أمر وتوخي الحذر بشأنه.
* أعراض تضيق الشرايين
* إذا كان الإحساس بوخز في الصدر شعورا عابرا، فليس هناك داع للقلق على الأرجح. لكن هل يشير ذلك الألم المزعج، الذي تشعر به تحت عظمة الصدر، إلى وجود حرقة بسيطة في المعدة أم إلى نوبة قلبية؟ يصعب تحديد ذلك الأمر في أغلب الأحيان. ويمكن للشخص أن يتعامل بطريقة هادئة وآمنة مع ذلك الألم من خلال فهم أسباب وأعراض ومدة هاتين الحالتين أو الحالات الأخرى التي تسبب شعورا مماثلا في مناطق أخرى من الجسم.
في البداية تكون أمراض القلب والأوعية الدموية هادئة من دون وجود أعراض. ولكن مع مرور الوقت، تتراكم الترسبات المليئة بالكولسترول داخل الشرايين. وأثناء أوقات ممارسة الرياضة أو الشعور بالضغط النفسي تصير العضلات المجاورة في حاجة ملحة إلى وجود الدم، مما يسبب الألم، حيث يشعر الفرد بألم وضغط في الصدر، وهو ما يعرف باسم «الذبحة الصدرية» angina. وفي حال تسبب الجُلْطَة في انسداد أحد شرايين القلب بشكل كامل، ينتج عن ذلك إصابة الشخص بنوبة قلبية. وإذا تراكمت الترسبات في شرايين الساق، فقد تتسبب في حدوث تشنجات مؤلمة أثناء المشي، وهو ما يعد عرضا تقليديا لمرض الشرايين المحيطية.
* اختلاط الأعراض
* تعد حالتا حرقة المعدة (حرقة الفؤاد) heartburn والتهاب التأْمور، أي التهاب غلاف القلب pericarditis من الحالات التي غالبا ما يمكن أن نخلط بينها وبين الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية. ويمكن أن نخلط أحيانا بين مرض الشرايين المحيطية peripheral artery disease والتهاب مفاصل الركبة أو الورك أو الظهر. وعلى الرغم من ذلك، فإنه إذا ما ساورتك أي شكوك بشأن ذلك، فينبغي عدم التباطؤ في طلب المساعدة واستشارة الطبيب.
وفي هذا السياق، تقول كارين جوينت، طبيبة أمراض القلب في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: «إذا حضر 20 شخصا إلى قسم الطوارئ لتلقي العلاج بسبب حرقة المعدة، فإن ذلك الأمر يكون أفضل بكثير بالنسبة لنا من بقاء المريض في المنزل وموته بسبب النوبة القلبية».
* التشخيص الخاطئ
* إذا كنت تشعر بألم في الصدر مع عدم التأكد من السبب، فينبغي عليك توخي الحذر بشأن الأعراض الأخرى. وفي حال شعورك بصعوبة في التنفس أو الدوخة أو الدوار، حينئذ ينبغي عليك ذكر ذلك على الفور. وفي حال زوال الألم سريعا وعدم معاودته مرة أخرى، حدد موعدا للذهاب إلى الطبيب في أقرب وقت ممكن. ولكن إذا لم يتحسن الألم بعد مرور 10 أو 15 دقيقة، فاتصل برقم الطوارئ. وفي هذا الصدد تقول جوينت: «إذا شعرت بهذا النوع من الألم للمرة الأولى، فينبغي عليك الخضوع للفحص على الفور».
إذا كنت تعلم بإصابتك بمرض القلب أو أنك قد تعرضت لنوبات من الذبحة الصدرية، فيجب عليك أن تضع خطة عمل محددة. وتوضح جوينت ذلك قائلة: «يمكن أن تأخذ، على سبيل المثال، جرعة من النيتروغليسرين تحت اللسان، مما يؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية وتخفيف الألم. ولكن في حال عدم تحسن الحالة بعد الجرعة الثانية أو الثالثة، ينبغي عليك اللجوء إلى طلب المساعدة فورا. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي عليك التحدث مع الطبيب لتحديد خطة عمل تتناسب مع حالتك».
ومن الممكن أيضا أن يكون التهاب التأمور مشابها لألم النوبة القلبية، بيد أنه أقل شيوعا من حرقة الصدر. ومن المحتمل بدرجة كبيرة أن تحدث تلك الحالة بين الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو داء الذئْبَة.
* ألم الساقين
* وتقول طبيبة أمراض القلب رينا باندي، التي تعمل أيضا في مستشفى بريغهام للنساء: «يمكن أن يكون ألم الساقين أمرا شائكا وصعبا. ويصاب الأشخاص الأكبر سنا بأكثر من مشكلة صحية واحدة، مما يصعب من تحديد سبب الألم». وأردفت قائلة: «لكن في حال انتشار الألم من المفاصل وليس العضلات، فقد يكون السبب متعلقا بالتهاب المفاصل أو بمشكلة عصبية».
إذا كنت مصابا بمرض الشرايين المحيطية، فقد يكون من المفيد لك تناول بعض الأدوية. وقد يساعدك دواء «سِيلوستازول» Cilostazol (بليتال Pletal) على المشي لمسافة أطول قبل أن يبدأ الألم، مع العلم بأنه الدواء الوحيد المعتمد لمعالجة أعراض مرض الشرايين المحيطية. وتشير بعض الأدلة إلى أن عقاقير الستاتين قد تكون فعالة في هذا المجال أيضا.