تاريخ النشر 11 مارس 2016     بواسطة الدكتور عبدالله عبدالرحمن الشهري     المشاهدات 201

الكساح

لرَّخَدُ (والذي يُعرَفُ أيضاً باسم الكُساح أو تليّن العظام) هو تليّن وضَعف العظام عندَ الأطفال. وهو يحدثُ عندما لا يحصلون على كفايتهم من الفيتامين D عادةً، والذي يكون ضَرورياً للعظام النامية كي تمتصّ موادّ غذائيّة مهمّة. يأتي الفيتامين D من ضوء الشمس والطعام. ويصنعُ الجلدُ الفيتامين D استجابةً
لأشعَّة الشمس. كما تحوي بعضُ الأطعمة على الفيتامين D، بما في ذلك مُنتجات الألبان والحبوب المُقوّاة أو المدعَّمة وبعض أنواع الأسماك. وقد لا يحصلُ الطفلُ على كفايته من الفيتامين D في حال: • كان بشرته داكنة اللون. • يقضي القليل من الوقت في الهواء الطلق. • كان موضوعاً على واقٍ للشمس في كلّ أوقات وجوده في الخارج. • لا يحتوي الطعام الذي يأكله على الفيتامين D بسبب إصابته بعدم تَحمُّل اللاكتوز، أو بسبب الالتزام بنظام غذائي نباتي صارم. • يرضع حليب الأم دون تلقِّي مكمّلات الفيتامين D. • لا يستطيع صنع أو استخدام فيتامين D بسبب إصابته باضطراب صحي، مثل الداء البطني (الداء الزلاقي). وبالإضافة للرَّخَد الغذائيّ، يمكنُ أن يُصاب الأطفال بشكلٍ موروث من المرَض.
مُقدّمة
الرَّخَدُ (والذي يُعرَفُ أيضاً باسم الكُساح أو تليُّن العظام) هو تليُّن وضَعف العظام عندَ الأطفال. وهو يحدثُ عندما لا يحصلون على كفايتهم من الفيتامين D. يأتي الفيتامين D من ضوء الشمس والطعام عادةً. وهو يُساعدُ العظام النامية على امتصاص مواد غذائيّة مُهمّة. قد يُؤدّي الرَّخَد في حال تركه دونَ علاج إلى مشاكل عظميّة وسنيّة. لكن إذا عولِجَ في مرحلة الطفولة المبكرة.، فإنّ المشاكل تختفي أو تتحسّن عادةً. تشرحُ هذه المعلوماتُ الصحية الرَّخَد. وهو يتناولُ أعراضَ المرض وأسبابه وعلاجه والوقاية منه.
الفيتامين D والرَّخَد
الفيتامين D هو مادّة غذائيّة موجودة في بعض الأطعمَة. وتستخدمه الخلايا في كلّ مكان من الجسم. يحصلُ الجسم على الفيتامين D عن طريق التعرّض لضوء الشّمس ومن أكل أطعمَة مُعيّنة. يحتاجُ الجسمُ إلى الفيتامين D كي يتمتعَ بالصحّة، حيثُ يُساعدُ الفيتامين D الجسمَ على الاستفادة من الكالسيوم والفُسفور. الكالسيوم ضَروريّ للحُصول على عظام قويّة. والفُسفور ضَروري للنمو وللمحافظة على الأنسجَة والخلايا وترميمها. الفيتامين D ضَروريّ للعَضلات والأعصاب. وتُساعدُ العَضلاتُ الجسمَ على الحركة. بينما تكونُ الأعصابُ ضروريةً لنقل الأحاسيس وإشارات الحركة بينَ الدماغ وباقي الجسم. تُصبحُ العضلات ضَعيفةً في حال عدم وجود ما يكفي من الفيتامين D. الفيتامين D مُهمٌّ أيضاً للحُصولِ على جِهازٍ مَناعي قوي. يُكافحُ الجهاز المناعيّ الأحياء المُمرضَة الغازية، مثلَ الجراثيم والفيروسات. قد يُصابُ الأطفال الذين لا يَحصلون على كِفايتهم من الفيتامين D بعظام تكون لينة ورَقيقَة وهشّة. وتُعرَفُ تلكَ الحالة باسم الرَّخَد. التَّعَظُّم هو عمليّة تكوُّن العظم الطبيعيّ. تَصنعُ أنواع من الخلايا نسيجاً عظمياً جديداً، وتحتاجُ تلكَ الخلايا للفيتامين D والكالسيوم لإضافة المعادن إلى العظم. يمنعُ الرَّخَد التعظّم ويُؤدّي لتليّن العظم. ويسمحُ ذلكَ بانثناء العَظم بطريقةٍ شاذّة. قد يحدثُ الرَّخَد إذا لم يَحصل جسمُ الطفل على كفايته من الفيتامين D. كما قد يحدُثُ إذا كان لدى جسم الطفل مَشاكلَ في الاستفادة من الفيتامين D بطريقةٍ طبيعيّة.
