تاريخ النشر 31 يناير 2016     بواسطة الدكتور اسامه مختار فلمبان     المشاهدات 201

الالتهابُ الرئوي عند الأطفال

يحدث الالتهابُ الرِّئوي، أو "ذات الرّئة"، نتيجةً للعدوى في أغلب الأحيان. وتشكِّل الجراثيمُ والفيروسات والفطور الأسبابَ الثَّلاثة الأكثر شيوعاً لهذا المرض. كما يُمكن أن تحدثَ الإصابةُ بالالتهاب الرِّئويِّ أيضاً بسبب استنشاق سائلٍ أو مادَّةٍ كيميائيَّة عن غير قصد. ويكون الذين تجاوزوا الخامسة والس
تِّين، والأطفال دون السِّنتين من العمر، ومن يعانون من مشاكل صحِّيَّةٍ أخرى، مُعرَّضين أكثر من غيرهم للإصابة بالالتهاب الرِّئوي. 
يُعاني المُصابُ بالالتهاب الرِّئويِّ من صُعوبةٍ في التَّنفُّس ومن السُّعال والحُمَّى. ويساعدُ الفحصُ السَّريريُّ (الإكلينيكي) والقصَّة المرضيَّة على تشخيص المرض. كما تُساعد الصُّورةُ الشُّعاعية للصَّدر واختبارات الدم على تحديد المشكلة ووضع التِّشخيص النِّهائي. وتعتمد المعالجةُ على تحديد السَّبب، حيث تُعطى المُضادَّاتُ الحيوية إذا كان المسبِّب جرثوماً، أمَّا الالتهابُ الرِّئويُّ الفيروسيُّ فقد يتحسَّن بالراحة وتناول السوائل. 
يبقى تجنُّبُ الإصابة بالالتهاب الرِّئويِّ أفضل من معالجته؛ حيث تتضمَّن إجراءاتُ الوقاية غسلَ اليدين بشكلٍ متكرِّر، والامتناع عن التَّدخين، واستعمال القناع عند تنظيف الأماكن المغبرَّة والعفنة. كما أنَّ هناك لقاحاً يحمي من الإصابة بالالتهاب الرِئَوِيِّ بالمُكَوَّراتِ الرِّئويَّة، وهذه العدوى تُشكِّل ربع مجموع الإصابات بالالتهابات الرِّئويَّة.‎
مقدِّمة
الالتهابُ الرئويُّ، أو "ذات الرئة"، هو التهابٌ وعدوى في الرئتين. ويموت آلافُ الأطفال كلَّ عام بسبب إصابتهم بالالتهاب الرئويِّ. يمكن أن يصيب الالتهابُ الرئويُّ أيَّ طفل، ولكنَّه يكون أكثر خُطورةً عند الرُّضَّع والأطفال الذين يعانون من مرضٍ آخر. 
ليست الإصابةُ بالالتهاب الرئوي أمراً بسيطاً، ويبقى تجنُّبُ الإصابة به أفضل من معالجته. ومن المفيد أن يعرفَ الوالدان ما الذي عليهم مُراقبته فيما إذا أُصيب طِفلُهما بالالتهاب الرئويِّ، حيث تجعل معالجةُ الالتهاب الرئوي بشكل مُبَكِّر فرصةَ الطفل في الشفاء أكبر. 
يساعدُ هذا البرنامجُ التثقيفي على فَهم الأسباب التي تجعل الأطفالَ يُصابون بالالتهاب الرئويِّ. كما أنَّه يشرح الأنواعَ المختلفة من الالتهاب الرئويِّ أيضاً، وكيف يؤثِّر هذا المرض في الطفل، وكيف يستطيع الطبيبُ تشخيص المرض ومعالجته. ولكنَّ الشيءَ الأكثر أهميَّة أنَّ هذا البرنامج يعلِّم الوالدين كيف يقيان طفلهما من الإصابة بالمرض في المقام الأوَّل. 
