7.4 مليون حالة وفاة بسبب الأمراض القلبية التاجية وحدثت 6.7 مليون حالة جرّاء السكتات الدماغية.
عوامل الخطر
ومن أهم عوامل الخطر في الإصابة بأمراض القلب: الأطعمة الدهنية وارتفاع ضغط الدم والضغوط العصبية والنفسية ونمط الحياة العصرية الذي يتسم بالكسل والخمول. ووفقا لدراسة حديثة نشرت بموقع «رعاية الصحة» الأميركي، قام بها باحثون من إسبانيا، فان مشاهدة التلفزيون لمدة 3 ساعات أو أكثر خلال اليوم ترفع نظريًا فرص الوفاة بأمراض القلب وخطر التعرض للوفاة المبكرة بمعدل الضعف مقارنة بمشاهدة التلفزيون لوقت أقل. وتؤكد هذه النتائج دراسة أخرى أشرف عليها باحثون من جامعة هارفارد الأميركية ونشرت في عام 2011، أن كل ساعتين مشاهدة التلفزيون ترفع فرص الإصابة بأمراض القلب بنسبة 15 في المائة، وكما ترتفع فرص الإصابة بمرض السكري بنسبة 20 في المائة. وعليه نصح فريق الدراسة بعدم الجلوس طويلا أمام شاشات التلفزيون، وعند الضرورة يجب الحركة والمشي كل ربع ساعة.
ولحسن الحظ فإن معظم عوامل الخطر في أمراض القلب (ما عدا العمر والجنس والعامل الوراثي) يمكن الوقاية منها وتقليل فرص الإصابة بها، وذلك من خلال:
* اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضار والفواكه.
* التحكم الجيد في ارتفاع ضغط الدم.
* عدم التعرض للضغوطات والأزمات النفسية.
* مقاومة السمنة والوزن الزائد.
* الإقلاع عن التدخين والكحول.
* التحكم في ارتفاع نسبة الكولسترول والسكر في الدم.
* المحافظة على اللياقة البدنية وممارسة الرياضة بانتظام.
أنواع أمراض القلب
التقت «صحتك» الدكتور ممدوح سبحي استشاري أمراض القلب بمستشفى الملك فهد بجدة الذي أوضح أن أمراض القلب كثيرة ومتنوعة وتشمل أمراض الشرايين التاجية القلبية ومن أهمها الترسبات الدهنية والكولسترول في الجدار الداخلي للشرايين مما ينتج عنه ضيق في تجويف الشرايين مع تلف في الخلايا الداخلية المبطنة للشرايين مما ينتج عنه تكوين تجلطات دموية وتخثرات ومن ثم نقصان في تدفق الدم والأكسجين لعضلة القلب مما يسبب ذبحات صدرية مستقرة وغير مستقرة واحتشاء عضلة القلب أو جلطات عضلة القلب.
ومن أمراض القلب أيضا التهاب غشاء التامور المغلف للقلب أو ارتشاح وارتجاع السوائل في الغشاء التاموري، وأيضا أمراض عضلة القلب اليمنى أو اليسرى أو معا أو اعتلال عضلة القلب مما يؤدي إلى قصور في كفاءة عضلة القلب وذلك قد يسبب فشلا قلبيا انقباضيا أو انبساطيا أو معا. وأيضا تشمل أمراض القلب التهاب شغاف القلب أو الجدار الداخلي المبطن لعضلة القلب مع تكوين تجلط أو خثرة دموية بكتيرية ملتهبة بصمامات القلب مما قد يؤدي إلى تلف هذه الصمامات مصحوبة بارتجاع شديد في الصمامات وتشمل أيضا الإصابة بحمى روماتيزمية في صمامات القلب مما ينتج عنه ضيق أو ارتجاع في صمامات القلب يسبب تليفها وتلفها.
القلب والصوم
أكد الدكتور ممدوح سبحي أن للصيام فوائد عظيمة على عضلة القلب وزيادة كفاءتها ونشاطها للمرضى القادرين على الصيام، فقد ثبت طبيا أن الصيام يريح عضلة القلب ويقويها وينشطها وذلك بسبب تخفيف الضغط عليها وإراحتها وتقليل كمية احتياجها للأكسجين أثناء النهار (وقت الصيام) وذلك بسبب حرق الدهون الموجودة تحت الجلد والمبطنة لأعضاء الجسم وحرق السكريات والنشويات المخزنة في الكبد مما ينتج عنه نقصان الوزن في شهر الصيام. فسلامة القلب وصحته مرتبطة ارتباطا مباشرا بحجم الطعام في المعدة ونوعيته، فكلما نقص حجم الطعام الصحي والمفيد زادت كفاءة عضلة القلب ونشاطها.
