الحالة، فمن الممكن أن تؤدي إلى مشكلات أكثر خطورة. داء الأمعاء الالتهابي هو مجموعة من الأمراض التي تسبب التهاباً في الجهاز الهضمي. ومن هذه الأمراض داءُ كرون والتهاب القولون التقرُّحي. من الممكن أن يصيبَ داءُ كرون أي منطقة في الجهاز الهضمي، من الفم إلى الشرج. وهو غالباً ما يصيب الجزءَ الأسفل من الأمعاء الدقيقة. كما أنَّ داء القولون التقرحي يؤدي إلى ظهور قرحات في بطانة القولون والمستقيم. متلازمةُ القولون العصبي هي واحدة من الاضطرابات الشائعة التي تصيب الأمعاء الغليظة. وهي تسبب تشنجاً بطنياً، و إنتفاخ، وتغيراً في عادات التبرز. يصاب بعض المرضى بالإمساك، ويصاب البعض الآخر بالإسهال. كما يصاب البعض بالإمساك والإسهال معاً. إنَّ هذه المتلازمة لا تُلحق ضرراً بالأمعاء. يعني عدم تحمُّل اللاكتوز أن الجسم لديه مشكلة في هضم الغذاء الذي يحتوي على سكر اللاكتوز. واللاكتوز هو السكر الموجود في الحليب ومنتجات الحليب. صحيح أنَّ هذه الحالة غير خطيرة، إلا أن عدم تحمل اللاكتوز يمكن أن يسبب حدوث غازات وإسهال وتطبل في البطن. هناك أمراضٌ هضمية أخرى كثيرة أيضاً. ومن هذه الأمراض:
مشكلات مريئية، كتضيق المريء مثلاً.
مشكلات معدية، القرحة المعدية مثلاً.
مشكلات معوية. وهي تشتمل على التهاب الرتوج وسوء الامتصاص.
مشكلات المستقيم ، كالبواسير مثلاً.
التهاب البنكرياس.
مشكلات كبدية. ومنها التهاب الكبد أو تشمع الكبد.
هناك بعضُ أنواع السرطان التي يمكن أن تصيب الجهاز الهضمي. ومن هذه السرطانات:
سرطان الشرج.
سرطان القولون والمستقيم.
سرطان المريء.
سرطان الكبد.
سرطان البنكرياس.
سرطان الأمعاء الدقيقة.
سرطان المعدة.
هناك الكثير من الأمراض الهضمية الأخرى. ويمكن سؤال الطبيب لمعرفة المزيد عنها. 
التشخيص
يطرح الطبيبُ في البداية أسئلةً عن الأعراض وعن التاريخ الطبي للمريض. كما يمكن أن يطرحَ على المريض أسئلة تتعلَّق بالتاريخ الطبي للعائلة أيضاً. ويُجري الطبيب فحصاً جسدياً للمريض. هناك فحوص واختبارات كثيرة متوفِّرة من أجل المساعدة على تشخيص الأمراض الهضمية. إن تحديد الفحوص اللازمة للمريض معتمد على الأعراض، وعلى السبب الذي يشك الطبيب في وجوده. من الممكن أخذ عيِّنة من البراز لفحصها. إن الاختبارات قادرة على إظهار ما إذا كان هناك في البراز دم لا تستطيع العينُ المجرَّدة رؤيته. وتستطيع الاختبارات أيضاً إظهار وجود بعض أنواع البكتيريا أو العدوى التي تسبِّب الأعراض الموجودة لدى المريض. من الممكن أيضاً إجراء فحص للدم. ويستطيع هذا الفحص الكشف عن وجود عدوى في الجسم أو إظهار وجود نزف داخلي لدى المريض. كما تستطيع أيضاً تقديم معلومات عن عمل الكبد. هناك أنواع مختلفة من الفحوص التنظيرية التي يمكن أن تكون مفيدة للمساعدة في تشخيص الأمراض الهضمية أيضاً. والمنظار هو أنبوب دقيق مضاء يسمح للطبيب بالرؤية داخل الجسم. يستخدم التنظير العلوي لجهاز الهضم منظاراً يتم إدخالُه عن طريق الفم من أجل رؤية المريء والمعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة. يستخدم التنظيرُ السيني منظاراً يتم إدخاله عن طريق المستقيم للنظر في الجزء السفلي من القولون. ويستخدم تنظير القولون منظاراً أكثر طولاً من أجل التمكُّن من رؤية مسافة أكبر في القولون. خلال الفحص التنظيري، يستطيع الطبيب أخذ قطعة صغيرة من النسيج من أجل فحصها. تدعى هذه القطعة باسم "خَزعة". وتستطيع الخزعة إظهار وجودَ تغيُّرات غير طبيعية في النسيج. من الممكن أيضاً استخدامُ الاختبارات التصويرية من أجل تشخيص الأمراض الهضمية. ومن هذه الاختبارات:
التصوير المقطعي المحوسب.