تشريح الرئتين
الالتهابُ الرئويُّ مرضٌ مُعدٍ يصيب الرئة. ويراجع هذا المقطع الأجزاء المُختلفة للجهاز التنفُّسيِّ؛ كما يشرح أيضاً كيف يساعد الجهازُ المناعيُّ على الوقاية من إصابة الرئة بالعدوى. 
تسمح الرئتان لنا بتزويد دمنا بالأكسجين؛ فالأُكسجين الذي نتنفَّسه يُمتصُّ إلى الدم من خلال النسيج في الرئتين. 
يدخل الهواءُ حين نتنفَّس من الفم والأنف، ثم يمرُّ من هناك إلى البلعوم. 
يُقسَم البلعومُ إلى أُنبوبَين أو قناتَين:
القَصَبَة الهوائيَّة الرئيسيَّة، التي تسير إلى الرئتَين. كما تُسمَّى الرُّغامى أيضاً.
الأنبوب الذي يسير إلى المَعِدَة، ويُسمَّى المَريء.
قبل البلع، لا يكون هناك شيءٌ في البلعوم. وتكون القصبةُ الهوائية الرَّئيسيَّة (الرُّغامى) مفتوحةً، وتجري عمليَّةُ التنفُّس بشكلٍ طبيعيٍّ. وحين نبلع، يندفع الطعامُ في البلعوم وتنغلق القصبة الهوائيَّة. وينزلق الطعامُ بعد ذلك في الأنبوب الذي يذهب إلى المَعِدَة. 
يَتوقَّف الإنسانُ عن التنفُّس لمدَّة ثانية فقط عندما تكون الرغامى مُغلقةً؛ وحالما يمرُّ الطعام من البلعوم، تنفتح القصبةُ الهوائيَّة ويستطيع الإنسان التنفُّسَ مرَّةً أُخرى. 
ويمرُّ الهواءُ الذي نتنفّسه من الرُّغامى إلى أنابيب أصغر فأصغر تُسمَّى الأنابيبَ القصبيَّة (القُصَيبات)؛ وهذه الأنابيبُ توجد في كلِّ جانب من الرئتين. 
يوجد في نهاية القُصَيبات أكياسٌ صغيرة تشبه البالونات، تُسمَّى الأسناخ. وتكون جدرانُ الأسناخ رقيقة جداً، ويوجد حولها من الخارج أوعيةٌ دمويَّة صغيرة. 
يمرُّ الأكسجين الذي نتنفَّسه عبر الجدران الرقيقة للأسناخ إلى مجرى الدم. 
ويمرُّ غازُ ثاني أكسيد الكربون بالاتِّجاه المعاكس عبر جدران الأسناخ من الدم إلى الرئتين، ليتمَّ طرحُه خارجاً بواسطة الزفير. 
هناك مادَّةٌ خاصَّة تغطِّي كاملَ السطح الداخلي للأنابيب القصبية، وهي المُخاط؛ حيث يساعد المخاطُ على التقاط الغبار من الهواء الذي نستنشقه. ويخرج هذا المخاطُ من الجسم عندما نسعل.
كما أنَّ هناك أشعاراً صغيرة جداً تُسمَّى الأهدابَ تحمي الجهاز التنفُّسي. تقوم الأهدابُ بدفع المخاط باستمرار إلى خارج الرئتين؛ ويتمُّ طردُ المخاط إلى الخارج بشكل تلقائي معظم الوقت، أمَّا عندما تكون هناك كمِّيةٌ كبيرة منه، فإنَّنا نطردها بواسطة السعال. 
يحتوي الهواءُ الذي نتنفَّسه على كائنات حيَّة دقيقة. ويقوم جهازُنا المناعي بحماية الرئتين من العدوى. وفي الحقيقة، توجد الكائناتُ الدقيقة التي تسبِّب الالتهابَ الرئويَّ في الهواء الذي نتنفَّسه عادة، ولكنَّ أجسامَنا تمنعها من الدخول إلى الرئتّين والتسبُّب في حصول مشكلة. 
غير أنَّ بعضَ هذه الكائنات تتمكَّن من التملُّص من الجهاز المناعي أحياناً وتستقرُّ في الرئتين. وعندما يحصل ذلك، يمكن أن تحدث الإصابةُ بالالتهاب الرئويِّ. 