الأسباب
يحصلُ الرَّخَد عادةً عندما لا يحصلُ الطفلُ على كفايته من الفيتامين D. ويُطلَقُ على عدم الحُصول على ما يكفي من الفيتامين D اسمَ عَوَز الفيتامين D. يحصلُ الجسمُ على الفيتامين D من مَصدرين:
ضَوء الشمس.
الطعام.
ينتجُ الجلدُ الفيتامين D عندما يتعرّضُ لضوء الشمس، إلا أنّ أطفال الدول المُتقدّمة يميلونَ حالياً لقضاء وقتٍ أقلّ في الهواء الطلق. وغالباً ما يستخدمون واقيات الشمس، وهو الأمرُ الذي يمنعُ الأشعّة التي تحرّضُ الجلد على صنع الفيتامين D. يحوي كلٌّ من زيت السمك والأسماك الدهنية وصَفار البيض على الفيتامين D. كما يُضاف الفيتامين D إلى بعض الأطعمة، مثل الحليب وحُبوب الإفطار وبعض عصائر الفاكهة. ويمكنُ أن يُصاب الأطفال الذينَ لا يأكلونَ ما يكفي من هذه الأطعمة المُقواة بعوَز الفيتامين D. يُولَدُ بعضُ الأطفال وهم مُصابون بمشكلة صحية أو قد تظهر عندهم مُشكلة صحيَّة تُؤثّرُ في طريقة امتصاص أجسامهم للفيتامين D. ومن الأمثلة على تلكَ المشاكل:
الداء البطني أو الزُّلاقي.
التليّف الكيسي.
داء الأمعاء الالتهابي.
المَشاكل الكلوية.
عدم تحمُّل اللاكتوز.
المشاكل الكبديّة.
قد يكونُ الرَّخَد مَوروثاً أيضاً، وهذا يَعني أنّ المرضَ يمرّ من الآباء إلى الأبناء. ويُطلَقُ على الرَّخَد الموروث اسم الرَّخَد الوراثيّ. عندَ المريض المُصاب بالرَّخَد الوراثي، تكونُ الكليتان غير قادرتين على استخدام الفوسفور بشكلٍ صَحيح.
الأعراض
قد تتضمّنُ أعراض وعلامات الرَّخَد ما يلي:
بطء النمو.
ضعف العَضلات.
ألم في الذراعين والعمود الفقري والحوض والرجلين.
قد يتسبّبُ الرَّخَد كذلك بتشوّهات سنيّة. فيمكن أن يحدثَ:
تسوّسات سِنيّة.
بطء نموّ الأسنان.
ضعف الأسنان.
يُليّنُ الرَّخَد العظام ويبطئ نموّها. وهو قد يتسبّب بتشكّل عظام مُشوّهة، مثل:
عمود فقري منحني بشكلٍ شاذّ.
صدر الحمامَة، وهو بروز عظم القص للخارج.
حوض ضيّق.
تَضخُّم النهايات الأماميّة للأضلاع، وهو ما يُعرَفُ باسم "السُبحَة الرخَديَّة".
جمجمة ليّنَة.
تسمّك المعصَمين والكاحلين.
