يرها من العناوين البراقه التي تصدرت الصحف مده طويله في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين .
وقد كان اكتشاف الأشعه السينية بالصدفه البحته ، حيث ان رونتجن كان يقوم بأبحاثه اساسا علي ما يسمي بأشعة المهبط (الإلكترونات ) و في أحد الأيام اضطر للقيام بابحاثه في الظلام ، عندها لاحظ أن ورقه مدهونه بماده معينه بعيدا عن انبوبة أشعة المهبط قد توهجت اثناء عمل الأنبوبه ، أطفأ الانبوبه فتوقف التوهج ،وعندما نقل الورقه إلي الجهة الأخري من الجدار و شغل الأنبوبه ثانية توهجت الورقه من جديد ..
عندها استنتج رونتجن وجود نوع جديد من الاشعه مختلف تماما عن أشعة المهبط ، نوع له قدره عاليه علي الاختراق و التأثير في المواد و الأفلام الحساسه للضوء ..
و لأن رونتجن لم يعرف الخصائص الكامله لهذه الأشعه المجهوله فقد أطلق عليها أشعة إكس ،حيث الرمز إكس يرمز إلي القيمه المجهوله في الرياضيات ، و لأن المقابل له هو الرمز سين عند العرب فقد ترجمنا اسم تلك الاشعه الجديده إلي الأشعه السينيه !!
استخدامات الاشعة السينية ( اشعة اكس)
اشعة اكس.jpg3
أما عن استخدامها في الطب فقد بدأ مع مريض مصاب برصاصه في ساقه ، وباستخدام الأشعه السينيه تم تحديد مكان الرصاصه و انتزاعها بدقه. بعدها انتشر استخدام الأشعه السينيه في تصوير جميع أجزاء الجسم ، وكان لزاما أن تنشأ علوم أخري متعلقه ، مثل أوضاع التصوير و قواعد الغرفه المظلمه و الفيزياء الطبيه .
كما أدي اختراع الكمبيوتر وتطويره إلي تطور التصوير بالأشعه السينيه عن طريق استبدال الأفلام المعتاده بشرائح حساسه للضوء يتم استخلاص الصوره من عليها بواسطة قارئ إلكتروني و نقلها إلي الكمبيوتر قبل طبعها ،حيث يمكن إجراء تعديلات هامه علي الصوره تزيد من جودة الصوره و دقة التشخيص .
و كل اجزاء الجسم تقريبا يمكن تصويرها بالأشعه السينيه مثل الرأس و الرقبه و الصدر و البطن و الأطراف ، ويعتمد وضع التصوير علي التشخيص الاكلينيكي المشتبه به ..
ويقوم فني الاشعه عادة بالتصوير أما الطبيب فيقوم بالإشراف الطبي و كتابة تقارير الأشعه عن طريق وصف الأمراض المختلفه التي يظهرها الفلم و التفرقه بين ماهو مرض فعلي و ماهو خلل في الصوره (أرتيفاكت) .
عيوب الاشعة السينية
أما عن عيوب الأشعه السينيه فمثلها مثل الأشعه المؤينه بصفه عامه لها بعض الأضرار و كنا قد تكلمنا عن ذلك في المقال السابق بعنوان الاشعة المؤينة
هناك أيضا عيوب تقنيه ، لأن الاشعه العاديه محدودة الفائده في تشخيص أمراض الأجزاء الرخوه مثل المخ مثلا ، كذلك فإن الصوره الناتجه تكون أحيانا متداخله و لا يمكنك تحديد موضع المرض بدقه إلا إذا قمت بتصوير نفس الجزء في أكثر من وضع تصويري .
وربما كانت هذه العيوب و غيرها هي المدخل للتفكير في التصوير المقطعي (التوموجرام) والذي انتهي إلي اختراع التصوير بالأشعه المقطعيه المعروفه الآن ..كيف كان ذلك ؟
هذا هو موضوعنا القادم إن اراد الله .