تاريخ النشر 19 مايو 2016     بواسطة الدكتور راشد محمد الجمعه     المشاهدات 201

د. راشد الجمعة

د. راشد الجمعة ان الضغوط تعني في ابسط مفرداتها الشدة والكرب والتأزم النفسي وفقدان السيطرة على الذات. تنشأ الضغوط نتيجة صعوبة التكيف مع الحوادث المستجدة خاصة الجسام منها «المصائب». ان اقدار الله المؤلمة لا تترك احدا في شأنه فالابتلاء سنة الله في خلقه. قال تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع
 ونقص من الأموال والأنفس والثمرات... الآية). كما ان المسلم لا يترك ان يطلق دعوى الايمان هكذا جزافا ولابد من فتنته وتمحيصه. قال تعالى (الم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون). اضف الى ذلك التوتر الذي يعاني منه انسان هذا العصر الناجم عن محاولته اللحاق بكل جديد وتحقيق الرغبات وتوفير الكماليات وتبني الطموحات والآمال العريضة التي تفوق بكثير القدرات والامكانيات على الصعيد الشخصي.
ان الضغوط من العبارات الفضفاضة التي يختلف الناس في مفهومها حسب نظرتهم وطبائعهم لكن يتفق الجميع على مدى خطورتها وما تشكله من تهديد اكيد للصحة ولابد من مواجهتها والحد منها. ان الاستسلام للضغوط والتوتر الدائم يبدد طاقة الانسان ويستنزف قواه مع مرور الايام ويصيبه باشد امراض العصر فتكا. امراض الدوران والقلب. تصلب الشرايين, ارتفاع الضغط والسكري, الذبحة الصدرية والسكتة القلبية والدماغية,. وامراض الجهاز الهضمي: الاضطرابات المعوية, التقرح الهضمي والقولون العصبي. والامراض النفسية وعلى رأسها القلق والاكتئاب. وفي النهاية وهن الجهاز العصبي وقصور جهاز المناعة ثم الموت المحقق.
يمكننا من ناحية عملية اجرائية تعريف الضغوط بانها مقدار الانفعالات السلبية المتجمعة على صفحة النفس «احتباس المشاعر» ويعبر عنها المريض غالبا كأن شيئا جاثم على صدره ويحاول التخلص منه بلا جدوى وذلك باطلاق الزفرات والآهات والأنات والتنهدات بشكل متكرر كالبركان الثائر. نقصد بالانفعالات او المشاعر السلبية «الضارة» مشاعر الاحباط والحزن العميق المستديم وتفاهة الحياة, استثارة الغضب وتملكه الشخص, مشاعر الخوف والقلق والتهديد الدائم, الاحساس الدائم بالوحدة والوحشة والاغتراب, الاحساس بالخواء وقلة الحيلة وازدراء الذات ونحو ذلك. توجد للضغوط اسباب خارجية واخرى داخلية ولابد من توافرها معا. اما الاسباب الخارجية او ما تعارف عليه بالاحداث الضاغطة مع تفاوت درجة شدتها كالمصائب من موت ومرض وخسائر مالية والحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل والبراكين والتغيرات المناخية ونحوها فهذه كلها من العوامل التي لا قدرة للانسان على صدها أو التحكم فيها. ولا يبقى له سوى مواجهة الضغوط من خلال العوامل الداخلية نوجزها فيما يلي:
عمل الطاعات والبعد عن المعاصي والذنوب.
  الصبر على اقدار الله المؤلمة.
تقوية الايمان بالقضاء والقدر. وان كل ما اصابك او سيصيبك مدون في اللوح المحفوظ وان مشيئة الله نافذة ولا راد لقضائه.
اكتساب المهارات وتطوير الذات في الجوانب التالية:
التخطيط السليم وتحديد الاولويات ووضع الاهداف الطموحة والواقعية.
التنظيم وادارة الوقت بشكل فعال وعدم تأجيل الاعمال.
النظرة التفاؤلية والتفكير الايجابي.
النجاح والانجاز وتحقيق الذات وتأكيد الذات.
تنمية مهارات التواصل وتقدير الذات والتعبير عن المشاعر والدفاع عن الحقوق الشخصية بلا مجاملات او تانيب ضمير (التوكيدية).
الشعور بالسعادة من خلال البذل والعطاء ومساعدة المحتاجين.
تعميق الحب في النفوس وتخليص النفس من الضغائن والحسد والبغضاء.


أخبار مرتبطة