لك النسبة ضئيلة بسبب أننا ما زلنا نشجع على زواج الأقارب. مشيدة في نفس الوقت بما قامت به المملكة بضرورة عمل الفحص الطبي قبل الزواج، وأكدت في حوارها مع الجزيرة أنه ومع الخطورة العالية في العمليات الجراحية لأمراض القلب إلا أن نسبة النجاح تكون ما بين 90 إلى 95% مع تقدم الطب والتقنيات الحديثة التي ساهمت في تطور العمليات الجراحية، وأشادت بمستوى طب جراحة القلب بالمملكة بأنه متقدم ومتطور للغاية وليس هناك حاجة لأن يذهب أي مواطن سعودي للعلاج خارج المملكة.. فإلى هذا الحوار:
المرأة السعودية والطب
* ما رأيك في مشاركة المرأة السعودية في مجال الطب عامة وفي مجال جراحة القلب خاصة؟
المرأة السعودية في مجال الطب تبوأت مقاعد عدة وتخصصات عدة وأبدعت، والحقيقة أريد أن أقول لك بدون مبالغة تقريباً إن المرأة السعودية لم تدع تخصصاً إلا وأبدعت فيه ونحن بالنسبة لنا في مستشفى القوات المسلحة لدينا الكثير من الزميلات المبدعات ومنهن رئيسات أقسام.. أقسام كبيرة جراحية وغير جراحية والحقيقة هذا شيء يفتخر به لفتيات الوطن المعطاء.
* كم تبلغ نسبة السعوديات اللاتي يعملن في مجال جراحة القلب؟
جراحة القلب طبعاً ليس بالتخصص السهل كما تعلمون, ليس لأنه جراحة فقط ولكن بسبب الوقت الذي يقضيه الطبيب والطبيبة في هذا المجال، وقت طويل يحتاج لمجهود عال ويأخذ من وقت المرأة الكثير, من أجل ذلك هذا التخصص ليس بالسهل لكل امرأة إلى حد الآن أنا الوحيدة في المملكة وفي الشرق الأوسط ولكن ستنظم قريبا بإذن الله الى كوكبه الكوادر السعودية زميلة أخرى من المنطقة الشرقية الدكتورة هدى إسماعيل وسوف تتعين استشارية جراحة قلب بإذن الله تعالى لأنها إنسانة تستحق الجدارة لكونها متخصصة في قسم الجراحة ونتمنى لها التوفيق في هذا المجال.
تخصصات مهمة للفتاة
* كيف تقيمين تعليم الفتاة السعودية في مجال جراحة القلب؟
طبعاً جراحة القلب لا تدرس في كليات الطب ولكن تدرس في دراسات عليا لأنه لا بد وأن الطبيب يتخرج أولا طبيبا عاما وجراحة حتى يبدأ يدخل إلى مجال التخصص لأن مجال القلب تخصص وتحتاج أولاً أن تكمل كلية الطب ومن ثم تدخل تخصص الجراحة العامة ومن ثم تستطيع أن تتخصص وتتحول لمجال طب القلب.
والمملكة قامت بدور رائد في أنها شجعت على هذا التخصص وفتحت الباب للطالبات اللاتي يردن الدخول في مجال التمريض في الجامعات والمعاهد، ولكن ما زلنا نشجع البنات وأهليهم للدخول في هذا المضمار ليس بتخصص القلب فقط فهناك التمريض وتخصص الفنيين والفنيات في كل المجالات سواء في مجال قسطرة القلب وتخطيط القلب وأشياء فنية كثيرة محتاجين لأن نوجه بناتنا لها لأنها للغاية مهمة في مجال الطب.
* وهل تلاحظين نبوغ كوادر من ناحية أمراض القلب والعيوب الخلقية؟
- في الحقيقة نعم هناك نبوغ إذا أعطوا الفرصة, فالشعب العربي عموماً شعب ذكي والشعب السعودي خصوصاً له القدرة على التعلم وعندهم مقدرة على تحمل الصعاب ليس فقط في أن يتحملوا أمور الدراسة بل حتى طبيعة العمل نفسها في المستشفى ويتحملوا المناوبات كذلك.
* ما هو سبب اللجوء إلى دراسة الطب في الخارج أكثر من الداخل؟
- في السابق لم يكن لدينا تخصصات متوفرة ولم يكن لدينا كوادر كافيه تستطيع أن تدرس هذا التخصص ولكن اعتقد الآن لدينا الإمكانيات من جامعات وكوادر تعليمية كافية ولا تحتاج للسفر ولكن إذا فتح المجال للطلبة والطالبات بالسفر خارج المملكة فأعتقد أنها فرصة جيدة، لماذا؟ لأننا لابد أن نرى ونشاهد باقي العالم كيف يفكر وما لديه من جديد وكيف نستفيد منه ومن خبراته من أجل نوسع المدارك ومن أجل أن تصبح خدمة المريض على مستوى المملكة على مستوى عال.
