تاريخ النشر 19 مايو 2015     بواسطة الدكتور خالد محمد الخميس     المشاهدات 201

العلاجات الجراحية لصمامات القلب التالفة

تعد جراحات صمامات القلب ثاني أكثر الإجراءات الجراحية القلبية شيوعاً من حيث الاستخدام. تسمح صمامات القلب بتدفق الدم في اتجاه واحد عبر القلب. تتسبب العديد من الأمراض في إصابة هذه الصمامات بالضيق أو بتسريب الدم. تتأثر وظيفة القلب عند وصول هذا الضيق او هذا التسريب إلى مرحلة معينة. من الممكن أن يتم
تع الأشخاص المصابون بإعتلال الصمامات بحياة طبيعية طالما أنهم يحصلون على رعاية صحية سليمة. قد يساعد العلاج بالأدوية على تفادي أي تدخل جراحي عند بعض الأشخاص بينما يستدعي الأمر التدخل الجراحي خاصةً إذا كانت صمامات القلب مصابة بتلف كبير. في بعض الحالات قد يقتصر الأمر على إصلاح الصمام مما يساعد على  التخلص من الضيق أو الارتجاع. بينما في حالات أخرى يكون الصمام تالفاً للغاية مما يستدعي استبداله. الحالة الصحية للمريض و حاجته هي التي تحدد أفضل علاج له.
إصلاح صمامات القلب
يؤمن العديد من جراحي القلب بأنه إذا كان من الممكن إصلاح صمام القلب والحصول على نتيجة جيدة على المدى الطويل فإنه يجب إجراء هذا الإصلاح  بدلاً من اللجوء إلى استبدال الصمام. بالرغم من توفر العديد من صمامات القلب الصناعية الممتازة، إلا أن البديل الممتاز لصمام القلب لا زال قيد التطوير. في حالة إصابة أي من صمامات القلب الأربعة بالضيق، قد يقوم الأطباء بفتح الصمام المغلق باستخدام المشرط الجراحي عن طريق فتح الشرفات الملتحمة. يسمى هذا الإجراء بتوسيع الصمام.  يتم هذا الإجراء في الغالب للمرضى الذين يحتاجون جراحة قلبية لتوسيع ضيق الصمام الرئوي الخلقي وكذلك في الذين يحتاجون جراحة استبدال الصمام الميترالي لإصابتهم بضيق الصمام الميترالي الناتج عن الحمى الروماتيزمية. تبدو النتائج قصيرة المدى وطويلة المدى في كلتا الحالتين جيدة بصورة كافية.
في حالة الإصابة بارتجاع الصمام الميترالي أو ارتجاع الصمام ثلاثي الشرفات، تتوفر العديد من أساليب إصلاح الصمامات التي يُمكن استخدامها وفقاً للظروف. يعد الإجراءين التاليين من اكثر أساليب إصلاح الصمامات  شيوعاً:
١. ترقيع حلقة الصمام: حيث يتم إحكام الحلقات أو الأجزاء الدائرية من الصمام عن طريق وضع حلقة من المعدن، القماش أو النسيج حول الصمام (على سبيل المثال: حلقة كوسجروف، وحلقة كاربنتير إدواردز).
٢. إعادة البناء الجراحي  للشرفات، الحبال و/أو العضلات الحليمية للصمام. من الممكن عمل ذلك عن طريق قطع الأنسجة الزائدة للشرفة و خياطة الأطراف مع بعضها، أو عن طريق تقصير الحبال التي تعمل كالمفصلات.
استبدال صمامات القلب
في بعض الأحيان تكون صمامات القلب مشوهة، متحللة أو تالفة. لذلك فإن إصلاح الصمام في هذه الحالة لا معنى له. تستدعي هذه الحالة إزالة الصمام الأصلي التالف واستبداله بصمام صناعي غير أصلي والذي قد يكون ميكانيكياً أو مصنوع من بعض الأنسجة.
يتم تصنيع الصمامات الميكانيكية من معادن صلبة وقوية الاحتمال، قطع خزفية كربونية و أنسجة بلاستيكية. على مدى سنوات طويلة تم استخدام هذه المواد في صمامات القلب الميكانيكية. يتم استخدام حلقة نسيجية مصنوعة من البوليستر لربط الصمام الميكانيكي بالأنسجة الموجودة في قلب المريض. يتكون صمام القلب الميكانيكي الجديد من شرفتين و من الممكن فتحه وإغلاقه. أثبتت الاختبارات المعملية أن هذه الصمامات، في أغلب الحالات،  لا تبلى لسنوات طويلة مما يشير إلى إمكانية استخدامها والحصول على نتائج مرضية لفترة طويلة.
