ر إفرازات دهنية بروتينية في الرئتين، وذلك بعد إجراء عمليتي غسيل للرئتين.
وأوضح الدكتور صالح الدماس، استشاري الأمراض الصدرية ورئيس وحدة اضطرابات النوم بالمستشفى التخصصي أن هذه الحالة التي تدعى (Alveolar Proteinosis) تعد من الحالات النادرة عالمياً كون نسبة الإصابة تتراوح بين 1 في المليون إلى 1 في كل خمسة ملايين نسمة، بحسب الدراسات العالمية الموثقة لمجتمعات مختلفة، مشيراً إلى أن المريضة التي تبلغ من العمر 36 عاماً كانت تعاني من وجود تجمعات دهنية وبروتينية (شبيهة بالقشطة) في الحويصلات الهوائية في الرئتين تعيق عملية وصول الأوكسجين إلى الدورة الدموية، وبالتالي الإصابة بضيق مزمن شديد في التنفس عند القيام بأية مجهود، مبيناً أن ضيق التنفس يتحول إلى فشل كامل للجهاز التنفسي وعجز تام عن الحركة، ومن ثم الوفاة لما بين 10 إلى 30% من الحالات مع مرور الوقت إذا لم يتم التدخل علاجياً. وأضاف الدكتور الدماس أن تشخيص الحالة تم بإجراء أشعة مقطعية للصدر وأخذ عينة من الرئتين بواسطة المنظار، وبالتالي تم التأكد من تشخيص المريضة بهذه الحالة النادرة، موضحاً أن سبب الإصابة يبقى مجهولاً في معظم الأحيان، بيد أنها تتفاوت ما بين الإصابة بالتهابات فطرية وبكتيرية، أو استنشاق الغازات السامة والمبيدات الحشرية بكثرة، أو الإصابة ببعض أنواع أمراض الدم.
وبين أن علاج المريضة تم بواسطة عمليتي غسيل للرئتين أجريتا تحت التخدير العام يفصل بينهما أسبوعان، واستغرقت كل واحدة منهما 5 ساعات، حيث تم في العمليتين عزل إحدى الرئتين بشكل تام وجعل المريضة تتنفس اصطناعياً بواسطة الرئة الثانية، ومن ثم حقن الرئة المعزولة بشكل متكرر بكمية تتراوح ما بين 10000 إلى 15000 مللتر من محلول ملحي خاص ذي درجة حرارة مناسبة لحرارة الجسم لإزالة التجمعات الدهنية البروتينية، لافتاً إلى أن إجراء العمليتين في وقت واحد قد يعرض المريضة للخطر.
وأشار الدكتور الدماس إلى أن المريضة عادت إلى منزلها في المنطقة الشرقية لتمارس حياتها الطبيعية بعد أن قضت مدة يومين فقط في المستشفى بعد العملية، مبيناً أن المريضة ستخضع لدى مراجعتها الدورية للعيادة في المرة المقبلة لحقنها ببروتين النمو الخاص بنخاع العظم والذي يساعد في علاج هذه الحالات ومنع الانتكاسات المستقبلية لهذا المرض.
وأكد على أهمية دور طبيب التخدير في إجراء هذا النوع من العمليات المعقدة، الذي قام به الدكتور عبد الله حلواني استشاري التخدير، لما تحتاجه من دقة في استخدام تقنية خاصة لعزل إحدى الرئتين.
وأضاف الدكتور الدماس أن بعض المرضى المصابين بهذه الحالة يحتاجون إلى إعادة الغسيل كل 3 إلى 5 سنوات، وهي حالة غير معدية وليست وراثية، وتصيب أنثى واحدة مقابل كل أربعة ذكور، فيما تم التعرف على هذه الحالة طبياً في ستينات القرن الماضي ورصدت نحو 500 حالة مرضية من هذا النوع عالمياً حتى الآن. من جهته أوضح الدكتور عدنان عزت، المدير التنفيذي للتشغيل الطبي والسريري بمستشفى الملك فيصل التخصصي ان المستشفى سبق أن استقبل حالتين مماثلتين، الأولى لفتاة تبلغ من العمر 18 عاماً خضعت لعملية غسيل للرئتين منذ نحو 5 أعوام، وتتمتع حالياً بحياة طبيعية كاملة إثر زواجها اخيراً وحملها بطفلها البكر. والثانية طفلة بحرينية كانت تبلغ من العمر 18 شهراً ويبلغ وزنها 5 كجم فقط مصابة بنفس الحالة بسبب أحد أمراض الدم، ومكثت عدة أشهر في غرفة العناية المركزة موصولة بجهاز التنفس الاصطناعي حتى أجريت لها منذ نحو عام واحد عملية غسيل بالغة الصعوبة بسبب صغر حجم الرئتين، بواسطة فريق طبي ضم الدكتور صالح الدماس والدكتور إبراهيم المقري استشاريي الأمراض الصدرية، والدكتور عبد الله حلواني استشاري التخدير بالمستشفى.