التصوير بالرنين المغناطيسي.
التصوير بالأمواج فوق الصوتية.
التصوير بالأشعة السينية.

يمكن إعطاء المريض سائلاً يحتوي على مادة الباريوم من أجل جعل السبيل الهضمي يظهر بشكل أفضل خلال التصوير بالأشعة السينية. والتصويرُ باستخدام حقنة الباريوم الشرجية هو سلسلة من صور الأشعة السينية للجزء السفلي من السبيل الهضمي. ومن أجل إجراء هذا الفحص يوضع الباريوم السائل في المستقيم. من أجل النظر إلى الجزء العلوي من السبيل الهضمي، يمكن التقاط سلسلة من الصور المعدية المعوية. وهذه السلسلة هي سلسلة من صور الأشعة السينية. لكنَّ المريضَ في هذا الفحص يشرب سائلاً يحتوي على مادة الباريوم. من الممكن أيضاً إجراء اختبارات وفحوص أخرى. ويشرح الطبيب هذه الفحوصَ للمريض قبل إجرائها. 
المعالجة
تعتمد معالجةُ الأمراض الهضمية على طبيعة المشكلة. وهناك مشكلات تكون معالجتها أكثر سهولة من المشكلات الأخرى. قد تجري معالجةُ بعض الأمراض الهضمية عن طريق إجراء تغييرات في نمط حياة المريض. إن تناول وجبات أصغر حجماً، والابتعاد عن الكحول و أنواع الطعام الغنية بالتوابل أو الدهون أو الأحماض. يمكن أن يساعد في معالجة الارتجاع المعدي المريئي ومتلازمة القولون العصبي. وتتم معالجة الداء البطني عن طريق التقيد بنظام غذائي خال من مادة الغلوتين. وعلى نحو مماثل، فإن معالجة عدم تحمُّل اللاكتوز تكون بتجنُّب تناول اللاكتوز. من الممكن أيضاً أن يكونَ التقيُّد بنظام غذائي غني بالألياف مفيداً للأشخاص المصابين بمشكلات تتعلَّق بالإسهال والإمساك. وهذان العرضان موجودان في كثير من الأمراض الهضمية. هناك أدوية متوفِّرة للمساعدة على معالجة بعض الأمراض الهضمية. وقد يتم استخدام الأدوية من أجل:
تصحيح حالات العوز الغذائي.
تخفيف الالتهاب.
تخفيف حموضة المعدة.
إرخاء عضلات الأمعاء.
تخفيف الألم.
تليين البراز.
معالجة العدوى.
هناك أمراض هضمية يمكن أن تحتاجَ إلى معالجة جراحية. وقد يتم اللجوء إلى الجراحة عندما تفشل طرق المعالجة الأخرى، وذلك في حالة الارتجاع المعدي المريئي أو القرحة المعدية مثلاً. ومن الممكن أيضاً أن تكون الجراحة هي الخيار الأول للمعالجة بالنسبة لبعض الحالات، كالسرطان أو الحصى المرارية. من الممكن أيضاً أن تجري معالجةُ السرطانات التي تصيب السبيل الهضمي من خلال:
المعالجة الكيميائية.
المعالجة الشعاعية.
المعالجة البيولوجية.
المعالجة الموجهة.
أختيارات علاجية أخرى.
الخلاصة
يقوم الجسمُ بتفكيك الطعام الذي نتناوله من أجل بناء وتغذية الخلايا وتزويدها بالطاقة. تُدعى هذه العملية باسم "الهضم". إن كل عضو يساعد في الهضم هو جزء من الجهاز الهضمي. وهناك أمراض كثيرة يمكن أن تؤثر على هذه الأعضاء وعلى عملية الهضم. من الممكن أن تتباين أعراضُ الأمراض الهضمية تبايناً واسعاً، وذلك بحسب المشكلة. وقد تكون الأمراض الهضمية خفيفة أو خطيرة. ومن الأمراض الهضمية الشائعة:
الداء البطني.
الحصى الصفراوية.
داء الارتجاع المعدي المريئي.
داء الأمعاء الالتهابي.
متلازمة القولون العصبي.
عدم تحمُّل اللاكتوز.
السرطان.
من الممكن أن تشتملَ المعالجةُ على الأدوية، أو الجراحة، أو غير ذلك من طرق المعالجة. وإذا ظن المرء أنه مصاب بمرض هضمي، فعليه أن يستشير الطبيب لمعرفة السبب الحقيقي الكامن خلفَ الأعراض. 


أخبار مرتبطة