اً و لا يمكن تصديقها و لكن دكتور كريستيان برنارد حقق هذه المعجزة في سنة 1967، و نقل قلب من شاب أسمر مات في حادث ليحل محل قلب مريض في شخص أخر ، و كٌللت هذه العملية في وقتها بالنجاح و كان لها دوي كبير في الأوساط الطبية ، و أخذ العلماء يطرون هذه العملية ، و يحسنون أدائها بعد ذلك .
كانت المشكلة الرئيسية دائماً هي رفض الجسم تقبل القلب الغريب ، و مات كثير من المرضي بعد مدة وجيزة من إجراء هذه العملية .و عليه فإن من يقبلون على إجراء هذه العملية قد انخفض من 100 فرد في سنة 1968 حتي وصل إلي 18 فرداً فقط سنة 1970 ، و كانت المعضلة العظمي هي رفض الجسم دائماً تقبل أي نسيج يزرع فيه ، منتزع من شخص آخر .
و لكن في سنة 1980 استطاع البروفسور نومان شوواي في كاليفورنيا هو و عدد من مساعديه أن يتغلبوا بعض الشئ على هذه المشكلة ، و قرروا أن نصف من أجريت لهم هذه العملية قد استطاعوا الحياة لمدة عام واحد بعد إجراء العملية ، و ذلك بفضل استعمال مركبات صيدلانية جديدة تحد من رفض الجسم للقلب الغريب،
و قد شرح الدكتور برنارد أول من أجري هذه العملية سبب فشل عمليات استبدال القلب وكان ذلك في مؤتمر طبي في سيدني بأستراليا و قال ما يلي :-
إن هذه الجراحات التي تجري لنقل قلب صحيح لإحلاله مكان قلب مريض لا يمكن وصفها بأنها ناجحة من حيث تنهي مرض المريض ، إنها مخففه له فحسب ، و مهما عالجنا ميل الجسم لرفض القلب المستزرع حتى و لو نجحنا في ذلك تماماً فإن هذا القلب لا يمكن أن يعمل في الجسم المنقول إليه أكثر من خمس سنوات لو صاحب المريض التوفيق .
و يستطرد الدكتور برنارد في حديثه قائلاً :-
إن الدكتور بلابرج الذي نقلت إليه قلباً سليما من 7 أشهر فقط يحيا الآن حياة عادية ، إن هذا الرجل ما كان يستطيع أن يعيش أكثر من سبعة أيام لو تركناه دون إجراء هذه العملية ، فالجراحة التي أجريناها له بنقل قلب سليم إليه كانت ناجحة من حيث الغاية منها ، ألا و هي حفظ الحياة ، ولكن لا زال القلب المنقول إليه يعد قلباً غير طبيعي ، و خلاف ذلك فإن مرض قلبه الأصلي قد نتج في الحقيقة عن اختلال في كيمياء جسمه ، نتج عنه مرض أخر هو تصلب الشرايين ، و تغيير القلب لا يذهب بتصلب الشرايين ، و لذلك يستمر القلب يعاني من هذا التصلب ، و ما هي إلا سنوات حتي يصاب شريانه التاجي الذي يغذي عضلات القلب بالدم بانسداد ، و يموت القلب الجديد بانسداده .
أو قد يكون مرض القلب الأول الذي يراد استبعاده ناتج عن إخفاق ميكانيكي في ناحية من نواحي الجسم ، كاحتقان في الرئتين يؤدي ، إلي تحميل القلب ضخ الدم بقوة فوق استطاعته ، فلا تلبث أن تذهب عنه مرونته ، و يكبر حجمه لو ترك حيث هو حتي يصاب بالعجز التام عن ضخ الدم و يموت الرجل ، فالقلب الجديد سوف يوضع حيث مكان القلب القديم ، فهو إذاً سوف يعاني مما كان يعانيه القلب القديم ، فلا يلبث أن يمرض ، و يموت هو الآخر .
و بناءا على ما سب فإن عملية زرع القلب او استبدال القلب هى عملية تهدف بالاساس على منح المريض فرصة لحياة أطول و تزداد احتمالية طول هذه الفترة من الحياة كلما كانت الحالة الصحية جيدة خارج اطار القلب و لا يدرى أحد ماذا سيكون غدا فرما نسمع أن تلك العملية أصبحت تتم بمنتهى السرعة و اليسر دون ادنى رفض من الجسم أو دون حدوث اى مشكلات او امراض بالقلب المزروع جديدا . . .