في السِّن. لكنَّ الشَّخيرَ يُمكن أيضاً أن يكونَ علامةً على وجود اضطِراب خطير من اضطِرابات النَّوم يُدعى باسم "انقطاع النَّفَس النَّومي". ويعني هذا أنَّ التنفُّسَ يتوقَّف في أثناء النَّوم لفترات تزيد على عشر ثوانٍ في المرة الواحدة. إن انقطاع النَّفَس النَّومي حالةٌ خطيرة، لكن هناك معالجات مفيدة لهذه الحالة. ومن الممكن أيضاً أن يُصابَ الأطفال بانقطاع النَّفَس النَّومي. إذا كان الطفلُ يشخر أحياناً، فمن الواجب استشارة الطبيب للتحقُّق من احتمال إصابته بانقطاع النَّفَس النَّومي. وهذه نصائح من أجل تخفيف الشَّخير: • تخفيف الوزن إذا كان الوزن زائداً. • الامتناع عن شرب الكُحول و "المهدِّئات"، أو تقليل تناول المهدِّئات قُبَيلَ النَّوم. • تجنُّب النَّوم على الظهر.
مقدِّمة
الشَّخيرُ هو الصوت الذي يصدر عن الشخص النائم عند انسداد مجرى الهواء في الفم والأنف في أثناء النَّوم. يُمكن أن يكونَ الشَّخيرُ مزعجاً للأشخاص الآخرين الذين يعيشون مع المريض. وقد يكون الشَّخيرُ أحياناً علامةً تشير إلى وجود مُشكلة صحية خطيرة. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم مُشكلة الشَّخير. وهو يقدِّم معلوماتٍ عن أعراض الشَّخير وأسبابه وعوامل الخطورة المتعلِّقة به، إضافةً إلى تشخيصه وطرق معالجته.
الشَّخير
الشَّخيرُ هو الصوت الذي يصدر عن الشخص النائم عند انسداد مجرى الهواء في الفم والأنف في أثناء النَّوم. إن نصف الأشخاص البالغين تقريباً يشخرون في نومهم، وذلك في جزء من الوقت على الأقل. يدخل الهواءُ إلى الرِّئتين ويخرج منهما في أثناء التنفس، وذلك مروراً بالأنف والفم والحنجرة. من الممكن أن ترتخي عضلاتُ الحنجرة في أثناء النَّوم. وهذا ما يجعل الأنسجة تتدلَّى أو تنطوي في الحَلق، ممَّا يؤدِّي إلى سدِّ مجرى الهواء جزئياً. يصدر صوتُ الشَّخير عندما يُسَدُّ مجرى الهواء المار عبر الفم أو الأنف بشكل جزئي. وينتج هذا الصوتُ عن الأنسجة الموجودة في أعلى السُّبُل الهوائية، وذلك عندما تهتزُّ هذه الأنسجة وتتصادم. يُمكن أن يكونَ الشَّخيرُ مزعجاً للأشخاص الآخرين الذين يعيشون مع المريض. كما قد يكون الشَّخيرُ أحياناً علامةً تشير إلى وجود مُشكلة صحية خطيرة. من الممكن أن يؤدِّي الشَّخير إلى حرمان الإنسان من الحصول على كفايته من النَّوم الجيد. وهذا ما يُمكن أن يؤدي إلى:
الشعور بالتعب طوالَ النهار.
مُشكلات في العلاقة مع الشريك.
مُشكلات في التركيز.
اعتماداً على سبب الشَّخير، يُمكن أن يكونَ الأشخاص الذين يشخرون معرَّضين لخطرٍ كبير من حيث:
الفشل القلبي.
ضغط الدم المرتفع.
حوادث السيارات بسبب قلة النَّوم.
السكتات.
قد يكون الطفلُ الذي يشخر معرَّضاً لخطر المُشكلات السلوكية. ويكون هذا صحيحاً على نحوٍ خاص إذا كان الشَّخير ناتجاً عن انقطاع النَّفَس النَّومي الانسدادي. يحصل الطفلُ الذي يشخر على كميةٍ أقل من الأكسجين في أثناء نومه. وقد يؤدِّي نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ إلى الإصابة بفرط النشاط وبقلة الانتباه وبضعف ضبط الدوافع.
الأعراض
تتعلَّق أعراضُ الشَّخير بالسبب الذي يؤدِّي إلى الشَّخير. ويستعرِض هذا القسم بعضَ الأعراض الأكثر شيوعاً. من الممكن أن يعاني الناس الذين يشخرون من الأعراض التالية في الليل:
قِصَر التنَّفَس في أثناء محاولة النَّوم.
النَّوم القلق، أو كثرة الحركة والتقلُّب.
يمكن أن يسبِّب الشَّخير أعراضاً نهارية أيضاً. ومن بينها:
صعوبة التركيز على أيَّة مهمة من المهام.