الالتهابُ الرِّئويُّ
يجعل الالتهابُ الرئويُّ رئتي الطفل تلتهبان؛ والالتهابُ هو استجابةُ الجهاز المناعيِّ للأشياء التي لم يتعوَّد عليها أو للإصابات؛ فالأحياءُ الدقيقة، كالجراثيم والفيروسات، هي أشياء لم يتعوَّد الجهازُ المناعيُّ للطفل عليها بعد، ولذلك فهي تُسبِّب الالتهاب. 
حين يُصاب الطفلُ بالالتهاب الرئويِّ، يمكن أن يمتلئ نسيجُ الرئتَين بالقيح وغيره من السوائل؛ وهذا ما يعيق وصولَ الأكسجين إلى الدم. يعاني الطفلُ المصاب بالالتهاب الرئويِّ من سعال وحُمَّى، وقد يجد صُعوبةً في التنفُّس. 
يعتمدُ مدى خطورة الإصابة بالالتهاب الرئويِّ على عوامل كثيرة من أهمِّها الحالةُ الصحِّية للطفل، ونوعُ الالتهاب الرئويِّ ومدى شدَّته. وبما أنَّ الأطفالَ ما زالوا صغاراً وأصحَّاء بشكل عام، فإنَّ معالجتهم من الالتهاب الرئويِّ تكون ناجحة في معظم الأحيان. 
قد يكون الشفاءُ من الالتهاب الرئوي أصعبَ إذا كان الطفلُ يعاني من مشكلة صحِّية أخرى. كما أنَّ هذا الطفلَ يكون مُعرَّضاً أكثر من غيره للمضاعفات؛ وربما تؤدِّي هذه المضاعفاتُ إلى الموت. 
هناك أكثر من خمسين نوعاً من الالتهاب الرئويِّ. فالجراثيمُ تسبِّب الالتهابَ الرِّئويَّ الجرثوميَّ، كما أنَّ الفيروسات تسبِّب الالتهابَ الرِّئويَّ الفيروسيَّ، ويمكن أن تسبِّب الفطورُ والميكوبلاسما وغيرها من الكائنات أنواعاً أخرى من الالتهاب الرئويِّ العدوائي. 
يمكن أن يصيب الالتهابُ الرئويُّ رئةً واحدة أو الرِّئتَين معاً، ويُسمَّى في بعض الأحيان الالتهابَ الرِّئويَّ المزدوج. 
الالتهابُ الرِّئويُّ المُكتسب من المُجتمع هو التهابٌ رئويٌّ يلتقطه الطفل أو يكتسبه من المُجتَمَع، كالمدرسة أو روضة الأطفال على سبيل المثال. 
أمَّا الالتهابُ الرِّئويُّ المُكتسب من المستشفى فهو حالةٌ خطيرة يكتسبها الطفلُ من المستشفى أو من أحد المرافق الصحِّية؛ وهو يصيب الأطفال الذين يستخدمون آلة التنفُّس الميكانيكية غالباً، وكذلك الموجودين في وحدة العناية المركَّزة، أو الأطفال الذين لديهم جهازٌ مناعي ضعيف. 
يحدث الالتهابُ الرئويُّ الاستنشاقيُّ حين يدخل أيُّ شيء غير الهواء إلى الرئتين. ومن الأمثلة على ذلك دخولُ المواد التي تخرج عندما يتقيَّأ الطفلُ إلى الرئتين. ويحدث في أغلب الحالات عندما يكون الطفلُ غيرَ قادر على التحكُّم بآليَّة البلع، بحيث يتمكَّن من منع القيء من الدخول إلى الرئتَين. كما يحدث، على سبيل المثال، عندما يعاني الطفل من إصابة دماغية. 
