تاريخ النشر 11 مارس 2016     بواسطة الدكتور عبدالله عبدالرحمن الشهري     المشاهدات 201

القلس

المريءُ هو الأنبوبُ الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة. ويُصاب المرء بمرض الارتداد أو الجزر المَعِديِّ المَريئي عندما لا تُغلَق العضلةُ الموجودة في نهاية المريء بشكل محكم، وهذا ما يسمح لمحتويات المعدة أن تتسرَّب راجعةً إلى المريء، أي أنَّ العُصارةَ المَعِديَّة ترتد الى المريء وتقوم بتهييجه. من
 الممكن أن يشعر المرءُ بحرقة في الصدر أو البلعوم. وتُدعى هذه الحرقةُ "حرقة قؤاد المعدة"، كما يُمكن أن يشعر المرء أحياناً بطعم عصارة المعدة في نهاية الحلق، وهذا ما يُسمى عُسر الهضم الحمضي. إذا شعر الطفلُ بهذه الأعراض فقد يكون مُصاباً بمرض الارتداد أو الجزر المَعِديِّ المَريئي. قد يُصاب أيُّ شخص بمرض الارتداد المَعِديِّ المَريئي، سواء أكان رضيعاً أم طفلاً أم بالغاً. وإذا لم يُعالج هذا المرض، فقد يؤدي الى مشاكل صحِّية خطيرة. وفي بعض الحالات، يُمكن أن يحتاج المرء الى الأدوية أو حتَّى الى عملية جراحية. لكنَّ المريضَ يستطيع تخفيفَ الأعراض عن طريق: • تجنُّب تناول البهارات أو التَّوابل والأطعمة الدَّسمة أو الأطعمة الحمضية التي تُثير حرقة فؤاد المعدة. • تناول وجبات صغيرة. • عدم تناول الطعام قبل النوم مباشرة. • تخفيف الوزن عند الضرورة. • ارتداء ملابس فضفاضة. 
مقدِّمة
ينجم داءُ الارتداد أو الجزر المَعِديِّ المَريئي عن ارتداد العصارة المعديَّة الى المريء، وهو الأنبوبُ الذي يربط الفم بالمعدة. يصيب داءُ الارتداد أو الجزر المَعِديِّ المَريئي حوالي 5-8٪ من الأطفال في العالم. وهو داءٌ شائع، خاصَّة بين الأطفال المولودين قبل أوانهم. إذا لم يعالج داءُ الارتداد المَعِديِّ المَريئي لدى الأطفال، يمكنه أن يؤدِّي إلى مضاعفات خطيرة، مثل نقص أو فشل النمو وتوقُّف التنفس والربو. ولكن، ولله الحمد، هُناك علاجٌ يُساعد على التخفيف من أعراضه. سوف يساعدك هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم أفضل لأعراض وخيارات معالجة داء الارتداد أو الجزر المَعِديِّ المَريئي لدى الأطفال. 
المريءُ والمعدة
ينجم داءُ الارتداد أو الجزر المَعِديِّ المَريئي عن عودة العصارة المعديَّة من المعدة الى المريء. وسوف يساعد هذا القسم على مراجعة تشريح ووظيفة بعض أجزاء الجهاز الهضمي. بعد البلع، يمرُّ الطعامُ عبر أنبوب طويل يُدعى المريء، ومنه الى المعدة. وفي المعدة، تبدأ الأحماضُ بتفكيك الطعام. تبقى الأحماضُ، أو العصاراتُ الهاضمة، محصورة ضمن المعدة عادةً، وهي لا تستطيع الصعودَ الى المريء بفضل آليَّة الصمام. تتألَّف بطانةُ المعدة من خلايا قادرة على تحمُّل الأحماض. أمَّا بطانةُ المريء فهي لا تستطيع تحمُّلَ هذه الأحماض الهاضمة. تتألَّف آليَّةُ الصمام من عضلتين تمنعان عودةَ محتوى المعدة وعصاراتها إلى المريء. وتُدعى هذه العودة الارتداد أو الجزر. توجد العضلةُ الأولى في المنطقة التي تفصل المريءَ عن المعدة. وهذه المنطقةُ تُدعى الموصلَ المعدي المريئي، كما تُعرف بالمصرَّة المريئية السفلية أيضاً. تسمح هذه العضلةُ للطعام بالمرور الى المعدة، وتمنعه من العودة الى المريء. والعضلةُ الثانية هي الحجابُ الحاجز الذي يفصل الرئتين عن البطن. وهذه العضلةُ الكبيرة مهمةٌ جداً في عملية التنفُّس. الفتحةُ في الحجاب الحاجز التي تسمح بمرور المريء الى البطن تُعرف باسم "الفُرجَة". كما تفيد هذه الفرجةُ أيضاً في منع عودة العصارة من المعدة الى المريء. إذا لم تعمل هذه العضلاتُ بشكل صحيح، يمكن للعصارات المعدية أن تعود الى المريء، وتسبِّب شعوراً بالحرقة في راس المعدة. وهذه الحالةُ تُسمَّى الارتداد أو الجزر المعدي المريئي. 
