الوَحماتُ الصِّباغيَّة من تجمُّع خلايا صِباغيَّة تسبِّب ظهورَ لون على الجلد. يُمكن أن تتخذَ الوَحمات الصِّباغيَّة أيَّ لون من الأسمر إلى البني، ومن الرمادي إلى الأسود، بل يُمكن أن تكونَ زرقاء اللون أيضاً. ويُعدُّ ظهورُ خال أو أكثر على جلد الطفل نوعاً من الوَحمات الوِلادِيَّة أيضاً. لا يعرف أحدٌ أسبابَ ظهور هذه الأنواع الكثيرة من الوَحمات الوِلادِيَّة، لكن هناك وَحمات يتكرَّر ظهورها في العائلة الواحدة. لا تكون الوَحمات الوِلادِيَّة خطيرةً في معظم الأحيان، كما أنَّ بعضها يزول من تلقاء نفسه. يفحص الطبيبُ هذه الوَحمات عند ولادة الطفل ليرى إن كانت في حاجة إلى أيِّ نوعٍ من المعالجة أو المراقبة. لا تجري معالجة الوَحمات الصِّباغيَّة عادةً، لكن من الممكن أن يخضع الخال للمعالجة. ومن المعالجات الممكنة للوَحمات الوِعائيَّة إجراء إزالة جراحية لها باستخدام الليزر.
مقدِّمة
الوَحماتُ الوِلادِيَّة هي شُذوذ أو مَظاهر غير طبيعية تظهر على جلد الطفل عندَ الولادة. الوَحماتُ الوِلادِيَّة شائعة جداً. ويكون أغلبها غير خطير، كما أنَّ هناك وَحمات تزول من تلقاء نفسها. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم الوَحمات الوِلادِيَّة. وهو يناقش الأنواع المختلفة من هذه الوَحمات وما يسبِّبها، بالإضافة إلى سُبُل المعالجة الممكنة.
الأسباب
لا يعرف أحدٌ الأسبابَ الكامنة وراء ظهور كثير من أنواع الوَحمات الوِلادِيَّة. لكنَّ يعرف الاطباء أن الوَحمات الولادية ليست ناتجة عن أمرٍ فعلته الأم في أثناء الحمل، أو عن شيء تناولته في تلك الفترة. كما لا يُمكن أن تنتج الوَحماتُ الوِلادِيَّة أيضاً بسبب إصابات تلحق بجلد الطفل في أثناء ولادته. إن الوقاية من هذه الوَحمات غير ممكنة. يُمكن أن يتكرَّر ظهورُ بعض الوَحمات الوِلادِيَّة في العائلات. لكن هذا ليس أمراً شائعاً. هناك نوعان من الوَحمات الوِلادِيَّة: الوَحمات الوِعائيَّة والوَحمات الصِّباغيَّة. وسوف يتناول القسمان التاليان هذين النوعين من الوَحمات على نحوٍ أكثر تفصيلاً.
الوَحماتُ الوِعائيَّة
تنشأ الوَحماتُ الوِعائيَّة نتيجة عَدَم تَشَكُّل الأوعية الدموية على نحوٍ سليم. وغالباً ما تكون هذه الوَحماتُ حمراءَ اللون. هناك ثلاثةُ أنواع من الوَحمات الوِلادِيَّة الوِعائيَّة، وهي: الوَحمات الصِّباغيَّة، والوَحمات البُنِّيَّة، والبُقَع السَّلَمونية. تعدُّ الوَحماتُ الصِّباغيَّة من أكثر أنواع الوَحمات الوِلادِيَّة شيوعاً. ومن أنواعها تلك الوَحمات التي تكون على شكل حبَّة التوت. هناك وَحماتٌ تكون شبيهة بحبات التوت. وتكون هذه الوَحمات الوِلادِيَّة حمراءَ اللون مرتفعةً فوق سطح الجلد. تزول معظمُ الوَحمات الشبيهة بحبَّة التوت من غير معالجة، وذلك بمرور الوقت وعندما يكون الطفل بين السنة التاسعة والسنة العاشرة من عمره. كما يُمكن أن تتلاشى تدريجياً عندما يبلغ عمرُ الطفل خمسَ سنوات. هناك وَحماتٌ كَهفيَّة تنشأ تحت الطبقة الخارجية من الجلد. وهذا ما يجعلها أكثرَ انتفاخاً من الوَحمات الشبيهة بحبات التوت. وتكون هذه الوَحماتُ أكثرَ ميلاً إلى اللون الأزرق المُحمَر. إنَّ البُقَعَ الأرجوانية هي نوعٌ آخر من أنواع الوَحمات الوِعائيَّة. وتكون هذه الوَحمات مُسطَّحةً غير مرتفعة فوق سطح الجلد، وغالباً ما تظهر على الوجه والرقبة. كما أنَّ لونها يكون في أكثر الأحيان أرجوانياً محمراً، أو