صيام مرضى القلب
وبالنسبة لصيام مرضى القلب، أوضح د. ممدوح سبحي أنه يمكن تقسيمهم في شهر رمضان طبيا إلى ثلاثة أقسام:
* القسم الأول: مرضى يمكنهم الصيام دون أي تحفظات. وهم المرضى الذين تكون حالتهم القلبية مستقرة دون أخذ العلاج الطبي وذلك يكون في بدايات المرض من غير وجود أعراض معينة أو فحص إكلينيكي يدل على تشخيص المرض مع استقرار علاماتهم الحيوية. وهذا القسم يمكن له الصيام في رمضان بشكل عادي من دون حدوث أي مضاعفات طبية تذكر، ومثال ذلك مرضى التهابات الصمامات القلبية الروماتيزمية المزمنة المصحوبة بضيق أو ارتجاعات بسيطة بالصمامات وأيضا مرضى الضغط المرتفع البسيط والذين يتم علاجهم فقط بحمية الغذاء والتقليل من تناول الملح مع الرياضة المنتظمة وإنقاص الوزن.
* القسم الثاني: مرضى يمكنهم الصيام مع اتخاذ بعض التدابير والتحفظات. وهم الذين تكون حالتهم الطبية مستقرة فقط عند أخذ العلاج الطبي والذي يحدد ذلك في حالة وجود بدائل لإعطاء عقاقير بديلة طويلة الأجل تؤخذ مرة أو مرتين باليوم بأقصى حد في حالة عدم وجود أعراض عند المريض وعدم وجود دلائل إكلينيكية لعدم استقرار الحالة. وأمثلة هذه الفئة تشمل أمراض القلب الأخرى مثال ذلك مرضى الذبحة الصدرية المزمنة المستقرة ومرضى احتشاء عضلة القلب أو جلطات القلب أو عمليات القلب المفتوح بعد مرور 4 إلى 6 أسابيع بعد الأزمات القلبية ومرضى التهابات الصمامات القلبية الروماتيزمية المزمنة المستقرة طبيا بالعلاج وأيضا المرضى الذين يعانون من اختلال نظم القلب المزمن المستقرة حالتهم بالعلاج.
ممنوعو الصيام
* القسم الثالث: مرضى لا يمكنهم الصيام بتاتا. وهم المرضى الذين تكون حالتهم الطبية غير مستقرة حتى مع أخذ العلاج الطبي وتكون علاماتهم الحيوية غير مستقرة أيضا وخصوصا في حالة وجود انخفاض الضغط مع تسارع في معدل سرعة نبضات القلب مع وجود أعراض انخفاض الضغط مثل برودة الأطراف بسبب نقصان كمية الدم المغذية للجلد والأطراف ونقصان في كمية التبول بسبب قصور حاد في وظائف الكلي بسبب نقصان كمية الدم والأكسجين المتدفق إلى الكليتين ووجود دوخات مستمرة بسبب هبوط في دورة الدم المغذية للمخ، وهذا يكون بسبب وجود فشل قلبي انقباضي مع قصور في أداء وكفاءة عضلة القلب مع وجود احتقان رئوي حاد مع ارتشاح السوائل وتجمعها في الرئتين بسبب وجود فشل قلبي انبساطي مما قد يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الشريان الرئوي والمصحوب بفشل وقصور في أداء عضلة القلب اليمنى مع ارتجاع في الصمام الترايكسبي مما يسبب تورمات بالقدمين والأطراف واحتقان الكبد مع ارتفاع في إنزيمات الكبد واستسقاء بريتوني بسبب تجمع السوائل في تجويف البطن وأيضا ارتشاح بلوري وتجمع السوائل في تجويف غشاء التامور.
ومن الأمثلة على هذه الفئة الذبحة الصدرية غير المستقرة ومرضى احتشاء عضلة القلب أو جلطات القلب الحادة والمرضى حديثي العهد بعد عمليات القلب المفتوح بسبب ترقيع الشرايين التاجية أو تغيير أو ترميم صمامات القلب وأيضا تشمل التهاب شغاف القلب وذلك لضرورة تناول المضادات الحيوية بشكل متكرر ومنتظم مدة أسابيع والتي تعطي في الغالب بمحاليل طبية مما قد تفطر المرضى الصائمين وتشمل أيضا التهابات صمامات القلب الروماتيزمية الحادة مع دلائل على نشاط هذه الالتهابات، وأيضا تشمل مرضى اعتلال عضلات القلب والمصحوب بفشل انقباضي أو انبساطي أو معا وتبعات ذلك من مضاعفات، وتشمل أيضا اختلال في نظم وكهربة القلب مما يحتاج إلى تناول عقارات طبية بشكل متكرر ومنتظم، وتشمل أيضا التهاب غشاء التامور الحاد المحيط بالقلب والحاجة إلى أخذ مسكنات بشكل متكرر، وأيضا مرضى اعتلال في عضلة القلب مع قصور في كفاءتها والذين بحاجة إلى تناول مقويات لعضلة القلب توضع في محاليل وريدية.