تاريخ النشر 15 نوفمبر 2015     بواسطة الدكتور غازي عبداللطيف حولدار     المشاهدات 201

المعالجات السنية

ملخص لا يَتمنَّى أحدٌ أن يسمعَ من الطَّبيب أنَّه بحاجة إلى معالجة أسنانه؛ ولكنَّ ذلك ضروري أحياناً. لا يَنصح الطَّبيبُ بإجراء معالجةٍ سنِّية ما لم يكن ذلك ضَرورياً لإصلاح مشكلة ما تُسبِّب ألماً سنِّياً، أو تَشوُّهاً في منظر الأسنان، أو لمنع مَشاكِل مستقبليَّة. يُسمَّى هذا الفرعُ من طبِّ الأس
نان باسم طبِّ الأسنان التَّرميمي restorative dentistry، حيث يتضمَّن هذا البابُ ترميمَ أو الحفاظَ على الأسنان التي تَعرَّضت للضرر بسبب النخر، أو بسبب اهتراء الأسنان النَّاجم عن التآكل أو السَّحل، أي أنَّ هذا الفرعَ من طبِّ الأسنان يعتني بمنع حُدوث أضرار إضافية للأسنان.
نُقدِّم فيما يلي دليلاً لمختلف أنواع المعالجات التي يمكن أن يقدِّمَها طبيبُ الأسنان. ولكن، ليسَ من الضَّروري أن تكونَ جميعُ المعالجات التَّالية متوفِّرةً في عيادة طبيب الأسنان العام، فالغِرساتُ implants مثلاً تَحتاج إلى طبيب أسنان جرَّاح غالباً كي يقومَ بها.
الجسر السني
الجسرُ هو إعاضَة ثابتةٌ لسنٍّ أو أسنان مفقودة. يجري أوَّلاً أخذُ طبعةٍ impression للأسنان المجاورة لمنطقة السنِّ المفقود، والتي ستدعم الجسرَ في نهاية المَطاف، فتبدو صغيرةً ووتدية الشكل، ثمَّ أخذ طبعة أو قالب لجميع الأسنان، وتُرسَل الطَّبعةُ إلى مُختَبر الأسنان.
يجري تصنيعُ الجسور من خلطةٍ معدنيَّة صُلبة مغطَّاة بطبقةٍ من الخزف عادة، كما يمكن صناعتها من مادَّة خزفية فقط من دون معدن. كما يجري تثبيتُ الجسر في الفم بشكلٍ نِهائي بحيث لا يمكن إزالتُه إلاَّ من قِبَل طبيب الأسنان (بخلاف البِدلات dentures أو الإِعاضات المتحرِّكة التي يمكن أن يُخرجَها المريضُ من فمه متى شاء).
التاج السني
التاجُ هو قُبَّعة تُغطِّي السنَّ بشكلٍ كامل. وتُتَّبَعُ في تَصنيع التَّاج الخطواتُ والطُّرق نفسها المُتَّبَعة في تَصنيع الجسر، ويجري تثبيتُه بشكل نهائي في الفم أيضاً.
يُلجأ إلى استِعمال التَّاج عندَ تعرُّض السنِّ للكسر أو النَّخر بشكلٍ كبير، كما يمكن أن يُستعمَل لتَحسين النَّاحية التَّجميلية أحياناً.
يأخذ تَحضيرُ الجسر أو التَّاج بعضَ الوقت من قِبَل المُختبَر، وبذلك لن يكون الجسرُ أو التَّاج جاهزاً في اليوم نفسه غالباً.
الحشوة السنية
تُستخدَم الحشواتُ لملء فراغ في السنِّ ناجِم عن النَّخر. وأَشهرُ أنواع الحَشوات هو حشواتُ المُلغَم amalgam المعدنيَّة، والتي هي مَزيجٌ من مَعادِن تتضمَّن الزئبقَ والفضَّة والقصدير والنُّحاس والزَّنك. كما أنَّ هناك الحشوات التَّجميلية التي لها لون السنِّ نفسه، وهي تُلاقِي انتشاراً وقَبولاً واسعاً.
يعودُ القرارُ في استخدام أيٍّ من النوعين إلى تَقدير الطَّبيب ورغبة المريض.
معالجة قناة الجذر
تُسمَّى المداواةَ اللبِّية للأسنان أيضاً أو طِبَّ لُبِّ الأَسْنان endodontics، وهي تَهتمُّ بمعالجة العَدوى التي تصيب اللبَّ السنِّي (عصب السن والأوعية التي تغذِّيه).
قد تُصاب الحزمةُ الوعائية العصبيَّة الخاصَّة بالسنِّ بالعدوى. وإذا لم تُجرَ المعالجةُ اللبِّية، فإنَّ العدوى سوف تنتشر، وقد تصبح السنُّ بحاجة إلى القَلع.
تَتَضمَّن المعالجةُ إزالةَ العدوى من داخل القناة الجذرية، ومن ثمَّ ملء القناة بمادَّة مالِئة وحشو السنِّ بحشوة مناسبة، وقد يُصار إلى تَتويجها (وَضع تاج لها). وتحتاج المعالجةُ اللبِّية للسنِّ ما بين جلستين إلى ثلاث جلسات في الحالة العاديَّة.