9 مراكز في الرياض
* ما تعليقكم حول الذين يبحثون عن علاج أمراض القلب في خارج المملكة؟
- اعتقد أن المريض لا يحتاج أن يذهب للخارج كي يعالج في أمراض القلب أو غيره أنا ألاحظ ولله الحمد عندنا مراكز القلب في المملكة على أعلى مستوى وهذا ليس مبالغة, فهي حقيقة والشيء الذي نحن نعايشه، لكن نحن بحاجة إلى توعية الناس لكي يعرفوا أن لدينا مثل هذه المراكز في داخل المملكة من أجل أن يعالجوا فيها ولا استطيع أن احصر تلك المراكز لكن لدينا في الرياض فقط 9 مراكز لعلاج أمراض القلب ما بين حكومية وخاصة.
* هل ترين أن المملكة تشهد أعلى نسبه انتشار في أمراض القلب على مستوى العالم وما هي الأسباب...؟
- لا اعتقد أن أمراض القلب في السعودية أعلى من نسبة الأمراض في أي بلد آخر بالذات العيوب الخلقية هي من 10إلى1% على مستوى العالم وهي نسبة عادية لكن يمكن يكون عندنا ارتفاع ضئيل لأننا ما زلنا نشجع على زواج الأقارب, والحمد لله أن المملكة حلت المشكلة بأنها قررت إلزام الفحص الطبي قبل الزواج وهو الذي يفترض أن يعمل من قبل ولكن الحمد لله انه كان قراراً حكيماً.
وبالنسبة لأمراض القلب هناك أنواع منها عيوب خلقية وهي من فترة الولادة أثناء التكوين وهناك أمراض قلوب مكتسبة مثل الحمى الروماتزمية ومثل أمراض الشرايين التاجية التي تنغلق لأنه مثلا ما حصل من تغيير في عادات الناس في الأكل فنحن الآن نأكل أكلات غريبة ولا نمارس أي نوع من الرياضة, للأسف لا نحرق الدهون كما أننا نتناول وجبات غير منتظمة وغير صحية مما يسبب ارتفاع أمراض السكر وأمراض شرايين القلب وأمراض الضغط وهذه كلها للأسف تؤثر سلبياً على صحة المريض السعودي.
* هل تعد هذه الأسباب التي ذكرتها أكثر من العامل الوراثي؟
- نعم أمراض القلب أتت من تغير سلوكيات الناس أكثر من العامل الوراثي، حتى لو كان عندنا عامل وراثي وقاومناه بالأكل السليم واتبعنا العادات الصحية السليمة بالأكل وفي الشرب وفي ممارسة الرياضة تأكدي أن سبب هذه الأمراض سيكون قليل جداً إن شاء الله.
نسبة نجاح العمليات
* كم تبلغ نسبة فشل العمليات الجراحية؟
- السؤال لا يعمم لأنه ليس هناك شي اسمه فشل في العمليات الجراحية، فالعمليات الجراحية إنما تجرى من أجل أن تنجح والمريض يقوم بالسلامة ولكن أحيانا للخطورة العالية الموجودة بالنسبة للمريض فهذه طبيعة مرضه فتكون الخطورة عالية من الأصل فيكون المريض وأهله عارفين أن الخطورة عالية والكثير منهم يقوم بالسلامة بفضل الله ومع وجود التقنيات الحديثة وتقدم الطب الآن والحمد لله تتعافى الحالة فعادة نسبة النجاح في معظم العمليات يكون ما بين 90 إلى 95% وإذا كان هناك خطورة عالية فتكون نسبة النجاح في 80% فما أعلى, وكما قلنا يعتمد كل فرد على حالته ويعتمد على طبيعة المرض وعلى عمر المريض والأمراض المصاحبة مثلا مريض لا يكون عنده فقط مرض القلب لكن ربما يصاحبه مرض السكر والضغط وربما يكون معه أزمة في الكلى مع أمراض في الشرايين مع تصلب الشرايين نفسها فهذه كلها مجتمعه تزيد الخطورة.
الأخطاء الطبية
* لكن دكتورة هويدا الواقع يحكي ظهور قصص لأخطاء طبية برزت على العلن فما تعليقكم؟
- سؤالك هذا يعد عاماً، وإذا كنت تتكلمين عن أي مجال فالطب له عدة مجالات وبعدة قطاعات (بشكل عام أنا لا احدد قطاعاً معيناً) بالنسبة لي في حدود مستشفيات وزارة الدفاع التي اعمل فيها لم المس مثل ما يتحدث عنه الناس من أخطاء طبية.
* إذاً ما هو الجديد في جراحة القلب؟
- الآن هناك جراحة المناظير - جراحة القلب المساعد والقلب البديل - علاج فشل عضلات القلب بعدة طرق طبياً وجراحياً تركيب صمامات القلب بدون فتح القلب وبدون وضع المريض على قلب صناعي.
الضيفة في سطور
الدكتورة القثامي رئيس قسم جراحة القلب بمركز الأمير سلطان لمعالجة امرض وجراحة القلب بمستشفى القوات المسلحة بالرياض، وحصلت على وسام الملك فيصل من الدرجة الرابعة، وهي أول من قامت بعملية زراعة الصمام الرئوي دون فتح القلب ودون استخدام جهاز القلب الصناعي، وأول جراحة قلب وأول استشاري أول جراحة قلب أطفال وعيوب خلقية وأول رئيسة قسم جراحة قلب امرأة بالشرق الأوسط وثاني واحدة بالعالم بالإضافة إلى حصولها على ألقاب ومشاركتها في لجان محلية ودولية.