داءُ الارتداد أو الجزر المَعِديِّ المَريئي
إذا فشلت آليةُ الصمام في منع الطعام المهضوم في المعدة من العودة الى المريء، فإنَّ العصارة الحمضية يمكنها الصعود إلى المريء والوصول أحياناً إلى الفم. وتُعرَف هذه الحالةُ باسم داء الارتداد أو الجزر المعدي المريئي. وعندَ تكرُّر الارتداد أو الجزر المعدي المريئي، فإنَّ الحمضَ يمكن أن يهيِّج بطانةَ المريء ويتلفها ويشكِّل ندبات عليها. ومن منطقة الفم، يمكن أن تدخل الأحماضُ الى الرئتين. إنَّ تأثيرَ العصارة الحمضية في المريء والفم والرئتين هو سبب أعراض داء الارتداد أو الجزر المعدي المريئي الخطير. وداءُ الارتداد المعدي المريئي هو مرضٌ شائع، يصيب الناسَ من جميع الأعمار. يشفى الأطفالُ في كثير من الأحيان من هذا المرض قبل بلوغهم عمرَ السنة. 
المضاعفات
إذا لم يُعالج داءُ الارتداد المَعِديِّ المَريئي، فإنَّ المضاعفات تتضمَّن التهاب المريء وتقرُّحات في المعدة، وحتى ازدياد خطر الإصابة بسرطان المريء لدى الكبار. كما يمكن أن تحدث ندبات تُضيِّق المريءَ أيضاً. وهذا ما يُعرف باسم تضيُّق المريء الذي يجعل البلع صعبا للغاية. وهذا التضيُّقُ ليس شائعاً لدى الرضَّع والأطفال الصغار. ولكنَّه ممكن إذا ما تُرك المرضُ من دون علاج. في الرضَّع والأطفال الصغار، يمكن أن يؤدِّي هذا المرضُ إلى نقص في النموِّ، حيث لا يزداد وزنُ الطفل بالشكل المناسب أو لا ينمو كما يجب. فالطفلُ الذي يعاني من داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي قد يرفض الطعام بسبب الألم، أو ربَّما يُحِب أن يأكلَ، ولكنَّه لا يزداد وزناً بسبب التقيُّؤ. كما يمكن أن يسبِّب داءُ الارتداد المَعِديِّ المَريئي لدى الأطفال انقطاعَ النَّفس أيضاً، حيث يتوقَّف الطفلُ عن التنفُّس لفترة وجيزة. وتحدث هذه الحالةُ عندما يصعد الحمض الى المريء، حيث يمكن أن يحمل الحمض معه الطعامَ المهضوم جزئياً، فيؤدِّي إلى انسداد مجرى الهواء مؤقَّتاً. هناك علاقةٌ أيضاً بين الأطفال الذين يُعانون من الارتداد المَعِديِّ المَريئي والربو، إذ إنَّ نسبة 75٪ من الناس الذين يعانون من الربو يعانون من هذا المرض أيضاً. 