يُمكن أن يكون أحمر داكناً أيضاً. الوَحماتُ السلمونية هي نوعٌ من اللطخات البُقَعية. وقد تُطلَق عليها أسماء محلِّية مختلفة. وهي أكثر أنواع الوَحمات الوِعائيَّة شيوعاً. الوَحماتُ السلمونية هي علاماتٌ بلونٍ أحمر خفيف، غالباً ما تظهر على الجبهة والجفنين، أو على العنق من الخلف. كما يُمكن أن تظهر أيضاً على الشَّفة العليا أو الأنف أو مؤخَّرة الرأس. يُمكن أن تغدو اللطخاتُ السلمونية قاتمةَ اللون أو أكثر ظهوراً عندما يبكي الطفل. وغالباً ما تزول هذه الوَحماتُ الوِلادِيَّة من غير حاجة إلى معالجة. ويكون هذا بين السنة الأولى والسنة الثانية من عمر الطفل عادة. لكنَّ بعضها يبقى إلى فتراتٍ لاحقة من حياة الطفل.
الوَحماتُ الصِّباغيَّة
تتشكَّل الوَحماتُ الصِّباغيَّة من تجمُّعاتٍ للخلايا الصِّباغيَّة، ممَّا يسبِّب ظهور لونٍ على الجلد. يُمكن أن تظهرَ الوَحماتُ الصِّباغيَّة بألوانٍ مختلفة، من الأسمر إلى البني، ومن الرمادي إلى الأسود. وهناك وَحماتٌ صِباغيَّة يُمكن أن تكون زرقاء اللون أيضاً. يُعدُّ ظهورُ شامة، وكذلك ظهور البُقَع البُنِّيَّة والبُقَع المنغولية، من أكثر أشكال الوَحمات الصِّباغيَّة شيوعاً. تكون البُقَعُ البُنِّيَّة بلونٍ بُني كما يشير اسمها. وهي تبدو شبيهة بلون القهوة مع الحليب، وقد تكون قاتمةً أكثر بقليلٍ من الجلد المحيط بها. يُمكن أن تظهرَ البُقَعُ البُنِّيَّة في أيِّ مكانٍ من الجسم. ومع ازدياد سن الطفل، يُمكن أن يتناقصَ عدد هذه البُقَع. يكون لونُ البُقَع المنغولية رمادياً مُزرقَّاً. وتظهر هذه البُقَع على الردفين أو أسفل الظهر عادةً. وهي النوعُ الأكثر شيوعاً لدى الأطفال من ذوي الجلد القاتم. ولكن، تتلاشى من غير حاجة إلى المعالجة عادةً. تُعدُّ الشامة شكلاً آخر من الوَحمات الصِّباغيَّة. كما أنَّ ظهورها شائع لدى الناس في مختلف الأعمار. لا تزول الشامة من غير معالجة في معظم الأحوال. يُمكن أن تتَّخذَ الشامةُ ألواناً مختلفة. وقد تكون سمراءَ اللون أو بلون بني أو أسود؛ كما قد تكون بارزةً أو مسطحة. ويُمكن أن ينمو فيها الشعر أيضاً.
متى يكون طلبُ المشورة الطبِّية ضرورياً
إنَّ معظمَ الوَحمات الوِلادِيَّة غير خطير. وهناك وَحمات وِلادِيَّة تزول من غير حاجة إلى معالجة. يقوم الطبيبُ بفحص كل وَحمَة وِلادِيَّة في الطفل ليرى إن كانت في حاجة إلى معالجة. وقد يقرِّر الطبيب ضرورةَ مراقبة بعض هذه الوَحمات لرصد أيَّة تغيُّرات تطرأ عليها. يجب تفقُّدُ اللطخات البُنِّيَّة من قبل الطبيب إذا كان لدى الطفل الكثير منها، وإذا كان حجمها يتجاوز حجمَ قطعة نقود معدنية صغيرة. قد تكون هذه الوَحمات علامةً تشير إلى أورامٍ ليفية عصبية. والأورامُ الليفية العصبية هي حالةٌ وراثية تصيب نسيجَ العصب. وهي تسبِّب نُمواً شاذاً في خلايا هذا النسيج. يُشاهَد بعضُ أنواع اللطخات البُنِّيَّة في الاضطرابات العصبية الخَلقية، ومنها مُتلازِمةُ ستيرج - ويبَر. في حال ظهور شامة كبير الحجم أو أكثر عند الولادة، فلابدَّ من مراقبتها مراقبةً دقيقة من قبل الطبيب؛ حيث من الممكن أن تتطوَّرَ الشامة إلى سرطان جِلدي. كما أنَّ وجود الشامات، وإن تكن صغيرة، يزيد قليلاً من مخاطر الإصابة بالسرطان. يجب أن تستشيرَ الأمُّ طبيبَ الأطفال إذا لاحظت حدوث نزف في وَحمَة من الوَحمات الوِلادِيَّة، أو إذا أُصيبت بالعدوى، أو إذا أحس الطفل بالحاجة إلى حكِّها.