الشعور بالتعب أو الإرهاق.
ارتفاع ضغط الدم.
عدم انتظام ضربات القلب.
التهاب الحَلق.
يشخر نصفُ البالغين، جزءاً من الوقت على الأقل. وإذا كان المرء يستيقظ وهو يشعر بالاختناق أو بصعوبة التنفس، فعليه أن يستشير الطبيب، لأنَّ هذه الحالة يُمكن أن تكون إشارةً إلى أن الشَّخير جزء من حالةٍ صحية أكثر خطورة.
الأسباب
هناك أسبابٌ كثيرة يُمكن أن تؤدي إلى الشَّخير. ويقدم هذا القسم معلومات عن بعض الحالات الصحية التي يكون لها تأثيرٌ في السُّبُل الهوائية، والتي يُمكن أن تسبِّب الشَّخير. إنَّ الطبيعة التشريحية لمنطقة الفم يُمكن أن تسبب الشَّخير. هناك أشخاصٌ لديهم أنسجة أكثر ثخانة ممَّا هو معتاد أو أنُسُجة تتدلى إلى الأسفل في مؤخرة الفم. وهذا ما يُمكن أن يسبِّب تضيُّقاً في مجرى الهواء، ممَّا قد يؤدي إلى الشَّخير. يُمكن أن يسبِّبَ تضَخُّمُ اللوزتين أو الأنسجة الموجودة في مؤخرة الحَلق تضيقاً في مجرى الهواء أيضاً. كما أنَّ استطالة اللهاة، وهي سَديلة لحمية تتدلى عند مؤخرة الفم، يُمكن أن يؤدِّي إلى سد جزء من مجرى الهواء. وبذلك يُمكن لأي سببٍ من هذين السببين أن يؤدِّي إلى الشَّخير. قد يكون الشَّخيرُ ناتجاً أيضاً عن الحالة الصحية للمريض؛ فقد تسبِّب زيادةُ الوزن الشَّخيرَ في بعض الأحيان. إن زيادة الوزن تصيب الحَلق أيضاً، ويُمكن أن تجعل مجرى الهواء أكثر ضيقاً. يُمكن أن يكونَ الشَّخيرُ ناتجاً عن مُشكلاتٍ أنفية. إن انحراف الحاجز الغضروفي الأنفي، وهو اعوجاجٌ في الجدار الذي يفصل بين المنخرين يُدعى باسم "الوَتيرة الأنفية"، يُمكن أن يسبِّب الشَّخير. كما أنَّ الاحتقان الأنفي المستمر يُمكن أن يؤدي إلى الشَّخير أيضاً. إن تناول الكُحول يؤدِّي إلى الشَّخير أحياناً. وهذا لأن تناول الكثير من الكُحول قبل وقت النَّوم يُمكن أن يجعل عضلات الحَلق تسترخي. وهذا ما يقلِّل من قدرة الجسم على التحكم في جريان الهواء. هناك سببٌ آخر للشخير يُمكن أن يكون أكثر خطورة، ألا وهو انسدادُ النَّفَس النَّومي. وهذه حالةٌ خطيرة يسد فيها مجرى الهواء بفعل الأنسجة الموجودة في الحَلق، ممَّا يؤدي إلى منع التنفس. وغالباً ما تشتمل هذه الحالة على مراحل من الشَّخير منخفض الصوت، تليها مراحل من الصمت عندما يتوقَّف التنفس أو عندما يكون شبه متوقف. إنَّ انقطاع النَّفَس النَّومي لا يؤدي إلى توقف التنفس تماماً في جميع الحالات. لكنَّه يُمكن أن يجعل مجرى الهواء أكثر ضيقاً بحيث لا يحصل المرء على كفايته من الأكسجين. وإذا لم يحصل الجسم على كفايته من الأكسجين، فإن الدماغ يرسل إشاراتٍ من أجل إجبار مجرى الهواء على التوسع فيستيقظ المرء. وهذا ما يؤدِّي عادةً إلى إصدار صوت لُهاث مرتفع. إذا ظنَّ المرءُ أنه مُصاب بانسداد النَّفَس النَّومي، فعليه أن يستشير الطبيب. ويكون إجراء "دراسة النَّوم" أمراً ضرورياً عادةً من أجل تشخيص حالة انسداد النَّفَس النَّومي.
