ق بأنه عدم القدرة على الدخول في النوم في الموعد المعتاد أو عدم استمرارية النوم بسبب الاستيقاظ المتكرر.
ومن المعروف أن حاجة الإنسان للنوم تقل مع تقدم العمر فالطفل حديث الولادة يحتاج الى ما قد يصل الى 20 ساعة من النوم يوميا وتتناقص حتى تصل الى 7 8 ساعات يوميا لدى البالغين في العقد الثالث من العمر، ثم تصل الى أن تصبح 5 6 ساعات في العقد السابع والثامن من العمر. ويعتقد الباحثون أن قدرة الجسم على النوم والاستمرار في النوم لساعات أطول هي التي تتناقص مع تقدم العمر وليس حاجة الجسم للنوم
وأوضح الدكتور صالح الدماس أن النوم الصحي يعرف بأنه عدد الساعات التي ينامها الإنسان ويشعر بعدها بالراحة الجسمية والذهنية، وتجدد النشاط طوال ساعات النهار حتى يحين موعد النوم في اليوم التالي.
كما ذكر بأن أسباب الأرق عديدة: منها ما هو عضوي ونفسي والنوم غير الصحي وتناول العقاقير أو الأمراض المتعلقة بآلية النوم.
فالأمراض العضوية والتي ينتج عنها الأرق وهي التي عادة ما تكون مصاحبة لآلام أو صعوبة في التنفس، ومن أهم الأمثلة على هذا النوع من الأمراض: اعتلال عضلة القلب المزمن الناتج عن التدخين، أو القصور المزمن في وظائف الجهاز التنفسي، أو الفشل الكلوي أو الكبدي المزمن وكذلك قد يعاني مرضى السكري من الأرق والذي قد يكون ناتجاً عن آلام عصبية والتي تصيب الأطراف وبالذات الرجلين الناتج عن اعتلال الأعصاب الطرفية أو الاستيقاظ المتكرر بسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم. بالإضافة الى تضخم غدة البروستات لدى الرجال المتقدمين في السن والذي يؤدي بدوره الى الاستيقاظ المتكرر للتبول. وهنا يجب علاج هذه الحالات بدلا من تناول العقاقير المنومة.
ويواصل د. الدماس حديثه قائلا: وكما الحال في الأمراض النفسية فقد ينتج الأرق بسبب إصابة الشخص بالاكتئاب، انفصام الشخصية أو حالات القلق والتوتر المزمن وعلى المريض في مثل هذه الحالة زيارة الطبيب المختص بالأمراض النفسية لوصف العلاج المناسب.
وعادة ما ينتج الأرق من النوم غير الصحي وذلك باتباع عادات غير سليمة وهي غالبا ما تكون شائعة لدى المراهقين كعدم انتظام ساعات النوم وعدم الالتزام بوقت محدد للاستيقاظ. ومن العادات السيئة الأخرى الافراط في تناول المنبهات كالقهوة والشاي، المشروبات الغازية المحتوية على الكافيين أو التدخين.
وفي هذه الحالة يجب على الشخص المصاب بالأرق الإقلاع عن تناول المنبهات ووضع جدول منظم لساعات النوم وعادة ما يستجيب هؤلاء الأشخاص بشكل جيد إذا ما اتبعوا خطوات العلاج السلوكي.
وعن تأثير تناول العقاقير يرى الدكتور الدماس أن الأرق قد يحدث كأحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية والتي تستخدم لعلاج الأمراض النفسية أو العضوية.
أما أمراض النوم فهناك عدد من العلل التي تحدث أثناء النوم والتي تؤدي الى الأرق، ومن هذه الأمراض اضطرابات النوم التنفسية التي عادة ما تصيب ذوي الأوزان الزائدة وتتمثل أعراضه في الشخير، تقطع النوم، انقطاع التنفس أثناء النوم لعدة ثوان والشعور بالتعب والارهاق أثناء النهار. ومن هذه الأمراض أيضا تنمل الرجلين اللإرادي أثناء النوم، الكوابيس وعدد آخر من علل النوم. ويجب عرض المريض على مختص بأمراض النوم وإجراء دراسة نوم ليلية لتشخيص هذه الحالات ومن ثم علاجها.
وفي ختام حديثه نصح الدكتور الدماس الأشخاص الذين يعانون من الأرق بتنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ وعدم الاخلال بها في عطلة نهاية الأسبوع، وكذلك التخفيف أو الاقلاع عن شرب المنبهات كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية المحتوية على الكافيين. وأيضا الاقلاع عن التدخين، والحرص على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وعدم إجراء أي تمارين رياضية عنيفة قبل النوم مباشرة، كما يجب تناول وجبة العشاء مبكرا ويفضل أن تكون خفيفة، وفي حالة تعسر النوم فيفضل مغادرة السرير والقيام بأي عمل آخر كالقراءة مثلا حتى الشعور بالرغبة مرة أخرى في النوم، وبالمداومة على أذكار ما قبل النوم كما أوصانا بها الرسول عليه الصلاة والسلام.