تتميز الصمامات الميكانيكية بقوة احتمالها وذلك لجودة و قوة المعادن المستخدمة في تصنيعها. إلا أن هذه المواد ليست طبيعية مما يستدعي استخدام بعض الأدوية (مضادات التجلط) لمنع تجلط الدم على هذه الصمامات الميكانيكية. يعد دواء كومادين والمعروف أيضاً باسم ورفارين أو ماريفان من أكثر أدوية منع التجلط استخداماً. يعمل الماريفان على إطالة المدة التي يستغرقها الدم للتجلط. يجب الانتباه جيداً عند استخدام مضادات التجلط وذلك عبر الخضوع لتحليل دم بين الحين والآخر. يقوم الطبيب بوصف كمية محددة من أدوية منع تجلط الدم وذلك للحفاظ على التوازن بين منع تجلط الدم  وحدوث نزيف. للحفاظ على هذا التوازن يجب أن يتناول المريض دواء الماريفان في نفس الوقت يومياً مع الامتناع عن تناول الكحوليات التي تؤثر على عمل الدواء. كما يجب أن يقوم المريض باستشارة الطبيب قبل تناول أي من الأدوية التي يمكن صرفها بدون روشتة طبية مثل الأسبرين، أدوية البرد، المضادات الحيوية، الفيتامينات و المنومات.
إذا كانت نسبة دواء منع التجلط كبيرة،فإن ذلك قد يعرض المريض إلى الإصابة بنزيف، والذي قد يحدث في المعدة، الأمعاء، المخ أو الكليتين. يتعرض المريض المصاب بقرحة نزيفية إلى مزيد من النزيف. عند الإصابة بأي جرح سيلاحظ المريض نسبة غير طبيعية من الدم. من الممكن عكس تأثير دواء الماريفان في الحالات الطارئة إذا استدعى الأمرذلك.
من أكثر المشاكل شيوعاً عند استخدام الصمامات الميكانيكية أنه بالرغم من استخدام مضادات التجلط بنسبة صحيحة، إلا أن بعض الدم قد يتجلط على أو بالقرب من الصمامات الصناعية وتتنقل هذه الجلطات إلى أماكن مختلفة من الجسم مما يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية وغيرها من المشكلات (إذا كان المريض يستخدم صمام ميترالي ميكانيكي و تكونت جلطة دموية عليه، ففي الأغلب سيعاني المريض من ضيق النفس ويتعين نقله على الفور إلى غرفة الطوارئ لإجراء موجات صوتية لتأكيد التشخيص. في هذه الحالة قد يستلزم الأمر الخضوع مرة أخرى إلى جراحة لاستبدال الصمام الميكانيكي المتجلط و لحسن الحظ، لا تحدث هذه الحادثة إلا نادراً.
يتميز الصمام المصنوع من الأنسجة بأنه يتشابه مع الصمام الطبيعي للقلب. لذلك فإن هذه الصمامات لا تسبب مشاكل للجسم و لا تحتاج إلى أدوية لمنع تجلط الدم. يعيب هذه الصمامات أنها أقل تحملاً من الصمامات الطبيعية أو الميكانيكية. فهي تتلف سريعاً خاصةً عند الأطفال و صغار البالغين. في الوقت الحالي، تعد الصمامات المصنوعة من أنسجة الخنازير هي أكثر الصمامات استخداماً. من الممكن استخدام صمام الخنزير لاستبدال أي من صمامات القلب الأربعة. هناك نوع آخر من الصمامات يتم تصنيعه من الغشاء التاموري للبقرة أو للحصان. من الممكن استخدام نوع آخر من الصمامات الأورطية البيولوجية التي يتم التبرع بها بعد وفاة صاحبها ولذلك لاستبدال الصمام الأورطي وفي بعض الأحيان لاستبدال الصمام الرئوي. ولأن هذه الصمامات تم إخراجها من متبرع بشري، لذلك فإن مشاكل تجلط الدم تكاد تكون نادرة الحدوث وبالتالي لا يحتاج أغلب المرضى إلى تناول أدوية مضادة للتجلط.
عند الخضوع لعملية استبدال الصمام الأورطي يخضع بعض المرضى إلى إجراء يسمى عملية روس. في هذه العملية  يتم استخدام الصمام الرئوي للمريض نفسه لاستبدال الصمام الأورطي المعتل، ومن ثم استخدام أحد هذه الصمامات البيولوجية لاستبدال الصمام الرئوي.
قد تتعرض صمامات القلب الميكانيكية أو المصنوعة من الأنسجة إلى العدوى أكثر من صمامات قلب المريض نفسه.
يقوم الجراح وفقاً لخبراته باختيار الصمام المناسب لحالة المريض. يتأثر اختيار الجراح للصمام  بعدة عوامل، من بينها: عمر المريض، حجم الصمام الذي سيتم استبداله، مدى التلف الذي أصاب الصمام، قدرة المريض ورغبته في تناول مضادات التجلط وكذلك حاجة المريض إلى تناول أدوية منع التجلط بسبب بعض الحالات القلبية المرضية الأخرى (الرجفان الأذيني). 
تتم عمليات استبدال صمامات القلب بأي من الطرق الثلاثة الاتية:
شق القص: وهو شق يتم احداثه في وسط الصدر لفصل عظام القفص الصدري عن العضلات. عند انتهاء العملية يتم إغلاق عظام القفص الصدري باسلاك من مادة الفولاذ الذي لا يصدأ.
شق الصدر: حيث يتم إحداث شق في الأضلاع كما في حالات جراحة الرئة.
شق جراحي تجميلي صغير:حيث يتم إحداث شق بطول ثلاث بوصات في أو إلى يمين القص.


أخبار مرتبطة