تاريخ النشر 23 ابريل 2014     بواسطة الدكتور فيصل هلال العتيبي     المشاهدات 201

آلام العصب الخامس (ثلاثي الرؤوس)

العصب الخامس Trigeminal Neuralgiaهو احد أعصاب الدماغ الرئيسية والذي يغذي الاحساس وعضلات المضغ في الوجه، وترتيبه الخامس من بين اثني عشر عصبا دماغيا ولهذا جاءت التسمية. ويعتبر العصب الخامس من أكبر الأعصاب الموجودة في الجمجمة وينشأ في جذع الدماغ في الجزء الخلفي من الجمجمة ومن ثم يمتد الى وسط الج
مجمة ويكون إلى هنا مدمجا عصبيا ثم يتفرع بعد ذلك الى ثلاثة فروع تغذي جانبي الوجه ولهذا يسمى بثلاثي الرؤوس.
آلام العصب الخامس هي من أشد الآلام، وتكون عادة مشابهة لصدمة كهربائية تحدث على جانب واحد من الوجه وعلى نوبات متكررة قد تحدث عدة مرات في اليوم الواحد وعادة ما يتفاوت عدد النوبات، وتعيق هذه الآلام المريض من ممارسة نشاطه اليومي، وفي كثير من الحالات يتم اثارة الألم بمحفزات مختلفة كالمضغ، تنظيف الأسنان، الحلاقة، التعرض لتيارات هوائية، وضع المكياج على الوجه وغيرها من المحفزات. وقد تكون هناك أماكن في الوجه يتسبب لمسها أو الضغط عليها بتحفيز واثارة الألم وتسمى هذه المناطق "بنقطة الزناد" .Trigger point
وقد أثبتت بعض الدراسات أن هذه الآلام الشديدة قد تؤدي الى الانتحار.
أسباب آلام العصب الخامس كثيرة وقد يكون السبب غير معروف، ولكن هناك أسباب ثانوية مثل وجود أورام داخل الجمجمة أو وجود شريان أو وريد دموي يضغط مباشرة على العصب، ومن المسببات أيضا بعض الأمراض والالتهابات العصبية.
تشخيص هذا النوع من الآلام هو تشخيص اكلينيكي يعتمد بشكل كبير على التاريخ المرضي لأن الفحص السريري عادة لا يوضح علامات مرضية تساعد على التشخيص، لذا يعتمد التشخيص على خبرة الطبيب المعالج، وهناك حالات كثيرة يتم تشخيصها على أنها آلام أسنان أو مشاكل في الجيوب الأنفية وقد يتم عمل إجراء علاج للأسنان بدون فائدة مرجوة لتخفيف الألم، وبعد أن يتم تشخيص ألم العصب الخامس يجب عمل أشعة رنين مغناطيسي لكي يستثنى وجود أي مسببات ثانوية مثل أورام داخل الجمجمة أو ضغط على العصب أو التهابات في الأعصاب، وايضا يجب اسثناء وجود أي مسببات أخرى مثل التهابات مفصل الفك.
علاج هذا المرض يبدأ بعلاج دوائي لتخفيف الألم وأكثر الأدوية فاعلية لهذا النوع من الألم هي الأدوية المستخدمة في علاج الصرع واللتي ايضا تخفف الآلام العصبية، أشهر الأدوية المستخدمة هو التيقريتول وهناك أدوية أخرى قد تخفف الألم ولكنها اقل فاعلية مثل موانع الالتهاب والمورفين، وقد يكون العلاج الدوائي ناجعا خاصة في بداية المرض ومع مرور الوقت تزيد نسبة فشل هذا النوع من العلاج.
وأما العلاج الجراحي فهو لحالات الأورام الضاغطة على العصب، وكذلك لحالات وجود شريان أو وريد وعائي ضاغط على العصب حيث تتم ازالة الضغط وتحرير العصب عن طريق فتحة صغيرة في المنطقة الخلفية من الجمجمة خلف الأذن.
وهناك تدخلات علاجية بدون عمل أي فتحة جراحية وذلك عن طريق ادخال ابرة خاصة الى المدمج العصبي للعصب الخامس عن طريق الوجه ويتم استخدام طرق مختلفة لعلاج الألم عن طريق الإبر مثل حقن مادة الجلايسرول في جذور العصب أو استخدام بالون للضغط على الأعصاب الحسية في منطقة تفرع العصب أو استخدام التردد الحراري الكهرومغناطيسي، ويجرى هذا التدخل العلاجي تحت تخدير موضعي ويكون المريض مدركا ومتجاوبا مع الطبيب المعالج اثناء هذا الاجراء العلاجي، وعادة لا يتجاوز وقت هذا الإجراء الجراحي أكثر من نصف ساعة وبإمكان المريض أن يعود بعدها الى البيت في نفس اليوم، كل هذه الطرق تعتبر ذات فاعلية لعلاج الألم، وهناك بعض الآثار السلبية لهذه الطريقة العلاجية مثل تنميل الوجه ونقص الاحساس أو وجود احساس غريب في منطقة معينة من الوجه وقد يشعر المريض بعدم الارتياح، وفي الغالب هذه الآثار السلبية تكون بسيطة وعابرة، ومن ناحية أخرى قد يتم تكرار هذا الاجراء العلاجي في حالة رجوع الألم.
ومن الطرق العلاجية ايضا العلاج بالأشعة باستخدام تقنيات مختلفة مثل جامانايف Gammaknife أو سايبرنايف Cyberknife لتسليط أشعة مركزة على العصب وعادة ما يكون التحسن تدريجيا خلال الأسابيع الأولى من العلاج، وأخيرا تختلف دواعي كل طريقة علاجية باختلاف مسببات آلام العصب الخامس وحالة المريض الصحية.


أخبار مرتبطة