عندما يبدأُ الطفلُ المُصاب بالرَّخَد بالمشي، يتسبّبُ ثقل الوزن على العظام الضَعيفَة في الرجلين بالفَحَج (تباعد الركبتين). ويمكن أن يتسبّبَ في حالات أقلّ باصطكاك الركبتين. يجب مُراجعة مُقدم الرعاية الصحيّة للأطفال في حال إصابة الطفل بألم عظمي أو ضَعف في العَضلات أو تَشوُّهات. وقد يُؤدّي الرَّخَد في حال تركه دون علاج إلى:
مَشاكل في التنفّس والتهاب رئوي.
انكسار العظام.
فَشَل في النموّ.
نوبات اختلاجيّة.
عَوامل الخُطورة
يزداد احتمال إصابة الطفل بالرخد عند وجود عَوامل خُطورة مُعيّنة. لكن لن يُصاب جميعُ الأطفال الذين لديهم عَوامل خُطورة بالرخَد. تتضمّنُ عوامل خُطورة الإصابة بالرَّخد:
العُمر. يكون الأطفال بين عُمري 6 و 24 شهراً أكثر خُطورة للإصابة لأنّ عظامهم تنمو بسرعة.
البشرة داكنة اللون. لا يتفاعَلُ الجلدُ قاتم اللون مع أشعة الشمس بنفس القوَّة التي يتفاعلُ بها الجلدُ الفاتح، لذلك فهو يصنع كميات أقلّ من الفيتامين D.
العيش في منطقة جغرافيّة تكونُ فيها أشعة شمس أقلّ.
عوامل خُطورة الإصابة بالرَّخَد الأخرى هي:
الرضاعة الطبيعية المُقيّدة، حيثُ لا يحوي حليب الأم ما يكفي من الفيتامين D للوقاية من الرَّخَد. ويوصي أطباءُ الأطفال بقطرات الفيتامين D للأطفال الذين يرضعون رضاعةً طبيعيّة.
أخذ أدوية مُضادّة للاختلاج، حيث تُعيقُ بعضُ الأدوية المُضادّة للاختلاج استفادة الطفل من الفيتامين D بشكلٍ طبيعي.
ولادة الطفل قبل أوانه، أو قبلَ الأسبوع 37 من الحمل.
التشخيص
سوفُ يُجري مُقدم الرعاية الطبية الخاص بالأطفال فحصاً جسدياً للطفل. وسيسأل الأبوين أسئلةً عن الأعراض عندَ الطفل وتاريخه الطبي ونظامه الغذائيّ. قد تكشفُ الأشعة السينيّة للعظام المُصابة وجودَ مَشاكل عظميّة. ويمكن أن تظهرَ فيما إذا كانت العظام مَكسورةً أو إذا لم تتكوَّن بشكلٍ صَحيح. تتحقّقُ الفحوصُ الدمويّة والبوليّة من مُستويات الكالسيوم والفوسفور والفيتامين D في الجسم. ويمكنُ لتلك الفُحوص أن تُثبتَ تشخيص الرَّخَد. كما يُمكنها أن ترصدَ تطوّر المُعالجة. تتضمّنُ الفحوص التي يُمكنها أن تُثبتَ تشخيص الرَّخَد:
تحليل غاز الدم الشرياني.
الفُوسفاتاز القلويّة.
الفُوسفور المَصلي.
الهرمونات الدُّريقيّة (هرمونات الغدد المجاورة للغدة الدرقية).
قد تُؤخذ خزعة عظميّة في أحيان نادرة. والخزعة هي استئصال خلايا أو أنسجة لإجراء فحصٍ عليها. سوفَ يُخدّرُ مُقدّمُ الرعاية الصحية منطقة من جسم الطفل، ويجري شقاً صغيراً في الجلد.، ثمّ تُغرَسُ إبرة في العظم وتُستأصَلُ قطعةٌ منه. تُفحَصُ قطعة العظم بعد ذلك. ويُمكنُ تأكيد تشخيص الرَّخد بالاعتماد على تَعَظُّم العيِّنة.
