تجويف الشرايين التاجية القلبية واللتي من خلالها يتدفق الدم المحمل بالاكسجين إلى عضلة القلب. ويوجد نوعان من الذبحة الصدرية النوع الأول الذبحة الصدرية المستقرة Stable Angina pectoris وفي هذا النوع تسبب ترسبات الدهون والكوليسترول إلى تضيقات في الجدار الداخلي للشرايين التاجية القلبية ومن ثم نقص في تدفق الدم المغذي لعضلة القلب وهذا يسبب ألام بالصدر أثناء المشي لفترة معينة أو القيام بجهد معين واختفاء ألام الصدر عند التوقف عن المشي أو بذل الجهد بدون استخدام العقاقير الطبية وتكون ترسبات الكوليسترول مستقرة في مكانها و غير قابلة للتمزق وتفتيت جزيئاتها والتضيق يكون بشكل متناسق في جدار الشرايين التاجية.
النوع الثاني من الذبحة الصدرية هي الذبحة الصدرية الغير مستقرة unstable Angina pectoris وفي هذا النوع يكون هناك نقص شديد في تدفق الدم المحمل بالاكسجين إلى عضلة القلب مما يسبب ألام بالصدر أثناء الراحة أو عند بذل الجهد البسيط ويحدث فقط قصور شديد في تروية القلب من دون حدوث تلف أو تليف أو احتشاء في عضلة القلب وبالتالي يكون معدل انزيمات القلب طبيعية بالدم وفي هذا النوع تكون ترسبات الكوليسترول غير مستقرة وقابلة للتمزق وتفتيت جزيئاتها داخل تجويف الشرايين التاجية القلبية مما يسبب جرح وتلف في طبقة الخلايا الداخلية المبطنة لجدار الشريان الداخلي وذلك يسبب تنشيط الصفائح الدموية وكريات الدم البيضاء بشكل كبير وعوامل التخثر الداخلية بالدم وهذا يؤدي إلى إفراز مواد تزيد من تضيقات الشرايين التاجية مع حدوث التصاق للصفائح الدموية في تجويف الشرايين الداخلية مما يسبب خثرة دموية أو تجلط بالدم وهذا بدوره يؤدي إلى مزيد من نقص تدفق الدم إلى القلب وقصور شديد بالدورة الدموية المغذية لعضلة القلب من دون إحداث تلف أو جلطات بعضلة القلب والتضيق نتيجة تراكم الكوليسترول في هذا النوع يكون بشكل غير متناسق في جدار الشرايين التاجية القلبية مما يؤدي إلى مزيد من القصور في الدورة الدموية للقلب.
وأعراض الذبحة الصدرية الغيرمستقرة الشائعة هي ألام شديدة في منتصف الصدر وبحجم قبضة كف اليد توصف على أنها حرقان بالصدر أو قرصة أو قطع أو ثقل بالصدر يحدث أثناء الراحة أو عند بذل الجهد البسيط لمدة دقائق إلى أقل من 20 إلى 30 دقيقة ومن أعراض الذبحة الصدرية الغير مستقرة هو تغيير في طبيعة الألم بشكل مفاجئ لمرضى الذبحة الصدرية المستقرة حيث يكون الألم أكثر شدة في درجته وأكثر تكرارا وأطول مدة وعدم منعه بالتوقف عن أداء الجهد وقلة المسافة اللتي تسبب ضهور الألم عند بذل الجهد مقارنة بالسابق وايضا الحاجة إلى استخدام المريض عدة مرات عقار الايزورديل الموسع للشرايين لتسكين الألم وقد يحدث الألم عند تناول وجبة دسمة قبل النوم أو التعرض للبرودة في فصل الشتاء أو التوتر ولانفعال وايضا في المناطق المرتفعة لانخفاض نسبة الأكسجين في الهواء وفي حالات ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير ومفاجئ وارتفاع نسبة معدل السكر في الدم لمرضى السكري وفي وجود فقر الدم وانخفاض نسبة الهيموجلوبين أو تسارع في معدل ضربات القلب لأي سبب كان أو خلل في نظم ضربات القلب أو تباطؤ في معدل ضربات القلب وفي حالات انخفاض الضغط المصحوب بنقص تروية عضلة القلب وخصوصا انخفاض الضغط الانبساطي أو القراءة الأدنى وايضا عند زيادة الأحماض في الدم ومثال ذلك داء السكري ومرضى الفشل الكلوي وعند وجود انخفاض في نسبة الأكسجين بالدم ومثال ذلك مرضى التهابات وتليف الرئتين وهذه كلها عوامل ثانوية تساعد على حدوث نوبات الذبحة الصدرية الغير مستقرة وقد ينتشر ألم الصدر إلى الكتف الأيسر والذراع الأيسر أو ينتشر إلى الحلق والفك السفلي والأسنان وأحيانا ينتشر إلى أعلى البطن ويكون مصحوب بتعرق وغثيان وقيئ ودوخة وضيق بالتنفس وخفقان بالقلب.
وبالنسبة للصيام فمريض الذبحة الصدرية المستقرة يمكنه الصيام بشكل عادي مع النصيحة بعدم بذل الجهد اللذي يؤدي إلى ألام الصدر.
وأما مريض الذبحة الصدرية الغير مستقرة الحادة في خلال أول 4 إلى 6 أسابيع بعد الأزمة فلا يمكنه الصيام خصوصا عند وجود الأعراض وذلك بسبب الحاجة إلى تناول عقاقير طبية بشكل منتظم ومتكرر مع الحاجة في بعض الأحيان إلى تناول عقار الايزورديل الموسع للشرايين عن طريق اذابته تحت اللسان.
ويمكن لمريض الذبحة الصدرية الغير مستقرة الصيام بعد مرور 4 إلى 6 أسابيع بعد الأزمة في حال استقرار الحالة الطبية والسيطرة بالعلاج الطبي واستقرار العلامات الحيوية مع عدم وجود أعراض طبية توحي بعدم الاستقرار
وفي كلا النوعين من الذبحة الصدرية المستقرة والغير مستقرة ينصح للمرضى بعدم الإفراط في الطعام والتخمة والإكثار من تناول الخضروات والفواكه مع التقليل من كمية اللحوم الحمراء والأطعمة السريعة المشبعة بالدهون والمحاولة في فقدان الوزن قدر المستطاع والمشي الصحي والمفيد مع الرياضة الخفيفة المفيدة وعدم السهر لفترات طويلة والنوم الكافي لراحة الجسم وعدم التوتر والتفكير الذهني لفترات طويلة وعدم التدخين والامتناع عن تناول الكحول ومن المهم جدا عند المرضى اللذين يعانون من ارتفاع الضغط أن يكون الضغط تحت السيطرة الطبية بحيث ألا يزيد عن 140/90 وان يكون مستوى معدل سكر الدم في الحد الطبيعي عند المرضى اللذين يعانون من داء السكرى وكذلك من الأولية أن يكون مستوى الكوليسترول في الحد الطبيعي وتحت السيطرة بالعلاج الطبي والمعدل الأمثل هو إلا يزيد الكوليسترول الكلي Total cholesterol عن 150 مج والا يزيد الكوليسترول ذو الكثافة الأدنى LDL عن 70 مج وألا ينقص مستوى الكوليسترول ذو الكثافة الأعلى HDL عن 40 مج عند الرجال وعن 50 مج عند للنساء وان يكون معدل الدهون الثلاثية TG هو 150 مج أو أقل.