حين يدخل القيءُ أو الطعام أو أيُّ سائل غير الماء إلى الرئتين، فإنَّه يسبِّب تفاعلاً كيميائياً يؤدِّي إلى تورُّم الرئتَين. ويسمح تورُّمُ الرئتَين، في كثير من الأحيان، للجراثيم بالتكاثر، ممَّا يجعل الالتهابَ الرئويَّ أكثر سوءاً. وتحافظ القدرةُ على البلع على الرغامى الهوائيَّة مُغلقة تماماً عندما يمرُّ الطعام من خلال البلعوم. 
أمَّا الالتهابُ الرئويُّ العابر فهو حالة خفيفة جداً من الإصابة بالالتهاب الرئويِّ، إلى درجة أنَّ الوالدَين قد لا يُدركان أنَّ طفلهما مُصاب به. وبكلمة أخرى، قد يكون الطفلُ قادراً على التجوُّل وهو مصاب بهذا النوع من الالتهاب الرئويِّ. 
يكون الرُّضَّعُ في خطر أعلى للإصابة بالالتهاب الرئويِّ، ومن العوامل الأخرى التي تجعل احتمالَ تعرُّض الطفل أكبر:
أمراض نقص المناعة، كالأيدز.
الأمراض المُزمنة، كالمرض الوعائيِّ القلبيِّ أو السُّكَّري.
التدخين السلبي، أي التعرُّض لدُخان سجائر الآخرين.
التعرُّض للأبخرة والمُلَوِّثات السامَّة.
أعراض الالتهاب الرئوي
تتنوَّع أعراضُ الالتهاب الرئويِّ وعلاماته كثيراً، وذلك تبعاً للحالات الأخرى التي يعاني منها الطفل ونوع العامل المُسبِّب للعدوى. 
هناك الكثيرُ من أعراض الالتهاب الرئويِّ. وبعض هذه الأعراض، مثل السعال أو ألم البلعوم، موجودٌ في أمراض مُعدِيَةٍ أخرى. ويُصاب الأطفالُ بالالتهاب الرئويِّ غالباً بعد أن يكونوا قد أُصيبوا بالأنفلونزا أو بعدوى في المسالك التنفُّسية العلوية، كالزُّكام مثلاً. 
يعاني مُعظمُ الأطفال المصابون بالالتهاب الرئوي من بعض الأعراض التالية، وليس كلَّها:
الحُمَّى.
القشعريرة.
السُّعال.
تسرع التنفُّس بشدَّة.
الأزيز أو الوزيز.
صعوبة في التنفُّس.
رفض الطعام أو الشراب.
التَّجفاف.
تلَوُّن الجلد والشفتَين والأظافر باللون الأزرق. وهذا ما يحدث عندما لا يكون هناك أكسجين كافٍ في الدم.
ومن الأعراض الأقلَّ مُشاهدة في الالتهاب الرئوي:
ألم في الصدر أو البطن.
نقص الشهية.
الإنهاك.
القيء.
عندما يكون الالتهابُ الرئويُّ من النوع الجرثومي (بكتيريا)، يقع الطفلُ مريضاً بسرعة، وترتفع حرارتُه ويصعب تنفُّسه. أمَّا حين يكون الالتهابُ فيروسيَّاً، فإنَّ الأعراض تظهر بالتدريج، وقد تكون أقلَّ شدَّة. 
متى ينبغي مراجعةُ الطبيب
يجب ألاَّ يتردَّد الوالدان في مراجعة الطبيب إذا ظنَّا أنَّ طفلهما مُصاب بالتهاب رئويٍّ، ذلك لأنَّ الحالات الشديدة من الالتهاب الرئويِّ قد تكون مُهدِّدة للحياة. 
يجب مراجعةُ الطبيب فوراً إذا استمرَّ عند الطفل أيٌّ من هذه الأعراض:
السُّعال.
ضيق النَّفَس.
ألم صدري يتغيَّر مع التنفُّس.
حمَّى غير مُفَسَّرة – ولاسَّيما إذا وصلت الحرارة إلى تسعٍ وثلاثين درجة مئوية (الحرارة الطبيعية سبعٌ وثلاثون درجة)، أو تجاوزت ذلك، لمدَّة يومين أو أكثر مع وجود قشعريرة وتَعَرُّق.
