د سن الاربعين.
الجهاز الهضمى
مضاعفات الارتداد المريئي وسبل العلاج:
الارتداد المريئي في الواقع ان البنية الاهم في الحماية من حدوث الارتداد المريئي هي طبقة عضلية في اسفل المريء عند اتصاله بالمعدة تسمى مصرة المريء السفلي حيث تفتح بعد البلع ليتمكن الطعام من الدخول الى المعدة وتنغلق مباشرة بعد ذلك لمنع حدوث اي ارتداد لمحتويات المعدة بما فيها الحامض الى المريء وتحافظ على وضعية الاغلاق حتى يتم البلع مرة أخرى.
الأعراض السريرية قد تتشابه مع عدة أمراض:
الحرقة احساس بالحرقة خلف عظمة القص ويحدث هذا الاحساس بارتداد الحامض المعدي الذي تزيد كميته بعد تناول الوجبات وفي وضعية الاستلقاء عسر البلع والبلع المؤلم والتجشوء اما عن التظاهرات خارج المريء وهى الاعراض التي تحدث في مناطق خارج المريء وتلاحظ كثيرا واهم هذه الاعراض الم الصدر غير المفسر حيث يحضر المرضى الى عيادات امراض القلب اثر معاناتهم من الم في الصدر والاشتباه بوجود امراض نقص التروية القلبية من ذبحة صدرية واحتشاء قلبي ولكن بعد اجراء جميع الفحوصات يتبين عدم وجود اي علامات لذلك وهنا يتم الاشتباه بوجود الارتداد المريئي كمسبب لالم الصدر وهناك تظاهرات رئوية هناك العديد من الامراض الرئوية قد تظهر بسبب وجود الارتداد المريئي واهمها الربو القصبي التهاب القصبات المزمن و ذات الرئة الاستنشاقية وانقطاع التنفس اثناء النوم انخماص الرئة و التليف الرئوي و تظاهرات اذنية .
قد يراجع المرضى اختصاصي الانف والاذن والحنجرة اثر شكواهم من احد الاعراض التالية السعال والم الحلق وبحة الصوت والتهاب الجيوب الانفية المزمن والتهاب البلعوم الخلفي واحساس بوجود جسم غريب في الحلق التشخيص القصة المرضية مهمة جدا في تشخيص الارتداد المريئي وهناك اسئلة ذات اهمية تشخيصية عالية يوجهها الطبيب لمريضة وهى هل تعاني من احساس عدم الارتياح منتشر للاعلى خلف القص وهل يصاحب هذا الاحساس حرقة باعلى البطن وهل استعمال مضادات الحموضة تخفف هذه الاعراض هل حدثت الاعراض لمدة اكثر من 4 ايام خلال الاسبوع المنصرم وقد وجد ان 85% من المرضى يجيبون بنعم على جميع الاسئلة
وقد يلجا الطبيب لاجراء الفحوصات الشعاعية ونعني هنا الوجبة الباريتية وهي مفيدة في المرضى الذين يعانون من عسر البلع حيث يمكن ان توضح مكان وجود التضيق ان وجد كما يمكن الاستدلال على وجود وشكل الفتق الحجابي لاذا كان مصاحبا وفي كثير من الاحيان يجرى للمريض التنظير الهضمي العلوي بالمنظار حيث يتم التأكد من وجود التهاب المريء وتحديد درجة الالتهاب وامكانية وجود داء باريت وينفي وجود امراض اخرى مشابهة من ناحية الاعراض مثل القرحة الهضمية وفي اكثر من نصف المرضى يكون التنظير طبيعيا بالرغم من وجود الارتداد .
ومن الفحوصات التي قد يلجأ اليها الطبيب مراقبة افراز الحامض المعدي لمدة 24 ساعة ويستطب اجراء هذا الفحص في المرضى ذوي التنظير الطبيعي ويعانون من اعراض الارتداد المريئي ولا يستجيبو للعلاج او الذين يشكون من الم صدر غير نوعي ومظاهر خارج المريء ربو بحة سعال مزمن وكذلك في المرضى ذوي التنظير المرضي ولا يستجيبو للعلاج او المرضى الذين سيخضعوا للعلاج الجراحي التشخيص التفريقي يمكن ان يختلط تشخيص الارتداد المريئي بالكثير من الامراض التي تتشابه معه في الصورة السريرية نذكر منها التهاب المعدة التهاب المريء الميكروبي التهاب المريء بالادوية القرحة الهضمية عسر الهضم امراض القنوات الصفراوية امراض الشرايين التاجية القلبية اضطرابات المريء الحركية.
المضاعفات :
قد يترافق الارتداد المريئي بالعديد من المضاعفات ومنها التضيق وداء باريت السرطان الغدي للمريء العلاج يهدف العلاج الى اراحة المريض من الاعراض وشفاء التهاب المريء بالاضافة الى تجنب حدوث المضاعفات والخطوة الاولى والاهم في علاج التهاب المريء تقع على كاهل المريض ذاته وذلك باتباع النصائح والارشادات التالية رفع راس السرير من جهة الراس واتباع حمية صارمة لانقاص الوزن وتناول وجبات خفيفة بفترات متقاربة بدلا من الوجبات العادية والاهم عدم تناول الطعام قبل الذهاب الى النوم بساعتين على الاقل
كما يتوجب على المريض الامتناع عن التدخين والكحول والنعناع والشوكولاته والاطعمة الدسمة .
العلاج الدوائي:
فالهدف الاساسي منه هو اراحة المريض من الاعراض التي يشكو منها والحفاظ على درجة حموضة المعدة بمستوى 4 او اكثر وكانت مضادات الحموضة حجر الزاوية في العلاج حتى السبعينات من القرن الماضي حيث تم استحضار مضادات مستقبلات الهستامين حيث بدا استعمال السيميتيدين وحاليا يتوفر علاجات اخرى ضمن هذه المجموعة تعطي وظيفة افضل ومضاعفات اقل .
وفي عام 1988 بدا استعمال مضادات البروتون والعلاج الاقدم في هذه المجموعة هو الاميبرازول وتلا ذلك استحضار علاجات اخرى ضمن هذه المجموعة ومؤخرا طرح عقار ايسوميبرازول للتداول في عام 2000 م وتعطى هذه الادوية بمعدل مرة الى مرتين يوميا وقد يحتاج المرضى للمواظبة على العلاج لفترات طويلة وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب للتدخل الجراحي باجراء عمليات الهدف منها منع حدوث ارتداد حامض المعدة الى المريء ولا يتسع المقام هنا لتفصيلها