وية السمع الأشخاصَ المصابين بنقص في حاسَّة السمع، بسبب أيِّ ضرر أصاب الخلايا الحسَّاسة الدقيقة في الأذن الداخلية. وقد يحدث هذا الضررُ بسبب الإصابة بمرض، أو بسبب التقدُّم في السِّن، أو نتيجة إصابة ناجمة عن ضجيج شديد أو عن بعض الأدوية.
لا تفيد هذه الأجهزةُ إلاَّ خُمس عدد الأشخاص المصابين بنقص السمع؛ فإذا ارتأى الشخص أنَّ جهاز تقوية السمع يُمكن أن يكون مفيداً له، فإنَّ عليه أن يستشير طبيبه أوَّلاً.
مقدِّمة
تعدُّ المشاكلُ السمعية واسعة الانتشار عند كبار السن؛ فحوالي واحد من كلِّ ثلاثة أشخاص ممَّن هم فوق الخامسة والستِّين سنة من العمر يعاني من نقص السمع.
يستطيع معظمُ الذين يستخدمون المعينات السمعية أن يسمعوا جيِّداً بواسطتها. وقد باتت المعيناتُ السمعية أصغرَ حجماً وأفضلَ أداء بفضل التطوُّر التقني.
إذا كان الشخص يستخدم مُعينة سمعية، أو يفكِّر باستخدامها، فإنَّ هذا البرنامج سيساعده على فهم المُعينات السمعية بصورة أفضل.
كيف تعمل أجهزة تقوية السمع
المعينةُ السمعية هي أداة الكترونية تغيِّر الصوت، فتجعله أكثر شدَّة، وبذلك تساعد مرضى نقص السمع على التواصل مع الآخرين بصورة أفضل.
تتلقَّى المُعينةُ السمعية الصوت عبر مكروفون، ثمَّ تزيد من شدَّة الصوت، وتوجِّهه إلى الأذن عبر مكبِّر صوت.
يجري صنعُ المُعينات السمعية لتناسب حاجات المريض؛ حيث يستطيع مستخدم المعينة السمعية أن يعدِّل شدَّة الصوت حسب المكان الذي هو فيه؛ فعلى سبيل المثال، يتم ضبطُ المُعينة السمعية ضمن البيت على نحو مختلف عن ضبطها لتناسب جوَّ مطعم مزدحم بالناس.
هل يناسب جهاز تقوية السمع المريض؟
إذا كان المريضُ يعتقد بأنَّ لديه نقصاً في السمع، فعليه أن يستشير طبيبه، لأنَّه قد يُحيله إلى طبيب اختصاصي، مثل اختصاصي السمعيات أو اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة.
اختصاصيُّ السمعيات هو الطبيب الذي يستطيع أن يخبر المريضَ إذا كان لديه نقص في السمع، وأن يحدِّد مقدار النقص. وفي هذه الحالة، يمكن أن يخبر الطبيب المريضَ عن المعينات السمعية التي تستطيع تحسين حالة السمع عنده.
إن اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة هو طبيب متخصِّص بأمراض الأذن، ويستطيع أن يحدِّد سبب نقص السمع.
يجري اتِّخاذ قرار استخدام المعينة السمعية بالتشاور بين المريض والطبيب. وتشتمل العواملُ التي تتمُّ دراستها على القدرة السمعية للمريض، وحالته الصحية، والنوع الذي يفضِّله من المُعينات السمعية، والكلفة.
أنواع أجهزة تقوية السمع
هناك أنواع عديدة من المعينات السمعية. ولكلٍّ منها مزايا وإمكانيات محدَّدة. يشرح اختصاصي السمعيات للمريض النوعَ الذي يناسبه. وسوف يساعد الفصل التالي على فهم بعض الأشياء ذات الصلة بهذا الأمر.
هناك بعض أنواع المعينات السمعية تُوضَع داخل مجرى السمع، وهي مخفية أكثر من الأنواع الأخرى، إذ تُصنع بحيث تتناسب تماماً مع شكل مجرى السمع عند المريض. وبما أنَّها صغيرة ومخفية، فإن سحبها وتعديلها يكون أكثر صعوبة، كما يمكن أن تتضرَّر بفعل الصِّملاخ وسَيَلان الأذن.
هناك نماذج أخرى تُوضَع على صيوان الأذن. وهي صغيرة، لكنَّها مرئية وملحوظة أكثر من النموذج الذي توضع في المجرى. كما يمكن أن تكون صعبة التعديل أيضاً، وتتضرَّر بفعل الصملاخ وسيلان الأذن مثل النموذج الأول.
قد تتضمَّن المعينة السمعية التي توضع ضمن مجرى السمع قطعة تُدعى باسم "الوشيعة البعيدة". وهي ملفٌّ مغناطيسي صغير يُسهِّل السمع على المريض عندما يتكلَّم على الهاتف.
هناك معينات سمعية تُوضَع خلف الأذن، وهي ترتبط بقطعة بلاستيكية تُسمَّى "قالب الأذن"، حيث توضع حول الأذن الخارجية، وتكون صالحة لكل مستويات نقص السمع.
