العدسات اللاصقة التي تزرع داخل العين.
- يقول الدكتور علي الراجحي أستاذ طب وجراحة العيون بمستشفى الملك خالد التخصصي بالرياض إنه تم البدء في زراعة العدسات داخل العين لأول مرة عام 1949، ولكنها لم تنتشر بشكل واسع إلا في السبعينات عندما تقدمت التقنيات الجراحية وتطور تصميم وتصنيع العدسات.
- وتعد زراعة العدسات الدائمة داخل العين أحد الخيارات الحديثة لتصحيح عيوب الإبصار، مثل قصر النظر (وقوع الصورة في بؤرة أمام الشبكية) وطول النظر (وقوع الصورة في بؤرة وراء الشبكية).
- وأضاف أن العدسة المزروعة تثبت أمام القزحية أو خلف القزحية دون إزالة عدسة العين الطبيعية، وقد استخدمت العدسات البصرية الداخلية في تصحيح الحالات المتقدمة من قصر البصر أو طول البصر أو الانحراف البصري، استغماتيزم (وقوع الصورة في أكثر من بؤرة واحدة)، منذ عام 1999.
* عدسة بتقنية جديدة
* ثم كشف الدكتور علي الراجحي عن أحدث التقنيات في عالم العدسات وهي عدسة اكريسوف توريك الجديدة Toric Lenses لعلاج الماء الأبيض (كتاراكت Cataract) والانحراف البصري (استغماتيزم Astigmatism) في وقت واحد، وفي محاضرته التي ألقاها مؤخرا بفندق هوليداي- إن بالرياض أمام عدد كبير من الأطباء والمتخصصين والمعنيين الذين حضروا اللقاء قال: إنه مع التطور الهاثل في جراحات المياه البيضاء من الناحيتين الجراحية والتكنولوجية حدثت ثورة موازية في تكنولوجيا العدسات التي تتم زراعتها داخل العين بعد إزالة المياه البيضاء، فبعد أن كان الهدف المرجو (وما زال في كثير من الأحيان) هو الحصول على درجة الصفر الإنكساري أي بلا قصر أو طول نظر أو استغماتيزم بعد العملية قدر المستطاع، قدمت لنا التطورات المذهلة أنواعا جديدة من العدسات تقدم ما لم نكن نفكر به منذ سنوات عدة، من هنا جاءت أهمية هذه العدسة.
- وأوضح الدكتور علي الراجحي قائلا: تختلف لدى بعض المرضى نوعية معاناتهم للمرض، فالجميع ليسوا متشابهين في المرض وعادة ما نقوم بزراعة عدسة اكريسوف توريك للناس الذين لديهم ماء أبيض ولديهم انحراف في النظر لأن هذا هو الهدف الأساسي من هذه العدسة. ومن الممكن أن نصحح النظر بواسطة الليزر أو الليزك، أما إذا كان لدى الإنسان أي ممانعة من إجراء الليزر أو الليزك فإننا نلجأ إلى استعمال هذه العدسة.
* مميزات العدسة
* أضاف الدكتور علي الراجحي أن من أهم مميزات هذه العملية أنها تعطي جودة عالية في النظر، لأن اكريسوف توريك عدسة جديدة ذات سطح مضاد للانعكاس تبعا لسطحها الخارجي الذي يحتوي على تركيز عال ودقة متناهية في تصحيح النظر بنسبة أعلى من معظم أنواع العدسات الأخرى، كذلك تعطي دقة متناهية في التصحيح مقارنة بالعدسات الأخرى لأنها لا تؤثر على درجة تقوس القرنية، إضافة لمطابقتها الحيوية للعين. والجدير بالذكر أن هذه العدسة تأتي بمقاسات معينة حسب نوع المرض لكل شخص وتعمل على تصحيح انحراف النظر (الاستغماتيزم) بدرجاته 1 أو 2 أو 3 أو 4 كما تعمل على تصحيح النظر حسب قوة وانحراف القرنية.
* نتائج مضمونة
* وأكد أنه من الأفضل لمن لديهم ماء أبيض وانحراف في الوقت نفسه استخدام هذه العدسة لأنها تعمل على معالجة الماء الأبيض وتصحيح هذا الانحراف في وقت واحد دون اللجوء إلى النظارات أو العدسات اللاصقة.
أضاف الدكتور علي الراجحي أن نتائج هذه التقنية الحديثة جيدة ومأمونة وتعمل على تخفيف جزء كبير من المعاناة التي يعانيها المريض وتجنبه أو تغنيه عن اللجوء إلى النظارات أو العدسات اللاصقة، فالعين تتقبلها مثلما تتقبل العدسة العادية.
- وأشار إلى أن وضع عدسات لتصحيح الانحراف ليس بشيء جديد فقد بدأت هذه التقنية عام 2000 وتطورت من عام 2003 حتى عام 2005 وبدأ انتشار استخدامها وأصبحت هذه العدسات قادرة على تصحيح درجات الانحراف 2 و3 و4، ومما يحسب لهذه التقنية أنها مضمونة وأمانة ونتائجها جيدة، فمن الممكن التنبؤ بما تقوم بتصحيحه هذه العدسة بكل دقة. مشيرا إلى أن هذه التقنية طبقت في المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية منذ عام ونصف العام تقريبا، وحققت نتائج جيدة حسبما كنا نتوقع.
* دراسات عالمية
* عرض البروفسور جورج بريسكو، المسؤول عن التدريب والمساعدة التقنية في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط بشركة «ألكون» العالمية، نتائج أحدث الدراسات العالمية التي أجريت علي هذه العدسة وأثبتت كفاءتها في علاج الانحراف والماء الأبيض في جراحة واحدة لا تستغرق أكثر من 20 دقيقة وشدد على أهمية تدريب الجراحين علي كيفية اختيار المريض المناسب، وكيفية حساب المكان الأمثل لزراعة العدسة داخل العين، وأكد على أن عدسة اكريسوف توريك تعد من أحدث العدسات لعلاج الماء الأبيض والانحراف البصري في وقت واحد.
- وفى المؤتمر الأخير للجمعية الأوروبية للمياه البيضاء وتصحيح الإبصار، الذي انعقد في برشلونة بإسبانيا مؤخرا، ومثيله للجمعية الأميركية الذي انعقد في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة في شهر أبريل (نيسان) الماضي 2010 وهما من أكبر مؤتمرات العالم السنوية في هذا التخصص، تمت إقامة عدة جلسات لمناقشة الأنواع الحديثة من العدسات والأبحاث التي تم إجراؤها على كل منها.