العلاج
إذا كان عَوَز الفيتامين D هو سبب الرَّخَد عندَ الطفل، فيمكنُ لإضافة الفيتامين D والكالسيوم إلى نظامه الغذائيّ أن يُفيد؛ فهذا يُرمّمُ المَشاكل العظميّة عند الطفل عادةً. يمكنُ علاج مُعظم حالات الرَّخَد بمُكمِّلات الفيتامين D والكالسيوم. لذلك يجب الالتزام بتوجيهات مُقدّم الرعاية الصحيّة. ويمكنُ للجرعَة أن تتفاوت بحسبِ حجم الطفل. ويمكن لجرعة الفيتامين D الأكثر من اللزوم أن تكون خطيرةً. إذا لم يُعالَج الرَّخَد عندما يكون الطفل في مرحلة النمو، فقد تُصبح مشاكل العظم والنمو دائمةً؛ غير أنها اذا عولِجَت في مرحلة الطفولة المبكرة، فإنّ المشاكل تتحسَّن أو تختفي عادةً. قد يُشير مُقدّم الرعاية الصحيّة لاستخدام كِتاف في بعض حالات تَقوُّس الرجلين أو انحناء العمود الفقري. ويمكنُ للكِتافات أن تضع جسم الطفل في وضعية صحيحة بحيثُ تنمو العظام بشكلٍ مُناسب. قد يحتاجُ الرَّخَد الراجعُ لاضطرب جيني إلى أدوية إضافيّة أو لعلاجٍ آخر. وقد تحتاجُ بعضُ التشوّهات الحاصلة بسبب الرَّخَد لجراحَة تَصحيحيّة.
الوقاية
يمكنُ الوقاية من الرَّخَد عندَ الأطفال الذينَ يكونون تحتَ خُطورة الإصابة بالرَّخَد أو المُصابين باضطراب صحّي يعيقهم من امتصاص الفيتامين D بشكلٍ صَحيح. يحصلُ معظم المُراهقين والبالغين على الكثير من الفيتامين D الذي يحتاجونه عن طريق التعرّض لضوء الشمس، غيرَ أن الرضَّع والأطفال الصغار يحتاجون إلى تجنّب ضوء الشمس المُباشر تماماً أو أن يضعوا واقياً شمسيَّاً دائماً. يجبُ التأكّدُ من أن يأكلَ الطفلُ أطعمةً تحوي الفيتامين D بشكلٍ طبيعيّ. وتشملُ تلك الأطعمة الأسماكَ الدهنية وزيت السمك وصَفار البيض. وتُقوّى بعضُ الأطعمَة بالفيتامين D، من مثل:
حبوب الإفطار.
حليب الرضع الصناعي.
الحليب.
عصير البرتقال.
بما أنّ حليبَ الأم لا يحوي إلا كميّة صَغيرة من الفيتامين D، فإنّ أطباء الأطفال يوصون بأن يتلقى كل الأطفال الذين يرضعون من حليب الأم قطرات فيتامين D فموية. ويبدأُ هذا عادةً في غُضون الأيام القليلة الأولى من العمر.
الخلاصة
الرَّخَدُ (والذي يُعرَفُ أيضاً باسم الكُساح وتَليّن العظام) هو تَليّن وضَعف العظام عندَ الأطفال. وهو يحدثُ عادةً عندما لا يحصلون على كفايتهم من الفيتامين D. يُولَدُ بعضُ الأطفال باضطراب طبي يُؤثّرُ في طريقة صنع أجسامهم للفيتامين D أو امتصاصه، أو قد يُصابون به بعد ولادتهم. يأتي الفيتامين D من ضوء الشمس والطعام. وهو يُساعدُ على امتصاص العظام النامية لموادّ غذائيّة مُهمّة. قد يُؤدّي الرَّخَد في حال تركه دونَ علاج إلى مشاكل عظميّة وسنيّة. لكن اذا عولِجَ في مرحلة الطفولة المبكرة.، فإنّ المشاكل تختفي أو تتحسّن عادةً. قد تتضمّنُ أعراض وعلامات الرَّخَد ما يلي:
بطء النمو.
ضعف العَضلات.
ألم في الذراعين والعمود الفقري والحوض والرجلين.
تسوّس الأسنان.
بطء نموّ الأسنان.
ضعف الأسنان.
عظام مُشوَّهة.
يمكنُ علاج مُعظم حالات الرَّخَد بمُكمِّلات الفيتامين D والكالسيوم.


أخبار مرتبطة