ُ على حوالي 600 مريض، استخدمت منهم نسبةٌ تجاوزت 66 في المائة نوعاً أو نوعين من مُضادَّات الحُموضة بعدَ تشخيص الإصابة بالسرطان.
قال الباحِثون إنَّ الارتِجاعَ الحمضيّ، الذي يُعرف باسم حرقة المعِدة عادةً، هو من التأثيرات الجانبيَّة الشائِعة للعِلاج الكيميائيّ أو العلاج بالأشعَّة. وتشتمل مضادَّات الحموضة من زمرة مُثبِّطات مضخَّة البروتون على أدوية مثل بريلوسيك Prilosec ونيكسيوم Nexium وبرفاسيد Prevacid، بينما تشتمل حاصراتُ الهيستامين2 على أدوية مثل تاغاميت Tagamet وزانتاك Zantac وبيبسيد Pepcid.
بيَّنت الدِّراسةُ أنَّه بالمُقارنة مع المرضى الذين لم يستخدموا مُضادَّات الحُموضة، انخفض خطرُ الوفاة بنسبة 45 في المائة عند المرضى الذين استخدموا مُثبِّطات مضخَّة البروتون؛ كما انخفض أيضاً خطرُ الوفاة بنسبة 33 في المائة عندَ المرضى الذين استخدموا حاصِرات الهيستامين2.
قالت مُعِدَّةُ الدِّراسة الدكتورة سيلفانا باباغيراكيس، الأستاذة المُساعدة في طبّ الأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعُنق لدى كلية الطب في جامعة ميشيغان: "كانت لدينا شُكوكٌ حول وُجود تأثيرات مُفيدة لهذه الأدوية في المآل عند المرضى؛ ودفعنا هذا إلى مُراجعةِ مجموعةٍ كبيرة من المرضى من نفس فئة العُمر وتَفحُّص استجابتهم حول الأدوية الشائعة التي استخدموها، مُركِّزين على مُضادَّات الحُموضة. وفي الحقيقة، أظهرت دراستُنا أنَّ المرضى، الذين يتناوَلون مُضادَّات الحُموضة، تتحسَّن حالاتُهم بشكلٍ أفضل".
من غير الواضِح لماذا قد تُحسِّنُ مُضادَّات الحُموضة من فُرَص البقاء، لكن بدأ الباحِثون في السَّعي إلى إيجاد إجابات لهذه المسألة.
قالت باباغيراكيس: "حالياً، قد يستخدم المرضى هذه الأدويةَ أو يمتنعونَ عن استخدامها وِفقاً لأعراض الارتِجاع الحمضيّ التي تظهر عندهم. ونعتقد أنَّ هذه الأدويةَ يُمكن أن تُفيدَ في منع السَّرطان من الاستفحال؛ وربَّما تُؤدِّي الفتراتُ الطويلة من استخدامها إلى تأثيرات ملحُوظة من ناحية فُرص البقاء".
"تُبيَِّن دراستُنا أنَّ هذه الأدويةَ قد تكون ذات فائدة أكثر للمرضى، بالمُقارنة مع مُجرَّد ضبط التأثيرات الجانبيَّة".
يُخطِّطُ الباحِثون إلى التحرِّي حول ما إذا كان استخدامُ مُضادَّات الحُموضة من قبل مرضى الارتجاع، أو أشخاص لديهم آفات مُحتَملة التسرطن، قد يُقلِّلُ من خطر الإصابة بسرطان الرأس والعُنق.