إذا شعر الوالدَان بأنَّ حالة الطفل ساءت فجأة عقب الزُّكام أو الأنفلونزا.
يجب الحرصُ على أخذ الطفل إلى طبيب الأطفال إذا كان هناك شكٌّ في أنَّه مُصاب بالتهاب رئويٍّ. 
يكون الأطفالُ الذين يُعانون من تدهور في الجهاز المناعي، كمرضى الإيدز مثلاً، معرَّضين أكثر من غيرهم للإصابة بالالتهاب الرئويِّ. 
يمكن أن يشتبهَ الطبيبُ في أنَّ الطفل مُصاب بالتهاب رئويٍّ من خلال القصَّة المرضية والفحص السريري، حيث يصغي الطبيبُ في أثناء الفحص إلى الرئتين بالسمَّاعة باحثاً عن أصوات البقبقة أو الفرقعة أو الخرخرة التي تعني وجودَ سائل في الرئتين. إنَّ أيَّاً من هذه الأصوات قد يدلُّ على أنَّ رئتَي الطفل مُتورِّمتان بسبب العدوى. 
كما قد يطلب الطبيبُ صورة شعاعيَّة بسيطة للصَّدر أيضاً، حيث تُظهر الصورةُ ما إذا كان هناك التهابٌ رئويٌّ أم لا، كما تُظهر شدَّة الإصابة ومكان وجودها. وإذا كانت الصورةُ الشعاعية البسيطة غير واضحة، فقد يحتاج الأمرُ إلى تصوير الصدر بالتصوير الطبقي المحوري الذي يُعطي صُوَراً مُبرمجة بالحاسوب. 
قد يطلب الطبيب أيضاً إجراءَ اختبارات دموية للطفل لمعرفة عدد الكُريَّات البيض، أو للبحث عن فيروسات أو جراثيم أو غيرها من الكائنات الدقيقة. ويمكن أن يفحص الطبيبُ عيِّنة من لُعاب الطفل أو من دمه كي يستطيعَ تحديد نوع الكائنات الدقيقة التي سببَّتَ إصابته بالالتهاب الرئويِّ. 
رُبَّما يحتاج الطبيبُ في حالات نادرة جداً إلى إجراء تنظير قصبات للطفل؛ وهو إجراءٌ يقوم خلاله الطبيب بإدخال مِنظار خاصٍّ إلى الرئتَين. 
يمكن للطبيب خلال التنظير أن يسحبَ بعضَ القيح والبلغم الذي لا يستطيع المريضُ طرحُه من الأنابيب القصبية عن طريق السُّعال. كما يمكن أن يأخذ الطبيبُ عيِّنة من القيح لفحصها فحصاً دقيقاً؛ وهذا ما يسمح له بمعرفة سبب الالتهاب الرئويِّ بشكل دقيق. 
حالما يتمكَّن الطبيبُ من تحديد نوع الكائنات الدقيقة المسبِّبة للالتهاب الرئويِّ، فإنَّه يصبح قادراً على وضع خِطَّة معالجة تستهدف هذه الكائنات تحديداً. 
المُعالجة
يُعالَج الأطفالُ المصابون بالتهاب رئويٍّ جرثومي أو التهاب رِئَوِيٍّ بالمَفطُورات‎ بتناول المضادَّات الحيوية في بيوتهم في أكثر الأحيان. كما يُوصي الأطبَّاء بإعطاء الطفل المُصاب بهذا النوع من الالتهاب الرئوي كمِّيات كبيرة من السَّوائل مع كثير من الرَّاحة؛ حيث إنَّ شرب السوائل، ولاسيَّما الماء، يحمي الطفلَ من التجفاف، ويساعد على تمييع المخاط الموجود في الرئتين. 
وهناك أدوية مضادَّة للفيروسات أيضاً، يمكن أن تخفِّف من شدَّة بعض الأمراض الفيروسية إذا تمَّ تناولُها في اليوم الأوَّل أو الثاني بعد ظهور الأعراض. 
