تاريخ النشر 9 ابريل 2014     بواسطة الدكتور صالح علي الدماس     المشاهدات 202

اضطرابات النوم لديها "سطوة" ذكورية أيضاً

الدمّاس: نساء العقدين الرابع و الخامس الأكثر تعرضاً للقلق الأرق مشكلة تحاصر البشر ولكنها عند النساء أكثر كشف مدير وحدة طب النوم بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الدكتور صالح الدماس عن أن أكثر اضطرابات النوم التي تتعامل معها عيادات ومراكز أمراض النوم هي الأرق وانقطاع التنفس أثناء النوم. وأ
وضح الدكتور الدمّاس لـ "الوطن" أن الأرق يصيب الرجال والنساء ولكن غالبية مرضى الأرق السعوديين هم بالدرجة الأولى من سيدات العقدين الرابع والخامس من العمر.
وقال الدكتور الدماس إن الأرق هو صعوبة دخول النوم أو الاستمرار فيه أو كلاهما ويصنف إلى حالتين هما الأرق الحاد الذي لا يدوم لأكثر من أربعة أسابيع والأرق المزمن الذي يمتد إلى أكثر من ذلك، معتبراً أن سبب الإصابة بالأرق لا يعد بالضرورة أمراً نفسياً بل قد يكون أحد أسبابه النمط الحياتي غير الصحي كالإفراط في تناول المنبهات أو عدم الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ وكذلك عدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم أو بعض الأمراض العضوية كالربو والسكري الذي لا يكون تحت السيطرة ويؤدي إلى الإفراط في التبول أثناء الليل وكل أمراض الروماتيزم المسببة للآلام وأمراض الكبد أو القلب المزمنة.
وأضاف: قد ينتج الأرق كذلك من بعض الأدوية التي قد تؤدي إلى الأرق. ومن أسباب الأرق أيضا مرض تململ الرجلين وهي حالة تصيب السيدات أكثر من الرجال وتظهر على شكل شعور مزعج في الساقين بمجرد خلود الشخص إلى سريره للنوم ولهذه الحالة علاقة بنقص مادة الحديد في الجسم والذي يكثر بين السيدات وكذلك انقباض عضلات الساقين اللاإرادي أثناء النوم والذي يؤدي إلى تقطع النوم.
وبين الدماس أن حالة تقطع النفس أثناء النوم (Sleep Apnea) هي أحد أنواع اضطرابات النوم الشائعة والتي يقدر أعداد المصابين بها ما يقارب مليون ونصف المليون شخص في المملكة وهي حالة تصيب الجنسين معاً من جميع الأعمار وتصيب الرجال أكثر وخصوصاً من متوسطي الأعمار والكبار بالسن وبالذات ذوي الأوزان الثقيلة وكذلك تصيب من يعانون من أمراض مختلفة مثل تحسس الأنف والزوائد اللحمية في الأنف أو الكبر في حجم اللسان أو ترهل سقف الحلق وتضخم اللوزتين وتضخم قرنيات الأنف موضحاً أن الأعراض الرئيسية تتلخص في الشخير العالي أثناء النوم وتوقف التنفس لفترات قد تصل إلى 120 ثانية في المرة الواحدة أثناء النوم وتكرر ذلك عشرات أو ربما مئات المرات في الليلة الواحدة مع انخفاض حاد في تركيز الأوكسجين في الدم ويؤدي تقطع النوم الى شعور المريض بالصعوبة في الاستيقاظ من النوم صباحاً مع الكسل والخمول الشديد والشعور بالنعاس الشديد أثناء النهار حتى في الأماكن العامة أو أثناء قيادة السيارات وكذلك من أعراض هذه الحالة أيضاً حالات الصداع التي تأتي بشكل خاص أثناء فترة الصباح، كذلك من الأعراض التي يواجهها المريض كثرة إدرار البول وضعف في الذاكرة والتركيز مشيراً إلى هذه الحالة قد تسبب حالات الاكتئاب في حوالي 30% من المرضى ، وذكر الدكتور الدماس أن تقطع النفس أثناء النوم يعد سبباً رئيسياً في ارتفاع ضغط الدم وأيضاً الضعف الجنسي لدى الرجال.
يتم تشخيص هذه الحالة عن طريق إجراء دراسة نوم ليلية يقضي المريض من خلالها ليلة كاملة في مختبر أمراض النوم، أما عن العلاجات التي تتبع في الوحدات المتخصصة فتشمل تخفيف الوزن أما العلاج الرئيسي لهذه الحالة يدعى CPAP وهو جهاز يقوم بضخ هواء مضغوط ضغطاً إيجابيا بالمجرى التنفسي العلوي عن طريق قناع يثبت على الأنف أو الفم والأنف معاً.
وتحدث الدكتور صالح عن دراسة في قيد الإجراء تتناول عادات النوم بين السعوديين حيث بينت المعلومات الأولية لها أن هناك عادات سلبية كبيرة يمارسها السعوديون تؤدي إلى اضطرابات النوم ومنها الجلوس لساعات طويلة أمام الإنترنت أو التلفزيون والتدخين وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم والإفراط في تناول المنبهات والنسب العالية للسمنة وجميعها لها تأثير سلبي على النوم ، ومن العادات السيئة أيضا تناول العشاء في وقت متأخر كما أن من يسهر لساعات متأخرة لديه القابلية لزيادة الوزن بسبب الشعور بالجوع عند السهر لساعات طويلة.
وعن اضطرابات النوم التي تصيب الحوامل قال الدكتور صالح إن كثيراً من الحوامل يصبن بالأرق أثناء الحمل نتيجة لارتفاع مستوى بعض الهرمونات في بداية الحمل أو بسبب ارتجاع حامض المعدة إلى المريء أو كثرة التبول الناتج عن ضغط الحمل على الأعضاء الداخلية وبالذات في أشهر الحمل الأخيرة.
وأكد الدماس أن الإسراف في تناول المنومات من المشكلات الرئيسية التي يواجهها المختصون مع المرضى الذين يدمنون تناول الأدوية المنومة وأخذ جرعات أعلى من الجرعات الموصى بها مما يؤدي إلى الإدمان على المدى الطويل والعديد من اضطرابات النوم التي يصعب علاجها.
واعتبر الدماس أن طب النوم فرع جديد من فروع الطب وتم إدخاله إلى المملكة منذ أقل من عشر سنوات وهو متواجد بشكل محدود حيث لا يتجاوز عدد المختصين عشرة أطباء على مستوى المملكة مدربين بشكل كامل في هذا التخصص وذلك لقلة برامج التدريب في هذا التخصص الذي يختصر على بلدان أمريكا الشمالية، مشيراً في الوقت نفسه إلى الصعوبات التي واجهت هذا النوع الجديد من علوم الطب عند دخوله للمملكة وذلك في عدم تقبله بمراحل بداياته ولكن في الوقت الحالي أصبحت هناك وحدات متخصصة في طب النوم ببعض المستشفيات بالمملكة تستقبل أعداداً كبيرة من المرضى وأوصى الدكتور الدماس بالتوسع بالمراكز الموجودة وإنشاء مراكز جديدة في مختلف مناطق المملكة للتعامل مع العدد المتزايد من المرضى الذين يعانون من أمراض واضطرابات النوم. 


أخبار مرتبطة