تاريخ النشر 2 سبتمبر 2015     بواسطة الدكتورة جوهرة علي الزبيدي     المشاهدات 201

العقم

العقم هو مرض يصيب جهاز التكاثر لدى الانسان. وتشير المعطيات الى ان ما يتراوح بين الـ 10%-15% من الازواج، بين جيل 18-45 يصابون بالعقم. يتم تصنيف الزوجين على انهما يعانيان من العقم، اذا لم ينجحا بتحقيق الحمل، بعد سنة من ممارسة النكاح المنتظم بدون استخدام الوسائل الواقية للحمل. من المتوقع ان يمكن ل
معظم الازواج ان يصلوا الى الحمل والانجاب، بعد استعمال العلاجات الحديثة والتكنولوجية المتوفرة اليوم.
فحص طبي: في الحالات التالية يفضل عدم الانتظار لمدة سنة، والتوجه الى الطبيب المختص عاجلا، او بعد ستة اشهر من محاولات الحمل:
ا. دورة شهرية غير منتظمة.
ب. الشك بفحص مني غير سليم.
ج. الشك بوجود مرض او تلوث او جراحة في الرحم، في الابواق (قنوات فالوب - Fallopian tubes) او المبيض.
د. عمر المراة  يزيد عن 35 سنة.
أسباب وعوامل خطر العقم
يبدا الحمل بالتقاء ناجح للبويضة التي تصل الى البوق مع نطفة (حيوان منوي) تم قذفها في المهبل، فتتحرك عبر الرحم، وصولا الى البوق. بعد تسلل النطفة الى البويضة بنجاح وتخصيبها، ينتقل الجنين الى الرحم، وبعد انغرازه بنجاح ببطانة الرحم، يتطور الحمل. وقد تؤدي اي اعاقة لهذه العملية المعقدة الى العقم.
في 40% من حالات العقم تكون المراة هي المسؤول، وفي 40% من الحالات يكون الرجل، وفي الـ 20% المتبقية يكون السبب مجهولا. لدى 20%-30% من الازواج يكون هناك عدة اسباب للعقم، وبشكل عام تكون هناك مجموعة من الاسباب التي يكون مصدرها الرجل والمراة.
اسباب العقم الشائعة لدى النساء هي: انسداد بالابواق (35%)، اضطرابات بالابادة (25%-35%)، غير واضحة (20%) وغيرها. عادة ما ينجم الانسداد القريب من المبيض، عن عدوى تاتي من خارج المبيض، بسبب التهاب، جراحة في الحوض او انتباذ بطاني رحمي (Endometriosis). في المقابل يعتقد ان اكثر الاسباب شيوعا للانسداد القريب من الرحم، هو سدادة مخاطية (Mucous plug) داخل البوق. يساهم عمر المراة بشكل كبير في العقم واضطرابات الاباضة. وهناك انخفاض كبير في احتمالات الحمل بعد جيل الـ 35 والتي تتفاقم بشكل حاد بعد جيل الـ 38-40. بالاضافة لذلك، ان احتمال حدوث اضطراب صبغي (Chromosomal) وراثي في البويضة والجنين يرتفع بشكل كبير مع التقدم في العمر.
ينجم سبب عقم الرجل في الغالب عن اضطراب غير واضح، فمن الممكن ان يكون وراثيا، مع او بدون اسباب بيئية، في انتاج الحيوانات المنوية او انخفاض حاد بعددها، بقدرتها على الحركة وبشكلها السليم. كما يمكن ان يكمن السبب في العنانة (impotence)، اضطراب بالقدرة على قذف النطف او ممارسة النكاح السليم، او نتيجة انسداد في القنوات الموصلة للنطف – وكلها عوامل قد تؤدي للعقم ايضا. وقد يساهم الضغط النفسي والقلق بالعقم لدى الزوجين، حيث يمكن ان يزداد الضغط اكثر عندما يكون سبب العقم غير واضح.
أسئلة وأجوبة
ماذا افعل مع الام الظهر اثناء الحمل؟
