تاريخ النشر 16 سبتمبر 2015     بواسطة الدكتور احمد صالح بن ناصر     المشاهدات 201

استبدالُ مفصل الركبة

تجرى عملية استبدال مفصل الركبة لدى الأشخاص المصابينَ بضرر بالغ في الركبة. وهذه العملية تريح للمريض من الألم، وتسمح له بممارسة قدر أكبر من النشاط. وقد ينصح الطبيبُ المريضَ بعملية استبدال مفصل الركبة عندما تفشل الأدويةُ والمُعالَجات الأخرى في تخفيف الألم والأعراض. وعند إجراء عملية استبدال مفصل ال
ركبة الكامل، يقوم الطبيب الجرَّاح بإزالة الغضروف والعظم المصاب عن سطح مفصلِ الركبة، ثمَّ يضع بدلاً منهما سطحاً صناعياً مصنوعاً من المعدن والبلاستيك. أمَّا في عمليات الاستبدال الجزئية، فإنَّ الطبيب يقوم باستبدال جزء صغير من مفصل ركبة المريض. وقد تسبِّب هذه العملية تندُّباً وجلطات دموية، لكنَّها يندر أن تسبِّب العدوى. يصبح المريضُ الذي تُجرى له عملية استبدال مفصل الركبة غيرَ قادر على ممارسة بعض الأنشطة، مثل الهرولة والرياضات الخشنة. 
مقدِّمة
يمكن أن يؤدِّي الالتهاب الشديد في مفصل الركبة إلى ألم شديد، والى عدم القدرة على المشي. يمكن أن ينصح الأطبَّاء بإجراء عملية جراحية للأشخاص الذين يعانون من التهاب شديد في مفصل الركبة، لتخفيف الألم وتحسين قدرة المريض على المشي. إذا نصح الطبيب بإجراء عملية جراحية كاملة أو جزئية لاستبدال مفصل الركبة بكامله أو جزء منه، فإنَّ قرار إجراء أو عدم إجراء هذه العملية هو قرار يعود إلى المريض أيضاً. سوف تساعد هذه الوحدة التثقيفيَّة على تكوين فهم أفضل لمنافع هذه العملية ومخاطرها. 
تشريح الركبة
يربط مفصلُ الركبة الفخذَ بالسَّاق. العظام التي لها علاقة بهذا المفصل هي التالية: وعظم القصبة أو الظنبوب، وهو من عظام الساق. والرضفة المعروفة أيضاً بغطاء الركبة، وهي العظمة العائمة أو الصابونة التي تعطي الركبة شكلَها الدائري. تُغطَّى هذه العظام بنسيج خاص يُسمَّى الغضروف أو الغضروف المفصلي. ويسمح السطح الناعم للغضروف بحركة سلسلة غير مؤلمة في مفصل الركبة. تربط الأربطةُ العظامَ ببعضها بعضاً، وتساعد على استقرار الركبة. 
أعراض التهاب مفصل الركبة
يؤدِّي التهاب المفاصل إلى جعل سطوح التلامس خشنة، ممَّا يسبِّب ألماً شديداً، وحتَّى عدم القدرة على المشي. يمكن أن يحدث التهابُ مفصل الركبة بسبب حالات التهاب المفاصل، أو بسبب تلف وتمزُّق مزمن للمفصل، أو بسبب إصابة قديمة. يمكن للألم الشديد أن يعيقَ المريض عن العمل والأنشطة العادية. كما قد يصبح المشي شديد الصعوبة أيضاً. 
