ن الدولة.
من الناحية الطبية يعتمد تعريف مصطلح فرط السمنة على مقياس كتلة الجسم (Body Mass Index - BMI). يتم قياس هذا المؤشر بواسطة المعادلة: وزن الانسان (بالكيلوغرامات)، مقسمة على طول الانسان مربع (بالامتار). الانسان الذي يزيد مؤشر كتلة جسمه عن 25 يعتبر بانه يعاني من السمنة الزائدة بينما عندما يزيد هذا المؤشر عن 35 يعتبر هذا فرط السمنة المرضية بينما من يزيد مؤشر كتلة جسمه عن 50 يتم اعتباره على انه يعاني من فرط السمنة المرضية الحادة، بسبب ترافق هذا الامر مع الامراض الاخرى مثل امراض القلب، المفاصل والرئتين.
علاج السمنة المناسب لمن يعاني من فرط السمنة هو الجراحة. ولكن قبل هذا من الضروري معاينة المريض بشكل شامل بحيث تشمل هذه المعاينة تقييم وفحص الاداء الهرموني بشكل دقيق، وتحليل دقيق لطبيعة الحياة وعادات الاكل لدى المريض، كما يجب التحقق وتوثيق محاولات تخفيض الوزن السابقة. بعد انتهاء هذه المعاينة في حال كان المريض ملائم للقيام بهذه الجراحة يتم ارساله لتقييم نفسي.
في حال كان المريض ملائم للجراحة تتوفر لدية امكانيتين جراحيتين:
1. تطويق المعدة القابل للتعديل (Adjustable gastric banding): هذه الجراحة معدة للاشخاص الذين يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 35-50. يتم اجراء هذه الجراحة بشكل عام بواسطة تقنية تنظير البطن (laparoscopy) ومن خلاله يتم وضع حلقة المصنوعة من السليكون الرخو، 2 سم تحت نقطة ملتقى المعدة مع المريء. وهنالك انبوب مرن يتم وصله بين الحلقة وبين المنفاخ (PORT) الذي يتم غرسه في جدار البطن من تحت طبقة الدهن تحت الجلدية، وبواسطته من الممكن نفخ هذه الحلقة والتحكم بمدى ضيق هذا الجزء من المعدة.
هذا الاسلوب من الجراحة يعتمد على مبدا بسيط وهو الحد من حجم المعدة مما يؤدي للشعور بالشبع حتى بعد اكل وجبة صغيرة مقارنة بالوجبات التي كان ياكلها المريض قبل القيام بهذه الجراحة. نجاح هذه الجراحة متعلق باستعداد والتزام المريض بتغير نهج حياته وعادات اكله. من المفضل ان يكون خفض الوزن بشكل تدريجي ومراقب في ان واحد (من الممكن ان يتراوح بين سنة حتى سنتين). من المهم ان نذكر بانه كلما كان مؤشر كتلة المريض مرتفعا (اكثر من 50)، نسبة فائض الوزن التي تقل هي اكبر عن طريق هذه الجراحة (حتى 50% من الوزن الزائد) كما وترتفع نسبة نجاح العملية في حال اختيار المرضى المناسبين للقيام بهذه الجراحة، ووضع الحلقة في المكان الصحيح. من الممكن ان تسبب هذه الجراحة بعض المضاعفات مثل التلوث لمركب او اكثر من مركب واحد من مركبات الحلقة، انزلاق الحلقة او حتى اختراقها للمعدة.عند حدوث هذه المضاعفات هنالك ضرورة في معظم الحالات للقيام بجراحة اخرى.
2. تجاوز المعدة (Gastric bypass): هذه الجراحة مناسبة لمن يعاني من فرط السمنة المرضية الحادة (مؤشرهم يزيد عن 50) او المرضى الذين لم تعطيهم جراحة ربط المعدة النتائج التي كانوا يرجونها. هذه الجراحة معقدة اكثر من الجراحة السابقة وتتطلب مهارة اكثر لتنفيذها. من الممكن القيام بهذه الجراحة عن طريق التقنية المفتوحة والتي تتطلب فترة شفاء اطول او تقنية تنظير المعدة. خلال هذه العملية يتم تقسيم المعدة بحيث يستخدم القسم العلوي من المعدة والذي حجمه اصغر من القسم السفلي للمعدة، على انه المعدة الجديدة. ولهذا القسم العلوي يتم وصل الامعاء الدقيقة وهكذا نتمكن من تجاوز القسم الداني والذي لديه قدرة على الامتصاص من جهاز الهضم (Proximal intestine).
قد تحدث عدة مضاعفات نتيجة لهذه الجراحة وتشمل:
تسرب من منطقة الوصل، نزيف او تلوث. كما من الممكن ان تكون هنالك مضاعفات نتيجة اضطرابات الاستيعاب ونقص المواد الغذائية المهمة التي لا يمكن استيعابها. هذه المضاعفات تختفي عادة بعد عدة اشهر من القيام بالجراحة ولذلك فمن المهم القيام بمراقبة المريض من الناحية الطبية والغذائية.