الأسباب
إنَّ السببَ الرَّئيسي لداء الارتداد المَعِديِّ المَريئي هو ضعف عضلة المصرَّة في المريء السُّفلي؛ وهي تُدعى المصرَّةَ المريئية السفليَّة. ويمكن لبعض المواد الكيميائيَّة أن تسبِّب هذا الضعف، مثل الكافيين والنِّيكوتين والكحول والشوكولا. يعدُّ ضعفُ المصرَّة المريئية السُّفلية لدى الأطفال حالةً شائعة. وبعد أن يتعلَّم الأطفالُ الجلوسَ وتُصبِح عضلاتُهم أقوى، يختفي داءُ الارتداد أو الجزر المَعِديِّ المَريئي. وبالنسبة للكثير من الأطفال الذي يعانون من هذا الدَّاء، فإنَّ عضلة المصرَّة في أسفل المريء لا تصبح قويةً بسرعة كافية. يمكن أن ينجم داءُ الارتداد المَعِديِّ المَريئي أو يتفاقم بفعل أطعمة مثل:
الفاكهة الحمضية.
الأطعمة الدسمة والمقلية.
الثوم والبصل.
منكهات النعناع.
الأطعمة الكثيرة التوابل.
الأطعمة المعتمدة على البندورة، مثل صلصة السباكيتي والشيلي والبيتزا.
الخل.
هناك حالاتٌ مرضية أخرى، مثل الفَتق الحجابي، تزيد من احتمال حدوث داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي. يحصل الفتقُ الحجابي عندما تضغط أعضاء الجسم الداخلية على العضلات الضعيفة. وفي الفتق الحجابي، تسبِّب العضلةُ الضعيفة في الحجاب الحاجز ارتفاعَ الجزء العلوي من المعدة إلى ما فوق الحجاب. يُولَد بعضُ الأطفال وهم مُصابون بفتق الحجاب الحاجز. وفي هذه الحالات، لا يكون الحجابُ الحاجز قادراً على المساعدة على منع الارتداد. 
الأعراض
يسبِّب داءُ الارتداد المَعِديِّ المَريئي حرقةً قوية في راس المعدة. وفي حين أنَّ البالغين يمكنهم أن يعبِّروا عن الألم، إلاَّ أنَّ الأطفال الرضَّع والأطفال الأكبر سناً قد لا يتمكَّنون من وصفه. وقد لا يشكو الأطفال الذين يعانون من هذا المرض إلاَّ من الشُّعور بألم في معدتهم أو في صدرهم، وخصوصاً بعدَ تناول الطعام. تتضمَّن أعراضُ المرض لدى الأطفال ما يلي:
طعم مر أو حامض في الفم.
التهاب الحلق أو ألم عندَ البلع.
كما قد تتضمَّن أعراض مرض الارتداد المَعِديِّ المَريئي لدى الأطفال أيضاً:
صوتاً أجش أو خشناً.
التهابات متكرِّرة رئوية أو في الأذن.
القيء أو البصاق كثيرا لدى الرضَّع.
الصفير.
نقص الوزن.
رفض تناول الطعام أو تكرار تناول الطعام.

يقوم الأطفالُ الرضَّع الذين يُعانون من هذا المرض بتقويس ظهرهم أو رقبتهم بعدَ تناول الطعام. كما قد يشعرون أحياناً بأعراض المغص وعدم زيادة الوزن. وتزداد الأعراضُ سوءاً عندما يستلقي الطفل على ظهره عادة؛ فهذه الوضعيةُ تسمح لكمِّية أكبر من عصارة المعدة بالعودة إلى المريء مسبِّبة بذلك المزيدَ من الحرقة في راس المعدة. كما قد يُعاني بعضُ الأطفال من نوبة سعال أيضاً حين يستلقون. وهذه تنجمُ عن صعود العصارة الحمضية إلى المريء، ومن ثمَّ إلى الرئتين عبر المسالك التنفُّسية. يُحاول السُّعال إخراجَ هذه العصارة المؤذية من الرئتين، ويمكن لهذه العصارة الحمضية أن تؤذي الحبالَ الصوتية، وأن تؤدِّي إلى بحَّة في الصوت عندَ دخولها إلى الرِّئتين. إذا لم يُعالَج داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي، فإنَّ الأحماضَ يمكن أن تُتلِف بطانةَ المريء. وهذا قد يسبِّب مشاكلَ طبِّية خطيرة. 