يجب إعطاءُ الطفل كلَّ الأدوية الموصوفة له؛ فوقفُ الأدوية قبل الأوان يمكن أن يتسبَّب في انتكاس الالتهاب الرئويِّ. ولذلك، يجب التقيُّدُ بالتعليمات المُرفقة مع الأدوية، وإعطاء الطفل كلَّ الجرعات في أوقاتها. 
تشفى معظمُ أنواع الالتهاب الرئوي عند استعمال المعالجة المناسبة في غضون أسبوع أو أسبوعين. أمَّا في حالة الإصابة الشديدة، فقد يستغرق الشفاءُ التامُّ وقتاً أطول من ذلك. ويجب الالتزامُ بجميع مواعيد المتابعة التي حدَّدها الطبيب، حتَّى إذا شعر الطفلُ بالتحسُّن، لأنَّه قد يكون لايزال مُصاباً بالعدوى. ومن المهمِّ أن يتابع الطبيبُ تقدُّمَ حالة الطفل. 
يحتاج بعضُ الأطفال الذين يعانون من التهاب رئويٍّ شديد إلى البقاء في المستشفى ريثما يتحسَّنون. 
عندما يُعالج الأطفالُ من التهاب رئوي في المستشفى، فقد يكون من إجراءات المعالجة:
إعطاء مضادَّات حيويَّة عَبر الوريد، وهي تُدخل إلى الجسم بواسطة إبرة تدخل في الوريد.
معالجة تنفُّسية تساعد الطفلَ المريض على التنفُّس.
الوقاية
يمكن أن تكون الكائناتُ التي تُسبِّب كثيراً من أنواع الالتهاب الرئويِّ مُعدِية، وهي تنتشر بواسطة السعال والعطاس. ويمكن الوقايةُ من الإصابة بالالتهاب الرئويِّ عبر التقيُّد بالعادات الصحِّية التالية:
السُّعال والعطاس في منديل.
استخدام أدوات طعام وشراب خاصَّة.
المثابرة على غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون.
يجب الامتناعُ عن زيارة المرضى المصابين بالتهاب رئويٍّ. كما أنَّ على الوالدَين تجنُّب زيارة كبار السنِّ أو الأطفال الصغارأو غيرهم من الأشخاص المرضى إذا كان طفلُهما مصاباً بالتهاب رئويٍّ. 
تحدث بعضُ أنواع الالتهاب الرئويِّ حين يكون الجهازُ المناعي ضعيفاً. ولمنع هذا النوع من الالتهاب الرئويِّ، ها هي بعض النصائح التي على الوالدَين اتِّباعها للمحافظة على أطفالهم أصحَّاء:
التأكُّد من أنَّ الأطفال ينامون فترة كافية.
حمايتهم من التعرُّض للتدخين السلبي.
تزويدهم بوجبات من الطعام الصحِّي والوجبات الخفيفة.
تشجيعهم على القيام بأنشطة.
إعطاء اللقاحات المُعتَمَدَة ولقاح الأنفلونزا. يُعطى لقاحُ الأنفلونزا، لأنَّ معظمَ حالات الالتهاب الرئويِّ تحصل كمضاعفة للأنفلونزا.
الخلاصَة
الالتهابُ الرئويُّ "أو ذات الرئة" هو التهابٌ وعدوى في الرئتين. وهناك أكثر من خمسين نوعاً من الالتهاب الرئويِّ. 
بما أنَّ الأطفالَ ما زالوا صغاراً وأصحَّاء بشكل عام، فإنَّ معالجتهم من الالتهاب الرئويِّ تكون ناجحة في معظم الأحيان. 
يجب مراجعةُ الطبيب فوراً إذا استمرَّ عند الطفل أيٌّ من هذه الأعراض:
السُّعال.
ضيق النَّفس.
ألم صدري يتغيَّر مع التنفُّس.
حمَّى غير مُفَسَّرة.
يبقى تجنُّبُ الإصابة بالالتهاب الرِّئويِّ أفضل من معالجته. ويمكن تجنُّبُ الإصابة بالالتهاب الرئويِّ باتِّباع عادات صحيَّة جيِّدة والحياة بشكل صحِّي. 


أخبار مرتبطة