تاريخ النشر 14 سبتمبر 2015     بواسطة البروفيسور احمد جلال الصياد     المشاهدات 201

عدوى المسالك البولية في مرحلة الطفولة

قد تجلب الضرر الدائم للكلى عدوى المسالك البوليَّة هي الالتهابُ البكتيري الخَطِير الأكثر شيوعاً في الأطفال الصِّغار؛ حيث إنَّ واحداً تقريباً من كلِّ ثمانية أطفال يُصابون بها يَنتَهي به الأمرُ بتندُّبٍ في الكُلَى، وزيادة في مخاطِر الفَشَل الكلوي في وقتٍ لاحق من الحياة. لذلك، فإنَّ كشفَ هؤلاء ا
لأطفال في وقتٍ مبكِّر هو أمرٌ حاسِم؛ ويرى الباحِثون الآن أنَّ مزيجاً من ثلاثة عوامل - هي ارتفاع درجة الحرارة الشديد، وكشف تَشوُّهات الكُلَى عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتيَّة، وتحديد نوع البكتيريا المسبِّبة - يشير إلى هؤلاء المرضى بقدرٍ من الدقَّة يُوازي الاختبارَ المزعج المعتمد على القثطرة.
قال معدُّ الدراسة الدكتور نادر الشيخ، وهو أستاذٌ مساعد في جامعة بيتسبرغ وطبيب أطفال في مستشفى الأطفال في بيتسبرغ "وجدنا أنَّ في الإمكان - كثيراً أو قليلاً - التنبُّؤُ بالأطفال الذين هم في خطرٍ أعلى لهذه العدوى، وذلك من خلال النظر في ثلاثة أشياء مختلفة، عندما تأتي معاً".
في الماضي، اعتاد الأطبَّاءُ على الجمع بين القثطرة البوليَّة والأشعَّة السِّينية لكشف الأطفال المعرَّضين لخطر أكبر للتندُّب الكلوي.
يتطلَّب الاختبارُ استخدامَ القثطرة لملء مثانة الطفل بصبغةٍ خاصَّة؛ ثم يطلب الأطبَّاءُ من الطفل التبوُّل خلال التصويرِ الشُّعاعي، حتى يتمكَّنوا من معرفة ما إذا كان تدفُّقُ البول يدلُّ على وجود مشكلةٍ في الكُلَى.
قال الدكتور كينيث روبرتس، وهو طبيبُ أطفال في غرينسبورو، نورث كارولاينا، والذي كتب الافتتاحيةَ المرافقة لهذه الدراسة الجديدة "كان الأطبَّاءُ يستخدمون اختبارَ الأشعَّة السِّينية في سِتِّينيَّاتِ وسبعينيَّات القرن الماضي في كثيرٍ من الأحيان؛ ولكن، في السنوات الأخيرة اتَّجَهوا بعيداً عن ذلك".
وأضاف "أنَّ تلك الطريقةَ غيرُ مريحة أبداً، ومؤلمة جداً، وتنطوي على كمِّيةٍ ملحوظة من التعرُّض للإشعاع. وهي لا تستحقُّ وضعَ جميع الأطفال في خطر هذا الإجراء؛ ولكن، مع هذه الدراسة، لدينا الآن معلوماتٌ توضِّح أنَّها - ببساطة - ليسَ لها ما يبرِّرها".
ولمعرفةِ ما إذا كان هناك خيارٌ أفضل لكشف الأطفال الذين هم في خطرٍ أكبر لتندُّب الكلى، راجعَ الشيخ وزملاؤه البيانات المستقاة من دراساتٍ سابقة اشتملت على 1280 طفلاً تتراوح أعمارُهم بين 18 و ما دون ذلك.
عانَى حوالي 15 في المائة من هؤلاء الأطفال من تندُّب الكلى بسبب عدوى المسالك البولية. ووجد الباحثون أنَّ ثلاثةَ عوامل ارتبطت بقوَّة مع هذا التندُّب:
الحمَّى بمقدار 38.9 درجة.
عدوى بجراثيم أخرى غير الجرثومة التي تُدعى الإشريكية القولونيَّة.
كشف شذوذ أو تشوُّه في الكلى.
لقد أشار الباحثون إلى إنَّ النموذجَ الذي يقوم على هذه العوامل قد تَنبَّأ بما يقرب من 45 في المائة من الأطفال الذين انتهى بهم الأمرُ بندباتٍ في الكُلَى، وهذا المعدَّلُ يمثِّل فعَّاليةً تقلُّ بنسبة 3 في المائة إلى 5 في المائة فقط عن النَّماذج التي تنطوي على اختبارات الدم أو القثطرة والفحص بالأشعَّة السِّينية.
كما أشار الشيخُ إلى أنَّ القوَّةَ الحقيقية للاختبار تأتِي من قدرته على استبعاد الأطفال المعرَّضين للخطر.
وقال: "مع أنَّ التنبُّؤَ ليسَ مِثالياً؛ ولكن نستطيع أن نقولَ بدرجةٍ ما إنَّ هذه النسبةَ البالغة 80 في المائة من الأطفال هي نسبةٌ لمن لا ينتهي بهم المطافُ إلى حدوث التندُّب، ولا يكون لدينا ما يدعو للقلق تجاههم".
"يمكن للأطبَّاء تكثيفُ مراقبة الأطفال الذين هم في خطرٍ أكبر للتندُّب الكلوي. كما يجب أن يكونَ التركيزُ الرئيسي على منع العَدوى اللاحقة لدى هؤلاء الأطفال؛ ففي كلِّ مرَّة يحصل [التهابُ المسالك البولية]، يظهر احتمالُ التندُّب مرَّةً أخرى".
"والآن، بعدَ أن عرفنا المجموعات الأكثر تعرُّضاً للخطر، فلربَّما يمكننا الإشارة إلى طرق تقليل الالتهاب خِلال هذه العدوى، وربَّما منع التندُّب. كما يمكننا التراجُع عن الأشياء التي نفعلها وتكون مؤلمةً للأطفال، والتَّفكير في طرقٍ جديدة للحفاظ على الكلى لدى هؤلاء الأطفال".


أخبار مرتبطة