التشخيص
هناك حالاتٌ مرضية أخرى يمكن أن تعطي أعراضاً شبيهة بأعراض داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي. ويساعد طبيبُ الأطفال على تحديد السبب الدقيق للأعراض التي يشكو منها الطفل. يجري تشخيصُ داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي عادة بعد الاستماع إلى وصف الأعراض التي يشكو منها الطفل، وبعد الفحص السريري للطفل. لكن قد يطلب الطبيبُ إجراءَ بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص. وقد يلزم إجراءُ صور شعاعية بسيطة للجهاز الهضمي العلوي للتحقُّق من أيِّ ضرر في المعدة أو المريء أو الأمعاء. ويتطلَّب هذا الفحصُ شرب الباريوم، وهو شرابٌ طبشوري يسهل رؤية الأحشاءَ الداخلية بالأشعَّة السينية، حيث يمكن أن تستبعدَ الأشعَّةُ السينية وجودَ مشاكل أخرى ذات أعراض مشابهة. ويمكن أن يُستخدَم تنظيرُ المعدة لتشخيص داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي، حيث يُعطى الطفلُ مهدِّئاً قبلَ هذا الإجراء لتنويمه، ثم يُدخل أنبوبٌ صغير رفيع مع كاميرا في الفم، ومن ثمَّ في المريء والمعدة. ويمكن أن تؤخَذ خزعةٌ في أثناء التنظير. والخزعةُ هي عيِّنة من الأنسجة التي تُستخرَج في أثناء التنظير، ثمَّ تُفحص هذه العيِّنة تحت المجهر. تظهر الخزعةُ ما إذا كانت العصارةُ الحمضية قد أحدثت ضرراً أو إذا كانت هناك مشكلة أخرى. وهناك فحصٌ آخر يمكن إجراؤه لتشخيص داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي، وهو الفحصُ بواسطة مسبار لقياس الرقم الهيدروجيني في المريء. والرقمُ الهيدروجيني هو قياس علمي لدرجة الحموضة. خلال الفحصِ بمسبار الرقم الهيدروجيني، يجري إدخالُ سلك رفيع، مزوَّد في طرفه بجهاز استشعار للحمض، من خلال الأنف إلى الجزء السفلي من المريء، حيث يحدِّد المسبارُ مقدارَ الحمض الذي يرتد إلى المريء. 
خيارات المعالجة
يتضمَّن الخيارُ الأوَّل لمعالجة داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي تغيير أسلوب الحياة عادة. بالنسبة للأطفال الرضَّع الذي يعانون من داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي، يجب على الأم أن تجعل الطفل يتجشَّأ في أثناء الرضاعة. وكذلك، يجب أن يبقى الطفل في وضعية منتصبة لمدة 30 دقيقة بعدَ كلِّ رضاعة، حيث تمنع هذه الوضعيةُ ارتداد العصارة الحمضية إلى المريء. أمَّا الأطفالُ الأكبر سناً، فيجب أن يتناولوا وجبات متعدِّدة قليلة الكمِّية لتخفيف أعراض داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي. يجب أن يتجنَّبَ الأطفالُ الذين يُعانون من داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي المأكولات التالية:
الشُّوكولا.
الكافيين.
المشروبات الغازية.
الأطعمة الدسمة أو كثيرة التوابل.
النعناع.
الفاكهة الحمضية.
البندورة ومنتجاتها.