ما هي علامات مقدمات تسمم الحمل؟
كيف يؤثر مرض التليف الكيسي على جهاز التناسلي؟
متى ينبغي تلقي المشورة عند الشك بالاصابة بانفلونزا الخنازير؟
كيف يسبب الانتباذ البطاني الرحمي لمشاكل؟
تشخيص العقم
يجب فحص كلا الزوجين معا. وبالاضافة الى السجل المرضي العائلي والفحص الطبي، يشمل الفحص الاولي فحصا للحيوانات المنوية (تركيز، حركة وصورة الحيوانات المنوية)، فحوصات لتقييم الاباضة (متابعة حرارة، فحص اباضة ذاتي، او فحوصات هورمونية وفوق صوتية)، فحص الرحم والابواق (تصوير الرحم او تصوير طبقي بامواج فوق صوتية مع حقن وسط تبايني (contrast medium). يتم اجراء فحوصات اضافية عند الحاجة، مثل فحص انتقال الحيوانات المنوية في مخاط عنق الرحم (Cervical mucus)، او فحوصات باضعة اكثر كالنظر لجوف البطن (تنظير البطن – laparoscopy).
علاج العقم
تتم ملاءمة علاج العقم للزوجين. يمكن لتوقيت صحيح للنكاح او النكاح بشكل يومي، او حتى مرتين في اليوم في وقت الاباضة (وليس مرة كل يومين)، ان تؤدي احيانا للحمل. عند وجود انسداد في ممرات المني او الابواق، من الممكن الالتفاف على الانسداد، او محاولة فتحه في حالات معينة. عند انسداد الابواق بسبب عدوى في فراغ البطن، يمكن التغلب على المشكلة بواسطة اخصاب في المختبر (In vitro fertilization – IVF)، او محاولة تحسينه بواسطة جراحة تنظير البطن. عند تواجد الانسداد في الابواق، قريبا من الرحم، يكون العلاج الاكثر فاعلية هو قثطرة (catheterization) الابواق.
يتم تنظيم الاباضة عن طريق الادوية، كالكلوميفين (Clomiphene)، او بحقن هورمونات موجهة الغدد التناسلية (gonadotropin) - )FSH او LH(، والتي يتم انتاج معظمها اليوم بواسطة الهندسة الجينية. ان من شان الدمج بين العلاج الدوائي والتلقيح داخل الرحم (intrauterine insemination) ان يزيد من احتمالات نجاح الحمل. التعقيد الاساسي في العلاجات الهورمونية والـ IVF يكمن في الحمل متعدد الاجنة.
الاخصاب في المختبر (IVF)، وحقن المني لداخل البويضة (Intracytoplasmic sperm injection – ICSI)، هو العلاج الاكثر انتشارا، وهو ناجح جدا لعلاج عقم الرجل والمراة. ولد اكثر من مليون طفل في العالم من IVF. مع ذلك، ما تزال هناك متابعة لهؤلاء الاطفال للتاكد من كون العلاج امن كليا. تمكن هذه الطريقة الحديثة من الاخصاب  من الحمل حتى في الحالات التي تستدعي اخراج حيوانات منوية فردية من الخصية، التبرع بالبويضات او المني، الرحم الظئر (Surrogate mother - الام الحاضنة البديلة)، او تشخيص جيني سابق للانغراس (Preimplantation genetic diagnosis – PGD). لان 30%-60% من البويضات والاجنة غير سليمين جينيا (يتعلق الامر في الاساس بعمر المراة)، يمكن للتشخيص الجيني ارجاع الاجنة السليمة ومنع العيوب الوراثية والاجهاض.
يمكن للدمج بين التشخيص الجيني (PGD) وارجاع جنين واحد فقط الى الرحم، ان يمنع حدوث تعقيد الحمل متعدد الاجنة، ويتيح للازواج الحصول على حمل وطفل سليمين.


أخبار مرتبطة