تَقليحُ الأسنان وتَنظيفُها أو صَقلُها
يَقومُ ذلك على تَنظيف الأسنان بشكلٍ مركَّز من قبل اختصاصي الرِّعاية الصحِّية، حيث يتضمَّن العملُ إزالةَ جَميع الرواسِب التي قد تكون متوضِّعةً على الأسنان (القَلَح tartar).
الأجهزة التقويمية
تُفيد الأجهزةُ (المستخدَمة في المعالجة التَّقويمية) في تَحريك أو تَقويم الأسنان لتحسين النَّاحية الوظيفية والجمالية للأسنان.
يمكن أن تكونَ الأجهزةُ التَّقويمية متحرِّكةً (حيث يمكن للمريض إخراجها من الفم وتَنظيفها)، وقد تكون ثابتةً وملتصقة بالأسنان، ولا يمكن للمريض نَزعها.
قد تُصنَّع الأجهزةُ التَّقويمية من المعدن أو البلاستيك أو الخزف. ولكن، تُصنَّع الأجهزةُ غير المرئيَّة من البلاستيك الشفَّاف.
الفينيرات السنية
الكُسوَاتُ الخَزَفِيَّة السنِّية أو الفِينيرات هي وُجوهٌ تَجميليَّة تلتصق بسطح السنِّ لتخفي تَغيُّرَ لونه (أكثر من كونها حَلاً تَرميمياً).
تتضمَّن المعالجةُ بالكُسوَاتِ الخَزَفِيَّة أو الفينيرات تحضيراً بسيطاً لسطح السنِّ الأمامي، ثمَّ أخذ طَبعة يجري بموجبها تَصنيع كسوة خزفيَّة تُلصَق على سطح السنِّ (يمكن تَشبيهُها بالظفر الكاذب أو العَدسات اللاصقة).
بدلات الأسنان
تقومُ هذه الأجهزةُ (أو البِدلات) بالإعاضَة عن الأسنان الطبيعيَّة، ولها نوعان: الكاملة والجزئيَّة. تُعيض الأجهزةُ أو البِدلات الكاملة عن فقد كامِل الأسنان، في حين تُعيض الأجهزةُ أو البِدلات الجزئيَّة عن فقد جزءٍ من الأسنان فقط. ويجري تصنيعُ الأسنان الاصطناعيَّة من المعدن أو البلاستيك بعد أخذِ طَبعةٍ لكامِل الفم.
تكون هذه الأسنانُ الاصطناعيَّة متحرِّكة، بمعنى أنَّه يمكن للمريض إزالتها من فمه لتنظيفها. ويجب إخراجُ البِدلات الكاملة من الفم وتنظيفها ثمَّ نقعها في محلول مُنظِّف، في حين يمكن تنظيفُ البِدلات الجزئية مع بقيَّة الأسنان الطبيعية في أثناء التَّفريش العادي.
تفيد البِدلاتُ المتحرِّكة في إستعادة الوظيقة الماضغة والتجميلية للأسنان بعدَ فقدها، حيث إنَّ فقدَ الأسنان يؤدِّي إلى اضطراب النِّظام الغذائي بسبب الحدِّ من تناول الطعام، كما تؤثِّر في النَّاحية الجمالية، وتسبِّب تَرهُّلَ بعض عضلات الوجه.
زرع الأسنان
الغِرساتُ السنِّية هي البديلُ الثَّابت للبِدلات المتحرِّكة. وقد تكون الخيارَ الوحيد عندَ حُدوث انكماشٍ في الفَم بحيث لا يمكنه دعم هذه البِدلات.
يمكن استخدامُ الغِرسات السنِّية للإعاضَة عن فقد سنٍّ واحدة أو أكثر.
يجري حفرُ مسكن للغِرسَة ضمن العظم، ثمَّ يُدخل ضمنَ هذا المسكن برغي من التِّيتانيوم تكون مهمَّتُه حملَ التَّاج الاصطناعي أو الجسر أو الجهاز التَّعويضي (البِدلة).
تحتاج الغِرسَة للبقاء في العظم إلى فترة تترواح بين ثلاثة إلى ستَّة أشهر غالباً، من دون أن يجري تَحميلُها بأيَّة إعاضة، وذلك كي يلتئم العظمُ حولَها وتلتحم معه.
بعدَ ذلك، يشرع الطَّبيب بإجراءات الإعاضة النَّهائية وإرسال الطَّبعات إلى المختبر كي يُصار إلى تحضير الإعاضة النَّهائية، وهو ما يستغرق بضعةَ أيَّام في العادة.
رغم أنَّ الغِرسات مُكلفة، إلاَّ أنَّها تُعَدُّ حلاًّ رائعاً للعديد من المشاكل التَّعويضية، بما في ذلك الإعاضةُ عن أجزاء من الفم أو الوجه عندَ الإصابة بالحوادث أو الأورام.


أخبار مرتبطة