المعالجات البديلة
يحاول المرضى أحياناً تناولَ بعض الأدوية، مثل الأسبرين او الإيبوبروفين، لتخفيف الالتهاب في مفصل الركبة. كما قد تنجح المعالجة الفيزيائية أيضاً في المحافظة على القدر الممكن من حركة المفصل. ويمكن أن يساعد استخدام العصا أو مسند المشي أيضاً. وقد يفيد حقن الأدوية الستيرويديَّة في مفصل الركبة في المساعدة على تخفيف الألم والحدِّ من الالتهاب. "الهيالورنان" هو مادَّة طبيعية موجودة في مفصل الركبة، وهي تعمل كعامل ماصٍّ للصدمات وكمادَّة لتزليق المفصل. وقد تبيَّن أنَّ حقن "الهيالورنان" في مفصل الركبة يساعد على تخفيف بعض الألم وتحسين وظيفة المفصل. وبالنسبة للمرضى الذين يُعانون من زيادة الوزن، فإنَّ تخفيف الوزن يساعد على تخفيف العبء عن مفصل الركبة. وعندما يتقرَّر إجراء عملية لاستبدال مفصل الركبة، فإنَّ تخفيف الوزن يساعد على نجاح العملية أيضاً. يمكن تخفيفُ الوزن من خلال الالتزام بنظام غذائي قليل الدهون. 
كما يمكن أن تساعد ممارسةُ التمارين الرياضية المنتظمة على تخفيف الوزن أيضاً. 
المعالجةُ الجراحيَّة
تجري العملية من خلال شقٍّ في منطقة الركبة. ثمَّ يجري قطع وإزالة الأجزاء التي تربط عظم الفخذ وعظم القصبة (الظنبوب) معاً. يجري استبدالُ الأجزاء التي أُزيلت بسطح اصطناعي يُعرَف باسم "المفصل الاصطناعي". قد يتطلَّب المفصل الاصطناعي إلصاقه بالعظم اعتماداً على نوعه. ولكن هناك أنواع من المفاصل الاصطناعية التي لا تحتاج إلى اللصق. وفي هذه الحالة، ينمو العظم المحيط بالمفصل الاصطناعي ويعمل مثل لاصق. تشمل معظمُ عمليات استبدال مفصل الركبة المفصلَ بأكمله. 
ولكن في بعض الأحيان، يكون جزء من مفصل الركبة فقط متضرِّراً. وفي مثل هذه الحالات، قد يقرِّر جرَّاح العظام استبدال النصف الداخلي أو الخارجي للمفصل. وفي نهاية العملية، يتمُّ إغلاق الجلد. ويستخدم أنبوب تصريف للتخلُّص من السائل الزائد أحياناً. 
المخاطر والمضاعفات
هذه العملية آمنة للغاية. ولكن هناك مخاطر ومضاعفات عديدة محتملة رغم أنَّه من المستبعَد حصولها. يجب أن يعرف المريضُ هذه المضاعفات تحسُّباً لحصولها، لأنَّ معرفتَها قد تجعله قادراً على مساعدة الطبيب في الكشف عن المضاعفات في وقتٍ مبكِّر. تشمل هذه المخاطر والمضاعفات المخاطرَ الناجمة عن التخدير، والمخاطر الناجمة عن جميع أنواع العمليات الجراحية، والمخاطر الناجمة عن هذه العملية تحديداً. تشمل المخاطر الناجمة عن التخدير، على سبيل المثال لا الحصر، النوبات القلبية والسكتات الدماغية والالتهاب الرئوي والجلطات الدموية في الساقين. وسوف يتحدَّث طبيب التخدير مع المريض عن هذه المخاطر بمزيد من التفصيل. يمكن أن تحدث جلطات دمويَّة في الساقين. وتظهر بعد بضعة أيَّام من الجراحة عادة، ممَّا يتسبَّب في تورُّم الساق والألم الشديد. يمكن لهذه الجلطات الدموية أن تنتقل من الساقين إلى الرئتين، حيث تسبِّب ضيقاً في التنفُّس وألماً في الصدر، وقد تؤدِّي إلى الموت. ويمكن ان يحدث ضيق التنفُّس من دون سابق إنذار أحياناً. ولذلك، من المهمِّ للغاية أن يخبر المريض الأطبَّاء عن حدوث هذه الأعراض. يساعد نهوضُ المريض من الفراش والمشي بعد وقت قصير من العملية الجراحية على الحدِّ من مخاطر حدوث الجلطات الدموية في الساقين. هناك بعض المخاطر التي يمكن أن تنجم عن أيِّ نوع من العمليات الجراحية، ومنها:
العدوى في مكان عميق أو على سطح الجلد؛ فإذا أصابت العدوى منطقة المفصل الاصطناعي، فقد يستلزم عندئذ استبداله.