التشخيص
عندما يستشير المريضُ طبيباً من أجل مُشكلة الشَّخير، فإن الطبيب يجري فحصاً جسدياً ويسأل المريض عن تاريخه الطبي. وقد يكون على الشريك، أو الشريكة، الإجابة عن بعض الأسئلة فيما يخص الشَّخير، وذلك لمعرفة أوقات هذا الشَّخير وكيفية حدوثه. إن هذه المعلومات تساعد الطبيبَ على تقييم مدى شدة الشَّخير. قد يطلب الطبيبُ إجراء تصوير من أجل تشخيص مُشكلات مجرى الهواء لدى المريض. يُمكن إجراءُ هذا التصوير بالأشعة السينية، أو بالتصوير المقطعي المحوسب، أو بالرنين المغناطيسي. قد يطلب الطبيبُ إجراءَ "دراسة للنَّوم"، وذلك يتعلَّق بمدى شدة أعراض الشَّخير. ويتطلَّب إجراء هذه الدراسة عادةً أن ينامَ المريض ليلة كاملة في "مركز النَّوم". وخلال إقامة المريض، يقوم فريقٌ من المتخصصين بدراسة وتحليل معمَّقين لعاداته في النَّوم. خلال دراسة النَّوم، تُوضَع مجسَّات على رأس المريض وعلى أجزاء أخرى من جسمه. وهذه المجسَّاتُ تسمح لفريق المتخصصين بتسجيل موجات الدماغ وضربات القلب ومعدَّل التنفس ومستوى الأكسجين في الدم. وهي تسجل معلومات عن حركات العينين والساقين في أثناء النَّوم.
عواملُ الخطورة
هناك عوامل محدَّدة تزيد من احتمال الشَّخير. تُعرف هذه العوامل باسم عوامل الخطورة. ويتناول القسمُ التالي عواملَ الخطورة المرتبطة بالشَّخير. هناك بعضُ المُشكلات التي تصيب الأنف والفم والحَلق ويُمكن أن تؤدي إلى زيادة مخاطر الشَّخير. ومن هذه المُشكلات:
تضخُّم واستطالة شِراع الحنك.
انحراف الوتيرة الأنفية.
تضخُّم اللهاة أو اللَّوزتين.
ضيق مجرى الهواء.
انسداد أو احتقان دائم في الأنف.
هناك بعضُ العادات والمُشكلات الصحية التي يُمكن أن تزيد من مخاطر الشَّخير. ومن بينها:
الوزن الزائد.
تناول الكُحول.
النَّوم على الظهر.
يعدُّ الجنسُ عاملاً من عوامل الخطورة أيضاً؛ فاحتمالُ إصابة الرجال بالشَّخير أكثر من احتمال إصابة النساء. كما أنَّ الرجال أكثر من النساء تعرُّضاً للإصابة بحالة انقطاع النَّفَس الانسدادي النَّومي.
المعالجة
تكون الخطوةُ الأولى لمعالجة الشَّخير هي إدخال تغييرات على نمط حياة المريض عادةً، حيث يُمكن أن يقترح الطبيب على المريض بأن يقوم بتقليل وزنه وأن يتوقَّف عن تناول الكُحول قبل النَّوم، أو أن يغير وضعية نومه. كما يُمكن أن يقترح الطبيب أيضاً علاجات أخرى إذا لم تؤدِّ الخطوات السابقة إلى إيقاف الشَّخير. قد يقترح الطبيبُ استخدامَ "طَبيقَة فموية". والطبيقةُ الفموية هي جهازٌ يأخذ شكل الفم ليساعد على اتخاذ اللسان وشراع الحنك وضعية صحيحة بحيث لا يسَدُّ مجرى الهواء. ولابدَّ في هذه الحالة من الاستعانة بطبيب الأسنان لتثبيت الجهاز. يُمكن أيضاً استخدام "آلة الضغط الهوائي الموجب المستمر" (CPAP) من أجل معالجة مُشكلة الشَّخير. تتطلَّب هذه المعالجة أن يضع المريض كمامة ضغط على أنفه عند النَّوم. وترتبط بهذه الكمامة مضخَّةٌ صغيرة تدفع الهواء عبر مجرى الهواء لدى المريض. إنَّ مضخة الضغط الموجب تساعد على التخلُّص من الشَّخير. وهي تقي المريض من انسداد النَّفَس النَّومي أيضاً. إنَّها طريقة ممتازة لمعالجة انسداد النَّفَس النَّومي، لأنَّها فعالة جداً. لكن بعض المرضى لا يرتاحون إلى استخدامها، ويجدون صعوبةً في الاعتياد على صوتها. يُمكن استخدامُ زَرعات في شراع الحنك لمعالجة الشَّخير. ويكون هذا الإجراء من خلال حقن شعيرات مضفورة من البولستير داخل شراع الحنك؛ وهذا ما يجعله أكثر صلابةً مما يقلل الشَّخير. لا توجد آثار جانبية معروفة لهذا الإجراء، لكن شعيرات البولستي يُمكن أن تخرج من مكانها أحياناً. قد يوصي الطبيبُ بإجراء عملية جراحية معروفة باسم "رأب البلعوم واللهاة وشراع الحنك" (UPPP). وخلال هذه العملية، يقوم الطبيب الجراح بقص وشد أيَّة أنسجة زائدة في مجرى الهواء. تُستخدم أحياناً طريقةٌ أخرى لمعالجة الشَّخير ألا وهي "تشذيب الأنسجة بالترددات اللاسلكية". خلال هذه العملية يستخدم الطبيب الجراح ترددات لاسلكية منخفضة الشدة لإزالة بعض أجزاء شراع الحنك من أجل تخفيف الشَّخير.