من المهم عند استخدام المعينات السمعية، التي لها قالب أذن، أن تكون مناسبة لشكل الأذن الخارجية، وإلاَّ فإن المريض سوف يسمع صوت صدى أو صفير.
عندما لا يستطيع المريض أن يستخدم معينات سمعية خلف الأذن أو داخل الأذن، فهناك أنواع أخرى يمكن وضعها على الحزام. وفي هذا النوع من المُعينات السمعية، يكون هناك سلك يربط بين المعينة السمعية والأذن.
مجموعة الدوائر الكهربائية
إضافة إلى اختلاف المعينات السمعية من حيث مكانُ وضعها، هناك أيضاً فروق إلكترونية.
تستخدِم بعضُ النماذج التكنولوجيا التناظرية، بينما تستخدم أخرى التكنولوجيا الرقمية؛ حيث تتيح التكنولوجيا الرقمية خيارات أكثر من أجل الضبط والبرمجة.
عندما يقوم اختصاصي السمعيات بضبط المعينة السمعية، فإنَّه يحرص على أن تناسب مستوى نقص السمع عند المريض، وشكل أذنه، وعوامل أخرى.
بعد أن يقوم اختصاصي السمعيات ببرمجة المعينة السمعية، يصبح المريض قادراً على ضبطها حسب المكان الذي يوجد فيه.
منافع أجهزة تقوية السمع
تساعد المعيناتُ السمعية مرضى نقص السمع على تواصل أفضل، من خلال جعل الصوت الذي يسمعونه أعلى وأكثر توازناً.
كما يمكن للمعينة السمعية أن تنقِّي الصوت، وتُحَسِّن فهم الكلمات في حالات وجود ضجيج حول المريض.
تساعد المعيناتُ السمعية المريض على تحديد مصدر الصوت.
الحدود والقيود
يساعد استخدامُ المعينات السمعية على تحسين تواصل المريض مع محيطه. ولكن للمعينات السمعية حدوداً معينة لابدَّ من معرفتها لكي يفهم المريض كيف يستخدم المعينة السمعية، ويحافظ عليها.
هناك حدود عامَّة لكلِّ المعينات السمعية، وهناك حدود تخصُّ نموذجاً من المعينات السمعية دون غيره.
يستغرق الأمر وقتاً وصبراً حتى يتعلَّم المريض كيف يستخدم المعينة السمعية جيِّداً. وخلال فترة تعلُّم كيفية استخدام المعينة السمعية، يمكن أن تكون غير مريحة للمريض.
على المريض أن يتدرَّب على مجموعة من المهارات مثل:
تمييز القطعة اليمنى عن اليسرى.
وضع المُعينة السمعية وإخراجها.
ضبط حجم الصوت والتحوُّل إلى برنامج آخر إذا كان ذلك متوفِّراً.
تنظيف المعينة السمعية واستبدال البطَّاريات.
لا تعيد المعيناتُ السمعية السمع الطبيعي للمريض، لكنَّها تساعده على تضخيم ومعالجة الصوت الذي يسمعه.
لا تقوم المعينات السمعية بحذف الضجيج المحيط. ولكن إذا سمع المريض هذا الضجيج، فعليه أن يخبر اختصاصي السمعيات، فربَّما تحتاج المعينة السمعية إلى بعض الضبط.
في بعض الحالات، يمكن أن يؤدِّي استخدام المعينة السمعية إلى جعل المريض يتكلَّم بصوت شديد الارتفاع؛ ويستطيع اختصاصي السمعيات أن يصحِّح هذه المشكلة.
يمكن أن تعطي المعينة السمعية صوت صدى وصفير أحياناً، وهذا ينجم عن تراكم الصملاخ في الأذن أو عن طريقة وضع المعينة السمعية في الأذن. ويستطيع اختصاصي السمعيات عادة أن يحلَّ هذه المشاكل من خلال ضبط المعينة السمعية.
نصائح للعناية بأجهزة تقوية السمع
تساعد النصائح التالية المريض على العناية بالمعينات السمعية:
تنظيف المعينة السمعية وفق توجيهات الطبيب، وتجنُّب تعريضها للحرارة والرطوبة.
إغلاق المعينة السمعية عندما تكون خارج الاستخدام، وتبديل البطَّاريات عندما تصبح في حاجة إلى ذلك.
إخراج المعينة السمعية من الأذن قبل استخدام مُثبت الشعر، وقبل غسيل الشعر بالشامبو.
الخلاصة
تعدُّ مشاكلُ السمع شائعة كثيراً عند كبار السن.
بفضل التقدُّم التكنولوجي، أصبحت المعينات السمعية أصغر حجماً وأكثر كفاءة في تحسين نوعية السمع.
إذا كان يمكن للمعينات السمعية أن تساعد المريض، فإنَّ أمامه عدَّة خيارات؛ حيث تساعد زيادة المعرفة بالمعينات السمعية على اتِّخاذ القرار الأفضل. كما أنَّ الطبيب واختصاصي المُعينات السمعية جاهزان للردِّ على أسئلة المريض.