النزف، سواءٌ في أثناء العملية أو بعدها، وقد يستلزم نقل الدَّم للمريض.
ظهور ندبة على الجلد قد تكون مؤلمة أو شكلها غير مقبول.
هناك مخاطر ومضاعفات أخرى تتعلَّق بهذه العملية الجراحية تحديداً. وهي نادرة أيضاً. ومع ذلك، من المهم معرفتها. قد تُصاب الأعضاء في منطقة الركبة، بالقرب من مكان العملية الجراحية، بالضرر، عِلماً بأنَّ ذلك نادر الحدوث. يمكن أن تُصاب الشرايين والأوردة المتَّجهة إلى الساق. كما يمكن أيضاً أن تُصابَ الأعصاب المتَّجهة إلى الأسفل نحو الساق، ممَّا يتسبَّب في ضعف الساق أو نقص في الإحساس. وقد ينفصل المفصل الاصطناعي عن العظم المجاور أو ينخلع من مكانه. وفي بعض الحالات النادرة، قد يحدث فرق بين الساقين. ويمكن ألاَّ يتحرَّك مفصل الركبة الجديدة مثل مفصل الركبة الطبيعية، وقد يشعر المريضُ بالتيبُّيس. قد لا يزول الألم بعد العملية، بل يصبح أشدَّ ممَّا كان قبل الجراحة. ومع ذلك، فهذا لا يحدث إلاَّ في ظروف نادرة. وفي حالات نادرة للغاية. يمكن أن يعاني المريض من ردود فعل تحسُّسية قاتلة تجاه المادة اللاصقة المستخدمة. 
بعد الجراحة
بعد العملية، واعتماداً على الوضع الخاص للمريض وما يفضِّله الطبيب، يمكن أن تَستخدَم آلة حركة متواصلة للمعالجة الفيزيائية. وهذه الآلة تثني الساق إلى الأمام والى الوراء، بينما يكون المريض مستريحاً في الفراش للمساعدة على زيادة مرونة حركة الساق. ومع مرور الوقت، يتمكَّن المريض من زيادة أنشطته تحت الإشراف المباشر لمعالج فيزيائي. وفي نهاية المطاف، يتمكَّن المريض من استئناف معظم أنشطته كلَّما عمل على تقوية عضلات فخذه وساقه تدريجياً. يحتاج المريض أحياناً إلى الاستعانة بعصا أو آلة للمشي من أجل تخفيف الضغط عن مفصل الركبة الجديد. ومع مرور الوقت، يصبح قادراً على المشي من دون مساعدة. بسبب هذا البرنامج المكثَّف للعلاج الفيزيائي، ولأنَّ المريض سيعاني في بادئ الأمر من صعوبة في الحركة، فقد يحتاج أحياناً إلى إقامة قصيرة في مركز علاجي لتحسين نتائج الجراحة. وفي هذه الحالة، فإنَّ العاملين الاجتماعيين في المستشفى سيساعدونه في الترتيبات. 
الخلاصة
يمكن أن يتعرَّض مفصل الركبة أحياناً إلى إصابات شديدة لأسباب متنوِّعة، مثل التهاب المفاصل أو إصابة الركبة، ممَّا يؤدِّي إلى ألم شديد وعجز عن المشي. عندما يكون ذلك مناسباً، يمكن استبدال مفصل الركبة كلِّياً او جزئياً، حيث يتم استبدال الأجزاء التي تربط عظم الفخذ وعظم القصبة معاً. وتسمَّى أجزاء قطعة الاستبدال الاصطناعية "المفصلَ الاصطناعي". تعدُّ عملية استبدال مفصل الركبة عمليةً ناجحة جداً في المساعدة على تخفيف الألم وتحسين نوعية حياة المريض. هذه العمليةُ آمنة وتعطي نتائج جيِّدة. لكن، كما ذكرنا سابقاً، قد تحدث مضاعفات. ومعرفةُ هذه المضاعفات ستساعد المريض على اكتشافها في وقت مبكِّر إذا حدثت. 


أخبار مرتبطة