كوهن-باكري، وهو المدير العلمي لمختبرات "ايلو-يونيلابز" لعلم الأحياء الطبي في باريس، وشملت الدراسة 1940 شخصاً، وهي "الدراسة الأوسع على الإطلاق" حول هذا الموضوع، وفق ما ذكرت مختبرات "يونيلابز" التي أنشئت في سويسرا وتضم مجموعة من المختبرات من 12 بلداً أوروبياً.
وقال الدكتور كوهن-باكري لوكالة فرانس برس: "تؤدي السمنة إلى تغيير متثابتات السائل المنوي نتيجة اضطرابات هرمونية على الأرجح، وإلى نقص في العدد والحركية والحيوية، ما يخفض فرص حصول الحمل".
وحلل الباحثون حجم السائل المنوي وحموضته وكثافة الحيوانات المنوية في مليلتر واحد من السائل المنوي بالإضافة إلى عددها الكامل وحركيتها وحيويتها ونسبة الأشكال غير العادية... إلخ. وتوصلوا إلى اكتشاف روابط بين هذه المتثابتات ومؤشر الكتلة الجسدية الذي يحدد نسبة البدانة.
واستنتجوا أنه كلما زادت نسبة السمنة انخفضت نوعية السائل المنوي، لاسيما من ناحية كثافة الحيوانات المنوية وعددها الكامل.
وبالتالي تنخفض كثافة الحيوانات المنوية بنسبة 10% لدى المرضى الذين يعانون من السمنة الزائدة مقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بوزن طبيعي، وبنسبة 20% لدى الأشخاص البدناء الذين تنخفض حركية الحيوانات المنوية لديهم أيضاً بنسبة 10%.
وبالتالي فإن عدد الحيوانات المنوية الكامل الذي يتراوح بين 184 و194 مليوناً في المليلتر الواحد لدى الأشخاص الذي يتمتعون بوزن طبيعي ينخفض إلى 186/164 لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وإلى 157/135 لدى الأشخاص البدناء. وترتفع نسبة الأشخاص الذين يعانون من "فقدان النطاف" أي الفقدان الكلي للحيوانات المنوية من 1% في حالة الوزن الطبيعي إلى 3,8% في حالة البدانة.
وعند التقدم في السن يبقى تأثير مؤشر الكتلة الجسدية على كثافة الحيوانات المنوية وعددها نفسه، ولكن الحركية لدى الأشخاص البدينين تنخفض بشكل ملحوظ.
نعلم أن المرأة البدينة أو النحيفة جداً قد تعاني اضطرابات في الإباضة، ولكن "عندما يحاول زوجان الحمل ينبغي النظر أيضاً إلى وزن الرجل فهو مؤشر مهم"، وفق ما يوضح الدكتور كوهن-باكري.
ولحسن الحظ فإن المشكلة كانت قابلة للانعكاس لدى 300 مريض. والمريض بخسارته الوزن يستعيد المتثابتات السابقة.
ويشير الباحث إلى أنه بمعالجة مشاكل الوزن وغيرها من العوامل مثل التدخين، يمكن "من خلال إجراءات بسيطة، التوصل إلى عمليات تناسل طبيعي وتفادي الإنجاب بمساعدة طبية".
ويضيف "إن تمكّنا من تفادي اللجوء إلى علم التناسل الطبي من خلال اتباع حمية غذائية، فهذا أمر جيد".