الوقاية من الشَّخير
هناك طرق من أجل الوقاية من الشَّخير أو من أجل تخفيفه من غير مساعدة طبية. يستعرض القسمُ التالي عدداً من التغييرات في نمط الحياة التي يُمكن أن تمنع حدوث الشَّخير. هناك طريقةٌ طبيعية لتخفيف الشَّخير، ألا وهي النَّوم على الجانب. عندما يستلقي المرءُ على ظهره، فإنَّ لسانه يتراجع إلى الخلف باتجاه الحَلق. وهذا ما يؤدي إلى تضييق مجرى الهواء وسده أحياناً. وأمَّا النَّوم على جانب الجسم فهو يسمح ببقاء مجرى الهواء مفتوحاً، ويمنع حدوث الشَّخير. هناك طريقةٌ أخرى لمنع اللسان من التراجع إلى الخلف في أثناء النَّوم ألا وهي رفع الجسم قليلاً. يُمكن أن يحاول المريضُ رفعَ جهة الرأس من السرير عشر سنتيمرات باستخدام قطع خشبية تحت أرجل السرير، أو باستخدام أيَّة مادة صلبة أخرى. إذا كان وزنُك زائداً، فإنَّ تخفيف الوزن يُمكن أن يقلل الشَّخير. إن زيادة الوزن تؤدي إلى الشَّخير، لأنَّ حجم منطقة الحَلق يزداد مثلما يزداد حجم الجسم كله، وهذا ما يؤدِّي إلى تضييق مجرى الهواء. هناك لصاقاتٌ أنفية يُمكن أن تخفف الشَّخير. توضع هذه اللصاقات على الأنف، وهي تساعد كثيراً من الناس على توسيع منطقة مرور الهواء خلال الأنف، ممَّا يؤدي إلى تحسن التنفس. لا تكون هذه اللصاقات فعالة إلا في معالجة الشَّخير، لكنَّها غير مفيدةٍ فيما يتعلق بانقطاع النَّفَس النَّومي. إنَّ الامتناع عن تناول الكُحول وغيره من المواد "المهدئة"، أو التخفيف من ذلك، يُمكن أيضاً أن يخفف الشَّخير. لا يجوز تناولُ الكُحول خلال الساعتين اللتين تسبقان النَّوم. إن الكُحول وغيره من المواد المهدئة يساعد على استرخاء العضلات، ممَّا قد يجعل انسداد مجرى الهواء بفعل الأنسجة الموجودة في الحَلق أكثر احتمالاً. إذا كان لديك احتقانٌ أنفي أو انسداد أنفي، فقد تتمكَّن من التخلص من الشَّخير من خلال معالجة هذه المشكلات. هناك أدوية تساعد على التخلُّص من احتقان الأنف. إن انحراف الوتيرة الأنفية، أو غير ذلك من العوائق، أمر قابل للتصحيح من خلال الجراحة. اسأل الطبيبَ عن الخيارات المتوفرة لهذه المُشكلات.
الخلاصة
الشَّخيرُ هو صوت مرتفع ينتج عن إعاقة مجرى الهواء في الفم والأنف في أثناء النَّوم. وقد يشير الشَّخير إلى مُشكلة صحية أكثر خطورة. ومن الممكن أيضاً أن يكونَ مزعجاً للشريك أو للشريكة. يُمكن إدخالُ تغييرات على نمط حياة الإنسان لمساعدته على التوقف عن الشَّخير؛ فقد يقترح الطبيبُ تخفيفَ الوزن والتوقف عن تناول الكُحول قبل النَّوم، أو يُمكن أن يقترح تغييرَ وضعية النَّوم أيضاً. هناك أجهزةٌ طبية وإجراءات جراحية متوفرة للمساعدة على تقليل الشَّخير. لكن هذه الأجهزة قد لا تكون مفيدة لكل المُصابين بمُشكلة الشَّخير. إذا كان شخيرك يحرمك من النَّوم، أو إذا كان يحرم الشريك أو الشريكة من النَّوم، فعليك أن تستشير الطبيب. من الممكن أن تكونَ هناك طرق كثيرة لتقليل الشَّخير أو للتخلص منه نهائياً. إن النَّوم الهادئ الجيِّد في الليل أمرٌ ممكن التحقيق!