كما ينبغي إبعادُ الأطفال الذين يعانون من داء الارتداد أو الجزر المَعِديِّ المَريئي عن دخان السجائر أيضاً. وهذا يشمل الدخانَ غير المباشر الذي ينفثه المدخِّن والمخلَّفات السامَّة للدخان، فالفضلاتُ السامَّة للدخان تلتصق بالجدران والملابس والسجَّاد والسيارات وغيرها من الأسطح. يمكن أن يكون النومُ على وسادة أو وسادتين مفيداً للطفل، لأنَّ الأعراضَ قد تصبح أسوأ إذا استلقى الطفل على ظهره. وكبديل عن ذلك، يمكن أن يُرفع رأسُ السَّرير حيث ينام الطفل ببعض الألواح الخشبية. ويمنح تَجنُّبُ الاستلقاء بعد تناول الطعام المعدةَ الفرصةَ للتخلُّص من محتوياتها، فيخفِّف من أعراض داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي. كما يمكن أن يخفِّف الامتناعُ عن لبس الملابس الضيِّقة من أعراض داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي أيضاً. لذلك، يجب التأكُّدُ دائماً من أنَّ الطفل لا يرتدي الملابس الضيِّقة. إذا استمرَّت الأعراضُ بعد إجراء هذه التغييرات في نمط الحياة، يمكن النصح باستخدام الأدوية، حيث قد تفيد الأدوية:
في إنقاص حموضة المعدة بأدوية مضادَّة للحموضة، منها ما يُباع من دون وصفة طبِّية ومنها ما يُباع بوصفة.
تقوية عضلة المصرَّة المريئية السفلية.
يمكن أن تسبِّب بعضُ هذه الأدوية آثاراً جانبية هامَّة. ولذلك، من المهمِّ أن يخبر الأهلُ الطبيبَ أو الصيدلاني عن أيَّة حالة صحِّية يعاني منها طفلهم، وعن الأدوية التي يتناولها. إذا فشلت المعالجاتُ غير الجراحية، يمكن أن يوصي الطبيبُ بإجراء الجراحة. ولكنَّ الجراحةَ لداء الارتداد أو الجزر المَعِديِّ لدى الأطفال نادراً ما تكون ضرورية؛ فمعظمُ الأطفال المصابين بداء الارتداد أو الجزر المَعِديِّ يتحسَّنون عند إدخال بعض التغييرات على نمط حياتهم وعند استخدام الأدوية. ولكنَّ الجراحةَ قد تفيد إذا لم تساعد التغييرات في نمط الحياة أو استخدام الأدوية. 
الخلاصة
ينجم داءُ الارتدادُ أو الجزر المعدي المريئي عن ارتداد العصارة الحمضية المعدية إلى المريء، وهو الأنبوبُ الذي يربط الفم بالمعدة. إذا فشلت آليَّةُ الصمام في منع الطعام المهضوم في المعدة من الرجوع إلى المريء، فإنَّ العصارةَ الحمضيَّة يمكنها الصعود إلى المريء والوصول أحياناً إلى الفم. يسبِّب داءُ الجزر المعدي المريئي حرقةً شديدة عادةً. وقد لا يتمكَّن الأطفالُ الرضَّع والأولاد الأكبر سناً، المصابون بهذا الداء، من وصف الألم، بل يشيرون إلى أنَّهم يشعرون بألم في معدتهم أو صدرهم، وخصوصاً بعدَ تناول الطعام. إذا كان الطفلُ يعاني من أعراض داء الجزر المعدي المريئي، يجب مراجعة طبيب الأطفال؛ فإذا لم يُعالج هذا المرض، يمكنه أن يسبِّب العديد من المضاعفات، مثل القرحة المعوية ونقص أو فشل النمو. يجري تشخيصُ داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي عادة بعدَ الاستماع الى وصف أعراض الطفل، وبعدَ الفحص السريري للطفل. لكن قد يطلب الطبيبُ إجراءَ بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص. يتضمَّن علاجُ داء الارتداد المَعِديِّ المَريئي لدى الأطفال تغييرَ نمط الحياة عادة، مثل تناول وجبات صغيرة، وتجنُّب بعض الأطعمة وعدم الاستلقاء بعدَ الأكل. وقد تساعد الأدويةُ في حال لم يكن تغيير نمط الحياة كافياً. هناك خيارات جراحية، ولكنَّها نادراً ما تكون ضرورية. وبمساعدة طبيب الأطفال، يمكن للأهل إيجاد الطرق لتخفيف أعراض داء الارتداد المعدي المريئي كي يتمكَّن الطفل من النموِّ، وهو يشعر بالسعادة والصحَّة. 


أخبار مرتبطة