ملعقة".
وقال "السنوسي" لـ"سبق": هناك مرضى نفسيون لا يجدون المأوى؛ ويهيمون في الشوارع، وأغلبهم يعانون الأمراض الذهانية الشديدة، كالانفصام والضعف العقلي فوق المتوسط. موضحاً أن هذه الفئة من المرضى معرضون للخطر، فالاضطرابات العقلية الموجودة لديهم تجعلهم عرضة للاستغلال المادي والجنسي وللأمراض ومضاعفاتها ولحوادث السيارات، وغيرها من المشاكل.
وتابع: من يشكل من المرضى النفسيين خطراً على غيره قلة منهم فقط، وهذا عكس ما يعتقده الكثيرون، وهذه الفئة قد يحصل منها الأذى على الغير، وذلك عندما يكونون تحت تأثير المخدرات، إضافة لمرضهم العقلي.
وأوضح السنوسي: من تجربتي خلال السنوات الماضية، أعتقد أن هذه الفئة في مجتمعنا محرومة من تلقي العناية اللازمة. وبيّن أنه للآن لم يتم إيجاد الآلية المناسبة لاحتوائهم ومساعدتهم، وقال: أعلم أن هناك محاولات جادة لإيجاد البرامج المناسبة لهم من قِبل الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة، لكنها محاولات لم تكتمل، ولم تنفذ بشكل كامل حتى الآن.
وقال إن المرضى النفسيين لا يحتاجون إلى التنويم الطويل بالمستشفيات النفسية بل هم في حاجة إلى عناية اجتماعية وتمريضية وبعض الإشراف الطبي عند اللزوم. وانتقد السنوسي بعض مواقف بعض الأسر، وقال: هناك للأسف تقصير كبير من أسر بعض هؤلاء المرضى، وهذا التقصير يزيد حالياً، خاصة في ظل الأوضاع الاجتماعية الجديدة التي قلّ فيها الدعم والترابط الأسري والشعور بالمسؤولية تجاههم.
وكانت حادثة مقتل وافد من الجنسية الهندية على يد شاب في العقد الثالث من العمر الأسبوع الماضي، التي وقعت بحي السويدي جنوب الرياض، المعروفة إعلامياً بقضية "أبو ملعقة"، قد أثارت جدلاً واسعاً وموجة من الانتقادات، طالت جهات حكومية، بحجة التقصير في أداء عملها تجاه من يُعرفون بـ"المشردين" من المرضى النفسيين، قبل أن تخرج وزارتا الشؤون الاجتماعية والصحة عن صمتهما ليتراشقا التهم فيما بينهما عن مسؤولية كل منهما تجاه من هم على شاكلة "أبو ملعقة".