المعالجة
لا تكون الوَحماتُ الوِلادِيَّة في حاجة إلى أيَّة معالجة أحياناً. وهناك منها ما يزول من تلقاء نفسه. كما تزول الوَحماتُ السلمونية والأورام الوِعائيَّة من غير أيَّة معالجة عادةً. هناك وَحماتٌ تحتاج إلى معالجة أحياناً. ويعتمد أسلوبُ المعالجة على نوع الوَحمَة. صحيحٌ أنَّ الأورام الوِعائيَّة لا تكون في حاجة إلى أيَّة معالجة غالباً، إلاَّ أنَّ الأورام الوِعائيَّة كبيرة الحجم أو الخطيرة يُمكن أن تحتاج إلى المعالجة بالأدوية الستيرويدية. لا تخضع الوَحماتُ الصِّباغيَّة إلى أيِّ علاجٍ عادةً، إلاَّ في حالة الشامة. لكن اللطخات البُنِّيَّة تكون في حاجة إلى المعالجة أحياناً. قد يتطلَّب الأمرُ إزالةَ الشامة عن طريق الجراحة. ويصح هذا خاصةً إذا كانت الشامة كبيرة أو إذا ظهر عليها تغيُّرٌ مع مرور الزمن. تعدُّ أشعَّةُ الليزر أسلوباً آخر في معالجة بعض الوَحمات الوِلادِيَّة، ومنها اللطخاتُ البُنِّيَّة. تستخدم المعالجة بالليزر جهازاً يُصدر الضوءَ على شكل حزمات ضوئية شديدة الضيق والتركيز يُمكن استخدامُها لتدمير النَّسيج المُصاب. يُمكن استخدامُ الجراحة الليزرية لمعالجة بعض أنواع الوَحمات الوِعائيَّة، كاللطخات البُنِّيَّة مثلاً. ويصبح لونُ هذه الوَحمات أقلَّ قتامة بعد عدة جلسات معالجة بالليزر عادةً. يمكن أن تفشلَ الجراحة الليزرية في التخلُّص من جميع الوَحمات الوِلادِيَّة. وهناك وَحمات وِلادِيَّة تزول تدريجياً بعد المعالجة بالليزر، لكنَّها تعود إلى الظهور فيما بعد.
الخلاصة
الوَحماتُ الوِلادِيَّة هي شُذوذ في الجلد تظهر على الطفل عند ولادته. وهناك نوعان من الوَحمات الوِلادِيَّة: الوَحمات الوِعائيَّة والوَحمات الصِّباغيَّة. لا يعرف أحدٌ سببَ ظهور كثير من أنواع الوَحمات الوِلادِيَّة. وهناك وَحمات وِلادِيَّة يتكرَّر ظهورها في العائلة الواحدة. لكن هذا ليس أمراً شائعاً جداً. هناك وَحماتٌ وِلادِيَّة تزول تلقائياً بعد فترة من الزمن، في حين تحتاج الوَحمات الأخرى إلى معالجة لإزالتها. تعتمد معالجةُ الوَحمَة الوِلادِيَّة على نوع الوَحمَة. وقد تتضمَّن المعالجة إزالة الوَحمَة عبر الجراحة الليزرية، أو استخدام الأدوية، أو إزالة الوَحمَة بالجراحة العادية. إنَّ الوَحمات الوِلادِيَّة شائعة جداً، ويُعدُّ أكثرها غير خطير. لكن من الواجب دائماً جعل الطبيب يفحص الطفل لينظر إلى الوَحمات الوِلادِيَّة الموجودة فيه، وذلك خلال فترةٍ قصيرةٍ بعد الولادة.